أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - أوهام الوحدة العربية ووقائع التاريخ















المزيد.....


أوهام الوحدة العربية ووقائع التاريخ


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4723 - 2015 / 2 / 17 - 01:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ابتلى شعبنا المصرى كما ابتلتْ الشعوب العربية بأكذوبة أطلق عليها العروبيون اسم (الوحدة العربية) وإذا كانت هناك بعض المحاولات ، وبعض الأصوات التى نادتْ بتلك الأكذوبة قبل يوليو1952، فإنّ التدشين الحقيقى لأكذوبة (الوحدة العربية) بدأ بعد أنْ سطا ضباط يوليو52 على عرش مصر، وظلــّـتْ تلك الأكذوبة تتضخم مثل كرة الثلج ، حتى صدّقها المُـتعلمون المحسوبون على الثقافة السائدة ، سواء فى مصر أو فى الدول العربية0
ويذهب ظنى أنّ هؤلاء المُـتعلمين (المحسوبين على الثقافة السائدة) ارتكبوا جريمة فى حق شعوبهم ، لأنهم كانوا (ولا يزالون) يُردّدون تلك الأكذوبة ، رغم عشرات الوقائع التى تـُكذب ادعاءاتهم وأمنياتهم التى يصدق عليها وصف المرضى بالفكر المثالي ، الذين يتغافلون عن الواقع المادى (رغم أنّ من بينهم شرائح عديدة من الماركسيين) وبالتالى فإنهم مثل أى إنسان تعلــّـق بذيل اليوتوبيا المريضة ، حيث أنها غير قابلة للتحقق على أرض الواقع ، والسبب فى ذلك أنّ الوقائع تنفى استحالة أى (وحدة عربية) ومن بين تلك الوقائع وجود أكثر من 17 نزاع حدوى بين دول المُـفترض أنها (عربية) ولعلّ من أشهرها النزاع الحدودى بين اليمن والسعودبة، وبين العراق والكويت ، بل إنّ العروبيين تجاهلوا أنّ النظام العراقى (الذى طنطن كثيرًا بشعارات العروبة) غزا دولة الكويت (التى لا تقل طنطنة بشعارات العروبة) ولكن كان أهم درس تجاهله العروبيون هو أنّ دولة الكويت (العربية) كى تتحلــّـص من الاحتلال العراقى (العربى) لم تـُفكــّر فى الاستعانة بالعرب وإنما لجأتْ إلى جيوش حلف الأطلنتى بقيادة أكبر دولة استعمارية (الولايات المتحدة الأمريكية) فلماذا تغافل العروبيون عن هذا الدرس؟ وهل أوهام العروبة تعمى الوجدان وتـُغلق العقول إلى هذه الدرجة؟
وبينما العروبيون من الماركسيين بعد يوليو52 آمنوا بشعارات (الوحدة العربية) وتوأمتها (القومية العربية) فإنّ المُـثقفين المصريين (ومن بينهم شرائح من الماركسيين) قبل يوليو52، لم ينخدعوا بتلك الشعارات ، حيث كتب محمود الشنيطى عام 1946 مقالا ردّ فيه على الأصوات التى تتكلم عن (الوحدة العربية) قال فيه ((الوحدة كلمة معسولة يطيب للأذن سماعها ، وهكذا يتصايح البعض للوحدة العربية ومشروع (سوريا الكبرى) ولكن الدراسة التاريخية للشرق العربى منذ أوائل القرن العشرين ، تكشف لنا عن التيارات الاستعمارية وراء دعوة (الوحدة العربية) ودعوة (سوريا الكبرى) ولم تكن (شعارات) الوحدة العربية سوى صيحة الأشاوس الأمجاد من (العرب الميامين) فى أنحاء البلاد قبيل الحرب العالمية الثانية فى حين أنها خطة استعمارية مُدبرة ، قصد بها الاستعمار البريطانى والفرنسى والقيصرى إلى مقاومة الاستعمار الألمانى الذى أخذ يُزاحمها فى هذا الشرق المهضوم ، وظهر ذلك واضحًا فى الحرب العالمية الأولى ، حيث هرعتْ تركيا وراء الاستعمار الألمانى النازى إلى (الوحة الإسلامية) فى طول البلاد الإسلامية وعرضها ، وانتهتْ إلى إعلان (الجهاد الدينى) ضد (الكفار) ثمّ اتجهت السياسة البريطانية