أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الطائي - ليلة مظلمة















المزيد.....

ليلة مظلمة


علي الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 1130 - 2005 / 3 / 7 - 09:43
المحور: الادب والفن
    


في ليلة ليس فيها قمر اخذوه بسيارة مظللة نوافذها ووضعوا القيد في يدية وعصبوة عيونة بين الركل والصفع ادخلوة الى السيارة لا يعرف ما هى جريمتة يسال لا احد يجيب سارت بة السيارة لمدة ليست بالقصيرة بل طالت واحسها دهورا مر امامة شريط حياتة فهو لم ينتم الى جهة معادية للحكومة لقد لقن ابنائة حب الحكومة والحاكم لم يفكر يوما في عصيانها فالحكومة هى الاب وهى العشيرة وهى الحياة هذا ما علموة اياة في المدرسة تعم كان لا يرضى عن الحكومة في بعض الاحيان ولكن لم يكن يبوح بذلك الاما ندر وللاشخاص الذين يعتبرهم من اهلة او اكثر وقفت السيارة اخيرا وانزلوا مثلما اركبوة بالركل والصفع ساروا بة في ممر طويل كان يسمع صرير الابواب الحديدية تغلق ورائة حتى احس بمن يفتح القيد من يدية ويزيل العصابة عنة ويركلة داخل غرفة
اسمها غرفة او زنزانة او قاصة كما يسموها بالسجن تحسس مكانة وسط الظلمة فكانت لا تتعدى المتر ونصف عرضا وطولا فيها شباك عالي لا يصل الية يدخل منة ضوء خافت فقد او ضاع لدية الاحساس بالوقت والزمن لم بعرف كم بقى في تلك الزنزانة من الزمن كانوا يدفعون الطعام من تحت الباب عبارة عن قدح ماء وصحن بة عدس لم ينضج بعد وقطعة من الصمون او الخبز بة اثر التعفن كان يسمع طوال تلك المدة انين اشخاص لا يعرف من اين ياتي الصوت ويسمع الصراخ والتوسل كان الوقت يمر كانة الدهر واخيرا اخذوا الى التحقيق اول ما دفع الى المحقق تلقى عدة ركلات وصفعات من شخصان يقفان بالباب ثم اجلسوة على كرسي خشبي وجلس امامة المحقق شخص ذو وجه قاسي اسمر كث الشعر ذو شاربين عريضان تقدح عيونة شررا كانت الغرفة خالية من اي اثاث سوى كرسيان وطاولة احدهم يجلس علية المحقق والاخر هو وعلى الجدار صورة كبيرة ااقائد الرمز سالة المحقق عن اسمة وسنة وعنوانة وعملة اجاب الرجل حاول المحقق ان يكون لطيفا معة اول الامر تم اخذت الامور تسوء كل عدة دقائق يتلقى الضريات مضى من الوقت الكثير ولم يعرف لماذا هو هنا وما هى تهمتة سالة عن انتمائة السياسي وكالن جوابة انة من حزب النظام حيث لم يكن يوظف اي شخص دون ان ينتمي لحزب النظام وعن عائلتة وغيرها من الاسئلة المملة الغرض منها الضغط النفسي علية ثم وجهت لة التهمة وهى التعرض لسياسة الدولة ولشخص القائد الرمز وعندما انكر ذلك صفع وضرب وعذب ورويدا رويدا يدائت تظهر الحقيقة العارية والمرة امامة فقد تطرق الى ان الشعب بحاجة الى كل فلس يصرف على جهات خارجية وان الفلس الذي يحتاجة البيت يحرم على الجامع وان هذا الحديث كان في جلسة ضمتة مع بعض اوفى اصدقائة ولم يكن يقصد منة شئ سوى التعليق على ان القائد الرمز تبرع بعد ملايين من الدولارات لجهات خارجية ها قد