أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - جهاد علاونه - مؤسسات المجتمع المدني في الدول العربية يفتقر نظامها الداخلي للديمقراطية















المزيد.....

مؤسسات المجتمع المدني في الدول العربية يفتقر نظامها الداخلي للديمقراطية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4647 - 2014 / 11 / 29 - 04:41
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


حتى الذين يطالبون بالمساواة بين الجنسين في بيوتهم عبارة يميزون بين الجنسين وتتعرض الإناث داخل منازلهم للضرب وللإهانة وللإقصاء من ساحة اتخاذ القرارات وجميع مؤسسات المجتمع المدنية في الأردن وفي أغلبية الدول العربية تطالب بالحرية وبالعدل وبالمساواة بين الجنسين وبمكافحة الفساد المالي والإداري علما أن هذه المؤسسات نفسها تفتقر مكاتبها الإدارية والتنظيمية إلى الحرية والديمقراطية وتبادل أدوار السلطة بين منتسبيها ومنذ بداية العصر الحديث ونحن نشهد حركات إسلامية متعددة بين يمينية متطرفة وبين وسطية معتدلة, وهذه الأحزاب الوسطية لا تميل إلى الوسطية نفسها في ترسيخ مفهومها السياسي الداخلي, وهنالك مفارقة بينها وبين تلك التي ترى أن إصلاح المجتمع والدولة يبدأ من الهرم ومن ثم تتجه للإصلاح من الأسفل وتعني بذلك إصلاح رأس النظام الحاكم, علما أيضا أن الرؤوس الكبيرة في تلك الأحزاب عبارة عن دقه قديمة وموضة قديمة ونفسها تحتاج إلى إصلاح وإعادة تأهيل من جديد, وهنالك مفارقة أخرى بينها وبين تلك التي تقفُ منها على طرفي نقيض والتي ترى بأن الإصلاح والنهضة تبدأ من الأسفل وتنتهي بالقمة أي ترى لزوم إصلاح الشعب أولا ومن ثم رأس النظام الحاكم علما أيضا أن جميع كوادرها بحاجة أيضا إلى الإصلاح من الداخل ومن الخارج, وهنالك اتجاهات إسلامية كانت وما زالت تطالب بقطع رأس النظام الحاكم كليا والثورة عليه وإحقاق الحق من خلال تتويج خليفة للمسلمين وأيضا هذه الأحزاب المتطرفة رأسها بحاجة إلى قطع واستبداله برأس جديد وتغيير لغة الخطاب السياسي القديم الذي عفا عنه الزمن, فمنذ ثلاثين سنة لم تغير تلك الأحزاب لغتها ولهجتها مع أن العالم من حولها تغيرت صورته وتبدلت قياداته أكثر من مرة, وخير من كان وما زال يمثل هذا الاتجاه هو(حزب التحرير) الذي يرى وجوب الثورة على الحاكم المستبد ليستبدلوه من عندهم بخليفة مستبد ولكن برأيهم: مستبد وعادل, أما جماعة التبليغ فترى عكس ذلك إذ أنها ترى من اللازب تغيير الشعب بمجمله وتوجيهه نحو التربية الإسلامية, طبعا الإسلام السياسي بكافة مراحله واتجاهاته وأنديته وجمعياته حتى هذه اللحظة لم يحرز أي تقدم على أرض الواقع بل على العكس زاد من هوة الاتساع والبعد والتفرقة بين مجموعة الدول العربية وعلى رأسها مصر ودول الخليج العربي الداعم الرسمي لأكثر الحركات الإسلامية تطرفا وتشددا حتى أنها في النهاية حين شعرت بوصول أو بمحاولة تلك الجماعات المتطرفة الوصول إليها تبرأت فورا من تلك الاتجاهات واعتبرتها إرهابية يجب محاربتها وقمعها.

إن أغلبية تلك الجماعات الإسلامية وعلى رأسها تلك التي تطالب بصندوق الاقتراع والانتخابات الديمقراطية لم تمارس هي أصلا داخل نظامها الأساسي الحرية والديمقراطية, والتي تنجح بالانتخابات وتصل السلطة عن طريق صندوق الاقتراع ترفض العودة مجددا إلى صندوق الاقتراع تماما كما حدث مع الثورة الإيرانية وأيضا كما كاد أن يحصل مع الإخوان المسلمين في مصر لولا تدخل الجيش المصري ورفضه أن تصبح مصر مثل إيران أو أفغانستان, وهذه التي تطالب بالانتخابات الديمقراطية وبالحياة النيابية البرلمانية نجد أن أغلبها لا تمارس الحرية والديمقراطية داخل مكاتبها التنفيذية , فأغلبية تلك الأحزاب والجماعات ما زالت قياداتها ثابتة ولم تتغير منذ أكثر من ربع قرن, وما زالت تلك القيادات تسيطر على المكاتب التنفيذية وأحيانا يتغير الأمين العام للحزب ولكنه يبقى عضوا إداريا في المكتب التنفيذي وهذا نوع من التحايل على الديمقراطية وعلى الدولة وعلى المواطن, حتى أن أغلبية الأحزاب والحركات السياسية والمؤسسات الثقافية في الوطن العربي غير الإسلامية أيضا تمارس هذا النوع من الاحتيال على الديمقراطية فأنا شخصيا أعرف كثيرا من القيادات في المؤسسات الثقافية منذ أكثر من ثلاثين عام وهي هي نفسها لم تتغير وإنما يقومون هم أنفسهم بتبادل الأدوار بين الرئيس وبين العضو الإداري وأحيانا يأتون بشخص جديد ويضعونه بينهم ويعطونه دور الرئيس كحركة تجميلية ليس إلا ويبقوا هم المسيطرون على التنظيم من خلال كونهم هم الأغلبية الأقوى في الحركة سواء أكانت جمعية خيرية أو حزبا سياسيا أو مؤسسة ثقافية, أي أن معظم مؤسسات المجتمع المدني بكافة أشكالها من أحزاب وهيئات وجمعيات ونقابات ورابطات وملتقيات ومنتديات كلاها أصلا تفتقر إلى ممارسة الحرية والديمقراطية داخل نظامها الداخلي, وإن كانت على الورق تعترف بتبادل الأدوار إلا أنها ترفضه عمليا.

