أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيق جلول - رواية أوتيل تركي















المزيد.....



رواية أوتيل تركي


رفيق جلول

الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 18:19
المحور: الادب والفن
    



إهداء
إلى وهران ببوحها و سكرها و مجونها شيطانها وملائكتها
إلى روح والدي التي بها دخلنا وهران فاتحين
إلى الشامخ القديس كروز
و إلى خير الدين بربروس الذي أعاد لياليها الملاح ..
ثقيلة هي قيودي و الحرية هي مناي، و لكنني لا أستطيع أن أحبو إليها فمن استعبدوني رفعوا لافتات الفضيلة و جعلوها حائطا بيني و بين حريتي.
روبندرونات طاغور

لا تتصادف هذه الرواية مع أي شيء من الواقع، سوى في بعض الشخوص المعروفة التي تتصادم معها ظروفها، وهم غير معنيون بأحداثها.








ا
















ليس هناك ما يسر القلب أفضل من المشي صباحا في شوارع وهران مع بزوغ الفجر وأنت ترتدي المانطو الذي ورثته عن أبيك منذ أن توفي قبل عشر سنوات، هناك إحساس بالدفء و أنت تلبسه و تتبختر به في شارع خميستي بعد رقدة حارة بين أحضان غانية مغنية في حانات عيون الترك، عليك بحانة المنارة أو حانة الجوهرة، ثم خذها الى أوتيل التركي القريب من بارادي بلاج والذي يترجم في قاموس العربية بشاطئ الفردوس... هذه المدينة التي تحتكرك في فصل الغواية و الألبسة الفاضحة، و الغانيات، لترميك في احضانهن في فصل الشتاء بين صخب الهدوء وموسيقى الشاب عبدو وهواري دوفان بين أنامل يد علي عازف السانتي.
عيون الترك صيفا منارة لأبناء الصحراء من المدن والمناطق الحارة والجافة، تجدهم عطشى للبحر والعري ، للسكر وللفضح المباشر حيث تجدهم يصطفون حول اللواتي يلبسن مايوهات البيكيني من قطعتي قماش مزهرة ومنورة مثيرة.
هذه المدينة الغريبة التي تشتهيها و تشتهيك بعريها وجلبابها، بسروال الجينز المحصور على أجساد إناثها و النقاب الذي يغطي عريهن أحيانا، مدينة الملائكة والشياطين، الأئمة والمخنثين..
سبحان الله لهذا التناقض في مجتمعها !.
المدينة الصاخبة ليلا، و المتدينة في عز النهار، ترقد على باراتها وكاباريهاتها ومساجدها.. أغرب ما أراه بها أن يبنى مسجد مقابل بار صغير من جهة متوسطة الشط بحي بوزفيل المشهور بعاهراته.
وانت في مرحلة شبابك وفي طريقك إلى ثانوية مولود قاسم أو المسماة بالليسيه الجديد وفي أجواء هذه التسمية الشائعة له تتذكر اغنية الشاب خالد "طريق الليسي يا دلالي"، حيث أجواء الحرية تبدأ هناك من ماركة الجال التي تختارها من السوق و الأغنية التي تدندن بها ورفاقك كلما مرت عليك جميلة وهي في طريقها الى الثانوية، الى الليسيه ..
المرأة في وهران تمارس غوايتها منذ سن المراهقة لذا تجدها محترفة، نهدان بارزان و سروال جينز ملتصق بجسدها وهي تمر عليك في طريق الليسيه، لتبتسم لك وتغمز في آن واحد، تتساءل عن شعور الشاب خالد في صورة كهذه ؟
لهذا ألهمته الصورة بالأغنية لتكون خرجته التي اشتهر بها بين أفواه المراهقين "طريق الليسي يا دلالي"؛ متعة الشاب هو التحرش بالفتاة بهذه الأغنية فيكون لسانه سابق أوانه لتأتي متعة التحرش الجسدي وهما عاشق و عاشقته تحت حائط الليسيه أو في مكان يفترض أنه بعيد عن أنظر الناس يقبلها ويلامس أعضاءها المثيرة وهي كذلك، ولكن سرعان ما تنتشر قصة العشق في المدينة لأن فقط أحد العابرين نقل المشهد في صياغة سردية وحكايات بمتعة.
ها أنا أحد الفضوليين الذين ينقلون لكم مشهدا جنسيا لعاشقين بدأت قصتهما من الأغنية المشهورة وسروال الجينز و كمية الجال و أحمر الشفاه، كل ما هو ذكوري و أنثوي اجتمع للعشق... اجتمع للغواية في وهران منذ السن المبكرة، وهران، تلهمك بالمجون والجنس وكل كلام تعاكس به أي فتاة تمر عليك، وهران التي تتراقص على نغمات الشيخة رميتي و الحاجة زهوا نية، والشابة دليلة و هواري منار... في وهران الكل يرقص، الكل ماجن على طريقته حتى اللذين نصلي معهم بالمساجد...
تمر الأيام عليك وأنت في لهوك ومجونك لتكشف لك الأيام أنك كاتب يمارس طقوسه في الأدب، في قصيدة شعرية أو قصة أو رواية... لا يهم كيفما كان جنس هذا الأدب أو كان صنفه أو حتى شكله، المهم أن يكون مواتيا للغواية والحب والجنس أن تقرأه فتاتك التي أحببتها منذ سنوات الليسيه وهجرتك مع أول من دق باب دار أبيها الحاج حسني مالك لفندق في عين الترك نسيت اسمه، أو بالأحرى أتحاشى ذكره لأنسى اسمها...حين يرتبط اسم حبيبتك الماجنة في قبلتها باسم فندق يملكه أبوها، وذلك الفندق المشهور بعاهراتها تتوضح لك الفكرة أن حبيبتك قد تكون احدى عاهرات الفندق خاصة عندما كانت تحجز لك سرا غرفة به لتلتقيا وتمارسا الجنس، شريطة ألا تفقدها عذريتها.. الحب في مجتمعنا مرتبط بفقدان العذرية، لذا دائما تجد الجميع يخاف على شرف القبيلة..









