أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - المخطط الأميركي لتفكيك -القاعدة-، بدءا بغزو أفغانستان عام 2001، وغزو العراق 2003، وانتهاء بالحرب على داعش عام 2014















المزيد.....

المخطط الأميركي لتفكيك -القاعدة-، بدءا بغزو أفغانستان عام 2001، وغزو العراق 2003، وانتهاء بالحرب على داعش عام 2014


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4692 - 2015 / 1 / 15 - 07:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واجه العراق ثلاثة حروب في فترة زمنية قصيرة. اثنتان منها في القرن الماضي في عامي 1980، ثم 1991. وثالثة في القرن الحالي عام 2003، تتبعها الآن حرب رابعة لاستكمال فصول المخطط الأميركي لتفكيك القاعدة، تحت ستار محاربة الارهاب الداعشي.
وبدأت الحرب الأولى في نهايات عام 1980، واستمرت ثماني سنوات. وكانت حربا بين العراق وايران. وكانت أيران هي المستهدف الرئيسي منها، بغية تصحيح مسار ما آلت اليه العملية الخمينية التي جاءت الى السلطة بدعم أميركي، ساعية لتوجيه التغيير في ايران الذي كان يتجه نحو ظهور نظام قومي يساري يحل محل نظام الشاه المهترىء، والذي أصابه العطب نتيجة مرض الشاه بالسرطان. فالمرشح ألأقوى للحلول محل الشاه آنئذ، كان تآلف اليسار الوطني المكون من أنصار الزعيم الايراني الراحل الدكتور محمد مصدق الذي أمم النفط في ايران، مع أنصار حزب تودة الشيوعي، وأعضاء تنظيم "مجاهدي خلق" الماركسي الاتجاه وذو التوجه العسكري في تنظيمه وتكوينه.
فمستشار الأمن القومي الأميركي آنئذ "ازبغنيو بريجنسكي"، صاحب نظرية توجيه التغيير طالما أن التغيير قادم لا محالة الى بلد ما، رأى بأنه يتوجب عليه التدخل لتوجيه ذاك التغيير نحو تقديم الدعم للتيار الديني الاسلامي متمثلا بآية الله "روح الله خميني"، القابع في فرنسا آنئذ، للحلول محل نظام الشاه، لكون التغيير نحو تيارالاسلام السياسي يحقق هدفين للولايات المتحدة، أولهما ابعاد خطر هيمنة تآلف التيار الوطني مع التيار اليساري والماركسي على الحكم. ولقد نجح في ذلك، فوصل فعلا الخميني الاسلامي الاتجاه الى السلطة. وكان الهدف الثاني، أن تشكل حكومة تيار الاسلام السياسي في أيران ممثلة بنظام الخميني، رأس حربة توجه الى خاصرة الاتحاد السيوفياتي ذو الحدود المشتركة مع ايران، فتشاغله عسكريا باعتبار أن التوجه الاسلامي هو خير عدو لمقاومة أي توسع شيوعي ملحد في تلك المنطقة، وهو الكفر الشيوعي الذي يرفضه الفكر الاسلامي جملة وتفصيلا.
ولكن النتيجة التي فاجأت بريجنسكي ورئيسه "جيمي كارتر"، أن "الخميني" بعد أن استطاع التخلص من مناوئيه في حزب مصدق وحزب توده و"فدائيو خلق"، لم يتوجه نحو محاربة السوفيات وتوجههم الشيوعي، بل نحو محاربة الأميركيين وحلفائهم في دول الخليج. اذ أن أنصاره من ناحية، قد اقتحموا السفارة الأميركية وأخذوا من فيها رهائن، في وقت سمى فيه الخميني الولايات المتحدة بالشيطان الأكبر. ومن ناحية ثانية بدأت ايران الخمينية تتطلع للتوسع في دول الخليج المتحالفة مع الولايات المتحدة. ومن هنا بات من الضروري اشعال تلك الحرب في عام 1980 لمشاغلة ايران والعراق في آن واحد، في مسعى لتحقيق هدف آخر لا يقل أهمية، وهو استنزاف أموال النفط من دولتين نفطيتين تستنزفان خزائن الدول الغربية من العملات الصعبة، بعد ذاك الارتفاع الكبير على سعر برميل النفط منذ أن فرض الملك فيصل بالتوافق مع شاه ايران، حظرا نفطيا على تصديره لبعض دول الغرب، وذلك منذ عام 1973 اثر وقوع الحرب العربية الاسرائيلية، حرب عبور خط بارليف وتحرير قناة السويس.