إن معظم تلك الحركات الإسلامية وغير الإسلامية لم تحقق موضوع النهضة والتنمية الشاملة للشعوب التي وضعت ثقتها فيها, وتلك الأحزاب والهيئات ومؤسسات المجتمع المدنية التي تطالب بالحرية وبالديمقراطية تفتقر هي إليها أصلا وكما يقول المثل فاقد الشيء لا يعطيه, وهذه المؤسسات فاقدة للحرية ولتبادل الأدوار وللنزاهة في الانتخابات وهي بمجملها ليست مؤسسات مدنية على الإطلاق بل عصابات وحركات شللية وعنصرية وفئوية وعنصرية, ولدى هذه المؤسسات أعضاء لا يتم استخدامهم في تلك المؤسسات إلا في يوم الانتخابات حتى يدلوا بأصواتهم أمام وزارة الداخلية كمراقب ومشرف على تلك المؤسسات وأيضا أمام وزارات التنمية السياسية الراعي الأول لتلك المؤسسات والمشرفة أيضا على أنشطتها وأعمالها كافة.

إن تلك الأحزاب السياسية الإسلامية اليمينية واليسارية في الوطن العربي سواء أكانت تطالب بالصلاح من فوق أولا ومن ثم من الأسفل تحتاج تلك الأحزاب والهيئات إلى إصلاح نفسها أولا كونها أصلا لا تلتزم بالعمل الديمقراطي في نظامها الداخلي , فهي التي تحتاج إلى تغيير قبل الحكومة, ونهي التي تحتاج إلى مكافحة الفساد في نظامها الداخلي قبل أن تطالب الحكومة بمكافحة الفساد, وهي التي تحتاج إلى الحرية والديمقراطية قبل أن تطالب الحكومة بالحرية وبالديمقراطية وهي التي تحتاج إلى خلق أجواء من الحرية وقبول الرأي والرأي الآخر قبل أن تطالب الحكومة باحترام مبدأ النداء العالمي بضرورة احترام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, فهذه المؤسسات لا تحترم في داخلها الرأي والرأي الآخر بدليل أن عندنا في الأردن يتم فصل أي عضو من رابطة الكُتّاب الأردنيين إذا أبدى رغبته في التطبيع الثقافي مع إسرائيل كما حدث معي في صيف هذا العام حيث تم طردي من الرابطة لأسباب تتعلق بالتطبيع مع إسرائيل.

وإن المواطن العربي الذي يقبل بهكذا دور في مثل تلك المؤسسات التي يطلق عليها(مؤسسات المجتمع المدني) لا يعتبر ضحية لمؤامرة تديرها الدولة بل هو أصلا شريكٌ في هذه الجريمة, وبالتالي الأعضاء الإداريين لا يستطيعون الوصول إلى التنمية الشاملة ولا يستطيعون تفعيل الحياة النيابية في البلدان العربية لأنهم هم أصلا داخل مؤسساتهم لا يقومون بتمثيل الديمقراطية والحرية والاعتراف بالرأي والرأي الآخر, فإذا كانت تلك المؤسسات لا تحترم ولا تتقبل النقد الموضوعي ولا تتقبل الرأي الآخر فكيف ستطالب الحكومة باحترام الحرية والديمقراطية والتعددية, وإذا كانت في داخلها تمارس الديكتاتورية وقياداتها.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة حاولت تعريفها بالمسيح
- استثمار الكراهية في المجتمعات العربية الإسلامية
- المسيح يشفي الأمراض دون أن يضطر لفتح الجراح بالشفرة
- لآدم زوجة واحدة 2
- فضيحة الشيخ رمزي
- هكذا هي الحياة
- المرأة العاقلة في المجتمع الإسلامي
- العلمانيون والملحدون أكثر قربا لله من الشيوخ المسلمين
- محمد سيد الخلق أجمعين!
- فجأة شعرت أنني غريب
- نسبة العلمانيين من سنة1900-1980
- المسلم غير راضٍ عن قرارات الله
- بإمكاننا أن نحب اليهود
- فضيحة عقد النكاح
- عالم عربي بلا هوية عصرية
- أرض الميعاد
- المسجد الأقصى مَعْلَمٌ سياحيٌ
- الرؤيا العلمية لبيت المقدس
- يا سيدي المسيح
- بين الأم والابنة


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - جهاد علاونه - مؤسسات المجتمع المدني في الدول العربية يفتقر نظامها الداخلي للديمقراطية