أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - الحركات الاسلامية الفلسطينية وصراعها مع اسرائيل














المزيد.....

الحركات الاسلامية الفلسطينية وصراعها مع اسرائيل


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4727 - 2015 / 2 / 21 - 01:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


هناك مشكلة لدى الحركات الإسلامية في فلسطين في سياق صراعها مع المشروع الصهيونيٍ ودولة الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي، واقصد بالحركات الإسلامية هنا حركة المقاومة الإسلامية حماس وحركة الجهاد الإسلامي، وهي أن بنية العقيدة المتشكلة في قلوب وأذهان المقاومين العسكريين تحديدا في كلا الحركتين تقوم في جانب منها على أن الصراع مع الكيان الإسرائيلي ومشروعه هو صراع بين مؤمنين مسلمين وبين يهود ملاحدة وعصاة، عصوا أمر الله وخالفوه منذ قديم الزمان مرورا بيهود بني النضير وخيبر وبني قينقاع وقريظة في زمن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ويستندون في ذلك على آيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.
ومن مثل تلك الآيات قول الله تعالى في سورة البقرة من القرآن الكريم" ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" وقوله سبحانه وتعالى"ولتجدنهم اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والنصارى"أو قوله سبحانه"أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم" في إشارة إلى اليهود، الخ هذه الآيات التي تتحدث عن اليهود والموقف منهم.
وفي التفسير لما سبق أن الله سبحانه وتعالى قد ضرب أمثلة وصورا لنموذج الظلم والاعتداء والخديعة والنفاق وغيرها من مثالب الأخلاق المرفوضة، ولم يقصد اليهود لكونهم يهودا كما ضرب الله عزو جل أمثلة كثيرة على نموذج الظلم الذي مثله وسلكته أقوام وجماعات إنسانية أخرى عبر القرون والادهار وحتى قيام الساعة.
إذ المعيار في نموذج الظلم بالمعنى الديني والإنساني والتاريخي هو حقيقة السلوك والفعل ومن ثم انتسابه لهذا الشخص أو الجماعة أو المجتمع أو غيرها.
والمشكلة لدى الحركات الإسلامية في فلسطين، وتحديدا في الضفة الغربية وقطاع غزة، هي في سياق ما هو كامن وبطريق البناء الاجتماعي الأخلاقي الخاطئ، وكذلك الفهم الغلط أن الحالة اليهودية المتعينة هي في القران الكريم والأحاديث النبوية حالة مستمرة والى يوم القيامة .
والأمر أعلاه نجده متداولا بين الناس سواء في فلسطين أو في الدول العربية والإسلامية، وهي مسالة هنا ينقلب فيها التراث فيما يخص وضع الجماعات اليهودية منذ زمن الرسول عليه السلام وحتى أيامنا هذه إلى مسالة اعتقاديه يبنى عليها موقف واحد وحاد تجاه تلك الجماعات وكأنها حالة واحدة ونسق واحد. وهذا الأمر نجده للأسف عند كثير من النخب السياسية والثقافية والاجتماعية سواء في فلسطين أو عند الشعوب العربية والإسلامية.
ويحدث الالتباس أكثر ما يحدث عند حالة المقارنة الفعلية لسلوك اليهود وتصرفاتهم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وبين ما يصدر عن إسرائيل كمشروع صهيوني استيطاني مرتبط بعموم الحالة الاستعمارية الغربية الرسمية منذ أواخر القرن التاسع عشر المنقضي من حيث إجرامهم وغدرهم وعدم التزامهم بالعهود والمواثيق .
وفي الرد على ذلك أن أمثلة وأشكال الظلم والعدوان الإنساني ضمن أنموذج الظلم أو معلم الظلم تتقارب وتتماثل في كثير من سلوكيات ومناهج وتفاصيل أي عدوان أو ظلم أو افتراء على الآخرين.
