أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ذهنية التحريم















المزيد.....

ذهنية التحريم


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4743 - 2015 / 3 / 9 - 23:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لم أجد عنوانـًا لمقالى أدق من العنوان الذى اختاره المُـفكر السورى الكبير صادق جلال العظم لكتابه (ذهنية التحريم) وعنوان فرعى (سلمان رشدى وحقيقة الأدب) والكتاب صادر عن مطبوعات دار الريس للكتب والنشر- نوفمبر1992. وعنوان الكتاب دال على مضمونه، حيث أنه تناول أسماء بعض المحسوبين على الثقافة السائدة فى مصر، وفى بعض الدول العربية الذين هاجموا الأديب سلمان رشدى بسبب روايته (الآيات الشيطانية) والمفارقة أنّ من هاجموا الأديب باحثون ونقاد للأدب بل وروائيون، وبذلك انضموا لصفوف الإسلاميين. وليتهم نقدوا الرواية نقدًا أدبيًا، وإنما اتهموا الأديب بالكفر والإلحاد، وفعلوا ذلك بعد فتوى الخمينى الذى رصد جائزة مالية لمن يقتل سلمان رشدى، أى أنّ المُبدعين والنقاد لا يختلفون عن آية الله الخمينى.
الكارثة أنّ كثيرين من الذين هاجموا رشدى لم يقرأوا الرواية. مثل د. أحمد برقاوى الذى هاجم الرواية ومؤلفها رغم إعلانه الصريح أنه لم يقرأ الرواية. واعترف بأنه قرأ بعض سطورها فى المجلات والصحف، ورغم ذلك كتب ((تنطوى الرواية على قدر كبير من السوقية والابتذال والوقاحة مما يدفع الإنسان العربى، ملحدًا كان أم مؤمنـًا، أنْ يقف منها موقفـًا نقديًا وعدائيًا)) واتهم رشدى ((بالصبيانية والجهل وضيق الأفق والغباء)) وتبيّن من كتاب صادق العظم أنّ د. برقاوى يعمل أستاذًا بكلية الآداب جامعة دمشق ، ويبدو أنه فلسطينى الجنسية لأنّ العظم كتب ((خفتُ على مستقبل الثقافة الفلسطينية فى حال تسلم د. برقاوى منصب وزير الثقافة فى الدولة الفلسطينية المُستقبلية المنشودة))
النموذج الثانى هو الكاتب عبد الله الحسينى الذى كتب مقالا فى صحيفة السفير اللبنانية قال فيه عن الرواية ((أبعاد المؤامرة الصهيونية تتجلى فى الجهد الضخم الذى بذلته الأوساط الغربية والصهيونية لإعداد هذا الكتاب وترجمته إلى مختلف اللغات ونشره بسرعة والدعم المالى السخى.. الخ)) وكان تعليق العظم ((ها نحن أمام ديماجوجية تعمل على إزاحة المسئولية عن النفس بواسطة لوم العالم كله.. وأحب أنْ أؤكد للمعلق أنه بعد (حرق الكتب والمطالبة بإعدام رشدى) فإنّ (المؤامرة الصهيونية- الرأسماليه- العالمية) لا تحتاج إلى بذل الجهود ، لأنّ قوى التعصب الإسلامى قد وفــّتْ بالمطلوب على أحسن وجه))
وذكر العظم أنّ الناقد المصرى غالى شكرى رصد 13 عينة من المثقفين المصريين ورجال الدين ممن تناولوا رواية رشدى بالاستنكار والتجريح والهجوم ، وتبيّن له أنّ عدد الذين قرأوا الرواية لا يتعدى الشخصيْن فقط أحدهما الصحفى أحمد بهاء الدين الذى كتب عن الرواية ((إنّ الكتاب حقير وصادر عن نفس مريضة رضيتْ لنفسها أنْ تغترب بأنْ تبيع روحها وتراثها)) (أهرام 1/3/89) ولم يكتف أحمد بهاء الدين بذلك وإنما كتب فى مقال سابق أنّ رواية رشدى ((هى تعبير عن غربته وتخلصه من هنديته. وأنه سجّـل سعادته بأنْ صار (إنجليزيًا) (أهرام 26/2/89) وكان