أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - دعوة للشرك بالله














المزيد.....

دعوة للشرك بالله


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4658 - 2014 / 12 / 10 - 19:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان فيما مضى الشرك بالله جريمة يعاقب عليها الإسلام بالردة وبالكفر وبالزندقة كصفة تلتصق في شخص وعقل وقلب كل من يدعو مع الله إلهاً آخر, وكان يومها الحكمُ كله لله وحده لا شريك له ومن أُسس وقواعد الإسلام: (أنت تؤمن بالله وملائكته وكتبه) وأن لا تشرك مع الله إلها آخر, وهذا حتى الآن كله مفهوم ولو كنتُ أنا في ذلك الزمن لآمنتُ بهذه الدعوة في وسط مجتمع بدوي ليس فيه قوانين مدنية عصرية وليس فيه حياة عصرية, ولكن تعالوا معي لننظر إلى زمن المسيح: حيث أن المسيح ظهر في وسط مجتمع زراعي ومجتمع تتواجد فيه القوانين العصرية الرومانية حيث نظّمت الدولة الرومانية أصول المعاملات بين الناس وظهر هذا أيضا في المقاطعات وفي المدن التي تسيطر عليها الدولة الرومانية, وكان موسى قبل ذلك قد جاء بالناموس مما أدى عند ظهور المسيح أن يعترف بتلك الأنظمة والقوانين من خلال مقولته عندما سألوه عن الجزية للإمبراطور-;-أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله), من هنا ومن هذا المنطلق تعترف المسيحية بأن هنالك نظام آخر يحكم الناس غير النظام الإلهي ويجب احترام هذا القانون والسجود عند قدميه كما يعفّر المؤمن جبينه وهو يسجد تحت أقدام الله.

أما بالنسبة للإسلام فلم تكن هنالك في عهد محمد حياة عصرية لذلك أراد هو وأصحابه الذين خلفوه من بعده أن يُنظموا حياة الناس التجارية , أي الدينية والدنيوية مما أدى في الإسلام إلى ظهور سلطة(ثيوقراطية) لا يوجد فيها تمييز بين ما هو دنيوي وما هو ديني, فالدين يجب أن يكون مثل الديانة المسيحية مقتصرا على تعليم الناس وتربيتهم على المحبة وعلى التسامح وأن لا يتدخل الدين في الأمور الدنيوية مثل تنظيم حياة الناس وضبطها على إيقاع القوانين المدنية العصرية والتي هي ليست من صنع البشر بقدر ما هي من صُنع الظروف وما تفرضه طبيعة الحياة وتطوراتها وتجلياتها.

ونحن اليوم نقف على أبواب المجتمع المدني الحديث بكل مؤسساته الحكومية وغير الحكومية والشبه حكومية أو كما يقال عنها قطاعات الدولة الخاصة, ونحن من هذا المنطلق نطلب من الدين الإسلامي أن يقبل الشراكة معه في الحُكم وأن لا تقتصر العلمانية الإسلامية فقط لا غير على إبعاد الدين عن السياسة بل أيضا إبعاد الدين عن النقابات المهنية والأحزاب السياسية وإبعاده أيضا عن المؤسسة العسكرية , وأن لا يتدخل بقضايا المرأة وأن يبتعد الإسلام بكافة مؤسساته عن ما تفرضه طبيعة الحياة السياسية على المرأة من فِكر ومن تقنين وأن يترك الدين مؤسسة الزواج والعائلة(النواتية) لعلماء الاجتماع.

هذا ما نسميه بصراحة قبول الشِرك بالله, أي أن نقبل بالحياة العصرية وأن نقبل بالمؤسسات القانونية كشريكٍ لله في تنظيم حياتنا وتربية أولادنا وأن لا يبقى الدين مهيمنا على حياتنا الدنيوية يجب أن نمارس الحياة بما تمليه علينا طبيعة الظروف الحديثة للحياة العصرية, يجب أن نقبل اليوم بالشِرك بالله كمسلمين يجب أن يشترك مع الله في حكمنا كل ما هو عقلاني ومنطقي وأن تظهر في حياتنا الشعبية أخلاقاً جديدة تخص ملابس المرأة على اعتبار أن الأخلاق تختلف من مجتمع إلى مجتمع آخر وتختلف طبيعة الأخلاق من عصر إلى عصر , وأن نقبل بمساواة المرأة بالرَجل وبأن ترتدي ملابس عصرية تظهرُ فيها بكامل زينتها وأناقتها وأن يعتاد الرجل على قبول المرأة بمظاهر عصرية, إن الشرك بالله اليوم واجب علينا جميعا ويجب أن ندعو مع الله إلها آخر أو لنسميه قانونا آخر يحكم حياتنا.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحبك يا يسوع
- مسيحي بس محترم!!!
- قفص مارك توين
- نعمة الرب
- بجاحة المسلمين
- القاتلُ مُجرما وليس مقدَسا
- مؤسسات المجتمع المدني في الدول العربية يفتقر نظامها الداخلي ...
- امرأة حاولت تعريفها بالمسيح
- استثمار الكراهية في المجتمعات العربية الإسلامية
- المسيح يشفي الأمراض دون أن يضطر لفتح الجراح بالشفرة
- لآدم زوجة واحدة 2
- فضيحة الشيخ رمزي
- هكذا هي الحياة
- المرأة العاقلة في المجتمع الإسلامي
- العلمانيون والملحدون أكثر قربا لله من الشيوخ المسلمين
- محمد سيد الخلق أجمعين!
- فجأة شعرت أنني غريب
- نسبة العلمانيين من سنة1900-1980
- المسلم غير راضٍ عن قرارات الله
- بإمكاننا أن نحب اليهود


المزيد.....




- بابا الفاتيكان وعباس يبحثان إيصال المساعدات لغزة وحل الدولتي ...
- بعد اقتراع ثلث يهودها لصالحه.. تصويت نيويورك لممداني يقلق إس ...
- تلغراف: ما يحدث في نيجيريا ليس إبادة جماعية ضد المسيحيين بل ...
- منظمة يهودية أميركية تطلق مبادرة لرصد ومراقبة سياسات ممداني ...
- وزير إسرائيلي يتهم ممداني بتأييد حماس.. ويدعو اليهود لمغادرة ...
- إسرائيل وفوز ممداني.. تخشى على يهود نيويورك أم على نفسها؟
- إسرائيل تهاجم ممداني وتدعو يهود نيويورك للهجرة
- استطلاع لـ سي إن إن: 66% من اليهود صوتوا لمنافسي زهران ممدان ...
- أضرار بالغة بالجامع الأزرق في مدينة مزار شريف جراء الزلزال ب ...
- وزير إسرائيلي يهاجم ممداني.. ويوجه دعوة إلى يهود نيويورك


المزيد.....

- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - دعوة للشرك بالله