أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - امرأة حاولت تعريفها بالمسيح














المزيد.....

امرأة حاولت تعريفها بالمسيح


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 00:40
المحور: كتابات ساخرة
    


كان ذلك في صباح أحد الأيام المشمسة حيث كنتُ متوجها من بيتي إلى عملي في محافظة إربد وبالذات في الشارع المؤدي من مجمع عمان الجديدة إلى (سامح مول) اقتربت مني إحدى الفتيات الجميلات وكانت بجد في كامل جمالها وأناقتها, قالت لي : صباح الخير يا أخ, فقلت لها: صباح النور يا مدام.

ثم صمتنا جميعا ولم ننطق بأي حرف ولم أدرِ وقتها ما أقوله لها, فقالت:

- هل تقف هنا منذ وقتٍ طويل؟

-لا...فقط منذُ 20 عشرين دقيقة, ولكن هل تسألين عن أي شيء؟

- لالا,ولكن منذ عشرين دقيقة مرت من هنا عدة نساء جميلات, لماذا لم تأخذ أي واحدة منهن؟.

في الحقيقة احترتُ فيما أقوله لها, وإلى أين سآخذ الجميلات, وأنا متوجه إلى العمل, فقلت لها: عفوا, مش فاهم شو قصدك!!.

- ليش؟ هو إنت أول مره تقف في هذا الشارع؟.

-أنا؟لا...على ما أذكر منذ شهر تقريبا.

- امممممم, أوكي ما بديش أزعجك,على كل حال, خليك على راحتك, وإذا أردتني فما عليك إلا أن تحضر سياره, شو ما معك سياره؟.

-في الحقيقه ليس معي سياره مطلقا, بعدين مش فاهم عليك, لوين يعني بدي أجيب السياره ,وليش بدي أحضرها.

- الظاهر إنك رجال مسكين وطيب وعلى نياتك, يا رجل اللي بقف موقفك في هذا الشارع ويتلفت يمينا ويسارا, على الأغلب بكون ينتظر في أي وحده من اللي بمرن وبقفن في هذا الشارع من الساعه الثامنه حتى ال11 صباحا.

فقلت: أممم, فهمت عليك, أنت بائعة هوى؟ صح أم أنا غلطان, أعذريني إذا كنت غلطان.

- لالالالا , إنت مش غلطان, أنا مش بائعة هوى, أنا أيضا أبيع العطف والحنان, اللي عنده نقص في الحنان أنا أعطيه إياه, اللي عنده كبت في العواطف أنا أعوضه له, اللي فاقد حضن حنيين أنا أعطيه حضني لمدة ساعه أو نصف ساعه.

فقلت لها: يا بنت الحلال صار عمري 44 سنة وحتى الآن لم أشتري الهوى لا بالجمله ولا بالتفصيل ولم أعرف لا قبل الزواج ولا بعده أي امرأة عدى زوجتي, وعندي لك مشروع آخر, بدل أن تكسبي لقمة خبزك من بيع الهوى واستثمار الصدر والأحضان, أستطيع تعريفك بإنسان يلبي لك كل احتياجاتك, أنا كنت إنسان مثلك لا أقدر على شراء الخبز وفجأه ظهر هذا الشخص في حياتي ....نعم, في حياتي وتغيرت كل أموري من سيء إلى ممتاز وأنا الآن لا أطلب منه أي شيء إلا ويلبيه لي, صدقيني هذه هي فرصتك وجربي تجربتي وامشي معي.

فأخذت نفسا عميقا ومدت يدها إلى جيبي وأخرجت سيجاره من باكيت دخاني وأشعلتها وأرادت أن تعيد باكيت الدخان إلى جيبتي فقلت لها: خذيه لا أريده ولتكن هذه العطيه فاتحة خير بيني وبينك, فقالت: بالمجان؟ بدون مقابل: قلت لها: الشخص الذي أعطاني اعطاني بالمجان, فكما أعطاني بالمجان أنا أعطيك بالمجان , فضحكمت بسخريه وقالت: في هذا الزمن لا أحد يعطي أحد بشكل مجاني, يا رجل حتى شيوخ المساجد لا يعطوني إلا بعد أن يلتهموا شفاهي ويمتصوا حلمات صدري, قلت: لالالا أنا أعرف شخصا طيبا جدا ورائعا جدا, ومحبا لكل الناس, يحكم بدون جيش ولا شرطه وتسمع الناس أوامره دون أن يلجأ إلى ارغامهم على ذلك, يعطي ولا يأخذ, ثقي بي, أنا أريد لك الخلاص, نظرت لي بلهفه وقالت: أكيد أنك رجل مجنون, ولكن سأتابعك, أين هو هذا الشخص, فقلت لها: ليس من اللائق برجل مثلي أن يقف معك في منتصف الطريق ويتحدث معك بهذا الأسلوب, تعالي معي إلى كوفي شوب قريب من هنا, وهنالك سأحدثك عنه, ذهبنا إلى الكوفي شوب وجلسنا على إحدى المقاعد وطلبت لها ولي قهوه من دون سكر, وتحدثنا طويلا وارتاحت لي جدا, وكادت أن تبادلني أرقام الهواتف,ولكن قالت: سنلتقي هنا بعد يومين , وعرفت أنني كاتب وشاعر ومثقف, ولكنها لم تكن تملك حسابا على الفيس بوك, فأعطيتها موقعي على الحوار المتمدن وطريقة البحث عن مقالاتي على الغوغل, وقمنا لنودع بعضنا البعض, فمددت يدي إلى جيبي وليس معي إلا عشرة دنانير أعطيتها نصفهن, فقالت: شو هذا؟.