وشى لة من بعتبرهم اصدقائة المخلصين وشهدوا ضدة واستمر مسلسل التعذيب يوميا بكل صنوفة من التعليق بالمروحة السقفية لعدة ساعات الى الصعق الكهرابائي مروا بقلع الاظافر واطفاء اعقاب السكائر في الجسم الى التهديد باعدام عائلتة كلها او اغتصاب زوجتة الى كل ما يخطر على بال او لا يخطر من صنوف التعذيب الوحشي الذي يمارسة اناس لا يعرفون الرحمة اة اللة بل يعتبرون القائد الرمز هو الههم
تحول الى شبح وفارقت عيونة النوم فلا يسمح لهؤلاء البشر بالنوم ابدا شئ فشئ ضاعت ملامح وجهة يهدد كل يوم انة سوف يعدم بل اخبر انهم اعدموا زوجتة وشقيقاتة بعد ان اغتصبوهم واعدموا اولادة وكل من يمت الية بصلة تحولت حياتة الى جحيم لا يطاق مر علي اعتقالة ثلاثة اشهر لم يعرف كم مضى علية حتى اخذوة الى المحكمة العادلة يمكن ان تسميها اي مسمى سوى المحكمة فالقاضي هو الخصم والحكم بلا شهود ولا محامي وقف امام القاضي الذي انهال علية بالسب والشتم ووصفة بكل الاوصاف الدنيئة فشخص القائد الرمز لا يمس بسوء ثم حكم علية بالاعدام وبدء القاضي يتلوا سلسلة من المواد القانونية حتى وصل بالحكم الى سبع سنوات كل هذا لم يدوم سوى دقائق معدودات تمنى لو ان الحكم لم يبدل لكي يتخلص من حياتة فما فائدة الحياة بعد ان فقد اهلة حسب ما اخبروا بة الجلادون قساة القلوب عاد الى سجنة واستمر التعذيب والان بشكل اكثر لم يعرف ما هو السبب حتى اخلرة احد الجلادين انة سيرحل الى سجن اخر ليقضي محكوميتة هناك وهم يريدون ان يشفوا غليلهم منة قبل الترحيل لانة تطاول على شخص القائد الرمز كيف لا وهم وصلو الى حد تقديسة والتسبيح بحمدة ليلا ونهارا رحل الى سجن اخر ليقضي محكوميتة فية شاهد وجوة قد فارقتها الابتسامة والحياة واجساد تتحرك بلا هدف او اتجاة فقد فقدوا طعم الحياة مثلة من شدة التعذيب وتفنن الجلادين
السجن لم يكن يخلوا من الجواسيس الذين يحصون على السجناء همساتهم وحركاتهم كانت الايام الاولى قاسية بالنسبة الية بدء يتعود على حياة السجن التي تبدء الساعة السادسة صباحا يتم ايقاض السجناء واجراء عملية تعداد لهم ويبقون حتى الساعة السادسة مساءا تم تجرى عملية تعداد اخرى وتغلق ابواب القاعات المخصصة لنومنهم وضع هو في قسم الاحكام الثقيلة وكانت القاعة تضم اربعين سجين تتراوح محكومياتهم بين 7سنوات وحتى 15 سنة منهم اللصوص وقطاع الطرق والقتلة والمجرمين واخرين بتهم سياسية فلغرض استمرار اذلال السجين السياسي كان يودع مع اللصوص فالقائد الرمز لا يعترف بالقانون الذي يطلب معاملة خاصة للسجناء السياسين بقى بحدود 3 اشهر في سجنة الجديد لا يعرف عن علئلتة الا انهم اعدموا بسببة في يوم ادخل السجن شخص من منطقتة يعرفة عندما شاهدة فزع ولم يصدق نفسة فقد كانوا يتصورون انة اعدم ولم يكن يعرف عنة شئ التقيا وتعانقا بحرارة ثم اخبرة كيف وصل هنا وبعد اسبوع جاءت عائلتة السجين لزيارة النهم عرف ان اهلة بخير ولم يعدم احد منهم ولكن تعرضوا لمضايقات كثيرة والى استدعائاءات شبة يومية الى الامن والتحقيق والسؤال طال كل من يمت الية بصلة فحمد اللة وشكرة ان اهلة مازالوا احياء فكتب اليهم رسالة يخبرهم انة حي ومكان سجنة
