أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - كتابي: طراطيش حكي














المزيد.....

كتابي: طراطيش حكي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4747 - 2015 / 3 / 13 - 20:51
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


حين بدأت بعرض كتابي الجديد(طراطيش حكي) في مكتبات الجامعات والمكتبات العامة تعرضت من قِبل مدراء المكتبات ورؤساء الأقسام وخصوصا أقسام التزويد والتصنيف إلى حملة شرسة بسبب وضع صورة المسيح –وهي صورة تقريبية- على الجبل , وهي بما عُرف بموعظة المسيح على الجبل, أغلب المكتبات اتهمتني بالكفر وبالعمالة وبالترويج للديانة المسيحية, علما أنني قلت للجميع: أن أضع صورة المسيح ومقتطفات من موعظة المسيح على الجبل, هذا أفضل بكثير من أن أضع صورة لعاريات أو لرجال يقطعون الرؤوس بالسكاكين وبالسيوف , ثم أن الأناجيل الأربعة والعهد القديم والجديد كلها متوفرة في المكتبات العامة والمكتبات الجامعية, وأيضا: أن أُروج للإنجيل فهذا ليس عيبا ولا تفاهة ولا نقصا وهو أفضل عند الله من ترويج المخدرات والحشيشة وسجائر التبغ, تعذبتُ كثيرا بسبب الكِتاب وتضررت ماديا وخسرت حتى الآن ما قيمته تقريبا 1000 -$- أمريكي , وما قمت ببيعه حتى الآن كله لا يغطي تكاليف التنقل عبر وسائط النقل المختلفة , فمثلا بعض الجامعات اشترت مني بقيمة عشرين دينارا أردنيا وتكلفة الذهاب والإياب من منزل إليهم تقريبا 10 عشرة دنانير فإذا أضفنا هذا المبلغ مع التكلفة الحقيقية فإن خسارتي في كل مرة 5 دنانير أردنية , وبناء عليه لم أعد لبعض المكتبات من أجل استلام ثمن الكِتاب لأنها بحسبة بسيطة سأخسر أكثر من ذلك, ذلك أنهم لا يدفعون ثمن الكتاب مباشرة كما يقول المثل العامي( شندي بندي) أو (قُضيب بقضيب) إلا بعد المراجعة عدة مرات والبحث عن معارف وواسطات, والله الموضوع مقرف جدا.

وأزيدكم من الشعر بيتا وهو أن الكتاب يحتوي في داخله على عدة عناوين تتحدث عن يسوع والمسيح والمسيحية, وكل الموظفين حين يستطلعوا ويطالعوا ويقلبوا صفحات الكتاب وينظرون في لوحة الغلاف فورا يسألونني: هل أنت مسيحي؟ فأقول: أنا إنسان, فيردون قائلين: يا رجل أسمك (جهاد علاونه) وهذا الاسم وهذه العائلة مسلمة, أليس كذلك؟, فأقول: نعم, صحيح, فيقولون: يا رجل حرام عليك أتق الله في مالك وأهلك, من سيشتري منك الكِتاب؟ أنت هنا حين تضع موعظة المسيح على الجبل وفيها كلمة أبناء الله, فهذا كفر ومعناه أن عيسى عليه السلام ليس بشرا وإنما إبنا لله.
قُلتُ لأحدهم: وأنتم كمسلمين ألا تقولون عن زوجات محمد(ص) أنهم أمهات المؤمنين؟ فيردون ب نعم, فأقول أليس هذا كفر؟ كيف بهؤلاء أن يكن أمهات للناس؟ وهذه تبريرها مثل تلك.

كنتُ أعتقد أيضا بأن يشتري المسيحيون مني الكُتاب, ولكن قلة نادرة من المسيحيين الذين اشتروا مني الكِتاب وهنا المسألة أكثر تعقيدا, حتى غالبية المسيحيين لا يقرؤون كما كنتُ أتوهم, وتجارة الكِتاب وصناعته في الدول العربية كلها عبارة عن خسارة في خسارة , وأتساءل جدا, ماذا سيشتغل كاتب مثلي لكي ينفق على عياله؟. إذا كانت الكتابة في الوطن العربي مطاردة ومُحاربة من قِبل الحكومة والناس , وصرتُ أفكر فقط بتحصيل ثمن الكلفة لا غير ولا أريد أن أربح من وراء الكِتاب أي مبلغ مالي.

