أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - نعمة الرب














المزيد.....

نعمة الرب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4650 - 2014 / 12 / 2 - 17:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"يوحنا: 1: 17: لأن الناموس بموسى أعطي,أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا"

"نعمة سريعة الزوال نطلبها من أناس زائلين أكثر مما نطلب نعمة الرب. شكسبير,مسرحية:ريتشارد الثالث."
وقالت لي جدتي يوما"عِش غني النفس واقنع من قليل,مُتْ ولا تُطلب معاشك من لئيم"

افتح باب بيتك لله وستدخل منه النعمة, افتح باب قلبك لله فستدخل منه المحبة إليك, لأن المحبة نعمة والغفران نعمة, صلِ على مائدة الطعام لكي تبقى النعمة دائمة وإلى أبد الآبدين, أطلب من الله أن لا يزيل نعمته وأن لا يحرمك منها , صحيح أن رائحة جهنم مقرفة ورائحة المزابل المنبعث منها غاز الميثان مقرفة أيضا ولكن لا توجد رائحة أسوأ من رائحة نعمة الله حين تفسد,يقول الكاتب استيفن براون: يستطيع الطبيب البيطري أن يعرف الكثير عن صاحب الكلب وإن كان لم يره طوال حياته على الإطلاق,وذلك من خلال معاينته للكلب, وكذلك هنالك ظاهرة في الطب الجنائي تقول: بإمكان المحقق أن يتعرف على شخصية القاتل من خلال الطريقة التي استعملها القاتل بحق ضحيته, فماذا نعرف نحن عن الله من خلال عباده الذين يرحمهم بنعمته؟ إننا بحق لا نستطيع أن نرى الله ولكننا نستطيع أن نرى أعماله وأفعاله في حياتنا اليومية وبقدرته على خلق هذا الكون من حولنا, نستطيع أن نشتم رائحة الله من خلال نعمته علينا, نِعمُ الله كثيرة ,وليس لها حدود, وأنا شخصيا أشكر الرب على نعمته وعلى كل نِعمه عليّ في زمنٍ انعدمت فيه النعمة من المعابد الدينية, فحتى أغلبية المعابد ما عدنا نرى فيها نِعمة الرب لأن المصلحة والمنفعة والتفكك الأسري والشر قد سيطر على العالم, وقاعدة لكل شيء ثمن وهذا أدى بالناس إلى التراجع عن فعل الأعمال الطيبة, نحن في زمنٍ فقدنا فيه النعمة على أصولها, نستطيع أن نرى نعمة الله وأثرها على هذه الوجوه الجميلة وفي العيون الجميلة, نِعمُ علينا منها آثارا كثيرة, ومنها ما يسحرنا جدا ومنها ما يجعلنا نقفُ بصمت فاتحين أفواهنا ونحن مبهورين بتلك النِعم,, نعم الله في الأرض وفي الجداول التي تنساب من حولنا, أنظر عزيزي القارئ: النِعمةُ تحيط بنا من كل جانبٍ وجانب , إنها في لقمة خبزنا وفي إرواء عطشنا وإشباع جوعنا وفي الابتسامة الشفافة على وجوهنا, حين يرسم أحدهم على وجهي ابتسامة فهذه نِعمة لا تقدر بثمن, فمن هو الذي يُعطي النعمة؟ ومن هو الذي ينشر النِعمة؟, ومن هو الذي يطيح بالنعمة أرضا, هنالك من يرفس نعمة الله برجليه, وأنا طوال عمري وأنا أحذر جدا من مقولة جدتي حين كانت تقول لي عندما لا يعجبني شيئ: (لا ترفس يا جده نعمة الله برجليك), هذا تحذير كان ينطلق من فم جدتي, جدتي في ذلك الوقت كان عمرها أكثر من ثمانين عاما, كانت قد خبرت الحياة بحلوها ومرها, وكان وقتها عمري عشر سنوات لم أتجاوزهن مطلقا, كنت لا أعرف ما هي النعمة بالضبط إلا أنني كنت أعرف معنى واحدا سطحيا للنعمة وهي(الخبز) أو (حبة زيتون) أو(زر بندوره) أو (زر بطاطه) كانت تقول لي حين لا يعجبني ما تطبخه أمي واطلب غيره: كانت تقول: (لا يا جده لا ترفسش نِعمة الله برجليك) هذي عواقبها وخيمة, وحين كبرت وخبرت الحياة وازداد تأملي فيها من كل الجوانب صرت أعرف فعلا نعمة الله, ومن هو الذي يستحق أن يرى نِعمة الله, ومن هو الذي يستحق أن يعطيه الله من نعمته ويزيده من نعيمه, نِعمة الله لا تقدر بثمن, ولا تُكال ولا بأي مقياس, نِعمة الله حاضرة فينا ليلا ونهارا, وتمشي في عروقنا تماما كما تمشي فيها الدماء, نعمة الله أحيانا تسقطُ علينا من السماء وأحيانا تخرج لنا من الأرض وأحيانا تأتينا من الدول المجاورة, نِعمة الله التي أنعمها على كثيرٍ من الخلق دون أي تمييز بين مسلمٍ ويهودي ومسيحي وبوذي وملحد وعلماني وشيوعي, الله يهب نعمته لكل الناس, لذلك نحن نرى الله ونحس به ونشعر بوجوده من خلال عنايته بنا, فكيف مثلا كان الطبيب البيطري كلما كشف على كلب أو قط أو أي حيوان آخر يتعرف فورا من خلال الحيوان وصحته على صاحب الكلب دون أن يراه؟ كيف فعلا كان يعرف أصحاب تلك الحيوانات ويتعرف على شخصيتهم علما أنه لم يكن ليرى على أرض الواقع أياً منهم!!.