عند الفجر ..
عندما تستيقظ من أحضان عاهرة بأوتيل تركي من ذلك الشتاء البارد عند الخامسة صباحا حيث تستيقظ من سكرك وتخرج من الأوتيل بعد أن تترك للعاهرة حساب العلاقة التي قمت بها في تلك الليلة العاصفة والباردة، يحتاج الرجل للدفء في الشتاء لذا تجده يشرب و يمارس الجنس مع أي امرأة مهما كانت، هو فقط يبحث عن الدفء لا أكثر، تكمل إجراءات حجز الفندق حيث تدفع ثمن النوم والقيام بعلاقة سرية أيضا، وهذه الضريبة السوداء يطلبها العامل بالفندق ليغطي على الخطيئة الاجتماعية التي تقوم بها، فالمجتمع لا يزال يخاف على شرف القبيلة، والمجتمع يخاف من الله.
هذا الصباح باكرا أخذت سيارة كلوندستان إلى وسط وهران حيث أذهب إلى قاعة شاي بشارع محمد الخامس قرب السوق المغطى ميشلي، هناك أين يحلو لي تناول القهوة التي تجعلني أستيقظ مع غفوتي الدافئة ، و أنا أتبختر بالمانطو الذي ورثته من الراحل أبي منذ عشر سنوات لأظهر أكثر نضجا أو أتشبه به؛ أبي الذي كان يعمل في سلك التعليم ، مدرسا في الليسيه الجديد لمادة الفلسفة، طعمني أبي الفلسفة و علمني إياها إلى أن صرت شغوفا بها، لا أدري كيف ومتى مات بالضبط لأن موته جاء على غفلة مني...
هذا المانطو يشعرني بالدفء، بدفء خاص في الشتاء لا يشبه دفء الفتاة التي كنت أمص نهدها أو دفء مدفأة السيارة التي شغلها الكلوندستان ونحن نسير على نغمات "وهران، وهران رحتي خسارة" للراحل "أحمد وهبي" يؤديها أحد المقلدين الرديئين في كاباريه حقير لا علاقة له بالفن...
وصلت إلى قاعة الشاي التي أقصدها، مليئة صباحا بعاهرات يفضلن شرب القهوة والتدخين وهن تتحدثن ليتحدثن عن علاقاتهن البائسة والتي يخرجن منها سالمات بعد ضرب مبرح من قبل عشاقهن أو السكارى الذين يمارسن معهم الجنس؛ متعة وهران و عابراتها...
القاعة على هيئة بار ولكن لا يحتوي هذا البار على الفودكا و البيرة و أنواع المسكرات و أم الخبائث كما يطلق عليها إمام مسجد الحي الذي أقيم به، حي الحمري العتيق بعدما خرجت للدراسة والعمل في مقهى أمي بوسط المدينة، أعمل عند الساعة السابعة صباحا ولكني أفضل قهوة القاعة المذكورة أعلاه لأنها تشبه الحانة، حيث أكمل يوما سكيرا ولاهيا مع عاهرة بغرفة في الفندق عندما أشعر بنوع من الراحة في جيبي .