تعليق العظم إنّ ((من يدّعى أنّ رشدى تخلص من هنديته لا يعرف شيئـًا عن أدب سلمان رشدى، ومن يزعم أنه سجـّـل سعادته فى نهاية الرواية بأنه صار إنجليزيًا، لا يكون قد قرأ رواية رشدى (الآيات) ولا رواية أخرى غيرها، لأنّ رواية الآيات تنتهى برجوع صلاح الدين شامشاوالا (أى سلمان رشدى) إلى بلده الهند)) أما بطل الرواية الثانى (جبريل فاريشتا) فلأنه لم يتمكن من شفاء نفسه من مرض الغربة، ولم يستطع تخطى العقبات بإتجاه التصالح العميق والحقيقى مع الهند ، فقد انتهى إلى الدمار الكامل ، ومن ثــَـمّ إلى الجنون ثــُـم الانتحار. ولا شك أنّ رشدى اغترب (كغيره) لكن لو أنّ نفسه رضيتْ بالغربة - وفقــًا لما يزعمه أحمد بهاء الدين - لما كانت رواياته على ما هى عليه من قوة وحازتْ على الأهمية التى حظيتْ بالاهتمام الكبير. أضف إلى ذلك امتناع أحمد بهاء الدين فى الكثير الذى نشره حول رواية (الآيات) عن إدانة فتوى القتل الصادرة بحق سلمان رشدى (باسم الإسلام) وصمته على التحريض العلنى المُـتدفق من الجهات الإيرانية الرسمية على إعدام كاتب بسبب رواية)) وفى مقال من مقالات رشدى كتب ((تـُذكــّرنى (الصورة) أنّ حاضرى هو الغريب وأنّ الماضى هو الموطن وإنْ كان هذا الموطن ضائعًا فى مدينة ضائعة فى ضباب زمن ضائع))
أما رجاء النقاش (الذى لم يقرأ الرواية) فإنه لجأ إلى الأحكام ((المُطلقة الاعتباطية مثل اتهام الرواية بأنها تستهدف تعزيز صورة الغرب السيئة عن الشعوب العربية والشرقية وخاصة حول ما يُقال أنها تـُعانى ((من وحشة وتخلف وميل إلى البداوة وكراهية التقدم والحضارة)) وكان تعليق العظم ((فات رجاء النقاش أنّ أدب سلمان رشدى خالٍ من أية إشارات عن الشعوب العربية ، وأنّ أدبه لا يدين إلاّ وحشة الأنظمة السياسية للعالم الثالث وتخلفها وكراهيتها للتقدم والحضارة. وأنّ فنه يفضح تهافت هذه الأنظمة على القيام بدور الشريك الكامل للغرب والحليف الأمين له. مثلما فعل فى روايته (أطفال منتصف الليل) و(العار) وفات رجاء النقاش أيضًا أنّ الرواية لا علاقة لها بالبداوة لأنها نموذج رائع عن المدن والحواضر وحياتها، خاصة بومباى ولندن . وهل فى بومباى ولندن بداوة لتصويرها؟
وإذا كان كثيرون أدانوا رشدى واتهموه (بالباطل) أنه ضد العرب وثقافتهم، فإنّ العظم نقل للقارىء ما كتبه الجاحظ عن العرب حيث قال ((كل شىء للعرب فإنما هو بديهية وإرتجال وكأنه إلهام . وليتْ هناك معاناة فلا مكابدة ولا إجالة فكرة. وأنّ همْ العربى الكلام ورجز يوم الخصام . أو حين (يمتح) على رأس بئر. أو يحدو ببعير. أو عند المقارعة والمُـناقلة. أو فى حرب ، فما هو إلاّ أنْ يصرف وهمه إلى جملة المذهب وإلى العمود الذى إليه يقصد فتأتيه المعانى إرسالا وتنثال عليه الألفاظ انثيالا)) (البيان والتبيين للجاحظ)