إلى بث فكرة (الوحدة العربية) وأثارتْ النزاعات العنصرية فى سوريا ولبنان والعراق والحجاز ضد سلطان تركيا ، ولم يفتْ الاستعمار أنْ يضع فى إطار هذه الوحدة بذور تصدعها ، فاستغل النزاع القديم بين شريف مكة وآل سعود ليضمن أنْ لا تخرج مصائر الأمير من يديه ، وقد استعانتْ بريطانيا بجماعة من الضباط العرب فى الجيش التركى منهم نورى السعيد ، وهو اليوم الجنرال نورى السعيد باشا بطل الوحدة وأحد المنادين بمشروع سوريا الكبرى ، وحين انتهتْ الحرب العالمية الأولى لمصلحة بريطانيا وأمنتْ على نفوذها من تدخل ألمانيا ، أظهرتْ للعرب ما كانت تقصده من فكرة الوحدة ، فناصرتْ ابن سعود على الشريف ، ولم تنهض لتعزيز الملك فيصل فى سوريا ، وأخذ ونستن تشرشل فى المستعمرات عام 1931 بفكرة مشروع امبراطورية الشرق الأوسط ، ويُـثبتْ أركان الاستعمار البريطانى فى مؤتمر القاهرة ، فعمل على تنصيب الأمير عبد الله أميرًا على شرق الأردن ، وكان هدف الإنجليز من تأسيس هذه الامارة أنْ يجعلوا منها سورًا بدفع خطر البلاد عن فلسطين ووسيلة لدوام العداء بين الهاشميين وآل سعود ، وقرّرتْ أيضًا تأييد ترشيح الملك فيصل ملكــًا على العراق 0 كانت هذه سياسة الدول الاستعمارية بعد الحرب العالمية الأولى ، أما بعد الحرب العالمية الثانية ، فإنّ الاتحاد السوفيتى وقف إلى جانب الشعوب العربية0 أما الدول الاستعمارية- وخاصة بريطانيا – فقد ركــّزتْ على فكرة (الوحدة العربية) التى صدرتْ بها إشارة من المستر إيدن وزير الخارجية فى حكومة تشرشل ، فقامت جامعة الدول العربية أداة جديدة من أدوات الاستعمار البريطانى فى الشرق ، ولكن أساطين هذه الوحدة (من العرب) الذين يُـنفذون السياسة الموضوعة ، قد يدفعهم الحماس الوطنى (مع الضغط الشعبوى) إلى أنْ يتورطوا فيما لا تطمئن إليه السياسة الاستعمارية ، كما حدث فى بروتوكول الاسكندرية ، ولذلك رأى الاستعمار أنْ تكون (الوحدة العربية) قشرة تضم فى داخلها عوامل انفصامها وانهدامها ، فلوّحَ بمشروع (سوريا الكبرى) وهو الكفيل بأنْ يُـثير العداء القديم بين آل سعود والهاشميين ، وهو سلاح يُهدّد وحدة لبنان وكيان العرب فى فلسطين0 وراح الاستعمار البريطانى يحشد لهذا المشروع عداء الهاشميين وآل سعود ويتملق الدروز وشيوخ القبائل فى لبنان وتدعيم الصهيونية لتقسيم فلسطين وإنشاء دولة يهودية0 وأخذتْ بريطانيا تستخدم الصحف ووكالات الأنباء الاستعمارية لبذر بذور الشقاق فى الشرق العربى ، ففى 8 فبراير46 قالت مجلة تايمز الشرق الأوسط التى تصدر فى القدس ، أنّ بريطانيا تنظر إلى مشروع سوريا الكبرى نظرة الرضا0 وأشاع مراسل رويتر فى دمشق فى يوم 14 مايو 46 الاشاعات عن الخلاف بين العلويين والدروز فقال : فى الوقت الحاضر يُهدد زعماء قبائل الدروز والعلويين بالانفصال عن سوريا تمهيدًا لاحتمال اتحاد الدروز مع شرق الأردن وانضمام العلويين إلى لبنان0 وهذه هى آخر ألاعيب السياسة البريطانية الاستعمارية فى الشرق العربى ، وهى سياسة ذكية من غير شك ، ولكنها تـُهمل حقيقة واضحة هى التى ستـُقرّر مصير هذا الشرق ، وأنّ الشعوب العربية هى التى ستـُقرّر مصيرها)) (مجلة الفجر الجديد – عدد 22 مايو46) وطبعًا كان كاتب المقال لديه أمل رومانسى (من باب التمنيات) أنّ الشعوب العربية سوف تـُقرّر مصيرها، ومنذ عام 46 (تاريخ كتابة المقال) إلى عام 2015 لم يحدث أنْ قرّر أى شعب (عربى) مصيره.