و



















جريدة الصباح تصل إلى تلك الحانة، آخذ نسخة و أضع ثمنها في لاكاس مع ثمن القهوة المقدرة بـ 100 دج...أفتح الجريدة لأجد: ثرثرات سياسية لا معنى لها، ثم: أخبار القتل و الجرائم الصغيرة عبر أنحاء الوطن، ثم: الدرك الوطني بتلمسان يقبض على مجموعة من مروجي المخذرات... فصفحة إسلامية لا أدري ما الفتوى الجديدة التي جاءت بها. ما هي الفتوى ؟ لا يهم أعبرها، ثم اعلان كبير (جائزة "علي معاشي" للمبدعين الشباب)، أو جائزة رئيس الجمهورية، أوووف ! جائزة برتبة رئيس جمهورية ؟..ـ لا أعتقد، هي حتما تسلم من يده، جميل ما محتواها ؟ .. حسن ـ خمسين مليون للجائزة الأولى.ـ ثلاثين مليون للجائزة الثانية.ـ عشرة ملايين للجائزة الثالثة. انه لأمر مضحك جائزة رئيس الجمهورية شحيحة جدا، لكن لا يهم علنا ننال على رضى فخامته و يجد لنا عملا صالحا لمتخرج من الجامعة يعمل في المقهى ليكمل دراسة الماستر... حول ماذا ؟؟ الشعر، والرواية، والمسرح، والسينما، والفن التشكيلي... جميل متنوعة..ـ سأشارك بمخطوطي الشعري.ـ لا.. لا أشارك بروايةـ الرواية ؟؟ولكن هل كتبتها من قبل ؟... لا ولكني قارئ جيد للرواية، مكتبتي تحتوي على روايات أمبرتو ايكو، وكافكا، والطاهر وطار ورشيد ميموني ورشيد بوجدرة وامين الزاوي وغيرهم.. أي أنا مشبع بعالم الرواية، كما تشبعت بالشعر والفلسفة وحتما ستكون الخمسين مليون لي، والباقي لا يهم. اجل البااقي لا يهم .. لكن لحظة ! ما موضوع الرواية ؟ لا أدري حقيقة اللحظة لا أدري. ما عنوانها ؟العنوان حتما يأتي في الأخير..لا .. لا بل في الأول...لا بل في الأخير.. لا يهم... كيف ستكون بدايتها ؟مع عاهرة مثلا..مع عاهرة !قصصي مع العاهرات مثلما كتب غابريال غارسيا ماركيز في روايته " مذكرات نسائي الغانيات "هل أحاول سرقة ماركيز ؟..لا سأحاول أن ابتعد عن الفكرة...ابحث عن قصة لا يتجاوز عمرها الثمانين صفحة.. سهل، سهل جدا سأبحث عن غانية جديدة لتروي لي قصتها و أفصلها على شكل رواية ...ولكن ما عنوانها ؟؟؟..لا أدري... ربما هذا المكان.. ما هو ؟ هذه الحانة ؟نعم الحانة التي أشرب بها القهوة... ولكن كيف أبدأ الرواية ؟سأبدأ بقصتي مع عاهرة.. من هي العاهرة ؟
ستيلا ..
ستيلا اللبنانية قصيرة القامة، شعرها ليس بالأشقر مصبوغ باللون القمحي، مجنونة تحب موسيقى الجاز و الراب تعشق أغاني دوبل كانو العنابي، وتردد أغانيه التي لطالما تنتقد السلطة، تعشق أيضا آلة العود.. باختصار ستيلا تستهوي الموسيقى كيفما جاءت عربية وأجنبية منها. تعرفت عليها ذات عشية في سيارة كلوندستان وأنا في طريقي إلى عيون الترك، كانت قد ركبت بمحاذاتي اذ بها تتحدث بلهجة مشرقية أخاذة. كانت الموسيقى التي أطلقها صاحب السيارة الكليو صاخبة جدا، وهي تردد الأغنية وتحدث باقي الزبائن ولكنهم كانوا غير مهتمين بها... كان عطرها مثيرا، في الحقيقة جذبتني من أول ما جلست تلامسنا بفخذينا وهي تلبس الجينز الضيق الذي يظهر مفاتنها. سألتها إن كانت سورية معتقدا أنها إحدى اللاجئات إلى وهران، فأجابتني أنها من بلاد الأرز، من بيروت.. هكذا أطلقتها بعفوية وكأن سخونة الشوق للوطن تلفح من لهجتها، ومن تنهيدتها الساخنة، فطلبت مني أن أعرفها فعرضت عليها بشرب قهوة في مقهى بعين الترك للحديث، مباشرة وافقت. المرأة اللبنانية أكثر تحررا من أي امرأة عربية، هكذا أعتقد دائما، مباشرة ترتاح للرجل الذي يخاطبها مع أن يدعوها لشرب القهوة و إن كان غريبا.
وصلنا إلى عين الترك وذهبنا إلى أقرب قاعة شاي مقابل "أوتيل الشمس" العريق الذي أغلق منذ فترة قصيرة بتهمة أن صاحبها يمارس الدعارة الغير المرخص لها. في الحقيقة أغلق لأنه يمارس دعارة دون أن يدفع ثمن التغطية على أعماله الغير المشروعة.
دخلنا إلى قاعة الشاي و جلسنا في مكان جد رومانسي اختارته هي بمجرد الدخول أشارت إليه، وعلى موسيقى فيلم التايتانيك الهادئة ابتسمت لي قائلة :
-آها، عرفني بك أيها الغامض !
- أنا : بومدين يسعد، عمري 25 سنة ..
ـ و شو تشتغل ؟ ولا شا تخدم بلهجة الواه ؟ههه
ـ أعمل في مقهى بوهران المدينة لأساعد والدتي في المعيشة.
ـ المعيشة هون صعبة كتير
ـ نعم جدا .. في الحقيقة أنا أيضا طالب أدب جزائري، ولي محاولات شعرية.
ـ آها، شاعر ؟؟بحب الشعر أقرأ كثير لهنري ميللر، و سان جون بيرس، وآرثر رامبو ، وبودلير صاحب " أزهار الشر ".
ـ جميل ..
-وهل تذهب دائما إلى الجامعة ؟
ـ لا ليس كثيرا، أعتمد على زملائي في جمع المحاضرات.
ـمنيح
ـ أبي رحمه الله
ـ الله يرحمو
ـ كان أستاذ فلسفة في ثانوية، توفي بسكتة قلبية منذ عقد من الزمان مع نجاحي في الباكالوريا قررت أمي التنقل بي وأنا وحيدها إلى حي الحمري حيث بيت جدي الذي ورثته منه والمقهى الذي أعمل به، وأخذتهما عن طريق المحكمة بعد أن حاول خالي "بو عامر " الاحتيال عليها.
ـ خالك؟
ـ ايه
ـ الرجال في مجتمعنا العربي وحش، ومغتصب.
ـ في العالم العربي !
ـ ايه في العالم العربي، في المجتمع الذكوري النجس.
ـ أنا بنت عمري 23 سنة اسمي ستلا النعمان، وستلا وهي نوع من البيرة تصنع بالقمح، أبي لبناني مسيحي ,أمي الله يرحمها مسلمة شيعية من سوريا، بس ما تؤمن بالدين ولا بالوحدانية.ـ كانت متحررة كتير، تدخن الماربورو، وإحنا بالمشرق التدخين عنا مباح به، بس هون في الجزائر محرم وعيب وما تدخن المرأة غير العاهرة.
ـ نعم مفهوم تدخين المرأة لديهم كعاهرة، تدخن كأنها مومس تمارس الجنس.
ـ تمارس الجنس؟ هل مارست الجنس مع امرأة؟
ـ مارسته مع الكثيرات، في أوتيل التركي.
ـ اممم جميل، شو رأيك أنك تنام معي ؟
ـ أنام معك !!
ـ شو انت خجلان ؟
ـ لا انما استغربت أن تطلبي مني هذا مباشرة ..
ـ ايه ودون مقابل، أنت صديق ويعز علي أن آخذ منك مالا.ـ بس أنا .. أنا ...مطلقة...
ـ و أين الإشكال في أن تكوني مطلقة
ـ لا مفيش مشكل، احنا في مجتمع لا يحترم المطلقات.
ـ المطلقة امرأة لها شعورها ولها غريزتها الأنثوية.
ـ بس خلينا نغير الموضوع.
ـ اسألي وانا أجيبك.
ـ تقرا روايات ؟
ـ ايه
ـ شو بتقرا ؟
ـ روايات جزائرية وعربية و عالمية مترجمة
ـ بتحب رواية " الغريب " لألبير كامو ؟
ـ ايه و الطاعون أيضا وأقرأ حاليا روايات أمين الزاوي
ـ لا ما بعرفوا، شو تقرالو ؟؟
ـ قرات له: "الرعشة" و"شارع ابليس", "حادي التيوس" و" لها سر النحلة"، و"السماء الثامنة" و"نزهة الخاطر " وغيرها ...
ـ نزهة الخاطر ؟؟ و كأنها عنوان كتاب النفزاوي عن الجنس.
ـ نعم الروائي أمين الزاوي يستحضر التراث كثيرا . هو مثقف ومتميز بقراءته الأدبية والفكرية والفلسفية
ـ شو رايك تقرالي شيء من "نزهة الخاطر".. بحب اسمعلها؟
ـ وين ؟؟؟
ـ بالليل في أوتيل التركي بعد السهرة في المنار
ـ السهرة في المنار؟
ـ ايه اليوم عندي شغل في الكباريه شوي، أتقاضى عليه فلوس، أروح نحجز غرفة في التركي وأنا أنت، أنا ما بدي أمارس جنس المومسات بالفلوس، بدي أرتاح لصديق ويرتاح لي بعد اللي عشتو مبارح.
يتقدم النادل لنا بقائمة المشروبات و المأكولات التي نستطيع تناولها في قاعة الشاي. يبتسم لستلا وهي ترد عليه بابتسامة مثلها، أختار قهوة وهي كذلك، يذهب الناذل ملبيا لطلباتنا، وتكمل حديثها و اسئلتها :
ـ تحب الاستماع للغناء ؟
ـ نعم.
ـ ماهي الطبوع التي تفضلها ؟؟؟
ـ أستمع و أتمتع بالطرب العربي من فيروز، أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، محمد عبد الوهاب، و أسمهان...
ـ بس !
لي طبوع أخرى جزائرية و أجنبية ولكن هناك دائما أفضليات على أخرى.
ـ أنا بغني لجميع الطبوع
ـ بحب أغني لدوبل كانون الجزائري
ـ آه جميل، يعني متمردة
ـ ههههه وجريئة وبهاجم السلطة، كمان بحب فيروز.
تقولها بشغف، ودمعة من مقلتها تنزل. أخرج منديلا ورقيا وأمسح دمعتها.
كم جميل هو الحب، عندما تمسح دمعة حبيبتك فإنك تعرف أن قلبك ينبض.
يقترب النادل ليقدم القهوة لكلينا، وإذ بها ترتعش يده، و تطلي ثوب ستلا عند صدرها بالضبط، يعتذر و يحاول أن يجفف ثوبها بمنديله، تأبى ستيلا ذلك لتتقدم يدي لمسح صدرها، حينها تركتني أفعل و أنا أشعر بإثارة ما لحظة المسح وتنظيف ثوبها من القهوة الدافئة.
تبتسم لي و أنا أستثار بلمس نهدها الأيسر، ثم تضحك قائلة :
ـ هيك بلشت الإثارة...
خرجنا من قاعة الشاي متجهين مباشرة إلى أوتيل التركي لحجز غرفة لنا، دخل كلينا إلى الأوتيل، وجدت ابن حينا الهواري الذي حجز لنا الغرفة، ثم صعدنا لها ويدانا متشابكتين مستمتعين بلمساتنا.
عند دخولنا إلى الغرفة رمت بي نحو السرير و أنا أحمل كتاب " نزهة الخاطر "، ثم التفتت نحو حقيبتها و أخرجت ثوبا أصفر ثم طلبت أن اشيح بوجهي عن النظر وهي تتعرى لتغير ثيابها.
قهقهت ضاحكا:
ـ الدوش أمامك غيري هناك.
ـ يثيرني التغيير هون وأنت تتلهف لتشوفني وأنا عريانة هههه
ـ هههه... فجأة تنقطع الضحكة بقبلة ساخنة و مثيرة لتنزع مباشرة قميصها المطلي ببقعة القهوة المتدفقة كأنها عمدا للإثارة. تنزع سوتيانها الأبيض، لتقحم وجهي بأكمله بين نهديها الثائرتين بسمرتهما المثيرة، شعرت بسخونته وأنا أغرس وجهي لأقبلهما وأمتصهما وهي تشعر بتأوهات خفيفة، كأنها تريد أن تنسى حياة ما، تريد أن تنسى حبا ما أو قصة عهرها في أوتيلات عين الترك ..
حينها تباعد بين نهديها ووجهي ضاحكة :
ـ إنت مش سهل تستثار في ظرف وجيز، نكمل سهرتنا بعدين، اقرا لي شوي من الرواية.
أفتح " نزهة الخاطر " وأبدأ بالقراءة : " أنا أحب المربى جدا جدا "
تقاطعني ضاحكة : بيحب المربى !
ـ نعم يحب المربى، هكذا تبدأ الرواية.
قبلتني بشهوة أخرى، بعدين كملي و احنا في.... ههههههه
ـ أشتهيك...
ـ وأنا كمان
ترجع إلى الخلف وتلبس قميصها الأصفر المثير، نخرج معا من الغرفة، ثم ننزل لنسلم مفاتيحها للهواري.
خرجنا من الأوتيل و أوقفنا تاكسي طالبين منه أن يأخذنا إلى المنارة و هو أحد اشهر الكابريهات بعين الترك، حدق فينا صاحب التاكسي الذي كان يضع شريط "عائض القرني" لا أدري ماذا كان يهلوس به المجتمع المتخلف الذي يؤمن بالخرافات و المظاهر المنافقة
ـ و كأنه لا يمارس شهواته !
هكذا أطلقت ستلا العنان للسانها، مستهزئة بعائض القرني و بالمجتمع و بصاحب التاكسي الذي أخذ منا 300 دج كاملة حق الكورسة.
اللعين يستمع للقرني ويسرق!