واذا كانت تلك هي المعضلة الأولى التي واجهها الأميركيون في تلك المرحلة، فان معضلة أخرى قد بدأت تتبلور على الساحة وفي وقت مواز، وهي الحرب ضد السوفيات في أفغانستان بدءا من عام 1979، والتي تزامنت مع ظهور الخمينية في العام ذاته.
ففي ذات العام، أشعل بريجنسكي حربا ضد غزو السوفيات لأفغانستان اثر انقلاب عسكري ضد الملك الأفغاني "ظاهر شاه" قاده الحزب الشيوعي الأفغاني. فبنفس المنطق الذي عالج فيه المستشار "بريجنسكي" عمليته لابعاد الفكر الوطني، اليساري، الشيوعي عن ايران، عالج بريجنسكي المسألة الأفغانية مزودا بايمانه العميق أن أفضل وسيلة لاغتيال الفكر اليساري والشيوعي، لن تكون باستخدام البندقية والمدفع والصواريخ فحسب، بل باطلاق العنان لتيار الاسلام السياسي المتشدد، باعتباره قوة أكثر فعالية من أي سلاح آخر في محاربة الفكر الشيوعي.
وربما كان يريجنسكي محقا الى حد ما فيما فعله في المرحلة الأولى من تقديمه الدعم للتيار الاسلامي الجهادي المتشدد في أفغانستان مع نهايات عام 1979. الا انه ارتكب الخطأ الأكبر، عندما مضى قدما في تقديم السلاح والتدريب للمجاهدين الاسلاميين الأفغان والقادمين من بلاد اسلامية أخرى، بعد تبلور المتغيرات التي طرأت على موقف الخميني بعد شهور قليلة من سيطرته على مقاليد الأمور، وكشفه عن عدائه للولايات المتحدة وتسميتها بالشيطان الأكبر. فقد توجب على الولايات المتحدة أن تدرك آنئذ، أن الاستعانة بتيار الاسلام السياسي المتشدد، ليس هو الحل الأمثل لمعالجة خلافاتها مع السوفيات والفكر الشيوعي، خصوصا وأن ادراك الرئيس كارتر ، المنتمي للحزب الديمقراطي، ومن ورائه بريجنسكي لمخاطر الخمينية، قد دفعهما لاشعال الحرب بين العراق وايران في الشهر التاسع من عام 1980 في مسعى لاحتواء التمدد الايراني ومخاطره التي بدأت تتضح للعيان في ذلك الوقت، مما كان يستدعيهما للتأمل طويلا قبل المضي قدما في تقديم مزيد من الدعم لتيار اسلامي متشدد آخر كما فعلت في أفغانستان.