وكيف تكون (وحدة عربية) وهذا هو الملك عبد الله كتب فى كتابه (ذكرياتى) أنّ ((الدعوة لقيام تحالف عربى دعوة مشكوك فيها ودعوة هدامة)) (ص237) كما هاجم المصريين الذين انتقدوا معاهدة الصداقة البريطانية الأردنية. ثم أخذ يُـذكــّر ابن سعود بأنّ البريطانيين غير راغبين فى منح امتيازات للشركات الأمريكية ، وأنّ هذا عمل لا يتفق بالمرة مع إرادة الله قائلا ((إنّ هذه الأقطار مقدسة. وابن سعود يجب أنْ لا يسمح للأجانب بإنشاء صناعات تدعو الناس إلى نسيان القدرة الإلهية)) (ص258) والإنسان صاحب العقل الحر لا يملك إلاّ أنْ يبتسم ساخرًا من تلك العقلية التى ترى أنّ الأجانب يقومون بإنشاء صناعات ((تدعو الناس إلى نسيان القدرة الإلهية)) ولكن لا بأس من إنشاء قواعد عسكرية، ففى (معاهدة الصداقة بين الأمير عبد الله أمير شرق الأردن وبريطانيا) لانهاء الانتداب البريطانى ، فقد جاء من بين شروط تلك المعاهدة ((يُسمح لبريطانيا بمقتضى هذه المعاهدة بإنشاء القواعد الجوية على أنْ تقوم حكومة شرق الأردن بتقديم كافة التسهيلات اللازمة لصيانة هذه القواعد وحماية القوات البريطانية عند قيامها بتدريباتها العسكرية)) هذا هو التناقض ، وهذه هى المُـفارقة ، وهذه هى العبثية التى يتجاهلها العروبيون ويتجاهلها المبدعون لصناعة عمل درامى كما يفعل مؤلفو الدراما فى أوروبا.
وبعد معاهدة الصداقة بين الأمير عبد الله أمير شرق الأردن ، جاء الدور على القواعد العسكرية الأمريكية فى المنطقة ، مثل قاعدة الظهران فى السعودية ، والمدهش أنّ ضابط المخابرات المصرى فتحى الديب المولع بالعروبة والناصرية والذى ذكر هذه المعلومة، أضاف أنّ تلك القاعدة الأمريكية ((كانت بديلا مأمونـًا وبعمق المشرق العربى)) (عبد الناصر وتحرير المشرق العربى- ص181) ولكنه تعمّد التغاضى عن السؤال : ما هدف إقامة قاعدة عسكرية فى السعودية؟ وإقامتها ضد من؟ وباعتراف هيكل فإنّ السعودية بها 1600 خبير عسكرى بريطانى وأمريكى (الانفجار- ص 241) وتحت سعار منظومة (الوحدة العربية) وتوأمتها (القومية العربية) انتشرتْ مقولات (تدمير إسرائيل) وأنها (دولة مزعومة) بل إنّ هيكل كتب أنّ إسرائيل ((لا مستقبل لها فى المنطقة)) (أهرام 8/6/73) وقرّر العرب فى بيان القيادة السياسية الموحدة فى شهر مايو65 أنّ ((الهدف العربى القومى هو القضاء على إسرائيل)) (مصدر سابق- ص 688) وذكر وزير الدفاع الأسبق ماكنمارا أنّ ((دولة عربية طلبتْ كمية من الأسلحة لمواجهة السوفيت ، وأننا وافقنا بشرط أنْ لا تـُستخدم أسلحتنا ضد إسرائيل)) (الانفجار- ص241، 242) وهيكل الذى نقل هذا الحديث لم يُعلق عليه بكلمة واحدة . بينما كتب (هيكل) أنّ عبد الناصر قال أنّ ((مصر ستجد نفسها مضطرة للانسحاب من مؤتمرات القمة (العربية) لتحل مسئوليتها التاريخية وحدها)) وعن فلسطين قال عبد الناصر ((نحن جميعًا لا نملك خطة لتحرير فلسطين ، ولا نملك الوسائل لتحقيق ذلك)) (الانفجار- ص207، 208) وتجاهل هيكل أنه أثناء العدوان الثلاثى على مصر، فإنّ الطائرات البريطانية كانت تضرب بور سعيد من مطار الحبانية بالعراق (صحيفة الشعب 25/11/56) وتجاهل أنّ نبى العروبة (عبد الناصر) قال لإيدن ((إذا اعتديتم علينا سنستعين بالاتحاد السوفيتى)) (صحيفة الشعب 29/11/56) فلماذا لم يقل سنستعين بالعرب؟ هل لأنّ نبى العروبة كان أكثر واقعية من الصحابى الأول (هيكل)؟ رغم أنّ هيكل كتب أنّ الجيوش العربية سلــّمتْ قيادتها للجنرال جلوب الإنجليزى ، وأنّ بعض الجيوش العربية تخلــّتْ عن مساعدة الجيش المصرى فى معارك النقب وغيرها فى شهرىْ نوفمبر وديسمبر48 (هيكل فى كتابه العروش والجيوش- دار الشروق- عام98- ص445)
