أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 4 – 5 )















المزيد.....

معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 4 – 5 )


كور متيوك انيار

الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 14:06
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 4 – 5 )

كور متيوك
قوى المعارضة السياسية السودانية ، مازالت تتذكر ايام الحركة ، وكيف أنها قذفت بالحريات ، وحقوق التعبير الى اعلى القمم ، والكثيرين من المواطنين والنخب استغلوا تلك الحريات وليس هامشها ، لكنهم للاسف عادوا الى ما كانوا اليه منذ سيطرة الانقاذ على السلطة مع غسق الثمانينات من المئوية التاسعة عشر ، ومع شوقهم الجارف لما وفرته عهد الحركة لهم من حريات ، غير أن تلك الحريات لم يجود بها كرم الحركة على الشعب الذي اصبح لسوء طالعهم ، تحت رحمته بجناحيها الدالية والنونية ، لم تعد تلك القوانين التي سمتها الحركة بالمقيدة للحريات كذلك بل تم اعادة تسميتها لتصبح الضامنة للحريات والشعب مذهول من هول الصدمة ، فكيف تحول قوانين مقيدة للحريات الى ضامن لها ! .
و ياللمفارقة التاريخية ... ويا للمفارقة الايدلوجية التي حولت الترابي من متشدد ومفكر اسلامي ، الى ارين الحركة الشعبية ومدرسة السودان الجديد ، والذي يعود تاريخها منذ فجر النضال الافريقي من اجل الحريات بالمهجر ، وحركة عموم افريقيا في 1900م وفي مانشستر 1945م حيث برز كوامي نكروما ، وفي كل من امريكا واللاتينية ، مروراً بحركات التحرر الوطني في القارة الافريقية ، وعند تبوء نكروما الامانة العامة للحركة اخذت الحركة تاخذ منحى قاري بدلاً عن شكلها العالمي الذي كان يضم الافارقة في العالم اينما وجدوا لتنتهي عموم افريقيا في شكلها العالمي ، بقيام منظمة الوحدة الافريقية في 1962م .
لقد كان الحركة الشعبية والسودان الجديد بالنسبة لقرنق ، إمتداد تاريخي لعموم افريقيا ، وامتداداً ايدلوجياً لمدرسة دار السلام في تنزانيا ، وعندما تتدخل تنزانيا للتوسط بين فرقاء الحركة الشعبية فهي تفعل ذلك تقديراً وتخليداً لارث دكتور جون قرنق ودوره الرائد في الحراك الذي انتظم دار السلام وقتها ، والتي خرج من صلبها العديد من القادة وحركات التحرر في القارة الافريقية ، والحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان هي منتوج تلك الثورة الدارسلامية ، لذلك جنوب السودان استقرارها وتطورها تهم تنزانيا ، والسودان الجديد امتداد لثورة الشيخ ديوب الذي اخذ على عاتقه مهمة اعادة كتابة تاريخ افريقيا التي كتب باقلام استعمارية .
حاولوا محاربته والتقليل من منتوجه الفكري حول اصل الحضارة المصرية التي اعادها الى افريقيا والى اثيوبيا وحتى المصريين مازالوا يحاولون الهرب وانكار ارتباطهم التاريخي بالزنجية والافريقانية وهم يفضلون المتوسط ، ولقد حذر فرانز فانون من تداعياته على وحدة القارة الافريقية وتماسكها . وكتابة التاريخ الافريقي باقلام استعمارية هي نفس الاسباب الذي جعل قرنق يعيد قراءة التاريخ ، واعادة كتابته بعد أن اخذ النخب السودانية وعلى راسهم الترابي مهمة طمس ثقافات ومساهمات مجموعات سودانية في تكون الدولة السودانية ودورهم في الحضارة الافريقية ، مع ابراز المكون العروبي على حساب بقية المكونات .
ثورة قرنق نجحت في تعريف السودانيين بحقيقتهم التاريخية واكتشاف تلك التاريخ المقتطع والمنسي ، وهذا ما جعل من قرنق عدواً يستحق السحق والتدمير ، فلم يكن يرفع السلاح فحسب بل كان يحاربهم فكرياً وهذا اكثر ما ارعبهم ، وارعب الترابي . فالشيخ الترابي الذي كتب عنه شيفالغاس الكاتب بصحيفة لوموند الفرنسية والذي اصدر كتاب ( الاسلام ومستقبل العالم ) زاعماً إن الترابي لم يتحصل على الدكتوراة من فرنسا ، وبإن الناس لم يعجبهم إن لايسبق إسم الشيخ الظاهرة الترابي حرف الدال بمقامه الرفيع ، وكان ما ذهب اليه كاتب اللوموند مجرد التباس وليس اكثر .
الحركة الشعبية والسودان الجديد كانوا من اشد اعداء الترابي ومهددان رئيسيان لارثه ، وللدولة الذي اراد هندسته ، ليضع الوسط العربي الاسلامي في القمة ، حتى يتمكن من امتاع نظره من علوه الشاهق ، الى مجموعات هم في نظره اقل انسانية وحضارة ، وبقليل من الانتاج واعادة الانتاج يتم طمس الثقافات والعناصر غير الاسلامية ليكون المحصلة في خاتمتها إنسان سوداني عربي واسلامي جديد ، ومن سوء قدر الشيخ إنه إضطر ليقف في مكان واحد مع اموم الذي هو واحد من اهم وارثي السودان الجديد ؟ .