ومن بين الذين هاجموا رشدى أيضًا د. نبيل السمان فى كتابه (همزات شيطانية وسلمان رشدى- الصادر عن دار عمار بالأردن) فكتب ((إنّ رواية الآيات الشيطانية تتعارض مع الحقائق التاريخية والدينية والسيرة النبوية ومنطق العقل. كما أنها رواية خرافية مبنية على أوهام وأساطير لا أساس لها من الصحة ولا حظ لها فى الحجة والبرهان)) ولأنّ الأصوليين فى كل دين مُـتشابهون ، فلم تكن مصادفة أنْ يكتب اللورد جاكو بوفيتز- كبيرحاخامى بريطانيا - مهاجمًا الرواية والسبب - من وجهة نظره - ((تزويرها سجلات التاريخ الثابتة)) وبينما هذا هو موقف النقاد العرب والمصريين ورؤيتهم الضيقة والمعادية للفن، فإنّ العظم طلب منهم أنْ يتاملوا قول الفيلسوف نيتشه الذى قال ((نحتاج الفن حتى لا تـُميتنا الحقيقة)) وقول الفنان بيكاسو الذى قال ((الفن كذبة نفهم بواسطتها الحقيقة)) وإذا كان العرب والمصريون اتهموا رشدى بالبذاءة والفحش، فإنّ العظم طالبهم بالرجوع إلى موسوعات الأدب العربى المعروفة، ليقولوا لنا ما إذا كان أدب سلمان رشدى يُـضاهى حتى جزئيًا بذاءة عظماء شعرائنا وفحش كبار أدبائنا ؟ ألا يوحى لكم تقليب صفحات كتاب الأغانى – مثلا- أو بعض فصول (الامتاع والمؤانسة) أو تحفة الجاحظ الصغيرة (كتاب مفاخرة الجوارى والغلمان) وكأنّ الحياة فى بغداد ومثيلاتها لم تكن إلاّ لهوًا وطربًا وخمرًا وغناءً وحانات وغلمانـًا وجوارى وتجارب جنسية من كل طعم ولون ورائحة، بما فى ذلك الجماع واللواط والسحاق... بعد كل هذا إذا غرف أديب مثل سلمان رشدى من بحر مفرداتهم وأشعارهم ، كى يهجو الفحش الحقيقى المُسيطر على حياتنا اليومية ، ويفضح البذاءة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، التى تـُدير مصائر مجتمعاتنا ، وتـُوجّه مستقبل أوطاننا، اتهموه بالفحش والبذاءة))
وإذا كان أحمد بهاء الدين ود. عبد الرحمن باغى (أستاذ الأدب العربى بالجامعة الأردنية) وغيرهما اتهموا رشدى أنّ روايته مغرقة فى الخيال وبها شطحات عجيبة، فإنّ العظم طلب من القارىء أنْ يعقد مقارنة بين رواية (الآيات) ومسرحية (يا طالع الشجرة) للأديب توفيق الحكيم، ففى أحد المشاهد فإنّ المحقق يسأل الخادمة عن سيدتها التى خرجتْ منذ ثلاثة أيام لشراء خيوط تنسج بها ثوبًا لابنتها الصغيرة ولم تعد : المحقق سأل الخادمه : بنتها ؟ قالت : نعم ابنتها بهيه. المحقق : وأين هى بنتها بهيه ؟ الخادمه : لم تولد. المحقق : لم تولد ؟ ومتى ستولد ؟ الخادمه : لن تولد . المحقق : وكيف تعرفين أنها لن تولد ؟ الخادمة : كانت ستولد من أربعين سنة. ولكنها لم تولد . المحقق : ما دامت قطعتْ الخلف ولم تلد ولن تولد ، فلماذا تنسج ثوبًا لبنتها التى لم تولد ولن تولد ؟ الخادمة : إنها تراها ولدتْ كل يوم.. وتولد كل يوم.
مشهد آخر بين مفتش القطار والدرويش :
المفتش : هل تعرف ماذا أطلب من حياتى ؟
الدرويش (ينشد) يا طالع الشجره هات لى معاك بقره
تحلب وتسقينـى بالمعلقه الصينــــــى
المفتش : يظهر إنك عرفت. الدوريش: العارف لا يُعرّف. المفتش: إذن لا حاجه بى إلى الشرح. الدرويش : هناك فى ضاحية الزيتون. المفتش : ضاحية الزيتون ؟ الدرويش : هناك سوف تجد. المفتش : أجد ماذا ؟ الدرويش : الشجره.. فى الشتا تطرح البرتقال.. وفى الربيع المشمش.. وفى الصيف التين.. وفى الخريف الرمان. المفتش: شجره واحده؟ الدرويش: واحده.. كل شىء واحد. هناك الشجره والبقره والشيخه خضره . المفتش : الشيخه خضره؟ الدرويش: كل شىء أخضر.. كل شىء أخضر. المفتش : كل شىء أخضر؟ هذا كلام مُطمئِنْ . الدرويش : إلى حين. المفتش : أترى شيئـًا مُــكدرًا ؟ الدرويش : لا تــُـلق علىّ أسئلة.