تـ



















" يا الرايح وين مسافر؟ تروح تعيا وتولي"
تترك ستلا العنان لصوتها المشرقي وهي تغني لدحمان الحراشي، الأغنية الجزائرية التي تغنيها كل لهجة مرورا على جميع الأجيال، ترى جمال جزائريتك من خلال الأغاني، وعندما يتوقف الغناء اجبارا تجدك لاعنا هذا البلد بجميع مظاهره.
المجتمع يعشق المظاهر يستمع إلى الغناء للترويح عن النفس، ولما يستمع إلى الفقهاء يتظاهر بالتدين والمحافظة، و أنا في كاباريه المنارة رأيت شخصا كأني أعرفه، نظرت إليه جيدا فاتضح لي أن جارنا زهير الملتحي حلق الوجه ويراقص عاهرة. ابتسمت في وجهه رد علي الابتسامة ولكن من الظاهر أنه لم يتعرّف عليّ لأنه شرب كثيرا، قطع رقصته مع العاهرة وجاء من ناحيتي برائحة التي كان يقول عنها أم الخبائث :
ـ تعرفني خويا ؟
ـ واه بومدين، ما عرفتنيش زهير ؟
ـ وينا بومدين؟
ـ بومدين ولد الشيخ مختار
ـ يا واه! والله ما عرفتك، راك كبرت!
كان من الممكن أن اسأله عن حاله، لكن لا داعي إلى ذلك، حاله تغيرت بعدما كان منطويا معتكفا على الصلاة زاهدا في الحياة، صار سكيرا يلاعب خصول العواهر و يقبلهن من عناقهن كما فعل منذ حين مع إحداهن.
أما ستلا أكملت أغانيها لهذه السهرة مستمتعة وممتعة السكارى و الشواذ بأغاني متنوعة... عندما خرجنا من الكابريه كان بعض الشواذ يحاولون التحرش بها جنسيا، يتقدم احد البارزة عضلاتهم الذين يحرسون عاملات الملاهي الليلية وصدهم. لولا الحارس المفتول الجسد لما خرجنا بسلام في هذه الليلة.
في الشارع الرئيسي لعيون الترك أسير بصحبة ستلا التي كانت كما قال اللورد بايرون في مقطع شعري شهير له : " تتمشى بجمال، كليل "... كليل عين الترك المفعم بحيوية، شتاء وصيفا بالعاهرات و الشواذ، تتمشى معي ستلا بسمرتها، بجمالها نحو أوتيل التركي وهي تبتسم لي كأنها تنتظر قبلة ساخنة مني:
ـ تعال معي.
ـ إلى أين ؟
ـ يلا تعال معي.
تمشينا قليلا ونزلنا نحو أقرب شاطئ من شواطئ عين الترك، هنا في شاطئ "سان روك"، خلعت نعليها ورحت أتبعها في خلع نعلي، ثم بدأت كالمجنونة تخلع ثيابها، و تركت على جسدها قطعتي الكيلوت و السوتيان التي ترتديهما، وأمرتني بأن أتجرد من ثيابي أنا كذلك ، ففعلت منصاعا لأوامرها الشهوانية، قمت بجردي من الثياب ورحت أركض وراءها في البلاج، وهي تقهقه ضاحكة حتى قبضت عليها و اسقطتها على الرمل، استلقيت عليها ورحت اقبلها من شفتيها.
ـ انت شربان ؟
ـ نعم
ـ بس مو ظاهر عليك إلا من ريحة فمك
ـ يغطي عليه عطرك الشبقي
ضحكت وأكملنا ما كنا عليه من التقبيل، رحت ادخل يدي لألمس نهداها، ألثم رقبتها، ويدي الثانية التي نزلت نحو فرجها لأتحسسه، وهي تزيد من تأوهاتها.




























