أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - تطور مفهوم الجحيم المسيحي















المزيد.....

تطور مفهوم الجحيم المسيحي


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 14:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول جورج بنوا:(( إن الخطوط الأولى لفكرة الجحيم بعد الموت فكرة متأخرة جداً ، وفي سفر إشعياء فقرتان طالما أُعتبرتا هكذا : لأَنه هوذا يهوة يأتي ومعه النار ، وعجلاته كالزوبعة ليصب غضباً متأججاً ووعيده لهيب النار ، لأَن يهوة يدين الناس جميعاً بالنار ( 66-;- 15 - 16 ) ، وبخروجهم يرون جثث الناس اللذين تمردوا علي لأَن دودهم لايموت ونارهم لا تطفأ ، ويكونون حثالة لكل بشري ( 66 -;- 24 ) ويُعتبر التفسير المعاصر لهذه العبارات مادياً بحتاً ودنيوياً : إِنَّ جثث أَعداء إسرائيل ستتهرأ ، وتأكلها الديدان ، وهذه إِستعارة تعني الفساد ، أَو ستلتهمها النيران في وادي هنوم ، خارج اورشليم . والنار هي مادية رمزية معاً تعني الغضب الإلهي الذي يُهلك الكافرين : ويسأل المزمور 89 قائِلاً :(( الى متى يا يهوة سيتقد غضبك كالنار.؟ )) . والنار كأداة تطهير ذكرت في الكتاب المقدس 271 مرة )). إِنتهى ..كتاب: تاريخ جهنم ، تأليف : جورج بنوا ، ص 43 ، تعريب انطوان هاشم ، ص 49 ، الطبعة الأولى لسنة 1996 م ، منشورات : عويدات ، بيروت ..لاحظوا أَن الكثيرين تسائلوا عن معنى:(( الظلمة البرانية ، البكاء وصرير الأَسنان ، الدود الذي لا يموت والنار التي لاتُطفأ ..الخ )) ونجد أَنَّ للعبارات معنى مادي بحت ، ولكن مايجب أَن نضعه في حساباتنا إِنَّ تطور فكرة الجحيم المسيحي ليتحول عند البعض الى مايشبه تلك الصورة الملتهبة .. جاء عن طريق الميثولوجيا الشعبية والآراء الفلسفية خارج أُطر الكتاب المقدس ..يقول جورج منوا :(( وإِنطلاقاً من هذه الأُسس الهشة راح التقليد المسيحي الشعبي من جهة ، واللاهوتي من جهة أُخرى ، يُشيد هذا الصرح الجهنمي الضخم لغاية أَخلاقية وراعوية وعقائِدية في آن معاً )) نفس المصدر صفحة 50 ، إِذاً الرجُل يُصرح تمام التصريح إِنَّ جو الرعب الملتهب للجحيم قد تم بنائه خارج سياقات العهد الجديد لغايات مع الأَسف تصب في خانة التبشير والبناء الأَخلاقي فيما يزعمون.! يقول جورج بنوا :(( تطور المفهوم المسيحي للجحيم على المستوى الشعبي أَولاً : إِنها الرؤى والكتابات المنحولة التي أَعطت النظرات الأولى للكون الجهنمي الكثير التلون . ولم يظهر عمل الفكر ، إِلا مع آباء الكنيسة الذين عملوا على معطيات متضاربة وهكذا جاءت التباينات بين الأُدباء عظيمة ويُمكن استخدام أعمالهم ، كما يمكن استخدام نصوص الكتاب المقدس ، ذريعة لتبرير وجهات النظر المتناقضة ..والرهبان هم الذين ، في بدايات العصر الوسيط ، وضعوا بصمات مفاهيمهم الصارمة على جهنم بكتابتهم قصص رحلات عديدة الى هناك يتخذ بعضها طابعاً ايحائياً . ولقد دونوا قائمة بالخطايا التي تستوجب الهلاك والعذابات المناسبة لها )). نفس المصدر صفحة 51 ، إِذاً تطور صورة جهنم المسيحية نحو الواقعية الملتهبة إِن صح التعبير إِبتدأ في بدايات العصر الوسيط ، لكن على كُل حال أَقول إِنَّ الدينونة القادمة أَو المزمعة في المسيحية ثابتة في كُل العهد الجديد .. ولكن لايوجد تصريح بشكل تلك الدينونة ، وإِنقسمت المدارس اللاهوتية المسيحية حول هذا الأَمر ، فمنهم من قال 1. إِنَّ العذاب الأُخروي عذاب رمزي وليس أَبدي يعني الدينونة رمزية 2. ومنهم من قال إِن الدينونة الأَخيرة بالنسبة للأَشرار هي الموت الأَبدي 3. ومنهم من قال أَن الدينونة حقيقة بالعذاب الأَبدي .. ولكن يَجدُر الإِشارة الى أَنَّ الرأَي الأَول أَي العذاب الرمزي كان الرأي السائِد بين مسيحيي المشرق حتى زمن قريب ، يقول اوريجانوس في كتابه المباديء.. في القسم الثاني : العقاب (( نار الخطايا )) : (( إِن كان الجسد الذي سينهض بحالٍ كهذه ( يقصد الكاتب جسد روحاني ) ، فلننظر في ماقد تعني النار الأَبدية . إِننا نجد بالواقع في اشعيا النبي الإشارة الى أَن نار العقاب ملازمة كل إِنسان إدخلوا في لهيب ناركم وفي الشرر الذي اضرمتم ) إش 50 : 11 ، فهذه