إن العناية الإلهية بنا تدل على الذي يعتني بنا, فنحن مثلا نقول باستغراب: كيف نجا هذا الشخص من هذا الحادث المؤلم؟ كيف نجا من سيارته وقد انقلبت به عشرين قلبه على أقل تقدير؟ كيف نجا أيضا هذا الشخص من هذا المرض الخطير؟ كيف تعلم وكيف أكل وشرب هذا الرجل وهو لا يملك في جيبه أي مليم!!!, وأنا واحد من هؤلاء الناس حيث لي عدة سنوات لم أعمل ولا في أي وظيفة وأحيانا يستغرب الناس كيف بي آكل وأشرب أنا وأولادي!! لا بد أنها نعمة العناية الإلهية بي وبكم, لنكن مع الله دائما متوجهين إليه بعيوننا وبقلوبنا شاكرين له لنعمه الكثيرة علينا, فالصحة عناية, والمرض أيضا عناية إلهية, والله دائما يخطط لأمور لا نعرفها, لذلك نحن لا نعترض عليه مطلقا, نِعمه قد ملأت هذا الكون من حولنا, نعمه في أجسادنا ويده في بطوننا وعقولنا وعيوننا وآذاننا, يرعانا أينما ذهبنا يقف معنا في كل الأزمات, يصفح ويسامح ولا أحد يعرف له أي حدود, ليس لنعمه نهاية وليس لنعمه كفاية, الله وحده من يقف معنا, نعمته حاضرة بيننا دوما, وفي اللغة نطلق على الحيوانات كلمة(أنعام) تلك الحيوانات التي نستفيد من لحومها وألبانها وجلودها .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بجاحة المسلمين
- القاتلُ مُجرما وليس مقدَسا
- مؤسسات المجتمع المدني في الدول العربية يفتقر نظامها الداخلي ...
- امرأة حاولت تعريفها بالمسيح
- استثمار الكراهية في المجتمعات العربية الإسلامية
- المسيح يشفي الأمراض دون أن يضطر لفتح الجراح بالشفرة
- لآدم زوجة واحدة 2
- فضيحة الشيخ رمزي
- هكذا هي الحياة
- المرأة العاقلة في المجتمع الإسلامي
- العلمانيون والملحدون أكثر قربا لله من الشيوخ المسلمين
- محمد سيد الخلق أجمعين!
- فجأة شعرت أنني غريب
- نسبة العلمانيين من سنة1900-1980
- المسلم غير راضٍ عن قرارات الله
- بإمكاننا أن نحب اليهود
- فضيحة عقد النكاح
- عالم عربي بلا هوية عصرية
- أرض الميعاد
- المسجد الأقصى مَعْلَمٌ سياحيٌ


المزيد.....




- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - نعمة الرب