000
بعد هذيْن المشهديْن من مسرحية (يا طالع الشجره) بإيحاءاتها العبثية البديعة ، سأل صادق العظم نقاد رشدى رأيهم فى فانتازيا الإسراء والمعراج ؟ فانتازيا انتقال النبى محمد بجسده فى ليلة مُعينة واحدة من مكة إلى القدس على ظهر كائن أسطورى ثم رحلته الخارقة إلى السماء السابعة إلخ . وما رأيهم فى المُجلدات التراثية الضخمة التى كتبتْ الوصف التفصيلى الدقيق والمُطوّل لأحوال أهل الجنة والنار. والمُجلدات التى تناولتْ عوالم الجن والعفاريت والأبالسة والملائكة بالوصف والتصنيف والتدقيق ، وشرح أسباب سلالاتهم وعشائرهم ودياناتهم . وكمثال : يحتوى كتاب القرطبى (التذكرة فى أحوال الموتى) على أبواب وعناوين من نوعية (فى لباس أهل الجنة وآنيتهم) وباب (ليس فى الجنة شجرة إلاّ وساقها من ذهب) وباب (ما جاء فى خيام الجنة) وباب (ما جا فى طير الجنة وخيلها وإبلها) وباب (ما جاء أنّ فى جهنم جبالا وخنادق وأودية وبحارًا وصهاريج وآبارًا وتنانير وسجونـًا وبيوتـًا وجسورًا وقصورًا ونواعير وعقارب وحيات.. الخ) فهل فى هذا كله غير الشطحات العجيبة؟ (وهل كان القرطبى هناك ورأى ما كتب عنه؟)
ونقل صادق العظم ما كتبه د. حسن حنفى عن رواية (الآيات) بالنص ((ما ورد بخصوص الآيات الشيطانية صحيح، ومن بين أسباب النزول هو أنّ النبى محمدًا كان يحمل همّ الوحدة الوطنية للقبائل العربية وتكوين دولة فى الجزيرة العربية. وكانت له مشاكل مع اليهود ومع النصارى ومع المشركين . فجاء المشركون إليه بعرض جيد وقالوا له : نعم أيها الأخ، ما المانع أنْ تذكر اللات والعزى لمدة سنة واحدة وقلْ إنهم ليسوا بآلهة ولكن لهم دور فى الشفاعة عند الله. وهكذا نأتى معك ونعمل ما تشاء من تغيير النظام فى الجزيرة العربية. وكان هوى الرسول مع هذا العرض ، لأنه يحل له قضية (المشركين) فقال بينه وبين نفسه : إنّ هذا العرض يُشكل بالنسبة لى كزعيم سياسى شيئـًا جيدًا لأنه يُحقق لى مصالحة مؤقتة مع العدو. وماذا يعنى لو أننى ذكرتُ اللات والعزى لمدة سنة واحدة ثم أغيّر بعدئذ ؟ ثمّ إنّ الوحى يتغيّر طبقــًا للظروف.
وكان صلح الحديبية صلحًا مُـشينـًا بالنسبة للمسلمين ثمّ تغيّر بعد ذلك إلى صلح أفضل . وكان الكثير من المسلمين يرفضون صلح الحديبية وعمر على رأسهم . وعندما نزلتْ آية ((أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى)) (النجم من 19-23) قال القدماء أنّ الشيطان قد همس فى قلب النبى ((تلك الغرانيق العلى وأنّ شفاعتهنّ لتـُرتجى)) إنهم يُسمونها من الشيطان ، ونحن نقول (الكلام للدكتور حنفى) من هوى النفس على أساس هذا العرض ، فهى قضية صحيحة ، وبالتالى فسلمان رشدى لم يقل شيئًـًا (جديدًا) انتهى كلام حسن حنفى ولكنه أضاف (بحكم دفاعه عن الإسلام) أنّ ((الإسلام يعطى الحرية التامة للمفكر وللأديب. والرسول نفسه تحدى. والقرآن يطلب من الناس أنْ يُـقـلــّدوه فليتفضل كل من بُريد أنْ يأتى بمثل القرآن. وقد جرتْ محاولات لتقليد القرآن)) (حسن حتفى فى كتابه "الإسلام والحداثة" دار الساقى- عام90- ص234، 235)