ثم أنه أولا، أن دولا كثيرة(منظومات سياسية رسمية) قديما وحديثا كالإمبراطورية الرومانية واليونانية والفارسية التي قضى الإسلام بفتوحاته عليها وعلى ظلمها للناس بما فيهم رعاياها، وكذلك منذ أكثر من مئتي عام كالإمبراطورية البريطانية والفرنسية والروسية وحديثا الولايات المتحدة الأمريكية ؛ هذه الدول والإمبراطوريات قديمها وحديثها لم يكن فيها ومنها في كثير وغالب الأحيان إلا ولا ذمة ولا حتى عهدا أو رحمة إنسانية لا مع أصدقائها ولا خصومها ولا إجمالا مع عموم البشر، من خلال التجربة والواقع.
ثم ثانيا علينا أن لا ننكر أن هناك موروثات دينية بالمعنى الاثني والوثني وليس بالمنطلق والفهم لحقيقة الأديان السماوية وشرائعها أو وصاياها ومن صحيح الممارسة العملية الاجتهادية الإنسانية كذلك، واقصد هنا بشكل أدق هذه الأساطير والخرافات (كالصورة المحرفة للتلمود) والتوراة الشفوية الحاخامية التفسيرية، وبعض من خليط المعتقدات الموروثة نفسها والوافدة إلى المجتمعات الإنسانية، والتي تستخدم في تبرير الظلم وإضفاء الشرعية عليه.
وما أريد قوله هنا أن للحق مسارات تتشابه وللظلم مسارات أخرى تتشابه ، وانه لا ينبغي الخلط بين الحق و شرعته وشرعيته السماوية والأخلاقية القيمية المودعة فينا من الله عز وجل، وما اجتهد الناس فيه عبر آلاف السنين في سياق الإيجاب الحضاري الإنساني وفي خانة الحق نفسه، وبين الظلم ومرجعياته الشيطانية إنسا و تخرصات شيطانية وسواسا وسلوكا في آذان وقلوب الأولين .
وعلى هذا، إنني افهم أن غالبية المجاهدين والمناضلين الفلسطينيين في الحقل العسكري المقاوم سيقولون أن هذه علمنة للصراع مع العدو الصهيوني الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه قضاء مبرم على الحافزية والدافعية الإيمانية لقتال ومواجهة العدو الإسرائيلي .
أقول ويشكل عام إن الأديان كلها وشرائعها ونظمها وتوجيهاتها إنما تقوم على فكرة الصراع بين الحق والباطل، وان الإسلام بشريعته الخاتمة يرتكز قبل كل شيء وفي إطار الأولويات في فكره ومعتقده على فكرتي الحق والباطل.
وان الحق مصدره الأول والأخير السماء.
والباطل مصدره الأول والأخير الشيطان أو الحالة الشيطانية الابليسية.
وبعد كل هذا ألا يكفي الإيمان بالحق مهما كان مثاله وأهله، والكفر بالباطل والظلم ومواجهته مهما كان مثاله وأهله أيضا.
إننا والحال هذا صرنا بحاجة إلى تعريف جامع ودقيق لفكرة الحق، وكذلك الأمر بالنسبة لفكرة الباطل، حتى لا تصبح تجليات احدهما كأمثلة واقعة وممارسة في الحياة الإنسانية وفي التاريخ هي المرجعية والفاصل المقدس والمعمم.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الوضعية الى الواقعية
- الغيبوبة الاجتماعية السياسية
- في معنى الحالة الوظيفية في الحالة الفلسطينية بعد أوسلو
- طمأنة الشعب اليهودي الإسرائيلي على مستقبله في فلسطين
- لمن التاريخ في المنطقة العربية؟
- هل بقي قدرة على تحمل ازدواجية الاحتلال والسلطة الواقعة تحت ا ...
- حق العودة على هدى معركة حجارة السجيل
- هل سنشهد مستقبلا اجتياح المقاومة للمغتصبات الصهيونية؟
- البراغماتية والقيمية في التحليل السياسي
- منطق الازمة المالية في الضفة الغربية
- لماذا الازمة المالية في السلطة الفلسطينية؟
- هل نحن في فراغ من المشروع الحضاري الاسلامي؟
- من انتفاضة الاقصى الى انتفاضة الاسرى
- نكبة.... ام قابلية للانتكاب؟!
- القضية 101/2007: سابقة القضاء الفلسطيني في التعويض عن الاعتق ...
- هل حقا المصالحة والوحدة الوطنية ممكنة بين السلطة وحماس؟
- الحرب على غزة اولا
- حين يراد تحويل الديمقراطية الى ايديولوجيا!
- الثورات العربية في ميزان الشريعة
- الخطة الاحادية الاسرائيلية للانسحاب من الضفة الغربية


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - الحركات الاسلامية الفلسطينية وصراعها مع اسرائيل