يـ


















اسمي الهواري سمعون.. عمري تجاوز الأربع و العشرون عاما ببضعة أيام من شهر فيفري 2014، من عائلة معدمة يعود نسبها إلى يهود وهران المندثر تاريخهم أو الشبه المعدم، طردوا عنوة من مدينتهم في وقت جدي الذي لا أتمنى له رحمة ولا مغفرة من الخالق عز و جل، لأنه لم يهاجر هذا البلد البائس بعربه و بربره و أمازغيه من القبائل و الشاوية و بني مزاب و الطوارق... أنا الهواري، الابن الثالث من خمسة ذكور و ثلاث اناث أكبرهن متزوجة بتركي يعمل في شركة تركية بالجزائر ، و أوسطهن تعمل ممرضة بمشفى عين الترك و الثالثة الصغرى ماكثة بالبيت بعد فشلها في الدراسة ،انتقلت عائلتي إلى عيون الترك بعدما تدينت 60 مليون جزائري و اشترت بيتا قصديريا سنة 2003، حيث أكملت دراستي حتى السنة التاسعة بمتوسطة الشط حتى كتب على كشف النقاط الخاص بي (يتوجه إلى الحياة العملية ) و قبل ببضعة كلمات زائدة مؤكدين : (و بقرار من المجلس التأديبي ) بعدما ضربت صاحب اللحية الطويلة أستاذ اللغة العربية الشاذ جنسيا الذي تحرش بحبيبتي مونيا ذات استراحة في قسم لا تلاميذ يدرسون فيه، المهم كنت أعتقد أني حافظت على شرف حبيبتي النزيهة لي ، و التي مارست فن الغواية منذ سن الثاني عشر علي ّ و زملائي و الأساتذة الشرفاء و الأنذال منهم... مع تقرر طردي عنوة بعد ظلم الأستاذ الشاذ كما كنت أعتقد، قررت العمل في مارشي العيون واخترت كأي طفل تدفع به عائلته المعدمة للعمل في سن مبكرة بأن أصيح: " أيا بورسات "، لأنفع أهلي ب 2دج للكيس وأنفع الزبون المسكين الذي يعاني ثقل الخضر التي يشتريها بغلاء على تجار مارشي الخميس كما اعتادوا أهل المدينة وساكنيها من العسكر الذين انتقلوا اليها لسبب أو لآخر.
كنت في فترات طيشي أخرج مع أترابي من المراهقين لسرقة ديار سيتي حمزة العسكري القريب جدا من المشفى الجهوى للجيش ـ الناحية الثانية، كنا ندخل على غفلة من العسس المستغرقين إما في النوم أو مستمتعين ببنات القادة والضباط الذين يسكنون الحي... كنا ندخل لنسرق البيوت الاشبه بفيلات مبنية من الخشب، نسرق جميع الفواكه التي غرست فيها: عنب، مشمش، كرموس، تفاح، سفرجل، برتقال .... و بعدما يتفطن لنا العساس التي تكون مناوبته في ذلك النهار أو تلك العشية يبدأ بالبحث عنا والركض وراءنا بهراوته الخشبية ليقبض علينا لضربنا أو تسليمنا إلى رجال الجاندارمية... نفر مباشرة من المدخل المقابل إلى المشفى الجهوي، لنصل إلى الطريق الرئيسية لعين الترك الذي ترقد فيها بناية أوتيل التركي.
أما عن بومدين الذي كان يسكن في حي الآمال الذي يتكون من عمارات رمادية اللون، حيث استأجرت فيه عائلته المتكونة من أبيه المرحوم الشيخ المختار أستاذ الفلسفة وأمه لالة زليخة كما كانت تردد اسمها أمي العرجاء رومية في كل نميمة مع جاراتها العاهرات اللواتي يسكن الحي القصديري حسدا لأنها بنت عائلة محترمة لها مقهى في وسط مدينة وهران فيما أعتقد بشارع خميستي أو شارع العربي بن مهيدي، كان أخوي رشيد و فتحي رحمة الله عليه والذي قتل فيما بعد من طرف عصابة حي "بارادي بلاج" قد كونا عصابة الحي القصديري لسرقة البيوت الفاخرة والذين يمتلكون ما يمتلكونه من الأموال و كنت أنا غارقا بإدماني للقنب الهندي الذي خذر عقول المراهقين أمثالي... كانت العصابة قد اتفقت على سرقة بيت بومدين الذي كان وحيد امه المدلل بلباسه و طريقة تعامل والديه معه، كان بومدين شغوفا بالقراءة والمعرفة ولكنه عاش ككل مراهق مدلل بعطوره الفاخرة و اللباس الأنيق و معاكساته لفتيات المتوسطة و الليسيه... تمكن أخوي رشيد و فتحي من دخول بيت أهل بومدين نهارا جهارا و تمكنا من سرقة بعض مصوغات لالة زليخة ولكن فور نزولهما من الدرج التقيا بها وهي صاعدة إلى المنزل حاملة مقتنياتها من الخضر و الفواكه، حاولت إيقافهما ولكنها تعثرت و خلال تعثرها تمكنت من خدش وجه أخي المرحوم فتحي، حيث تمكنت من التعرف عليه بعدما قبضت عليه الشرطة ولكنها أنكرت بمعرفتها له، لا أحد يدري لماذا؟ ولكن هذا جعل أخي يرد المصوغات فور خروجه من التهمة التي كانت شبه مؤكدة من قبل رجال الشرطة، من ذلك الوقت قرر أخوي و عصابتهما أن يضعا خطا بين بيت لالة خديجة وزوجها المرحوم الشيخ مختار و بين سرقته أو مس أحد أفراده بالأذى وصارت علاقتي ببومدين جيدة بعدما جلب لي حبيبتي التي هجرتني وبصقت على وجهها القحبة بنت القحبة تركتني فور طردي من المتوسطة إلى (الحياة العملية )... والآن .. الآن، أعمل في أوتيل التركي بعد قتل أخي فتحي بسيتي بومليك عبد القادر العسكري الذي نشبت فيه معركة ضارية بين عصابتي حيي القصدير و "بارادي بلاج" وكانت النتيجة واحد مقابل صفر، ضحية مغتال بطعنة بوشي في الظهر و طعنة خنجر في القلب. الطعنتان و الثالثة أردت أمي ثاكلة أخي فتحي الذي دفن في مقبرة سيدي بوعامر ببوسفر... من ذلك الوقت ومن تلك المعركة اللعينة التي خسرنا فيها أخي فتحي، تشردت العصابة و العائلة و أخي الأكبر رشيد هاجر نحو اسبانيا ولكن لا خبر عنه، لا ندري ان وصل أو ابتلعه الحوت كما كان يردد: " الحوت ولا الدود " على الأقل يا أخي كان الدود يوفر علينا أزمة الفقد و الحيرة. على الأقل كنا علمنا أن جسدك انتهكه دود تحت التراب، ولا الحوت الذي لا نعلم ان ابتلعه أم تركك لقدرك هناك.
عملي في استقبال الماكثين في الأوتيل وحمل الحقائب و تقديم الطلبات من الأطعمة و المشروبات التي يقدمها الأوتيل. باختصار ، أشتغل في خدمات الفندق، وكنت أغطي على أصحاب المال و معارفي دخولهم مع العاهرات و ممارسة الجنس و الحب معهن، عرفت الجنس أو سمعت عنه في سن مبكرة و أنا في العاشرة من عمري أو أقل. عن طريق حلاق الآمال الذي كان يحدث رجلا عن حال البلاد و الفساد الطاغي عليها في نظره، حيث وصف له منظر فتاة وهي تلمس عضو صديقها الشاب الذكري، وهي تحتضنه و تقبله، حينها وقف ذكري وأدركت أن الذئب الذي بداخلي استيقظ من اغفاءته الطفولية في سن مبكرة.
منذ سنوات لم ألتق بومدين الذي صار يرتاد أو تيل تركي منذ مدة حيث وجدني أعمل كل يومين به، فكان هو من الذين أغطي عليهم وعاهراته اللواتي يحضرهن من كابريه "المنارة" كل ليلة تقريبا، وكان بومدين يمن علي دائما بمبالغ باهظة دون أن أطلب منه أو أحيانا أطلبها عندما أكون محتاجا، لا يهمني ما يقوله الشرع التي تتحدث أختي فتيحة التي كانت عاهرة وتدينت بعد اغتيال توأمها أخي فتحي، تزوجت بأحد المهاجرين الاتراك بالجزائر، لأنها تحبه وبأمر منه تحجبت.. وبت أزورها أحيانا و أبيت خاصة عندما أتشاجر مع السكير والدي و العابث بأختي الصغرى حنان التي أفقدها عذريتها في جلسة من جلسات سكره منفردا بجسدها الفاتن... عندما أبيت عند أختي فتيحة، لطالما أتنصت لتأوهاتها وزوجها الشبقية وهما يحاولان كتم أنفاسهما خشية أن أسمع ما يجري بينهما على سرير الزوجية، حينها أحيل المشاهدة إلى فيلم أجنبي به تنوع للعلاقات الجنسية فتحلو لي ممارسة العادة السرية... في الحقيقة، تعرفت على فتاة تدرس بمتوسطة الشط وهي أيضا كتب لها (تتوجه إلى الحياة العملية) ولكن في الطور الثانوي، هي تعمل معي في أوتيل التركي لجلب مصروف لأمها المقعدة خالتي يمينة... خديجة فتاة جد جميلة بيضاء البشرة ممتلئة، هي الأخرى يتحرش بها تلاميذ المتوسطة و نعاكسها في طريقها إلى الثانوية الجديدة "مولود قاسم" بأغنية "طريق الليسي يا دلالي" وهي تبتسم لنا، ولكنها كانت تنظر إليّ كثيرا، تلك النظرات لم أفهمها حتى حدث و التقينا ببعض للعمل في أوتيل التركي. عندما التقت بيّ في احدى نوبات الشهوة وأنا أصغي لتأوهات زبون مع عشيقته في الغرفة رقم 545، كانت هي مارة ووجدتني على تلك الحالة، نادت باسمي ولما التفت نظرت إلى مفاتنها، وأنا أنظر لها مندهشا من لباسها تقدمت و قبلتني بشهوة من فمي، استسلمت لسخونة التقبيل التي حدثت فجأة ثم لمست ذلك المستيقظ بين فخذي وضحكت قائلة : " الغرفة المجاورة فارغة، فلنقم فيها ساعة." فتحت باب الغرفة بالمفتاح الإضافي الذي كان بين نهديها، ودخلنا في نوبة حب فور ولوجنا إلى الغرفة، نزعت قميصها الأبيض و سوتيانها مباشرة ووضعت وجهي بين النهدين، كانت حلمتيها شديدة الانتصاب زهرية اللون لمستهما تأوهت طالبة مني مصهما ففعلت ملبيا راغبا فيهما تأوهاتها تزيد ونبضات قلبها تتسارع كلما انتقلت لامسا ولا حسا كل عضو منها إلى أن باعدت بين فخذيها قائلة : " جسدي لي وليس ملكا لأحد.. انتهك عرضي. مزق شرف العائلة" قالت وكأنها تردد شعار التونسية التي تعرت متظاهرة في حقها لجسدها لأنه لها لا ملك لأحد !
لكن الرغبة في التحكم بجسدك هي التي تجعلك تفكر عكس التيار... جسدان يلتحمان بجنون، المجنونان يلتقيان بدم يسيل من الفتاة فاقدة عذريتها، معلنة أن جسدها صار ملكا لها حيث أسلمته لمن ترغب، هكذا فعلت خديجة التي لطالما تلاعبت بمعاكسيها من الشباب. جسدها الذي لم يتعرى لأحد غيري، لم يختر أحدا سواي، لم ينتهك عرضه أحد غير ذلك الذئب الذي بين فخذي.









