أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - وباء الجنرالات يستشري من جديد في ليبيا.














المزيد.....

وباء الجنرالات يستشري من جديد في ليبيا.


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4714 - 2015 / 2 / 8 - 18:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


"لا يمكن لغيره ان يحل أزمة البلاد ويعيد لها الاستقرار"..
" الجنرال هو الوحيد القادر على تخليص البلاد من أزمتها"..
" هذا الشعب لا يفهم إلا لغة القوة، والديمقراطية لا تصلح له "
هذه الاحكام المطلقة التي يتداولها طيف واسع من مجتمعنا في شرق البلاد وغربها، تعكس حالتهم المرضية وقناعتهم التي لا تقبل الجدل بأن إعادة ليبيا الى حكم العسكر هو السبيل الوحيد لاستعادة الاستقرار والامن!! وكأنك يا بوزيد ما غزيت، كما يقول المثل العربي..
حالة الانغلاق وانسداد الأفق التي تسيطر على طيف واسع من المجتمع وتدفعهم اليوم للسعي للارتماء باختيارهم من جديد في أحضان حكم العسكر، هي في الواقع نتاج مباشر لتمكن وباء حكم العسكر والجنرالات في وعي الناس الذين استطابوا الحياة الدودية وآثروا الكسل والتخلي عن دورهم في بناء الدولة وتصحيح مسارات حكمها وتطوير مؤسسات إدارتها.
هذه العبارات يرددها اشخاص من مختلف الأعمار والتخصصات بينهم أطباء ومثقفون وكتاب وطلبة وسائقي سيارات أجرة وتجار ووووالخ من طبقات هذا المجتمع، وذلك خلال السجالات اليومية حول وضع البلاد والانفلات الأمني وصراع المليشيات التي تجري في كل مكان من البلاد حاصدة أرواح مئات الشباب.. وهي بالمجمل تعكس حالة إحباط خطيرة قد تدفعنا فعلا للعودة الى ظلام الشمولية سواء العسكرية او المدثرة برداء الدين المزور.
وهذه الحالة تعد نتاج متوقع وطبيعي لمشروع تدمير كل شكل من اشكال الدولة ظل يمارسها النظام السابق على مدى اربعة عقود ، إذ أن خروج الليبيين ضد القذافي يوم 17 فبراير 2011م والشهور التي تلت ذلك اليوم، لم يكن مؤسسا على أفكار ورؤية للمستقبل، بل كان مجرد هبة أو انتفاضة ضد حالة من الفوضى وغياب الدولة في مظاهرها الانسانية البناءة، وكان لهؤلاء المنتفضين ما ارادوا بفضل تضحياتهم وتدخل دولي كان حلف الناتو راس الحربة فيه، وتم تفكيك ذلك النظام، لكن أحدا من المنتفضين وعلى كل المستويات لم يستطع وضع خطة لإعادة البناء وإقامة مؤسسات دولة حقيقية.
وامام هكذا واقع جديد أنكفأ الليبيون نحو مكوناتهم الصغيرة القبلية والعرقية والجهوية، وتركوا ليبيا نهباً لأطماع المتغولين والقوى الأجنبية والاقليمية التي لا تخفي أطماعها في البلاد، وتسعى لقبض ثمن ما دفعته من مال واسلحة دمار خلال فترة الانتفاضة. وهكذا وبمرور الشهور والسنوات كانت البلاد تدفع بتناغم تام بين قوى قبلية وعرقية وجهوية محلية وبين قوى دولية واقليمية نحو هاوية الحرب الأهلية التي نعيش فصولها المرعبة هذه الأيام.
وأمام هذا النتاج المدمر لمستقبل أبنائهم، لم يفكر الليبيون في حل جذري حقيقي لأزمتهم يرسي دعائم الدولة الحقيقية المنشودة، لكنهم سرعان ما شحذوا ذاكرتهم المثقوبة ، فلم يجدوا إلا صورة العقيد القذافي يمكن ان تنقذهم من عبثهم وطغيان أنائهم المتغولة، ولكن اين هذا المنقذ اليوم؟ الم يذبحوه بأيديهم وهم يكبرون معتقدين أن بقتله ستحل كل مشاكل ليبيا! وأمام هذا الواقع المرعب الذي يحصد كل صباح أرواح أبنائهم نراهم يرفعون صور جنرال جيش هنا او عقيد هناك باعتباره حبل النجاة الوحيد لهم من الاندثار، متناسين أن فاشية العسكر التي سطت على سلطة مدنية قائمة صبيحة اول سبتمبر من عام 1969م بقوة السلاح، هي التي أوصلتهم الى ما هم فيه اليوم من رعب، وأن أي جنرال يتمكن اليوم من التسلل الى سدة حكم البلاد برداء سلام وأمن مزور، لن يكون أفضل من معمر القذافي مهما أوتي من قدرات ونضافة يد، بل سيعيدنا الى مربع اسوأ بكثير من الذي كنا فيه..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر عابرة.. (1) أشواق على مذبح العقل..
- بني الجبل انتبهوا.. مستقبلكم في خطر!!
- ألم أقل لكم إنها حرب بلا معنى!!
- أين تجذف إسرائيل
- ديفد هاينز قرباناً على مذبح الهيمنة..
- صناعة الفوضى.. داعش نموذجا..
- اتهام البنتاغون لمصر والامارات بالتدخل في الصراع بليبيا يمهد ...
- الاستثمار السيء لدماء العراقيين
- دعوة لتفادي حرائق الرجيع العربي
- -داعش- ضربة قاصمة للاسلام كدين للبشرية
- ليبيا تحترق.. رؤية للخروج من الازمة
- ما الذي يجري في ليبيا؟
- إجهاض الانتصار.. الخطف والقتل المتبادل في فلسطين المحتلة كحا ...
- النازحون الليبيون: هل يقضون رمضان في بيوتهم؟
- دعوة لصمت اعلامي في مواجهة الارهاب
- رؤية لتطوير مسار الثورة الليبية.. مقال مسترجع
- المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الانسان يرسم صور سيئة لحق ...
- صنَّاع الظلام
- التدخل العسكري المباشر في ليبيا طعنة في ظهر ثورة الشعب
- ضياع الوطن .. وأوهام الذهب ..


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - وباء الجنرالات يستشري من جديد في ليبيا.