لم تصدق عائلتة الرسالة ولم يصدقوا انة حي فقد انقطعت اخبارة نتذ تلك الليلة المظلمة بين الركل والصفع فقد ذاقوا المر على ايد ابطال القائد الرمز فقد اصبحوا في نظرهم عملاء وخونة تعرضوا للمراقبة والتحقيق في اي وقت بليل او نهار هددوهم بكل انواع التهديد النفسي اصبح كل من يريد رضا مسؤلة يراقبهم ويقدم التقارير عنهم عندما سمعوا انة حي صعقوا زوجتة لم تتمالك نفسها فقدت الوعي ففي لحظة من لحظات ياسهم قررا اقامة مجلس عزاء لة على اعتبار انة اعدم فلم يسمح لهم بذلك لان الخائن والمتامر على القائد الرمز لا عزاء لة عند حلول موعد الزيارة كانوا عند الباب منذ الصباح الباكر لم يسمح لهم بالزيارة الا بعد ساعات وبعد تفتيشهم بدقة واستفزاز وعند اللقاء بكت العيون دما بدلا من الدمع وكانت لغة الدموع اصدق من لغة الضاد عجز اللسان عن التعبير عن ما يجول في خاطر كل منهم من لحظات تجمع بين الفرح والحزن والاسى فبعد عدة اشهر وبعد ان ياس من الحياة ها هى الحياة امامة من جديد وما زال اهلة احياء رغم كل المضايقات التي تعرضوا لها وها هو مازال حيا وسيعود يوما الى عائلتة رغم قسوة الجلادين والم الاغلال والقيود
وتمضي الايام والسنون ويفرج عنة ويوضع تحت المراقبة ويصبح مادة خصبة لكتاب التقارير والوشاة وتضيق بة الدنيا وتسد امامة ابواب الرزق فكيف لا وقد تطاول على شخص القائد الرمز وفي صباح جميل وفي وقت علت بة قرقعت السلاح والطبول يسقط القائد الرمز ويبقى هو الانسان لتعود لة البسمة ويهرع الجلادون الى الجحور
ليبقى الانسان الفرد يعيبد خالقة الرب الواحد
فلا مكان لعبادة الرموز
يسقط القائد الرمز فتعود السعادة للناس ويتخلصوا من الخوف وتصبح السجون بلا قيود وتعود للحياة وجهها الباسم المشرق
27-2-2005



#علي_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة الحلة والتلاحم المصيري للعراقيين
- حب تحت الرماد
- المخابرات السورية والعب على الحبال
- مسلسل السرقات والهدر بالاموال العراقية الى متى؟
- القدر لم يحن بعد
- دول الجوار والتباكي على العراقيين
- الصحراء والحرب
- العرس الانتخابي بين المقاطعة والطموح
- احلام الجلبي و جمهورية الجنوب الجلبية الدكتاتورية
- الجيش العراقي تاريخ مجيد وحاضر غائب مؤلم
- ما فائدة التواجد العسكري بدون توفير الامن
- عندما غنى الطائر الاول
- قلب الحقائق مقابل برميل نفط
- ازمة الموصل بين الاجتياح والمقاومة والسلم
- الحوار هو السبيل لحل الازمة العراقية
- المجلس الوطني العراقي وهموم الناس
- طيور الظلام وتدمير العراقي
- طيفك المؤنس
- ايتام صدام والكذب المفضوح
- ايهم اهم مصلحة العراق ام التشبث بالمناصب


المزيد.....




- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الطائي - ليلة مظلمة