ل

















" أنا أحب مربى المشمش "
كلما قرأت لها هذه العبارة من رواية نزهة الخاطر، تضحك قائلة : وانت ؟
ـ أحب المربى، وأحبك أكثر...
لأتذوق حلاوته تلطخ حلمتيها بمربى المشمش، ممتزجا بحلاوة نهديها. تتأوه كلما فعل لساني فعلته وهو يمتهن مهنة التذوق و الاستمتاع بالحلاوة الممزوجة، فأطلقنا على المربى باسم " مربى النهد "... تأوهاتها تزيد من الغرفة في أوتيل التركي، أقحم في فرجها ذئبي، تتأوه كلما دخل أكثر و كلما دخل ازداد خشونة و انتصابا. في لمحة بصر أحاول ادارتها لتنام على صدرها لمضاجعتها من الدبر، ولكنها تمتنع من ذلك قائلة أن لها عقدة من ممارسة الجنس في ذلك المكان. فأكمل مستاء ما بدأت فيه معها وهو مضاجعتها من الأمام متناسيا أمر الدبر.
في الصباح عند الفجر نستيقظ من تأوهاتنا المتعالية، وبعد دش ساخن معا نلبس ثيابنا الشتوية، ألبس المانطو الذي ألهمني الدفء. أقبض يد ستلا خارجين من اوتيل التركي بعد دفع ثمن الغرفة لتلك الليلة الساخنة والمثيرة لنا معا، نركب سيارة كلوندستان إلى وسط وهران متجهين لشرب قهوة الصباح الدافئة و انا أنظر إلى العاهرات اللواتي يحكين عن ليالهن، تأمرني ستلا ألا أنظر إلى غير وجهها، إنها حتما غيرة الحب، الحب الذي تهرب به من حب آخر لا أعلم به.
بعد شرب القهوة و بعض القبل المسروقة صباحا في تلك القاعة، تخرج ستلا موبايلها الذي يحتوي على الويفي وتشغل حسابها على الفيس بوك.
ـ شوف هاي صورتي و أنا بلبنان آخر مرة، وأنا في بيت خالتو سميرة اللي هاربت مع جوزها و أولادها من الشام من الحرب، آه الحرب شو عملت فيا.
ـ وكان لك أثر في الحرب ؟؟
ـ ماتت إمي فيها بسببي.
ـ إمك ؟؟
ـ ايه، بعدين بالمسا أكمل لك، هلا وقت الشغل بالأوتيل.
ـ تشتغلي ؟
ـ ايوه بأوتيل تيمقاد بشارع الأمير.
ـ آه شارع الأمير عبد القادر، الأوتيل المقابل لكافييه ريش
ـ نتقابل الغذاء ؟
ـ ايه عندي شغل بمقهى أمي والساعة الثانية عشرة والنصف أزورك بالأوتيل.
ـ أوك، باي
نهضت ستلا لتترك مكانها شاغرا، فيما أكمل أنا قهوتي و سيجارة الريم التي أدخنها رغما عني بديل الماربورو.
الصباح في وهران بارد جدا، ويحتاج دفء المانطو الذي أرتديه، أتبختر نحو المقهى به و في طريقي زارني شيطان الشعر الذي حتما سأعاقب عليه في الآخرة و جهنم تفتح لي أبوابها، كم هم الشعراء محظوظون بالسعير ..
مر نصف اليوم هكذا هباء، كالمعتاد الزبائن يشربون القهوة و بعضا من العصير و في الصباح يشربون حليبا، يتناولون ما لذ وطاب من الكرواسون و المادلين و المقروض الوهراني.
للصباح طعم آخر في وهران، يمر عليك نصف اليوم طويلا و أنت تقدم خدمات للزبائن، نصف اليوم يمر ببطء و أنا أنظر للساعة فقط للقاء حبيبتي ستلا.
عند الساعة منتصف النهار و الريع ألبس المانطو و أترك عمي سليمان الميقري يعمل مكاني، لأنطلق ماشيا نحو شارع الأمير عبد القادر الذي لا يبعد عن شارع خميستي، أصل إلى باب الأوتيل أجدها الساعة منتصف النهار و عشرون دقيقة حينها أدرك أني اسرعت في المشية، أقرر أن أذهب إلى الكاتدرائية لأزور أحد الأصدقاء العاملين هناك، وهو شاعر محترم من الجيل القديم لوهران.
أدخل الكاتدرائية أسأل عنه الحارس يقول لي يعمل بعد الواحدة ظهرا، أنظر جيدا أنظر وجها عابسا لا أحتمل رؤيته، يذكرني بالعبوس الثقافي لوهران لأنه هو من أوجهها التعيسة الباعثة لرائحة التخلف.
أخرج لأنزل سلالم الكاتدرائية، وعندما أنتهي منها استدير خلفي لأمعن النظر في هذه البناية الروحانية العظيمة، التي تجمعك بالله و تجمعك بالكتب، الله هو الذي خلق الكتب و خلق الروح، الروح والكتاب من نفس واحدة.
أعود أدراجي نحو أوتيل تيمقاد حيث تعمل ستلا. وجدتها تكمل الرتوشات الأخيرة من الماكياج وقد خرجت لتوها منه، استدارت ضاحكة واختطفت مني قبلة على الشفتين أمام أنظار شباب مارين من الشارع المكتظ بالهائمين على أقدامهم نحو أقدارهم.