وهيكل الذى كتب كثيرًا أنّ ((مصر بدون العرب مجرد شظية. وأنه لا مستقبل للكيانات الشظايا ، شظية اسمها السعودية وشظية اسمها ليبيا الخ وبالتالى فإنّ طاقة مصر وحدها لا تستطيع إحراز النصر المُرتجى فى الصراع الراهن فى أزمة الشرق الأوسط)) (أهرام 6/7/73) وفى الأسبوع التالى كرّر نفسه ولكن بمزيد من الهدم لمبدأ الاعتماد على القوة الذاتية لأية دولة فكتب أنه لو أنّ ((كل بلد عربى وجد الوسيلة لتنمية مستقلة ، فمعنى ذلك أننا سندخل فى عصر المنافسة الطاحنة بين الضعفاء)) فما النتيجة فى رأى الصحفى الذى تصفه الثقافة السائدة ب (الكاتب الكبير) كتب ((شظايا تصطدم مع الشظايا . فتات يأكل الفتات)) ولشدة ولعه باللعب بالألفاظ (مثل العروبى الكبير د. جمال حمدان) أضاف هيكل ((إننا إذا لم ننجح فى التنمية المستقلة وقعنا فى الخطر. وإذا نجحنا فى التنمية المستقلة وقعنا فى الأخطر)) فهل ينكر أى عاقل أنّ هذا الكلام يصب فى مصلحة الرأسمالية العالمية؟ لقد أضحكنى هيكل عندما سمعتُ أحاديثه فى قناة الجزيرة عام 2009 وهو يبيع بضاعته القديمة عن (الوحدة العربية) وأنّ مصر لا شىء بدون العرب ، والعرب لا شىء بدون مصر، تلك المقولة السامة التى تنفى القوة الذاتية لكل بلد عربى ، أضحكنى هيكل 2009 عندما ربطتُ كلامه فى قناة الجزيرة بمقالاته فى الأهرام، فهو إذْ يرى فى 2009 أنّ مصر بدون العرب لا شىء كتب فى عام 73 أنّ ((الأمة العربية أمامها فترة محدودة – ثلاث سنوات أو خمس على أكثر تقدير- فإذا لم تستطع خلالها أنْ تبدأ بنوع من العمل العربى وتختم بنوع من الوحدة العربية ، فإنّ هذه الأمة سوف تفقد مكانها على الخريطة السياسية للعالم الجديد. بل أكاد أقول إنها مُهدّدة بفقد مكانها على الخريطة الجغرافية لهذا العالم أيضًا. وسوف تكون عاجزة عن مواجهة التحدى الإسرائيلى القائم فعلا)) (أهرام 13/7/73) فإذا أخذنا الحد الأقصى الذى حدده الصحابى الأول (هيكل) لفقدان الأمة العربية لمكانها (والأدق لغويًا مكانتها) فإنّ المدة تنتهى فى عام 1978، فما حالته العقلية فى عام 2009 وهو يبيع بضاعته القديمة لقناة الجزيرة القطرية ، خاصة وقد أصرّ على أهمية العرب لمصر لحماية أمنها القومى ، بعد أنْ فقد العرب مكانتهم حسب قوله؟
وكيف للعقل الحر أنْ يُصدق شعارات العروبيين عن (الوحة العربية) ومعاداة الاستعمار والامبريالية العالمية (كما يقولون) فى حين أنّ رؤوس الأموال العربية المُستثمرة ((خارج الوطن العربى (فى أميركا وأوروبا) تتجاوز ألف مليار دولار. كما أنّ هذه الأموال تتعرّض لمخاطر عديدة مثل تجميد الأرصدة)) (تصريح حسن إبراهيم الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية- مجلة الغد العربى- يناير99) أو ما ذكره د. إبراهيم قويدر المدير العام لمنظمة