ثم أن رؤساء المكتبات والمدراء لا يحترمون مهنة الكاتب, ثم أنه من المفروض أن تكون المكتبة متنوعة في الكُتب وموضوعات وعناوين الكُتب ذلك أن الذي يدخل للقراءة ربما أنه مسيحي أو مسلم أو شيوعي أو ليبرالي وبهذا يجب على المكتبة الحفاظ على التنوع, ومما زاد قهري أن قال لي مدير مكتبة بلدية إربد( كتابك لا يتلاءم مع خط المكتبة الديني) ورفض شراء الكِتاب فشكوته إلى رئيس البلدية ووافقوا بعد جهدٍ جهيد على شراء أربع نُسخ بثلاثين دينار أردني بعد أن راجعتهم وذهبتُ إليهم عدة مرات وحتى أُحصل المبلغ يجب أن أذهب إليهم أيضا عدة مشاوير, يعني تجارتي مثل تجارة جحا بالبيض.

وها أنا في المنزل أجلس مع كتابي وكل أعضاء الأسرة يلومونني ويعاتبونني ويتخذونني سخرية, فمنهم من يقول لي: بيعه خرده, ومنهم من يقول: عندي صوبة حطب بيعني إياه لأطعمه للنار, ومنهم من يقول لي: بيعه إلى أي بائع يبيع على العربه فول وبليلا, أو لأي مطعم يضع فيه فلافل وسندويشات , المسألة ببساطة عبارة عن مسخرة وكان يجب عليّ منذ البداية أن أختصر الموضوع وأن لا أكتب كتابا لأمة لا تقرئ ولا تحترم الكِتاب ولا المؤلف , كان من الواجب عليّ كما قال لي البعض أن أكتب عن خالد بن الوليد أو عن الوضوء والصلاة لكي أجد من يقتني كتابي ويشتريه, لقد وضعت جهدي في الكِتاب وكتبتُ عن قناعاتي الشخصية بيسوع وبالمسيحية وكنتُ أعرف بأنني سأواجه المتاعب ولكن لم أتوقع بأن تكون الخسارة كبيرة والمتاعب أكثر مما أتوقع , على كل حال وضعت في الكتاب عبارة للمسيح تقول: ( ماذا لو كسبت العالم وخسرت نفسك!1) وأنا بصراحة خسرت العالم من حولي ولكنني سعيد لكوني كسبتُ نفسي وللأبد , وأنا سعيد بخسارتي المادية وسعيد بثقة قرائي وسعيد بالناس القلائل الذين أشتروه مني , وسعيد جدا بأنني وضعتُ في بعض المكتبات العامة نسخة أو نسختان منه , وسعيد بأنني أتعذب وما زلت محافظا على نفسي ولم أبعها ولم أبع معها قلمي لأحد, سعيد جدا بتأليف الكِتاب لأن بعض الأصدقاء وخصوصا المسلمين فهموا المسيح والمسيحية بخلاف ما تعلموه عنها في المدارس والدكاكين.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناس تكرهني ولكن يسوع يحبني
- يا قليلي الإيمان
- المؤمن المسيحي أقوى إيمانا من المؤمن المسلم
- المستقبل للديانة المسيحية
- المرحاض هو أفضل مكان
- العالم الجليل أبو لؤلؤة المجوسي
- غباء البخاري
- العرب يمدحون بصوت منخفض ويشتمون بصوت مرتفع
- كيف يتغلب عليك الشيطان؟
- التعصب
- وقفة قصيرة بين الإنجيل والقرآن
- لحية الشيخ الطويلة
- المسيحيين عندهم شرف أكثر من داعش
- ختيار سمعه ثقيل
- دعوة للشرك بالله
- أحبك يا يسوع
- مسيحي بس محترم!!!
- قفص مارك توين
- نعمة الرب
- بجاحة المسلمين


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - كتابي: طراطيش حكي