أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الطائي - عريس ليلة واحدة















المزيد.....

عريس ليلة واحدة


علي الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 1323 - 2005 / 9 / 20 - 09:19
المحور: الادب والفن
    


استيقظت من نومها مفزوعة على صوت لعلة الرصاص الذي شق هدوء ذلك المساء الصيفي الحار فزادة حرارتا

خرجت من غرفتها مسرعة وجدت وحيدها يدخل باحة البيت وهو يصرخ ماما ماما انتهت الحرب والناس تحتفل

اخذتة وضمتة اليها خوفا علية من الرصاص الطائش سلت امها ماذا هناك

اجابتها اذاعوا الان بيان بانتهاء الحرب فقد وافق العدو على وقف الحرب

لم تقول شئ بل دخلت غرفتها وجلست امام المراءة واخذت الدموع تنهمر من عينيها كانها مطر شباط تذكرت زوجها الذي اخذتة تلك الحرب بل تلك المحرقة فكم من الشباب اكلتهم كما تاكل النار الهشيم

يوم زفافها ذلك الثوب الابيض الذي ما زالت تحتفظ بة لقد كانت خطوبتها تقليدية كانت امة تبحث عن زوجة لولدها فذكرت احدى جارتها ان لها قريبة شابة جميلة انهت دراستها الاعدادية وتركت الدراسة

فكانت الخطوبة التي انتهت بالزواج بعد شهر واحد تاجل زفافها عدة ايام بسبب دورتها الشهرية التي جاءتها في اول يوم اجارة لخطيبها فتاجل الزواج عدة ايام زفت الية في ثوبها الابيض يحيط بها قريبتها وصديقتها واخواتها

دخل اليها كان العرق يتصبب من جسدها بسبب الخجل والخوف معا فلم تتعود ان ينفرد بها رجل غريب والخوف مما سوف يحصل ومما ادخلتة النسوة العجائز في عقلها وبسبب تلك المحرمات والقيود التي تفرض على الفتاة

عندما بدء في خلع ملابسة لم تستطيع الا ان تغمض عينيها ضمها بين ذراعية قبلها في جبينها اولا متمني لها ولة حياة سعيدة معا

ثم تحول الى شفتيها اخذ يفتح سحاب ثوبها وهى لا تجرؤ على فتح عيونها رمى الثوب بعيدا كانت امامة عارية كانها البدر يوم تمامة لم يتمالك نفسة من الغوص بين نهديها

مددها على الارض في دقائق لا تعد امتلكها لم تحس سوى بوخزة الم داخلها ممزوج بلنشوة منظر الدم كان هو الاهم بالنسبة لة تحولت قطعة القماش الابيض الى لوحة سريالية بفعل البقع الحمراء



وهذا ما كانت تنتظرة عجوز تجلس على عتبة الباب وعندما فتح الباب كانت ماتزال في خوفها دخلت العجوز وتبعتها اخريات وعندما شاهدنا شاهدنا الدم تعالت الزغاريد معلنة انتصارا ذموريا جديدا اخذت العجوز اللوحة وسلمتها الى اهلها كان على عريسها ان يسافر صباحا الى سوح الوغى الى ساحة الحرب والموت

لم يعرف النوم طريقة الى عينيها وكلما كانت تغفوا كان يوقظها لم تعرف لحد الان كم مرة مارسا الحب عند الصباح اغتسلا ثم سافر على امل العودة باجازة الزواج

بعد ايام جاء بعد اسبوع جثة هامدة فقد سقط في ساحة الحرب والموت

في جنازتة البسوها ثوب زفافها عروس تحولت الى ارملة بعد ليلة واحدة مضت ايام لكن تلك الليلة اثمرت في احشاءها روحا

عندما تاخر موعد دورتها الشهرية اخبرت امها بذلك لم تعرف الام ماذا تقول لها كان هناك اكثر من وسيلة لانهاء الحمل قبل ان يستقر في احشاءها

طلبت منها امها ان لا تخبر احد بذلك حتى يروا ما يكون قريباتها نصحنها بانهاء الحمل وان لا تربط نفسها بطفل من زوج لم تعاشرة اكثر من ليلة واحدة

هى بقيت صامتة لمدة اسبوعين حتى تاكد الحمل عزمت امرها على الاحتفاظ بة اخبرت اهل زوجها بالامر الذين لم تصدق اذانهم ما تسمع في البدء

قالا لها الاب والام المفجوعين بوحيدهم وهما يكففان الدموع ان لها الخيار في ابقاء الحمل او انهائة

كان هو وحيدهم من الذكور ويعرفون ان انهاء الحمل يؤدي الى انقطاع نسبهم ولكنهم لم يريدوا ان يطلبوا منها ذلك وان يكون القرار له8م فهى لم تقضي مع ابنهم سوى تلك الليلة الوحيدة كما ان الضغط عليها قد يولد ردة فعل عكسية

