أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - في ذكرى يوم الهول الأمريكي.. الفاعل والمستفيد 1-3














المزيد.....

في ذكرى يوم الهول الأمريكي.. الفاعل والمستفيد 1-3


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1320 - 2005 / 9 / 17 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1ـ المخططون والمنفذون

لم تكن مشاهد من فيلم للخيال العلمي، ولم تكن كائنات فضائية هي التي أقدمت على الفعل، وإنما كانت وقائع حقيقية قام ببطولتها أشخاص من لحم ودم دفعوا العالم لأن يحبس أنفاسه ترقبا عدة ساعات من يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001، في حادث الهجوم الإرهابي على الولايات المتحدة، الذي لم يكن يخطر على بال أكثر المحللين جنوحا للخيال.
ورغم إدانة العالم كله أعمال الإرهاب عموما، والدعوة إلى سرعة الكشف عن الفاعلين، ورغم إعلان تنظيم القاعدة عن مسئوليته؛ بعد فترة من إعلان الإدارة الأمريكية عن هذه المسئولية عقب ساعات من الحدث، إلا أنه لم يستطع أحد حتى الآن أن يؤكد ـ بثقة وبدلائل قاطعة ـ هوية "جميع الفاعلين" الحقيقيين فالسؤال: من الفاعل؟ ينبغي أن يسبقه سؤالان آخران هما: لماذا الفعل؟ ومن المستفيد؟
ويضع البحث عن إجابات لهذه الأسئلة الولايات المتحدة أمام حقيقة تجنبت كثيرا مواجهتها: أن غرور القوة ـ الذي دفعها إلى التطلع دائما إلى مواصلة بسط هيمنتها على شتى بقاع العالم ـ أنساها الالتفات إلى أولئك الذين داست أعناقهم بوحشية في طريقها لتكريس الهيمنة، كما أسفر عن التراخي الأمني الداخلي الذي أصاب أجهزتها. ولا يستطيع أحد أن ينكر أن قوى عديدة تطلعت طويلا إلى يوم تتجرع فيه الهيبة الأمريكية مرارة الهوان مثلما تجرعته شعوب كثيرة في أوروبا، وأفريقيا، وآسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، بل وداخل الولايات المتحدة نفسها. الأمر الذي رشح دماء الهيبة الأمريكية ـ النازفة بفعل حوادث ذلك اليوم المشهود ـ لأن تتفرق بين قبائل عدة.
وسيحتاج الرأي العام الأمريكي الذي لم يشهد حربا على أرضه منذ الحرب الأهلية قبل نحو قرن ونصف القرن ـ والذي ظل طويلا يشعر بالأمان اعتمادا على أن بلاده قارة بعيدة يفصلها محيطان عن بؤر الاضطراب في العالم ـ إلى مرور فترة طويلة قبل أن يسترد الإحساس بالأمان والثقة في قادته. وتكمن الخطورة في إقدام هؤلاء القادة على أعمال انتقامية بهدف تقديم كبش فداء لامتصاص صدمة الرأي العام الداخلي وحفظ ما تبقى من ماء الوجه على الصعيد الخارجي. ولكن أيا ما كانت الأسباب والنتائج، فالأمر المؤكد أن العالم لن يعود أبدا مثلما كان قبل هذا الثلاثاء