- هذا نصف ما أملك, بإمكانك أن تعيشي بهن هذا اليوم.

- وبدون مقابل؟.

- طبعا بدون مقابل.

- أنت شخص غريب من المؤكد أنك مجنون.

ابتسمت في وجهها ونصحتها بأن تقرأ لي بعض كتاباتي, وطلبت مني أن أعرفها بالشخص الذي غير حياتي,,فقلت لها: على مهلك, أنا صادفته في الطريق مثل غيري, وسأخبره عنك, وأنت صادفتك اليوم في الطريق وكأن الأمر مرتبٌ مُسبقا, على كل حال سأخبرك عنه بعد أن تقرئي لي وصدقيني أنه سيملْ كل احتياجاتك كما ملء لي كل احتياجاتي, ثم ابتعدنا وتوارت أنظارنا عن بعض واختفينا بين زحمة السيارات, بعد يومين التقيت بها في نفس المكان , وبنفس الموعد, فنظرت لي نظرة فيها الكثير من الاحتقار لشخصي الطيب:

-مرحبا

- أهلين.

-حضرتك جهاد العلاونه؟

- صح, أنا هو الذي تحدثت معه مسبقا.أنا اللي التقيت فيك قبل يومين بالقرب من سامح مول.

- أيوه...أيوه...كيف حالك؟.

- بصراحه أنا حابه أوجهلك نصيحه.

- شو هي النصيحه؟.

- أنا دخلت على موقعك وقرأت كتاباتك عن المسيح, وعن العرب, وعن السياسه, وبصراحه قبل أن أقرأ لك كنت أحترمك, ولكن أحب أن أقول لك بأنك شخص قذر ولا تستحق كل الاحترام, أنت محتال ونصاب, كنت تحاول إقناعي بفكرك, أنا لا يشرفني أن تكون صديقا لي, يا رجل اتق الله عز وجل, ألا تخاف من يوم الحساب؟, كيف سيشفع لك محمدٌ يوم القيامة؟, حاول أن تعود إلى الإسلام.

حاولت طبعا أن أتكلم معها ولكن بلا جدوى, قالت لي: يا رجل مجرد ما قرأت عناوينك لم أستطع أن أكمل ما تكتبه, أعصابي لم تستطع أن تستحمل كفرك وإلحادك, ثم قلت لها بعد أن أدارت ظهرها لي: لو مارست معك الجنس وأعطيتك عشرين دينار هل ستحترميني أكثر!؟ أنا أعطيتك كما أعطاني المسيح من دون أن يأخذ مني شيئا , أنا عاملتك كإنسانه ولم أحاول رجمك أو قتلك, أنا إنسان أحب كل الناس,هى هى هى اسمعيني, ثم لحقت بها: فأمسكت لي حذاءها بيدها وأرادت ضربي بالحذاء, فتراجعت للوراء وقلت لها: آسف للإزعاج لم أكن أقصد هذا.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استثمار الكراهية في المجتمعات العربية الإسلامية
- المسيح يشفي الأمراض دون أن يضطر لفتح الجراح بالشفرة
- لآدم زوجة واحدة 2
- فضيحة الشيخ رمزي
- هكذا هي الحياة
- المرأة العاقلة في المجتمع الإسلامي
- العلمانيون والملحدون أكثر قربا لله من الشيوخ المسلمين
- محمد سيد الخلق أجمعين!
- فجأة شعرت أنني غريب
- نسبة العلمانيين من سنة1900-1980
- المسلم غير راضٍ عن قرارات الله
- بإمكاننا أن نحب اليهود
- فضيحة عقد النكاح
- عالم عربي بلا هوية عصرية
- أرض الميعاد
- المسجد الأقصى مَعْلَمٌ سياحيٌ
- الرؤيا العلمية لبيت المقدس
- يا سيدي المسيح
- بين الأم والابنة
- حالات تترك أثرها على نفسي


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - امرأة حاولت تعريفها بالمسيح