العمل العربية الذى صرّح بأنّ استثمارات العرب خارج حدود الوطن العربى تصل إلى ترليون و200 مليار دولار، وأشار إلى أنّ نسبة الاستثمارات التى يحصل عليها الوطن العربى من حجم الاستثمارات العالمية لا تتجاوز 2% فقط (أهرام 12/10/2003) أو ما ذكرته السيدة لويزا حنون رئيسة حزب العمال الجزائرى فى مؤتمر صحفى حيث قالت إنّ (ديك تشينى) نائب الرئيس الأمريكى بوش الابن يمتلك 60% من رأسمال شركة الأنابيب الجزائرية (أهرام 30/3/2003) ومن بين أكاذيب (القومية العربية) وتوأمتها (الوحدة العربية) فإنّ الناتج القومى لدولة أوروبية (إسبانيا) يفوق الناتج القومى لكل الدول العربية. وتلك المعلومة وردتْ فى تقرير شارك فى إعداده منظمتان : إحداهما دولية هى البرنامج الانمائى للأمم المتحدة والثانية هى الصندوق العربى للانماء الاقتصادى . وهذا التقرير ناتج جهد بحث لعدد من الباحثين العرب المرموقين العاملين فى مجالات تخصصاتهم فى الدول العربية. وكان من رأى السيدة أمينة شفيق (وهى عروبية لا غبار على عروبيتها) فى تعقيبها على ذلك التقرير، أنّ المنطقة العربية لا تـُحقق ناتجًا اجماليًا مثل الذى حققته إسبانيا التى تـُعتبر من أصغر دول الاتحاد الأوروبى ، ومعنى ذلك أنّ 22 دولة عربية لم تصل بإنتاجها إلى ما ينتجه شعب إسابنا مُـنفردًا)) (أهرام 21/7/2002) ونفس المعلومة ذكرها أ. صلاح الدين حافظ فكتب أنّ ((دولة أوروبية واحدة هى إسبانيا تتفوق على 22 دولة عربية مجتمعة من حيث الناتج العام ، إذْ يبغ الناتج الاجمالى للدول العربية كلها بما فيها النفطية والزراعية وشبه الزراعية 531 بليون دولار أمريكى فى حين أنّ الناتج الاجمالى لإسبانيا وحدها 595 بليونـًا)) (أهرام 24/7/2002)
ومع أنّ أغلب المتعلمين المصريين مرضى بفيروس (العروبة) فإنّ بعض العرب أكثر واقعية وعقلانية من المتعلمين المصريين ، مثل الكاتب الليبى د. أبو القاسم صميدة الذى كتب ((الكارثة أنّ العرب لم يتخلــّـصوا بعد من ثقافة داحس والغبراء ولم ينسوا تقاليد البسوس وسلوكيات الثأر والسلب والعراك البدائى ، فتلبستهم ثقافة ملكية الحقيقة. إنّ مقولة الرئيس الأمريكى الراحل توماس جفرسون الشهيرة التى كان يُردّدها من أنّ لكل إنسان فى العالم وطنيْن أحدهما فرنسا، وهى مقولة صحيحة، ويمكن تحويرها لتكون لكل عربى وطنان أحدهما مصر)) (أهرام 16/11/2003) ورغم أنّ د. حامد عمار عروبى لا غبار على عروبته ، فإنه كتب إنّ الديمقراطية التى يريد أنْ يُحققها الغزو أو التهديد الأمريكى فى الشرق الأوسط ليست من أجل عيوننا ، وإنما ذلك الغزو يُتيح لأميركا أنْ يظل العرب يدفعون تكاليف حروبها فى المنطقة ويشترون السلاح منها بل وتـُحمّلهم بعض تكاليف غزواتها كما حدث فى البوسنة ونيكاراجوا ويخضعون لمطالب الشركات الأمريكية. ودعم الانتخابات الأمريكية. وأنّ خطاب كولن باول (وزير الخارجية الأمريكى الأسبق) فى جامعة تافت الأمريكية وأشار فيه إلى الصداقة مع الدول العربية ، فإنّ هذا الخطاب دفعتْ دولة عربية تكاليفه التى بلغتْ 200 ألف دولار من أموال إحدى وزارات الدفاع العربية (أهرام 1/1/2004)
