أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - انتهى الدرس ياغبي














المزيد.....

انتهى الدرس ياغبي


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1195 - 2005 / 5 / 12 - 11:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تساءلت في مقال نشر لي قبل عدة سنوات عما إذا كان كرسي السلطة يصيب الجالس عليه بغباء مزمن بالضرورة، فلا يتعظ مما يحدث لأمثاله، ويصبح كما يقول المثل "الأحمق من اتعظ بنفسه".. وأّذكر عندما التقيت الرئيس لأمريكي السابق جيمي كارتر قبل خمس سنوات في ندوة بنادي الصحافة في دبي، وكان يزورها لتسلم جائزة منحها له الشيخ زايد، حاكم الإمارات وقتها.. وقال كارتر في كلمته إنه لم يأت للحصول على الجائزة ولكن لأن حكام الخليج أصدقاء شخصيون له.. فتوجهت إليه بالسؤال التالي "هل أصبح التخلص من أقرب الأصدقاء بعد استنفاذ الغرض منهم عادة أمريكية دارجة؟" وضربت له مثلا بما حدث مع "سوهارتو" وما حدث مع "رضا بهلوي".. فأجابني أن أمريكا لم تتخلص من "سوهارتو" ولكن شعبه هو الذي ثار عليه لأنه كان فاسدا هو وأسرته، فرددت عليه بأن "رئيس إندونيسيا الأسبق كان فاسدا طيلة 33 عاما وكان شعبه ساخطا ويقوم بهبات متواصلة ضده لكنكم كنتم تؤازرونه ضد شعبه إلى أن انتهى الغرض منه فنفضتم أيديكم منه!!".. وتملص "كارتر" من الرد على مثال "رضا بهلوي" (الذ كان هو نفسه من تخلى عنه عندما كان رئيسا لأمريكا) رغم أنني أعدت عليه السؤال ثلاث مرات، حتى اضطرت إدارة الجلسة لتخليصه من الموقف بتحويل الانتباه إلى سؤال زميل آخر!!
والمشكلة أن حكامنا الذين لم يصلوا إلى الحكم بإرادة الشعب، لا يريدون أن يفهموا أن من يساندونهم في إطالة أمد حكمهم رغم أنف الشعوب، لا يفعلون ذلك حبا في سواد أعينهم، ولكن لبديهية بسيطة يعرفها أصغر متابع للأحداث: وهو أن لهم أدوارا محددة بدقة عليهم أن يقوموا بها لبسط الهيمنة الأمريصهيونية على العالم، وما أن ينتهي هذا الدور، إلا ويحين أوان التخلص منهم ، وإفساح الطريق لعملاء جدد يقومون بدور جديد في مرحلة جديدة.
وهذا بالضبط ما حدث مع السادات، فبعد انتهاء دوره المرسوم بدقة لإقامة صلح منفرد مع الأعداء وشق الصف العربي ، أداروا له نفس الاسطوانة التي كان مسكوتا عنها طوال حكمه، غسطوانة الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات بالذات.. وعندما زار أمريكا لآخر مرة في حياته، كان من الواضح أن "اباهم في البيت الأبيض" أوضح له أن دوره انتهى، وأن الشعب بجميع تياراته السياسية وانتماءاته ساخط عليه، وإنهم يريدون حاكما قويا في مصر ليحمي مصالحهم، فما كان منه بعد عودته من هذه الزيارة، إلا أن هاج وماج وزج في سجونه التي اكتظت بجميع المعارضين من مختلف التيارات ـ من أقصى اليمين لأقصى اليسار ـ ومن أساتذة الجامعات، ووزراء سابقين، وصحفيين كبار إلى عمال وقيادات طلابية، ونقابية، ودينية ـ إسلامية ومسيحيةـ كل ذلك ليثبت لهم أنه مازال قويا، يحكم قبضته على الأمور في البلاد، واستمر الحال إلى أن كان ما كان وهي النهاية التي نعرفها جميعا.
والمصيبة أن هذا السيناريو تقريبا يتكرر مع مختلف حكام العالم الثالث التابعين للبيت الأبيض. لكن الغباء المستمد من الكرسي ـ في اعتقادي ـ يدفع كل منهم إلى أن يستبعد إمكانية حدوث نفس الشيء معه بالذات، فهو يصدق أنه أثير لدى السادة في واشنطن، وأنهم سيقدرون له ما قدم من خدمات لم يكونوا يحلمون بها، ولا يتصور أنه سيجري عليه نفس ناموس الخدمة لدى ماما أمريكا بحذافيره.. والذي يلخصه المثل الأمريكي الشهير Hire and Fire ..والشاهد أن النظام الحاكم في مصر أدى ما هو مطلوب منه بالضبط، ولم يعد له دور في المرحلة القادمة، التي يخطط لها أن تشهد القضاء على آخر رمز ـ وإن كان هشا ـ للعمل العربي الموحد بانهيار جامعة الدول العربية، والتخلص من مفهوم العروبة تمهيدا لإنجاز "مشروع الشرق الأوسط الكبير" بقيادة الكيان الصهيوني.
ولعل ما يحدث في الآن، من تفجيرات وعمليات تخريب، وفتن طائفية هو التجسيد الحي لما قالت عنه كوندوليزا رايس "الفوضى البناءة".. فهم يعلمون أن حكا منا سيتصرفون كالعادة بغباء منقطع النظير.. وسيشددون من قبضة الأمن على البلاد ويعيثون في العباد اعتقالا وتعذيبا بالشبهات، مع تنامي حركات المعارضة السياسية والسخط الشعبي ضد الوضع الذي لم يعد يطيقه الشعب المصري.
والأرجح أن الولايات المتحدة لن تسمح بترك المجال لنجاح حركة المعارضة في توحيد صفوفها وتنظيمها خلف قيادة وطنية وديمقراطية حقيقية، يكون من شأن وصولها للسلطة كف يد واشنطن عن التدخل في الشئون الداخلية لمصر وتوجيه حكامها وفق ما يحقق المخططات الأمريكية في المنطقة.. ولما كان النظام الحاكم شاخ وضعف ولم يعد لائقا للمرحلة القادمة، فالأرجح أن السادة لن يتحملوا مساندته أكثر من ذلك.. وسيحاولون بسرعة إجراء التغيير الذي يضمن وصل حكام جدد من رجالهم الأقوياء إلى سدة الحكم.. وسيتخلصون منه بطريقين فيما أعتقد: إما جسديا كما حدث مع عرفات أو بعملية اغتيال واضحة.. أو بإجباره على عدم الترشح في الانتخابات المقبلة، مع منحه ضمانات بعدم ملاحقته أو مساءلته ، هو أو أي من أسرته عما فعلوا بالبلاد طوال ربع قرن.. وذلك ما سيجعلنا ندخل نفقا مظلم.. أتمنى أن يقيض الله لنا أن نرى نورا في آخره قبل فوات الأوان..
أخيرا.. هل أنا متشائمة أكثر من اللازم؟؟ أتمنى ذلك،



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فجر طفولته في وجوهنا أشلاء!!
- -عندما -نستوردنا
- ديمقراطية -هوم دليفري-
- العصيان المدني سلاح لايجب ابتذاله


المزيد.....




- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - انتهى الدرس ياغبي