لكن كارتر وبريجنسكي لم يفعلا ذلك، ولم يستفيدا من درس الخميني ودرس الرهائن الأميركيين الناتج عن اقتحام السفارة الأميركية، الأمر الذي ساهم في عملية اسقاط الرئيس كارتر ، وأدى الى فشله بالفوز برئاسة ثانية، ليحل محله رونالد ريغان الجمهوري في عام 1981. وعلى خطى كارتر وبريجنسكي، سار ريغان بتقديم مزيد من الدعم للجهاهديين الاسلاميين في أفغانستان، في مسعى من هذا وذاك في اسقاط كل فكر يساري أو شيوعي ووطني في بلاد الشرق الأوسط. وماذا كانت النتيجة؟ صحيح أن الحرب ضد السوفيات في أفغانستان ربما ساهمت في اسقاط النظام الشيوعي وتفكيك الاتحاد السوفياتي (اضافة الى عدة عوامل أخرى منها الفساد في الحزب الشيوعي)، الا أنها أفرزت في نهاية الحرب في أفغانستان، ظهور منظمة القاعدة في عام 1989 وكل التبعات التي نشأت على ظهورها وتأسيسها من عمليات ارهابية كبرى ضد الولايات المتحدة منها تفجير السفارتين الأميركيتين في كينيا وتانزانيا، وعدة عمليات أخرى كان أبرزها تفجير البرجين في نيويورك عام 2001، وما سبق ذلك وتبعه من عمليات ارهابية كبرى لا مجال لتعدادها تفصيلا.
ولكن الشعرة التي قصمت ظهر البعير الأميركي، كان تفجير البرجين في عهد الرئيس جورج بوش الابن، مما دفعه لغزو أفغانستان في الشهر العاشر من عام 2001، في مسعى منه لاستئصال القاعدة التي باتت تشكل الخطر الأكبر على الولايات المتحدة.
ولكن الرئيس جورج بوش الابن، أدرك بعد عام ونصف العام من الحرب في أفغانستان، أن طبيعة البلاد الجغرافية الوعرة التي حالت بين السوفيات والانتصار في أفغانستان، ستحول أيضا بين الولايات المتحدة والانتصار فيها، مما يعني بقاء تنظيم القاعدة قائما بل وشوكة في حلق الأميركيين. ومن هنا تفتق ذهنه عن مشروع تفكيك القاعدة من الداخل. فقرر غزو العراق كخطوة أولى نحو تحقيق هذا الهدف (أي تفكيك القاعدة من الداخل)، اضافة الى أهداف أخرى كانت تجول في خفايا عقله العبقري.
وتمثلت تلك الأهداف كما رآها بوش الابن: 1) القضاء على ما اعتبره قد بات القاعدة الخلفية للقاعدة وهي العراق كما ادعى وأعلن بوش. 2) التخلص من قدرات العراق النووية التي أدعى أنها قد باتت تقترب من انتاج قنبلة نووية، وهو ما ثبت عدم صحته فيما بعد. 3) السيطرة على مقدرات العراق النفطية والمستخدمة عائداتها في انتاج قنبلة نووية، 4) تصفية حسابات الولايات المتحدة مع قائد عربي هو "صدام حسين" الذي لا تكن الولايات المتحدة الود له، والذي تسبب فشل والده عام 1991 في اسقاطه، باحباط كبير للرئيس الوالد وللأميركيين كما ادعى، 5) تمهيد الطريق لتأسيس منظمة جديدة على شاكلة القاعدة، تدخل في تنافس معها و تفككها تدريجيا.
وكانت تصفية حساب الوالد "جورج بوش الأب" مع صدام حسين، اضافة الى السعي لتفكيك القاعدة، هما أهم تلك الأسباب مجتمعة.
ففي عام 1991 ترأست الولايات المتحدة تكتلا عسكريا دخل في حرب ضد العراق بحجة تحرير الكويت من الغزاة العراقيين كما وصفوهم آنئذ. واستغرقت الحرب 43 يوما أدت الى مغادرة القوات العراقية للأراضي الكويتية، كما دخلت القوات الأميركية الى أجزاء من العراق في خطوة نحر الوصول الى بغداد واسقاط نظام الرئيس العراقي الذي كان مكروها من الرئيس جورج بوش الأب. لكن تدخل حرس الثورة الايراني وعبوره الحدود العراقية بمؤازرة من بعض شيعة العراق، وتقدمه نجو بغداد بحيث بات على بعد كيلومترات منها، اضطر الرئيس بوش الى اعلان وقف اطلاق نار مفاجىء في الحرب الأميركية ضد العراق وذلك في 28 شباط 1991 بغية تمكين القوات العراقية من اعادة تجميع قواتها، واعاداة تسليحها بأسلحة سوفياتية تعوضها عن تلك التي فقدتها في تلك الحرب، اضافة الى السماح للعراقيين باستخدام الهليكوبترات العسكرية والطيران بها رغم الحظر الجوي على الطيران العراقي وراء خط العرض 32.