بين ليلة وضحاها، بات الجميع يتسابق إلى التأكيد على تبرئة نفسه من تهمة تشجيع الإرهاب، ويكاد كل منهم أن يقسم بأغلظ الإيمان على إدانته للأعمال التي تزهق أرواح الأبرياء مهما كانت دوافعها،
حتى أن هذه الإدانة ابتذلت بالفعل وفقدت قيمتها الحقيقية من كثرة ما ترددت على ألسنة كثيرين ممن تلطخت أيديهم ـ ومازالت ملطخة ـ بدماء أبرياء. ومن هنا فلسنا بحاجة إلى التدليل على أنه ما من إنسان عاقل لم يتمزق فؤاده عندما شاهد على شاشات التلفاز صور أولئك المساكين الذين ظلوا يلوحون دون جدوى من شرفات المبنى العملاق أملا في أن تأتيهم النجدة لتنتشلهم من هذا الرعب، فلما تأكد بعضهم من قسوة المصير الذي ينتظره بادر بإلقاء نفسه من الشرفات إلى المجهول. وليس منا بالتأكيد من لم يعتصر قلبه الحزن على مصير أولئك الذين شاء لهم حظهم وحظ أهليهم التعس أن يكونوا على متن الطائرات الأربع التي تحطمت.
إلا أنه لا ينبغي أن نغفل مغزى بعض ردود الأفعال التلقائية والعفوية في أوساط البسطاء بالذات، في العديد من مناطق العالم، كأنهم اكتشفوا فجأة صدق مقولة ماو تسي تونج أن أمريكا ليست سوى نمر من ورق وليست ذلك «الغول» الذي كاد الكثيرون أن يؤمنوا بأن الخضوع له والرعب منه بات قدرا مقدورا، ليس أمام الجميع سوى التسليم به دون أي أمل في الفكاك من قبضته.
ولاشك في أنه ما من عمل إرهابي إلا و يحمل في طياته رسالة ما، يهدف لتوصيلها إلى من يهمه الأمر، إما لتحقيق مصلحة ما (لفرد أو جماعة أو دولة أو تحالف دولي) أو للتنفيس عن غضب عارم تراكم عبر تاريخ طويل من الإحساس بالقهر والغبن. فإذا ركزنا النظر بالتحديد على العمليات الانتحارية (أو فلتسمها الاستشهادية بحسب موقفك من منفذها) سنجد أننا بصدد شخص (المنفذ) لا ينتظر تحقيق مصلحة شخصية، فهو موقن انه ذاهب لحتفه لا محالة. ومن ثم، فهو إما شخص تشبع طويلا بالإحساس بسخط ما يشعر معه أن حياته لا تساوي شيئا طالما استمر بقاء الطرف المستهدف بالعملية، ومن هنا يستوي لديه الموت مع الحياة الذليلة، بل ربما وجد الموت أشرف له وأكثر احتراما. أو أن لديه إيمانا قويا بعقيدة أو بمبدأ يدفعه لاسترخاص الحياة في سبيل نصرتهما، وإلى جانب المنفذ فهناك شخص آخر أو جماعة أو جهاز أو دولة (المخطط) هو في الأغلب من ينتظر أن يجني ثمار العملية تحقيقا لمصلحة يهدف لتحقيقها. ومن هنا، نجد أن الإجابة على سؤال من الفاعل فيما يتعلق بأحداث الأسبوع الماضي في نيويورك وواشنطن، تتطلب البحث عن طرفين في حقيقة الأمر وليس طرفا واحدا: المنفذ الذي نذر حياته فداء لما يعتقد أو تنفيسا عن غضب دام طويلا، والمخطط الذي ربما كانت أهدافه تختلف كليا أو جزئيا عن أهداف المنفذ، بيد أنه وجد فيه ضالته لتحقيق مصالحه. وانطلاقا من هذه الرؤية، نستطيع أن نرصد نطاقا واسعا من الجماعات والقوى التي يهمها أن تذيق القوة العظمى بعض ما ذاقته على يديها طويلا من هوان وقهر.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحياء روح مصر القديمة
- المرأة التي حيرتهم وحيروها معهم
- قبل فوات الأوان..علم الإدارة هو الحل
- الاستثمار في البشر..حل يحمي جميع الأطراف
- ديمقراطية مدفوعة الثمن مقدما
- الفيشاوي والحناوي.. أزمة مجتمع يفقأ عينيه بأصابعه
- نعم..هي مؤامرة
- لا للتمديد.. لا للتوريث .. و-لا- غائبة...
- -مصر واجعاني- ..حكومة سلطها الله على نفسها
- انتهى الدرس ياغبي
- فجر طفولته في وجوهنا أشلاء!!
- -عندما -نستوردنا
- ديمقراطية -هوم دليفري-
- العصيان المدني سلاح لايجب ابتذاله


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - في ذكرى يوم الهول الأمريكي.. الفاعل والمستفيد 1-3