وأكذوبة الوحدة العربية وتوأمتها (القومية العربية) فضحها وزير الخارجية القطرى الشيخ حمد بن جاسم الذى قال أنه ((على دول الخليج أنْ لا تخجل من الاحتماء بالولايات المتحدة الأمريكية. ولا تخجل لوجود القوات العسكرية الأمريكية فى المنطقة)) (أهرام 12/1/2004) أما سيف الاسلام القذافى فقال إنّ بريطانيا وافقتْ على تدريب الجيش الليبى فى إطار صفقة تاريخية مع تونى بلير (ريئس وزراء بريطانيا آنذاك) ولم يُمانع سيف الإسلام فى منح قواعد عسكرية لقوات بريطانية وأمريكية قائلا ((إننا نتخلى عن أسلحتنا ومن ثمّ فنحن نحتاج إلى مظلة دولية لحمايتنا)) (ولم يقل حمايته مِنْ مَنْ) وأضاف أنه لعب دورًا مهمًا فى التوسط بين أبيه وبريطانيا وأقام علاقات وثيقة مع المخابرات الأمريكية والبريطانية (نقلا عن أ. سلامة أحمد سلامة- أهرام 12/1/2004)
والعروبى الكبير (هيكل) الصحابى الأول لنبى العروبة (عبد الناصر) لم يخجل عندما ذهب إلى دولة قطر ليبيع بضاعته القديمة لقناة الجزيرة، وهو يعلم (أو المُـفترض أنه يعلم) أنّ فى قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى الخليج (العربى) والمكتب التجارى الإسرائيلى بالدوحة. فكيف تصوّر أنْ يُصدقه أحد غير البلهاء حسنى النية؟ أم أنه اعتمد على المشاهدين العروبيين ودراويش الناصرية وحدهم؟ وبسبب التوجه العروبى ارتكب عبد الناصر جريمته البشعة ضد الشعب اليمنى ، فقتل يمنيين وأحرق قرى يمنية ، أما الآلاف من الجنود والضباط المصريين الذين قــُـتلوا فى اليمن فقد رفض دفنهم فى مصر، وأصدر قرارًا بدفنهم فى اليمن . وبسبب هذا التوجه العروبى الذى أهدر دماء شعبنا وأمواله ، لم يراع أية خصوصية لمصر، وحتى بعد كارثة يؤونة/ يونيو67 التى من المُـفترض أنْ تكون وقفة مع الذات لمراجعة كل أخطاء الحقبة الناصرية/ العروبية/ الإسلامية، فإنّ عبد الناصر أصرّ على شطب أية مصلحة قومية تخص مصر، فقال ((إنّ سيناء بكل ما فيها من بترول ومعادن ، لا تهمنى بقدر اهتمامى بالضفة الغربية)) وقال أيضًا ((إنّ القدس أهم من سيناء)) لذلك كانت الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان صادقة مع نفسها عندما قالت ((الله فى السماء وعبد الناصر فى الأرض)) (نقلا عن العروبى الكبير رجاء النقاش – أهرام 4، 11 يناير2004)
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرق الكتب وحرق البشر
- مثقفو الأربعينات والجامعة العربية
- غياب التعريف العلمى لمعنى الدولة
- المؤسسات الكهنوتية وتهمة ازدراء الأديان
- انعكاس الثقافة القومية على الاحتفالات الشعبية
- الاعتزاز القومى وأسماء الأشخاص
- رواية (ما باحت به ساره) والوحدة العربية
- تاريخ الجزية : وصمة عار على كل الغزاة
- التماثل الطوباوى بين البشر
- الفلسفة المثالية والفلسفة المادية
- الإمام محمد عبده : ما له وما عليه
- مصطفى كامل ولطفى السيد
- انتفاضات شعبية بلا نتائج ايجابية
- رفاعة الطهطاوى : ما له وما عليه
- نماذج من رموز الفكر المصرى (5)
- نماذج من رموز الفكر المصرى (4)
- الإدارة الأمريكية وتوظيف الدين
- نماذج من رموز الفكر المصرى (3)
- نماذج من رموز الفكر المصرى (2)
- نماذج من رموز الفكر المصرى (1)


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - أوهام الوحدة العربية ووقائع التاريخ