وكان السبب في ذلك هو الرغبة الأميركية في الحيلولة دون وصول الايرانيين وحلفائهم الى بغداد والسيطرة على زمام الأمور في العراق. فكراهية الولايات المتحدة للايرانيين، كانت كبيرة منذ اقتحامهم للسفارة الأميركية في طهران قبل أكثر من عشرة أعوام. ولأن واشنطن التي كانت تخوض لأيام قليلة حربا ضد العراق، ولم تكن ترغب في خوض حرب جديدة وبالذات ضد ايران، لتطرد بنفسها القوات الايرانية خارح الأراضي العراقية، خوفا من الروح الكربلائية الاستشهادية لدى الايرانيين، فقد وجد "جورج بوش الأب" نفسه مضطرا للقبول بصفقة للدبلوماسية السرية رعاها السفير السوفياتي في بغداد، يتم بمقتضاها وقف اطلاق النار، وتقديم التسهيلات للقوات العراقية (اعادة تجميع قوات وتعويض الأسلحة التي فقدها في معركته ضد التحالف)، مع تعهد دولي بعدم التعرض للنظام العراقي مستقبلا أو السعي لاسقاطه.
ولكن قبول جورج بوش الأب بهذه الصفقة، مع انه كان يتطلع الى قيام الرئيس صدام حسين بالقدوم الى موقع ما كالسفينة "ميسوري" التي استسلم اليابانيون على متنها، واعلان استسلامه واستسلام العراق أمامه وأمام ممثلي الاعلام الدوليين، كان فيه اهانة ومذلة له. فهو قد دخل الحرب لا لتحرير الكويت فحسب، بل لاسقاط النظام العراقي أيضا، وهو ما بات الآن عاجزا عن تحقيقه ازاء التطورات الناجمة عن التدخل الايراني.
وهكذا وجد بوش الابن الفرصة سانحة للانتقام لوالده، بغزوه العراق، وباعتقاله لرئيسه ثم السماح بتنفيذ حكم الاعدام فيه، رغم ما كان في ذلك من نقض لتعهد دولي بعدم التعرض للنظام العراقي، وهو تعهد مشابه لتعهد أميركي دولي سابق قدمه عام 1962 الرئيس جون كينيدي للرئيس السوفياتي خروتشوف، بعدم التعرض للنظام الكوبي مقابل تعهد السوفيات بعدم نشر صواريخهم على الشواطىء الكوبية المقابلة للشواطىء الأميركية. ولقد حافظت الولايات المتحدة على ذاك التعهد رغم تناوب عدة رؤساء أميركيين على كرسي الرئاسة بما فيهم الرئيسين بوش الأب والابن. وعزز وجود ذاك التعهد للعراق، بقاء الرئيس صدلم حسين على كرسي الرئاسة اثني عشر عاما تلت، الى ان نقضه جورج بوش الابن.
وكانت الخطوة الأخرى التي سعى غزو العراق عام 2003 الى تحقيقها، هي التمهيد لظهور منظمة أخرى على شاكلة القاعدة، تكون منافسة لها وتستدرج انسحاب المنتمين للقاعدة الأم ومركزها في افغانستان، والالتحاق بالقاعدة البديلة الي ترعاها الولايات المتحدة ومركزها العراق.