الكلمات تبدو وكأنها تبوح بأن كل إنسان إنما يوقد لنفسه شرر نار تلازمه ، بدل أَن يُزج في نار أخرى اضرمها سواه من قبل ، وتتقدم في الوجود عليه . إِِنَّ هذه النار والمادة التي تغذيها ، هما خطايانا التي يُسميها بولس الرسول ( خشباً وتبناً وحشيشاً) 1 كو 3 : 12 . وفي رأيي أنه كما تُحدث وفرة الطعام في الجسم ، أَي الأطعمة ذات النوعية والكمية المفرطتين ، نوبات حُمى ذات طبيعة ومدة مختلفتين ، على وفق ما مدت به الفوائض المتراكمة هذه الحمى بمادة ومنشط - وهذه الكمية من المادة المتراكمة نتيجة افراطات شتى ، هي علة حدة المرض وامتداده - كذلك يتأجج تراكم الآثام في الزمن المضروب لأَجل عذاب النفس، ويتوقد لأَجل عقابها ، حينما تكون قد كدست في داخلها جماً من السيئات وغمرة من المعاصي ومن ناحية ثانية ، إِذ يتذكر الإدراك نفسه ، أَو بالأحرى الضمير ، بفضل القدرة الالهية جميع الافعال التي طبعت فيه بصماتها وصورها عندما كان يأثم ، وجميع ما إِقترفه من أَمر قبيح ومخزٍ ، بل جميع ما أَقدم عليه من منكر ، يُشاهد على هذا النحو تاريخ ذنوبه وقد بُسط أَمام ناظريه . فيرتعش الضمير ، ويخزه مثل قواضم هو نفسه سبب لها ، ويغدو المشتكي على ذاته والشاهد . لقد أورد بولس الرسول فكرة من هذا القبيل ( برأيي ) حينما قال : (وأَفكارنا تشكو مرة أَو تحتج أخرى يوم يدين الله سرائِر الناس ، على حسب انجيلي ، يسوع المسيح ) رو 2 : 15 ، إِنه يجب أَن يؤخذ هذا القول في موضوع جوهر النفس عينه ، أَن احاسيس الخطاة السيئة تولد فيهم العذابات )). كتاب : أوريجانوس في المباديء ( سلسلة الفكر المسيحي بين الأَمس واليوم 31 ) ، ص 238 - 239 ، عربه وقدم له ونقحه وعلق عليه : الأب جورج خوام البولسي ، منشورات المكتبة البولسية ( منشورات اليوبيل المئوي الأول لتأسيس الجمعية البولسية ) ، بيروت ...إِذاً بإختصار الرجل يصف الجحيم المسيحي بأنه حالة لا مكان .. ويقول أَنَّ العذاب هناك عذاب ذاتي الذي هو عذاب الضمير ، يتسبب به الإنسان ذاته على كل ما إِقترفه من ذنب وشرور .. كما يصف هذا العذاب بأنه عذاب وقتي غايته الإصلاح لا الإنتقام..وحتى لا يقول قائِل إِنَّ هذا الرأي هو آراء آحاد نقول إِنَّ هذا الرأي كان الرأي السائِد عند الكنيسة حتى وقت متأخر ، يقول المؤرخ المسلم الشهرستاني :(( وفي النصارى من قال بحشر الأرواح دون الأبدان ، وقال إِن عاقبة الأَشرار في القيامة غم وحزن الجهل ، وعاقبة الأَخيار فرح وسرور العلم ، وانكروا أَن يكون في الجنة نكاح وأكل وشرب ، وقال مار اسحق منهم إِنَّ الله تعالى وعد المطيعين وتوعد العاصين ، ولا يجوز أَن يخالف الوعد ، لأنه لايليق بالكرام ، لكنه يخالف الوعيد فلا يُعذِب العصاة ، ويُرجع الخلق الى سرور وسعادة ، وعمم هذا إِذ العقاب الأَبدي لا يليق بالجواد الحق )) كتاب الملل والنحل : الشهرستاني ج2 : ص 251 ، صححه وعلق عليه الأستاذ احمد فهمي محمد ، الطبعة الثانية 1992م ، الناشر : دار الكتب العلمية ، بيروت..طبعاً لمن لايعرف مار إِسحق الذي يتكلم عنه الشهرستاني هو القديس اسحق الكبير الملقب بالبرني تلميذ مار افرام السرياني



#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور مفهوم جهنم العبرانية وصولاً للديانة الإسلامية 2
- تطور مفهوم جهنم العبرانية وصولاً للديانة الإسلامية
- مهلاً هُنا نظرية المؤامرة
- متحرري الشرق
- جنة عدن وجنة الإِسلام
- الأَحناف ملة إِبراهيم
- أَعزائي المُسلمين لا جنة بعد اليوم
- الجاهلية بين الإِسلام والمسيحية
- الأسطوانة الفارغة المسماة بالتوحيد
- محمد يقتبس أقوال بولس
- طرف وظرافة الكتاب المسلمين
- المقملين الذين اسقطوا الحضارة 4 .!
- المقملين الذين اسقطوا الحضارة 3.!
- المقملين الذين اسقطوا الحضارة 2.!
- المقملين الذين اسقطوا الحضارة .!
- قردوغان يصارع الجنس اللطيف
- الله ابتلى المؤمن الصالح والأنبياء بالقمل .!!!
- اغاثة اللهفان بأحاديث قردوغان
- آخر فصول التوحش الإِسلامي : الحرق لِمن يهين القرآن
- كل من يشكك بالبخاري جاهل أو منافق .!


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - تطور مفهوم الجحيم المسيحي