لم يكن الشيخ يقف في ارين السودان الجديد فقط ، بل كان يجب له إن يعلن للعامة دعمه الكامل له ، وهذا اعتراف والقبول بالهزيمة الايدلوجية واستسلام على مدرسة السودان الجديد بعد إن كان يجوب العواصم العربية والاسلامية من اجل حركة اعتقد إنها تحارب العروبة والاسلام لكن قرنق كان يرد له مستغرباً ومندهشاً كيف لي إن احارب العروبة والاسلام وهم يمثلون واحد من مكونات الدولة السودانية والافريقية ، وهذا ما تحدث عنه فرانز فانون في معذبو الارض حول تقسيم افريقيا مابين بيض وسود ، ومحاولة ترسيخ فكرة علو افريقيا شمال الصحراء عن جنوبه ، وقرب الشمال من حوض البحر الابيض المتوسط والحضارات الاغريقية واللاتينية ، وجمود الجنوب وبدائيته ووحشيته .
وهذا ما حاول الترابي الهروب منه ، وهو ما جعل وصال المهدي تطالب بتغيير اسم السودان التي وفقاً لها تنطوي على تحقير على الشعب العربي ، وهذا ما جعل دكتور كمال عبيد رغم أن السودان لا يعتبر دولة عربية ، وفي السعودية عندما اعلن اسم راعي الغنم الذي اثار ضجة السودانيين لامانته واصالة عروبته الى أن السعوديين عندما اعلنوا اسم راعي الغنم ، لم يقولوا راعي غنم عربي بل قالوا راعي غنم افريقي ، دكتور كمال عبيد بعد أن اعتقد أنهم قد اصبحوا عرباً خلصاً باستقلال جنوب السودان ذهب لتجريد كل من الصومال وجيبوتي وجزر القمر من العروبة وهم ينتمون الى جامعة الدول العربية ، بينما قام عبيد بتصنيف السودان باعتبارها دولة عربية كامل العروبة ، وهذا ما يجعل حسين خوجلي يقول العبيد ديل كملوا ذاتو بالاشارة الى شعب جنوب السودان . لكن حسين خوجلي نسى حديث السفير الايراني لكل من حسن مكي وابراهيم السنوسي عند زيارتهم قال لهم " احبكم ايها السودانيين كما احب الامام علي عبده الذي وقف يزود عنه حتى هلك " ولقد اغضب ذلك السنوسي بشدة اما حسن مكي والذي حذر من خطورة التغيير الديموغرافي للمجموعات الغير عربية ، فتعامل مع الموقف باريحية تامة وكما قال فهو متعود على مثل تلك الاساءت ويقصد انكار عروبتهم ووصفهم احياناً بالعبيد بينما هم يعتبرون انفسهم عرباً .
معتقلي المؤتمر الوطني القي القبض عليهم في البرلمان وطردوا منها ، اما معتقلي الحركة الشعبية فلقد اعتقلوا مرة عندما خرجوا في مظاهرات القوانين المقيدة للحريات والاستفتاء ، واثمرت تلك المظاهرات بالوصول الى وفاق بين الحزبين ، وشدد المؤتمر الوطني على ضرورة تعهد الحركة بعدم إخراج الجماهير مرة اخرى الى الشارع فهم يخافون الشعب ، يخافون ظل الشعب ، يخافون هتافات الشعب ، ودخل معتقلي الحركة الى المعتقلات الحقيقية بعد إن حاولوا اعادة الكرة مرة اخرى لكن اين هذه المرة ومع من ؟ إنها في معقل الحركة ومع الحركة ، حامي الحريات ، وحامي الشعب ، ومحررها ، نصير المهمشين ، وقاهر امبراطورية الديكتاتورية في السودان ، فهنا لاصوت يعلو فوق صوت الحزب ، لاصوت يسمع سوى صوت الحزب ، فما يراه الحزب مناسباً هي الصحيحة دون جدال ، دون نقاش ، لا صوت يعلو فوق صوت القبيلة والقبلية .
نواصل



#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 1 – 5 )
- معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 2 – 5 )
- جنوب السودان والاعتراف بدولة فلسطين
- تداعيات الهجوم الارهابي على فرنسا
- التصويت تحت الرقابة المشددة
- المصالح الثلاثية ( الصين ، السودان ، التمرد )
- مشاورات .. مؤتمرات .. تاجيلات .. حرب
- - فقاك - الرجاء معاودة الاتصال لاحقاً !
- لحظة الحقيقة ( 2 – 2 )
- لحظة الحقيقة ( 1 – 2 )
- مابين مايكل مكوي وعبدالله مسار
- الخوف من السلام
- ابيي و ما وراء اقنعة القومية
- إنجيلهم وقرانهم مزيف
- المهم الوطن وليس الحركة الشعبية
- إنتهاء مهام المستشار
- تنظيم مهنة اللصوصية
- قانون الامن .. عندما ينتهي شهر العسل ؟
- كبار المفاوضين ( نيال ، مكوي )
- لك التبجيل اوهورو كينياتا


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 4 – 5 )