وقامت الولايات المتحدة بحل الجيش العراقي الموالي لصدام، واعتقلت عددا من كبار ضباطه ووضعتهم في سجن "باكو" الذي كانت تديره القوات الأميركية. ولكن الأميركيين ، وفي خطوة مفاجئة، أطلقت سراح مجموعة من أولئك الضباط الذين سرعان ما شكلوا بعد فترة قصيرة اطلاقهم ، تنظينا باسم "دولة العراق"، الذي سرعان ما استبدل اسمه باسم "دولة العراق الاسلامية" الذي اعلن انضمامه لتنظيم القاعدة في أفغانستان، دون أي اعتراض من ممثلي قوات الاحتلال الأميركية التي كانت حكومتهم تحارب "القاعدة" في أفغانستان. وكان من بين المعتقلين المفرج عنهم "ابو بكر البغدادي"، العميد الركن "محمد الندى الجبوري" الذي بات رئيسا لهيئة أركان داعش، وكذلك العميد الركن "سمير عبد محمد" الملقب ب" حاجي بكر" الذي بات نائبا لرئيس هيئة أركان داعش الى أن قتل في عام 2014، فحل محله اللواء "أبو مسلم التركماني". ووصف "جاسم محمد" الباحث في شؤون الارهاب، عملية اطلاق سراح هؤلاء بأنه قد جعل داعش تبدو وكأنها قد خرجت من سراديب الاستخبارات العسكرية الأميركية. وعزز هذا الفهم أيضا من حيث تكوين تنظيم دولة العراق الاسلامية من مجموعة ممن سجنهم الأميركيون ثم أطلق سراحهم بعد التحقيق المطول معهم، باعتراف "هيجل" وزير الدفاع الأميركي، أنه كان من بين قيادات داعش سجناء كانوا في سجن "غوانتانامو".
والمعروف أن دولة العراق الاسلامية التي كانت تنفذ التفجير بعد الآخر في بغداد، سرعان ما نقلت نشاطها الى سوريا وأسمت نفسها داعش، باعتبار أنه ملخص لاسمها الجديد وهو "دولة العراق والشام الاسلامية". كما أنه من المعلوم أن الخلاف قد دب في الشهر الثالث من عام 2013 بين "أبو بكر البغدادي" أمير دولة العراق الاسلامية ، و"ابو محمد الجولاني" أمير جبهة النصرة المنضوية أيضا تحت لواء القاعدة الأم في أفغانستان، مما أدى الى انشقاقهما، وتدخل "أيمن الظواهري" في مسعى لفض الخلاف بينهما دون جدوى، ومن ثم الى اعلان دولة العراق الاسلامية عن انشقاقها نهائيا عن تنظيم القاعدة الأم وما تبع ذلك من انشقاقات متتالية من قبل تنظيمات أخرى في باكستان، والمغرب، والجزائر وتونس ومصر (بيت المقدس في سيناء) وغيرها من التنظيمات الارهابية في افريقيا، واعلان المجموعات المنشقة عن القاعدة، عن ولائها ل "أبو بكر البغدادي". وها هي الانشقاقات عن القاعدة الأم والانضمام للبغدادي، تتوالى يوما بعد آخر مع تصاعد العمليات العسكرية ضد داعش فيما يسمى بالحرب على الارهاب.
ومن هنا قد بات من الطبيعي أن يتساءل المراقب، ان كانت الحرب هي حرب جدية أم حرب تجميلية استعطافية تقدم داعش على أنها الجهة الوحيدة التي تقاتل ضد الأميركيين والكفرة، فتستدرج بالتالي مزيدا من التعاطف والتضامن مع داعش والالتحاق بصفوفها؟
ومما قد يزيد في احتمال كون الضربات الأميركية، هي ضربات تجميلية استعطافية لمصلحة داعش، أكثر من كونها عمليات جراحية تسعى لاستئصالها واستئصال جذورها، ليس كونها قد اقتصرت على حرب جوية دون ادخال قوات التحالف البرية للمشاركة فيها، بل أيضا كون الكم من تلك الغارات اليومية قد ظل محدودا، ولم يرتفع الى مستوى الجدية الا في حالتي معركة كوباني ومعركة جبل سنجار، وكلاهما معركتان خاضتهما قوات كردية تعرف الولايات المتحدة بالتعاطف معها. فتعاطف ومشاركة جدية كهذه لم تعرف أو تشاهد في معارك أخرى كمعركة أدلب أو معارك دير الزور، وكلاهما مناطق سورية، أو في معارك الرمادي والفالوجة وسامراء، وكلها مناطق عراقية. اضافة الى ذلك، فان كثافة الغارات الجوية من قبل قوات التحالف، لم تؤد الى تراجع ملموس في هجمات قوات داعش سواء في العراق أو في سوريا.