ت


















الدنيا لا ترحم و بومدين في عبثه بالنسوان...
هكذا أفكر دائما في ولدي فلذة كبدي الوحيدة، النطفة التي زرعها بي الشيخ مختار، أتذكر جيدا قصتي معه وحبنا المخلد و الذي أراد أبي حرمانا منه لأنه شاب من عائلة فقيرة جدا، معدمة... الشيخ مختار درس معي بجامعة الجزائر الفلسفة، هناك كنت قد تعرفت عليه ، وكانت علاقتنا أحر من الجمر، أغلبها مخاصمات لنعود لبعض بقبلة منه لي، القبلة اللغة الحية لقلب ينبض، قد يتوقف.. أنا التلمسانية الحرة. اسمي زليخة مولاي طالب بنت الشيخ داوود أحد كبار حي إمامة العريق، كانت عائلتي من العائلات الراقية في تلمسان، التي تقرب للشيخ الغافور ملهمنا حب الموسيقى الأندلسية.. كنت صبية شابة عندما سجلت بجامعة الجزائر لتدرس الفلسفة وهناك نبض القلب لأول مرة لرجل وحيد وهو الشيخ المختار؛ كان شابا فقيرا جدا، وما ميز دراسته للفلسفة تفوقه الدراسي و قد نجح في الباكالوريا أنذاك بالمرتبة الأولى، هو ابن وهران، قرأ كتب الفلسفة والفكر، قرأ ابن رشد و كانظ و ديكارت و في التاريخ استلهم قراءاته من ابن خلدون الذي تحدث في كتابه عن تلمسان و بجاية، كل ما كان يقرؤه المختار متعلق بالفكر و الفلسفة و الحضارة، كان الشيخ المختار يتأفف كلما لاحظ تخلف البلاد عن سائر الأقطار، همه الوحيد القراءة، ثم القراءة، ثم .... ثم أقام معي علاقة جنسية وهذا ما زاده ارتباطا بي و حبا أكثر، من أجل هذا عشقته، لأنه لم يتركني ولم يخذلني كما فعل الكثير من الشباب في الصبيات آنذاك. وكانت نتيجة النطفة التي زرعها بي في بيت صاحبه سليمان بالعاصمة، ولدي بومدين، وحينها وعدني الشيخ المختار أن يتزوجني وألا يترك العلاقة التي قمنا بها بصمة عار أسير بها بين أهلي... عندما عدت في عطلة الصيف كان حملي في شهره الرابع، حيث تمكنت من معرفة هوية الجنين، فكان ذكرا، ولم أستطع إخفاء الأمر على أهلي الذين اتفقوا كاملا بالإجماع أن أجهض الجنين لأن اباه ليس من العائلة ولا هو مالك ما تملك. عندما اقتادوني إلى القابلة للقيام بذلك، رفضت لأن الأمر قد تجاوزها وعليهم أخذي إلى طبيبة تحدد ان أمكن ذلك أم لا ؟ فكان ذلك، و قررت الطبيبة أنها لا تستطيع اجهاض الحمل، لأن الجنين بدأ يكبر، شعر أبي بالغضب وراح يضربني بكل قوته، صارخا :ـ زانية، قحبة، زانية، قحبة.. هربت مباشرة إلى بيت عمتي الذي كان قريبا منا، حيث مكثت عندها يومين، لأهرب بعدها إلى وهران، وهران مختلفة تماما، لا يدري أحد كيف يكون قدره فيها. بحثت عن المختار ووجدته يسكن في حي سان توجان قريبا من الإذاعة، كانت عائلته جد فقيرة، و استطاع بفضل طيبته أن يقنعهم بالزواج بي، وأن يستأجر بيتا والبحث عن عمل له، تزوجنا بعقد مدني، و استأجر لنا بيتا صغيرا نكمل حياتنا به، مع ابننا القادم إلينا من الله.
خرج أخي الوحيد بوعامر باحثا عني لإخماد نار العار الذي جلبته للعائلة في نظرهم، و استدرك أخي أنني أعيش بوهران مع زوجي المختار، بحث وسأل ووجد بعضا من اقاربنا يسكنون قريبا منا، فدلوه عن مكاني و زوجي، وصل إلى زوجي وهو يعمل في حانوت للمواد الغذائية في سان توجان، طلب منه أن يخرج معه لإحدى المقاهي، فكان زوجي ملبيا طلبه لآنه لا يخشى شيئا ما دام قد تزوجني في نظر الشرع و القانون، ولا تهمه حماقات أخي بوعامر ولا حماقات عائلتي... خرجا معا إلى مقهى شعبي قريب من مكان عمله، و بين له عقد الزواج الرسمي ودفتر العائلة الذي استلمناه من البلدية، ولكنه أبى استيعاب ذلك وراح يضرب المختار بقوة، حتى جاء الناس لإسعافه. هناك ، بالمشفى بعدما ذهبت مذعورة للمختار للإطمئنان عليه مع عائلته، جاء الطبيب المناوب، وأدخلني إلى مكتبه، صارحني بكلامه : الركالات التي نالها كانت قوية، أدت إلى منعه من الإنجاب. صراحة الطبيب كانت بالنسبة لي مفزعة، فأنا مازلت الزوجة الشابة، التي بليت بسببها بعدم الإنجاب ثانية من المختار، لا أستطيع التخلي عنه، وخاصة بعدما بدر منه و امتنع عن قول من ضاربه في تحقيق الشرطة.
بعد أيام ...
يخرج المختار من المشفى مقهورا لشدة الصدمة التي عاشها، وهي عدم الإنجاب ثانية، أحاول إخراجه من قهره ورعبه، قائلة له أنه حتما سيشفي مع الوقت مثلما نوه الطبيب ، لكن في الخارج. و هذا ما زاد من قهر المختار، لأنه بكل بساطة فقير لا يستطيع الخروج لإجراء عملية على أعضاءه التناسلية. وبعد شهرين، سمعت أن عائلتي إنتقلت إلى وهران واشترت منزلا بحي الحمري، و اشترى أبي مقهى صغير تم ترميمه و توسيعه فيما بعد بشارع خميستي محمد، ثم جاء أبي للمختار شاكرا له من مبادرته بعدم الإفصاح عن ضاربه و عوضه بمبلغ مالي، واحتضنني متمنيا لي بالعيش في هناء. هذا ما جعلني أتردد على بيت العائلة بوهران، ولكن أخي بوعامر لا يكلمني ولا ينظر إلى وجهي، بل أحيانا يبصق على الأرض التي أعفس عليها.
كانت ولادة بومدين الذي سماه أبي تبركا بسيدي بومدين الولي الصالح التي تحتويه تلمسان، عسيرة جدا، فهي الولادة الأولى و الأخيرة بالنسبة لي... ولد بومدين أشقرا كثيف الشعر، عيناه تتغير ألوانها، وبعد مدة ظهرت أنها تميل إلى الزرقة، في طفولته كان بومدين ذكيا، يحفظ بسرعة وعندما كبر تعلم في المدرسة بسرعة أكثر، حفظ القرآن، وقرا كتب الأدب و العلوم، و التاريخ، وعندما يقرأ ابن خلدون يسأل أباه : " أبي، ابن خلدون يكذب ؟ " يعتقد أن ابن خلدون يكذب فيما كتبه من تاريخ حول الأنساب، وكأنه يتخيل فقط الأشراف الذين يتكلم عليهم، ولا للحقيقة مكان في التاريخ... .بعد ولادة بومدين بارك الله به لي ولمختار مصدر رزق، بعدما اجتاز مختار مسابقة توظيف في التعليم بنجاح، فصار أستاذ فلسفة في التعليم الثانوي، ومن هناك وهو يتقلد الأستاذ إلى حين وفاته... كان أخي بوعامر حقودا جدا، لا يحبني ولا يحب المختار و لا ابننا بومدين الذي كان كثيرا ما يتساءل عن سبب كرهه له دون سابق أذى من الطفل، إلى أن كبر لم يفهم بعد ما حدث... مات أبي وترك لنا ورثا أنا و أخي بوعامر، يتمثل في فيلا وسوبر ماركات في تلمسان و الذي استولى عليهما أخي، و بيتنا في الحمري ومقهى بشارع خميستي بوسط مدينة وهران، وكان أخي قرر أن يحوز عليهم بحجة أني متزوجة من فرد خارج عن العائلة و أني لطخت شرفها. وضعت شكوى ضد أخي في المحكمة، وتحقق القاضي من أني وريثة شرعية من أبي و أن أبي لم يهملني بسبب حادثة حملي وزواجي من المختار، بعدما برهنت أن الزواجي شرعي و قانوني، ليتقرر تسليمي بيت الحمري و مقهى وهران حيث اخترتهما، كما اخترت وهران لأكمل بها حياتي مع زوجي ولدي... بعدما مات زوجي وهو يعمل بالليسيه الجديد بسكتة قلبية، وانتهت أيام الحداد، قررت أن أخرج من بيت حي الآمال بعين الترك، والذي كنا قد استأجرناه في بداية عمل المختار، ومرت السنوات العشر منذ وفاة المختار، و بين أحضاني فلذة كبدي بومدين، هو الآن يدرس الأدب في جامعة السانيا ولكنه لا يحضر لا الدروس ولا المحاضرات، فقط يفكر في الاستمتاع و كتابة الشعر التي تعلق بها منذ صغره، لا يزال يقرأ من مكتبة والده، وزاد عليها كتبا أخرى لتصير مكتبته هو بمفرده كاملا وعندما يكون في البيت يلتهم الكتاب كالأيس كريم التي يحبها في الصيف، ولما يغيب يأخذ محفظته التي تحتوي بعض الكتب، يلبس المانطو الذي ورثه من والده أستاذ الفلسفة، ليتبختر به أمام أقرانه من الشباب.
-يا بنتي الزهرة : أرواحي أعطيني التليفون نكلم بومدين نشوفه وين راه ؟
-واه خالتي زليخة، راني جاية.
الزهرة ابنة الجيران هنا في الحمري، تسكن مقابلنا مباشرة، وهي أقل من ابني بومدين بسنتين ولكنها لم تكمل دراستها قط، بسبب أهلها الذين منعوها لسبب ما لا أحد يعلم به.
الزهرة شابة أنيقة وعاقلة، تأتي كل مساء لإعانتي في أشغال البيت والطهي، وأحيانا لما أكون بمفردي تمنعني من الطهي لتحضر لي ما حضروه للغذاء وللعشاء.
عائلتها فقيرة ومتواضعة، غير متعلمة صحيح ولكنها، عائلة متخلقة لا مشاكل لها، إلا مع ابنها الباهي الذي مشاكله لا تتجاوز سوق المدينة الجديدة الذي يمارس فيه تجارة الملابس الداخلية للنسوان مع ثلة من الشباب الذين يمارسون مختلف أنواع التجارة بذلك السوق العريق.
والد الزهرة عنابي، ولكنه ولد وتربى بوهران، بحي الحمري، حيث كبر وتزوج بوهرانية ورزق منها بولده الباهي أولا ثم تليه ابنته الزهرة.
-لكم أتمنى أن تكون الزهرة زوجة لابني بومدين، امرأة صالحة من عائلة لا بأس بها رغم فقرها وتواضعها، ولكني أنا تزوجت السي المختار الذي كان من عائلة معدمة، و أحمد الله عشت معه في هناء إلى أن رحل علينا.
-الزهرة وينك شوفي شكون اللي دق الباب ؟






















