أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - لحية الشيخ الطويلة














المزيد.....

لحية الشيخ الطويلة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4665 - 2014 / 12 / 18 - 01:42
المحور: كتابات ساخرة
    


كان يا ما كان في قديم الزمان وفي سالف العصر والأوان عصفور طليق يعيش في وسط غابة مليئة بالمخلوقات وبالطيور, وكان العصفور يفهم الحياة فهما شكليا من خلال الشكل, وكان يشكّل وجهات نظره في الناس على حسب الهيئة والمنظر, وفي ذات يوم من الأيام توجه العصفور المسكين إلى نبع ماء في الغابة لكي يشرب منه الماء ويبل ريقه ويروي عطشه , وحين اقترب من النبع لكي يشرب منه الماء فجأة وبدون سابق إنذار رأى شيخا كبيرا وطاعنا في السن ولحيته طويلة قادما من مكانٍ قريب يريد هو أيضا أن يشرب الماء مثله في ذلك مثل العصفور, فحزن العصفور على حال الشيخ ذو اللحية الطويلة وقال في نفسه : يا لهذا الشيخ الطيب المسكين, لا بد وأنه عطشان أكثر مني أنا, لذلك لن أزاحم هذا الرجل الطيب على نبع الماء وسأجلس بقربه أنتظره لكي يشرب هو أولا ومن ثم أذهب أنا إلى النبع لكي أشرب الماء من بعد أن يبارك هذا الشيخ الطيب بركة الماء بلحيته الطويلة, وجلس العصفور الطيب إلى جانب الشيخ وعلى مقربة منه ينتظر بالشيخ ذو اللحية الطويلة أن يشرب من النبع وأن يملئ قربته من النبع إن أراد ذلك, والعصفور المسكين كان مطمئنا من الشيخ صاحب اللحية الطويلة, وما مرت بعض الدقائق إلا وأحس العصفور بأن الشيخ الطيب قد ارتوى من نبع الماء , وفرح العصفور كثيرا لأنه ظن بأن الشيخ ذو اللحية الطويلة سيغادر النبع ليأتي دوره لكي يشرب الماء دون أن يتسبب العصفور لصاحب اللحية الطويلة بالأذى, ولما شعر العصفور بأن الشيخ يريد المغادرة اقترب من النبع لكي يشرب, وفجأة شعر العصفور بحجر صغير يضربه الشيخ به على عينه مما أدى بعين العصفور أن تسيل منها الدماء على نبع الماء فصاح العصفور قائلا: لماذا فعلت بي هذا أيها الشيخ؟ أنا لم أتسبب لك بالأذى!!, والله لأشتكينك إلى قاضي المدينة, وذهب العصفور مسرعا وهو يتألم ويصيح ويصرخ من الأذى إلى بيت قاضي المدينة, فلما رآه القاضي وسمع منه الحكاية بعث في طلب الشيخ صاحب اللحية الطويلة, فلما حضر سأله القاضي بعد أن طلب من العصفور أن يعيد سرد القصة أمامه:

-هل ما يقوله العصفور صحيح؟

- نعم , نعم,صحيح يا حضرة القاضي.

القاضي يلتفت إلى العصفور ويقول له, اسمعني أيها العصفور الطيب , لقد قررت أن تحكم أنت بنفسك على هذا الشيخ اللعين , فيرد العصفور: لا يا سيدي القاضي أنا أريد أن أسمع منك أولا حكمك على هذا الشيخ الذي اقتلع لي عيني, فقال القاضي: العين بالعين؟ ما رأيك بهذا الحكم؟ هيا قم واقتلع لهذا الشيخ عينه.

العصفور: لا يا سيدي القاضي, ليس لعينه ذنب,أنا لا أريد أن أقتلع عينه.

القاضي: إذاً أقطع لك يده, لأن يده هي التي رمت عينك بالحجر واقتلعها لك.

العصفور: لالالالا, يا سيدي القاضي, يده لم تتسبب لي بالأذى.

القاضي: حيرتني أيها العصفور المسكين!!! وأثرت فضولي وإعجابي, إذاً أقطع لك يده ورجله وعينه.

العصفور: كلا أرجوك, هذا لا يكفي.ولن يفي بالغرض المطلوب.

القاضي: إذاً أطلق أنت عليه الحكم, وأنا الآن أريد أن أستمع منك,أريد أن تحكم عليه أنت.

العصفور: وهل تقبل بحكمي؟

القاضي: طبعا أقبل.

العصفور: أريد منك أن تقص لي لحيته الطويلة , فبسبب لحيته الطويلة وضعتُ به كل ثقتي , ولو لم يكن له لحية طويلة ما اقتربتُ منه أبدا ولما وثقت به كل هذه الثقة, فحين تقص لحيته ستحذره كل الناس وكل العصافير البريئة, ولن يجرئ بعدها على خداع الناس بلحيته الطويلة, أنا حين رأيت لحيته قلت: هذا رجل متدين وطيب القلب ولن يؤذيني.

وأنا وأنتم يا أصدقائي, فكم خدعتنا اللحى الطويلة في مجالس النواب وفي المتاجروفي الأحزاب السياسية وفي الجمعيات الخيرية وفي الهيئات والمنضمات, غشونا بلحاهم وضحكوا علينا, وسرقوا لقمة خبزنا, وكذبوا علينا, وتسببت لحاهم لنا بالأذى يجب أن لا نقبل بسجنهم أو قطع أيديهم أو أرجلهم لأن هذا لا يفي بالغرض ولا حتى سجنهم أو شنقهم فإذا فعلا ذلك وابقينا على لحاهم فلسوف يستمرون في خداع الناس حتى وإن زحفوا على بطونهم وقطعنا لهم ألسنتهم وأرجلهم,..وأكبر عقاب لأصحاب اللحى أن نقص لحاهم لكي لا يخدعوا الناس إلى الأبد.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحيين عندهم شرف أكثر من داعش
- ختيار سمعه ثقيل
- دعوة للشرك بالله
- أحبك يا يسوع
- مسيحي بس محترم!!!
- قفص مارك توين
- نعمة الرب
- بجاحة المسلمين
- القاتلُ مُجرما وليس مقدَسا
- مؤسسات المجتمع المدني في الدول العربية يفتقر نظامها الداخلي ...
- امرأة حاولت تعريفها بالمسيح
- استثمار الكراهية في المجتمعات العربية الإسلامية
- المسيح يشفي الأمراض دون أن يضطر لفتح الجراح بالشفرة
- لآدم زوجة واحدة 2
- فضيحة الشيخ رمزي
- هكذا هي الحياة
- المرأة العاقلة في المجتمع الإسلامي
- العلمانيون والملحدون أكثر قربا لله من الشيوخ المسلمين
- محمد سيد الخلق أجمعين!
- فجأة شعرت أنني غريب


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - لحية الشيخ الطويلة