ومن هنا بات من الطبيعي أن نتساءل ان كانت الحرب ضد داعش هي حرب جدية، وليست مجرد حرب وهمية دون كيشوتية، لن تؤدي الا الى تنامي قوة داعش وانكماش قوة القاعدة الأم، في عملية تفكيك مدروسة لتلك المنظمة... تنطيم "القاعدة" ومركزه الرئيسي في افغانستان.
ميشيل حنا الحاج
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية (Think Tank).
عضو في مجموعة (لا للتدخل الأميركي والغربي) في البلاد العربية.
عضو في ديوان أصدقاء المغرب.
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية.
عضو في رابطة الأخوة المغربية التونسية.
عضو في لجنة الشعر في رابطة الكتاب الأردنيين...
عضو في تجمع الأحرار والشرفاء العرب (الناصريون(
عضو في مجموعة مشاهير مصر - عضو في منتدى العروبة
عضو في "اتحاد العرب" (صفحة عراقية)
عضو في شام بوك.
عضو في نصرة المظلوم (ص. سورية (
عضو في منتدى فلسطين للفكر والرأي الحر.
عضو في مجموعات أخرى عديدة.



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تندهي .. ما فيه حدا آذان أصابها صمم، فلا تسمع رجع الصدى . ...
- هل كان الصاروخ الذي ادعت داعش اسقاطه للطائرة، أول الأخطاء ال ...
- ولادة الفكر الارهابي نتيجة متوقعة للفراغ الذي تركه اغتيال ال ...
- لما الاستغراب لوصول الاسلام السياسي الى السلطة في تونس ومصر ...
- أخطار تهدد الخليج، وأخرى تهدد أوروبا، وأخطار تهدد الشرق الأو ...
- كيف تحولت -عين العرب- الى -كوباني-غراد-، وهل سيؤثر ذلك على ا ...
- هل تصبح -كوباني- معركة مصيرية لمستقبل تركيا في حلف -الناتو- ...
- من استدرج من الى حرب سوريا؟ دول الخليج؟ أميركا؟ أم تركيا أرد ...
- هل تصبح -عين العرب- معركة مفصلية تحدد جدية التحالف في محاربة ...
- قصيدة سياسية بمناسبة عيد الأضحى
- الورقة اليمنية وورقة -داعش-، والمتغيرات المتوقعة بسببهما في ...
- هل نقطع رأس داعش أم نقطع رأس المؤامر ة؟
- هل نحارب الفكر السلفي التكفيري بمحاربة العروبة باعتبار بلاد ...
- الأردن وسياسته الضريبية كحل غير مجد لمشاكله الاقتصادية
- من يقطع رأس داعش.. قاطعة الرؤوس؟ ولماذا تتلكأ الولايات المتح ...
- السمات الغريبة التي تميزت بها الحروب في العقد الحالي من القر ...
- الزلزال في غزة، والضحايا من الأطفال الأبرياء، في قصائد الشعر ...
- قراءة في نتائج العدوان على غزة وشعبها الصامد
- من امن المسئول عن الدم الفلسطيني المراق في غزة؟ هل هي اسرائي ...
- هل تصبح غزة غزتين، وهل نكرر أخطاء 1948 و 1967و 2005


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - المخطط الأميركي لتفكيك -القاعدة-، بدءا بغزو أفغانستان عام 2001، وغزو العراق 2003، وانتهاء بالحرب على داعش عام 2014