كما نقل صادق العظم ما ذكره هشام بن محمد الكلبى فى كتاب (الأصنام) من أنّ قريش كانت تنشد الآيتيْن المذكورتيْن عند طوافهما حول الكعبة على النحو التالى : واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ، فإنهم الغرانيق العلى وإنّ شفاعتهنّ لتـُرتجى . وبعبارة أخرى حين قــّدم النبى تنازله المؤقت لقريش ، قدّمه بلغتها ورموزها ووفقــًا لطقوسها المُـتبعة وقتها ، أى تـُشكل تلك الطقوس المصدر التاريخى الذى انبثق عنه حديث الغرانيق بنصه المألوف ، كما انبثقتْ عنه فيما بعد الصيغة المعروفة للآيتينْ ((أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى))
كما أنّ مدة من الزمن تبلغ حوالىْ العشر سنوات تفصل بين حديث الغرانيق والآية المدنية فى سورة الحج التى تـُـشير إلى إلغائه ((وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلاّ إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان)) (الحج/52) مما يعنى على الأرجح أنّ نص الحديث يُـشكل جزءًا من القرآن المُـتداول فى تلك السنوات . وفى تفسير ابن كثير إشارة إلى أنّ حديث الغرانيق وجد طريقه إلى التدوين فى بعض المصاحف التى كانت فى حوزة عدد من الصحابة ومُستخدمة من جانبهم (تفسير القرآن لابن كثير- ج3- ص 550)
ونظرًا لأنّ صادق العظم يتسم بالموضوعية، لذلك كتب عن النقاد العرب والمصريين الذين ادّعوا أنّ الغرب أيّد ووقف مع سلمان رشدى ومع روايته، بينما الحقيقة عكس ذلك، فكتب ((لو كلــّـف نقادنا خاطرهم ونظروا إلى الغرب الحقيقى بدلا من الغرب الإعلامى ، كان سيتبيّن لهم أنّ هذا الغرب لم ينطق بكلمة واحدة دفاعًا عن رشدى ، ولم يفه ببنت شفة فى مديح رواية (الآيات) وفى الواقع أنّ العكس هو الصحيح تمامًا. أدان هؤلاء كلهم ما تنطوى عليه الرواية من نقد ساخر وجارح للغرب نفسه ، وكبار قادته وسياساته الداخلية والخارجية. وحرصًا منهم على سلامة الدين الإسلامى تحديدًا، لهذا صرّح أحد المُعلقين الأذكياء فى لندن قائلا بسخرية ما معناه إنّ تهجم رئيس وزراء البلاد ووزير خارجيتها على رواية يُشكل حادثة مُـخزية لهما معًا لا سابقة لها فى الحياة العامة فى بريطانيا المُعاصرة . بل إنّ رئيس حزب المحافظين فى بريطانيا نشر مقالا تهجّم فيه على رشدى وشخصه وروايته وأدبه عمومًا من مواقع شبيهة بالمواقع التى انطلق منها نقادنا العرب وبلهجة قريبة من لهجتهم وبسيل من النعوت والأوصاف والشتائم والتهم المُستمدة من السيل الذى أطلقه (نقادنا العرب) وحيث تمّ إحراق بعض النسخ من رواية (الآيات) فى (براد فورد) لذلك ذكر صادق العظم الجملة الحكيمة التى قالها الشاعر الألمانى هاينريش هاينه ((من يحرق الكتب ينتهى إلى حرق البشر))



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن التخلص من كابوس يوليو1952
- الإبداع والتراث العبرى / العربى
- مدرسة سيد قطب والإسلاميون الإرهابيون
- العداء الرعوى ومجتمع الزراع
- ثقافات الشعوب القديمة والديانة العبرية
- إعدام فرعون سينمايًا
- نماذج من عجائب التراث العبرى
- الإخوان والاستعمار: تاريخ الخزى والعار
- أول سيدة تُمنح وسامًا عسكرًا
- الإرهاب الدينى والمغالطات السائدة
- أوهام الوحدة العربية ووقائع التاريخ
- حرق الكتب وحرق البشر
- مثقفو الأربعينات والجامعة العربية
- غياب التعريف العلمى لمعنى الدولة
- المؤسسات الكهنوتية وتهمة ازدراء الأديان
- انعكاس الثقافة القومية على الاحتفالات الشعبية
- الاعتزاز القومى وأسماء الأشخاص
- رواية (ما باحت به ساره) والوحدة العربية
- تاريخ الجزية : وصمة عار على كل الغزاة
- التماثل الطوباوى بين البشر


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ذهنية التحريم