أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - العودة الى مغامرات السندباد البحري














المزيد.....

العودة الى مغامرات السندباد البحري


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4693 - 2015 / 1 / 16 - 16:16
المحور: الادب والفن
    


لم تصدق ابنتي الصغرى ( روان ) ما سمعته من والدها وقد جلس امام شاشة الحاسوب معلنا عن نيته لمشاهدة بعض حلقات مغامرات السندباد البحري التي عرضت لأول مرة في العام 1980 تحديدا . لم تصدق صغيرتي ان اباها الذي تجاوز الاربعين عاما ونيف, يعود بذلك التوق والشغف والحنين لمشاهدة افلام كارتون يفترض ان لا يشاهده سوى من كان بعمر ابنته الصغرى . الحق اقول ان دهشة واستغراب مشاهدة افلام كارتون من قبل من كان بسني لم تقتصر على روان فحسب بل انني شخصيا كنت مندهشا مستغربا , لما اقدم عليه ,لكني اجلت التفكر بأمر تلك الدهشة وذلك الاستغراب حتى نهاية احدى حلقات السندباد البحري ذات الحكايات والاساطير التي تؤسر النفوس وتسحر الالباب .
لقد جلست ما خوذا مبهورا وكأنني لم اطالع تلك المغامرات ولم استمتع بتفاصيلها من قبل .
ثمة امر يجتاحنا بين الحين والاخر للرجوع الى مربع الطفولة بكل بساطتها وسذاجتها , فالمرء منا يبقى محتفظا بأجزاء لا يمكن الفكاك منها تعود بطبيعتها الى ذلك العالم الذي مر مرور السحاب لكنه ترك ما تركه داخل ذواتنا من بصمات عصية على الاندثار والتلاشي ,ذلك العالم الذي ما ان نغادره حتى نعود نتوق اليه ونئن على صفحاته البيضاء . العلوم النفسية والتربوية تؤكد على بقاءنا اطفالا مهما كبرنا وادعينا الحكمة وتقمصنا رداء الوقار والاتزان والمسؤولية .,
ولعل هذا ما عودتنا لمشاهدة افلام كارتون وقد تجاوز احدنا سن الاربعين ,حيث تعكس تلك العملية رغبة مكبوتة للعودة الى عالم لا نستطيع تعويضه بحال من الاحوال . مثل ذلك الاحساس لم ولن تفهمه (روان ) لكنها حينما تكبر سوف تنشد العودة الى طفولتها , آنذاك فقط سوف تتعرف على مغزى ان يعود احدنا الى تلك المغامرات حتى وان بلغ من العمر ارذله . امر اخر يدفعنا لمشاهدة مغامرات السندباد وهو ان تلك المغامرات كانت دائما تحسم الى جانب معسكر الخير حيث يبدا الشر نافخا اوداجه ضاربا اطنابه لكن حكمة العم (علاء الدين ) وشجاعة ( علي بابا ) وذكاء وفراسة السندباد , تجتمع لتزيح بقعة الشر المستطير من الوجود ليحل محله الخير والطمأنينة , وهذا عكس ما نعيشه اليوم وما عاشه اباءنا من قبل والاجداد , حيث يبدا الشر مستفحلا مزمجرا ليحصد السنوات ويطوي الاعمار وهو يزداد تعنتا وطغيانا وعنجهية .في مغامرات السندباد البحري لم يكن هنالك سوى ركوب الاهوال واعتلاء المخاطر التي غالبا ما تنتهي بالظفر والفوز والابتسامة اما في مغامراتنا اليوم فان ركوبنا للأهوال غالبا ما ينتهي بالخيبة والخسران والانكسار . في مغامرات السندباد البحري كانت الامور تصل الى طرق مسدودة لكنها سرعان ما تنفرج على وقع كلمات يتفوه بها رجل اشيب محدودب الظهر يتكأ على عصاه اسمه ( علاء الدين ) اما اليوم فلا وجود لمثل هكذا شيخ حكيم وان وجد فان كلماته سوف تضيع وسط ضجيج الكلمات الضارة والمسيسة . في مغامرات السندباد البحري كانت حبال (علي بابا ) كفيلة بتسلق اعلى القمم واخطر السفوح , الا اننا اليوم لم نعد نمتلك سوى حبال الصبر المتهرئه التي لا تؤهلنا لا عتلاء تله فضلا عن تسلق جبل , في مغامرات السندباد البحري كانت الحقائق تختفي الا ان الطائر الصغير ( يا سمينه ) كانت تأتي بالأخبار الموثوقة اولا بأول لتنتهي بذلك الشكوك وترفع الحجب, اما اليوم فقد تعددت مصادر الاخبار وتباينت جهات المعلومة دون ان نعرف عن الحقيقة شيء يذكر , لقد مثلت لنا مغامرات السندباد البحري حلم كنا نتوق لتحقيقه على ارض الواقع الا ان الواقع قد كذب ذلك الحلم ملقيا به في غياهب الجب والنسيان .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تجوز المفاضلة بين السيد المالكي والسيد العبادي ؟
- هل زور التاريخ ام لا؟
- من المسؤول عن تحديد قناعاتنا الشخصية ؟
- فقه الحسين بن علي (عليهما السلام )
- فيروز واحزاب الاسلام السياسي
- التكريم جاء متأخرا
- أميركا في ميزان الكاتب العراقي عبدالخالق حسين
- الشيعة والاميركان
- المالكي والانقلاب الذي لابد منه
- إسلام مسرطن
- الثورة المزعومة
- أكذوبة الحروب الدينية
- شبهة الشبهات
- ليلة سقوط الموصل
- مع السيد السيستاني بفتواه الاخيرة
- سؤال يبحث عن اجابة
- ماذا لو بعث الموتى
- مجسات حزبية
- مستويات الوعي السياسي لدى الناخب العراقي
- المشكلة أكبر من ذلك


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - العودة الى مغامرات السندباد البحري