أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق محمد عبدالكريم الدبش - لأمي ولكل الأمهات














المزيد.....

لأمي ولكل الأمهات


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 09:22
المحور: الادب والفن
    


لأمي ولكل الامهات..........لم انعم او اسعد بين احضان امي ، بسبب الدكتاتورية ، حيث تركتها جل عمري ، حتى سنوات وجودي قريب منها كنت محروم من لقائها ،خوفا عليها وعلى اهلي جميعهم ، ويدعي الكثير! ، ما الذي فعلوه هؤلاء الفاشست ، الم يعلموا بأنهم حرمونا العيش مع احب الناس الينا، وأكثرهم مودة ورحمة وعطف وحنان ، امي ....لم أنسى الكلمات الخالدة التي كنا نحفظها ونحن في الصفوف الاولى من الدراسة الابتدائية .....أمي ومن بألروح تفديني .... ، فكم من ليلة قامت .....على مهد تغطيني ، تخاف علي من حر .....ومن برد فتحميني ، انا بالروح أفديها ....كما بألروح تفديني ، والام مدرسة أذا أعددتها .....أعدت شعبا طيب الاعراق . هذه صورة مأثرة ومألمة وقاسية ، ولو قصصنا تفاصيلها وتتبعنا خطواتها لوجدنا عند كل المعذبين والمضطهدين والمناضلين صور وأحداث يندى لها الجبين الانساني ، فهذه الام كانت تموت كل يوم ميتة !، وكم تحملت عناء البحث عن ابنها في السجون والمعتقلات ، وكم تحملت من الاهانات في قيض الصيف الحارق او في الشتاء القارص ، او تذهب متخفية عن اعين الغريب والقريب ، لتلتقي بولدها المتخفي عن اعين السلطة ورجال الامن نتيجة ملاحقته ، وكم تحملت ودفعت اجمل ايام عمرها نتيجة السهر والرعاية والقيام على ابنها المطلق سراحه ...!وهو في اسوء حال! نفسيا وجسديا نتيجة التعذب الذي مورس ضده ، لا لشئ سوى لانه كان مختلف مع النظام القائم ، ويطالب بدولة تصون كرامة الانسان وحريته وتحترم ادميته . أمي هي أجمل الامهات وأنبلهم ، هي مثل باقي الامهات ....بسطة ....طيبة ...متواضعة لحد الهبل ؟ ...لم يكن لها طموح سوى ان تعيش مع أولادها وأسرتها بسلام..و أولادها يعيشون جنبها بسلام ، لم يكن لها سقف من المطالب ، بسيطة في مأكلها وملبسها وحتى أحيانا لا تجد مكانا تنام به في يوم عمل وحركة دائمتين ، نتيجة اشغال مكانها من قبل ابنائها او بناتها ، وتجدها قد أخذت ركنا من زوايا البيت تتكأ عليه لتأخ قسطا قليلا من النوم في بعض من الليل وهي متعبة ومرهقة وينتابها الأعياء ، كانت أخر الذين يأكلون ، او تأكل أثناء أطعام صغارها ، وربما كانت دائما لا تسد رمقها الى حد الشبع والاكتفاء .....لا تشكو العلل او الامراض الا نادرا ،او يغمى عليها نتيجة لعدم قدرتها على التحمل ...! نتيجة المرض ، وحينها نعلم بأنها معتلة ، ولسان حالها يقول .....مابيه شيئ ، باجر أصير زينه ؟، هذه أمي .... هي مثل أمهاتكم أنتم ، عانت وكافحت وصبرت ، وربونا والدينا الى ان كبرنا وصرنا رجال ونساء ، بفضلهم ...وبدموعهم وتعبهم وسعيهم الحثيث لكي يخرجوا منا اناس نافعين في هذا المجتمع ، ورحلوا عنا وتركو في نفوسنا أجمل الذكريات ، وربونا على المثل والاعراف النبيلة ، وعلى البساطة والنخوة والمروئة وصلة الرحم ،وعلى الجيرة الطيبة ،وعلى الاحترام والمحبة ، صحيح انهم كانوا غير متعلمين ، ولاكنهم كانوا مدرسة بذاتها ...عندهم ثقافة استقوها بالفطرة ، ومن خلال البيت والمحلة ، والتي علمتهم كل ماهو كريم وحسن ، يملكون من الحياء والادب والاحترام ، لو وزعوه على بقاع الارض لتزينوا بتلكم القيم ..التي اجبلت بها امهاتنا وأبائنا .....كل العرفان والوفاء الى امي وأبي ، وألى كل الامهات الطيبات اللاتي دفعن حياتهن ثمنا لاسعاد ابنائهم وبناتهم... وتنشأتهم النشأة الصالحة والكريمة ، لهم الرحمة والذكر الطيب دائما وفي كل الاحايين ...ما حيينا .
صادق محمد عبد الكريم الدبش .
18/2/2015م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خاطبني صديقي بلغته
- قالت أوصفني
- مختارات شعرية في العشق والهيام .
- كلمات الى رمز الأباء والشموخ ...الشهيد جمال الحيدري
- خاطرة ...على أطلاقة نارية من مجهول ؟
- تسائلني في منتصف العمر وفي أخر الطريق
- تطور الفكر الديني
- ماذا يروم ممثلين البعث في الحكومة والبرلمان
- ليلى الأخيلية ...
- مصائب قوم عند قوم فوائد
- الى الرفيق الشهيد أسعد لعيبي
- شئ من التاريخ ...
- لا تسألني ..لمن تكتب ؟
- خاطرة وتعليق في ذكرى يوم الشهيد الشيوعي
- مرور اسبوع على رحيل انعام الحمداني
- ما اشبه اليوم بالبارحة
- صورة أمرأة ريفية
- اليكم أحبتي ..يا رفاق الأمس وما يساوركم من شكوك
- رحيل المناضلة أنعام الحمداني ...أم عمار
- الى النبل والفداء ...الى الشهداء الكرام


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق محمد عبدالكريم الدبش - لأمي ولكل الأمهات