بعد انقضاء اربعينية زوجها عادت الى بيت اهلها لتحتل نفس الغرفة التي تركتها قبل ايام ولكن هذة المرة تحمل في احشاءها جنينا يبحث عن الحياة

عادت اليها ايام العزاء عندما عجزت خوفا ان تقول ما يجول في نفسها عن سبب موت عريسها لا ن هناك نسوة يجلسن بين المعزيات هدفهم احصاء الانفاس والكلمات التي يطلقها ذوى الميت

انقضت شهور الحمل وجاء موعد المخاض وضعت طفلا جميلا قررت ان لا تسمية على اسم ابية كما جرت العادة في مثل هذة المواقف اختارت لة اسما يصلح للاولاد والبنات صباح اخذ يكبر يوما بعد يوم حاولت ان لا تشعرة بنقص في حياتة عملا جدية على ان يعوضاة عن اليتم بحنانهم ورعايتهم

كان يسال امة لماذا ابي غير موجود كان من الصعب ان تشرح لة ان اباة مات في حرب همجية بين زعيمين كل منهم يريد ان يكون سيد المنطقة وحاميها

كانت تقول لة مرو انة مسافر بعيدا او انة سوف ياتي بعد سنوات عندما اصبح بالخامسة بدء يعي انة يتم الاب وان اباة قتل بالحرب تقدم اليها اكثر من عريس رفضت فكرة

الزواج وانها تريد التفرغ لتربية ولدها

هل حقا لا تريد الزواج من اجل ولدها

ام ان ذكرى تلك الليلة ما زالت تداعب مخيلتها كلما جافاها النوم

كم مرة جاءها طيف تلك الليلة بالمها ولذتها وقفت امام المراءة بداءت تنزع ملابسها قطعة قطعة وهى تتامل جسدها وقفت عارية تنظر الى نهديها الى صدرها الى اردافعا الى تلك البطن التي مازالت تحتفظ برشاقتها وخصرها النحيف

بكت بحرقة والم شديدين لم تعرف ما الذي جرى لها منذ ان سمعت ان الحرب انتهت ارتدت ملابسها وخرجت بعد ان وضعت المكياج في وجهها وسرحت شعرها

علبة المكياج التي لم تفتح منذ تلك الليلة تعطرت

خرجت الى امها نظرت الام الى ابنتها بذهول لم تعرف ماذا تقول لها

قالت هى لامها اريد ان اتزوج ساوافق على اول من يطرق الباب طالبا الزواج لا اريد ان ابقى ارملة لليلة واحدة

الام - ماذا جرى لك

ردت عليها لااعرف ولكن اريد ان انسى تلك الليلة وان يكون لي اولاد اخرين

الام - وصباح

ماذا بة سيبقى معي

لم تقول الام شئ سكتت

هى --لا تنظري الي هكذا اعرف اني رفضت الكثير من الخطاب ولكن الحرب انتهت الان

خرجت لتشارك الاخرين الاحتفالات في الشوارع والساحات انتهاء الحرب التي لم تترك بيتا دون ان يكون لها فية اثر بين قتيل او مفقود او معوق

كانت الشوارع والساحات تزدحم بالناس رجالا ونساءا شيبا وشبابا خرجوا يتبادلون التهاني بالسلام دون سابق معرفة

رقصوا وغنوا على انغام الموسيقى كل يحاول ان ينسى الموت والحرب

اما هى فقد عادت الى البيت ليلا والحسرى تاكلها على عريسها الذي اكلتة الحرب كما اكلت الكثير

نست قرارها بالزواج عاشت لتربي ابنها ولتحاول حمايتة من الحروب العبثية للحاكم الذي لم يترك احد اباء وابناء دون ان يكونوا وقودا لحروبة ومجازرة العبثية



#علي_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سباق التبرع بالاموال بين الموت والدعاية
- فاجعة جسر الائمة--ارباك وسوء تصرف وراء فاجعة الاربعاء الاسود
- ذكريات
- لقاء منتصف الليل
- كبرياء معشوقة
- حكم الطوائف والعراق الجديد
- خذوا الحكمة من افواة المجانيين
- لجان تتلوها لجان والنتيجة معروفة
- من امن العقاب اساء الادب
- المنفى والقبلة
- صدام والعدالة
- الزقاق الواسع
- ديوجين والمنقذ
- مهب الريح
- حب ضد التيار
- صوت الشعب الهادر ومحاولة اسكاتة من بعض الرجعين
- الفارغ المتعالي
- دماء مباحة
- حلم ورصاص
- ليلة مظلمة


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الطائي - عريس ليلة واحدة