ر



















فتح الباب تقابلني الجميلة الزهرة، نور على نور، يا دين الرب كل هذا الجمال الذي يقابلني لم أره من قبل، و قلبي تعلق بستلا، النساء سكرة الرجال، الحب دقات متسارعة لقلب ينبض، لا أدري ما هذه السكرة التي وقعت فيها، هل هي سكرة قبل ستلا منذ سويعة أم هي النظر لعيني الزهرة، مبتسمة ناظرة لي تحييني : مساء الخير بومدين، تفضل الدار دارك.
ـ الزهرة بنتي شكون؟
ـ واه خالتي زليخة، جاء بومدين، قائلة بصوتها الرنان في الأذن لأمي.
ـ أمي هذا أنا، داخلا لها أقبل يدها كالمعتاد، يدها التي كبرتني و دللتني خاصة بعد غياب أبي.
ـ مرحبا بيك وليدي، كيراك؟
ـ لاباس، أما أنا بخير
ـ وين كنت ؟؟
ـ كنت بايت عند صاحبي في العيون.
الكذب ملجأ لي أمام هكذا موقف أمام أمي، من المستحيل أن أخبرها عن علاقاتي مع العاهرات و علاقتي بالذات بستلا اللبنانية، والله هذا العيب الذي ينتهج في عرفنا، وسيلة للكذب بسهولة، ما أسهلك أيها الكذب عندما تحيك حبالك التي قيل فيها أنه قصير.
" الكذب حبالو قصيرة "
هكذا تشير أمي بكلامها، كأنها اشتمت رائحة الكذب مني. أنا لا أعرف الكذب ولا التحايل، كذبتي سرعان ما تكشف، ولأن أعذب الكلام أكذبه، أحاول التشبث فيه ولكني أفشل ثانية في الكذب.
أذهب إلى غرفة النوم مباشرة بعدما سألتني أمي إن تغذيت؟ فأجبتها أني كذلك...
أدخل إلى الغرفة فأجد الزهرة غارقة في قراءة كتاب، لم يتضح لي ما عنوان الكتاب في الأول، وعندما اقتربت منها اختضت مذعورة:
" اسمح لي خويا بومدين، كنت غايصة "
ما ان خرجت الكلمات من فمها حتى هرعت نحو الباب هاربة من فرط الخجل.
عندما هرعت أسقطت الكتاب، انحنيت حتى أحمله وأضعه في مكانه، وأجده كتاب "الأيك في معرفة النيك "للإمام الأسيوطي، ابتسمت، ونظرت نحو الباب قائلا في نفسي: الفضول يقتل صاحبه.
استلقيت على سريري المرتب جيدا، وأنا حاملا مع كتاب الأيك، لأقرأه، بدأت أقرأه للمرة الثالثة بعدما اشتريته في الصالون الدولي للكتاب منذ سنتين بالعاصمة، و ما أعجبني فيه هو جرأة "الإمام الأسيوطي" في سرد المشاهد الجنسية، وعن كل ما هو مباح، وكيف حلل ما هو محرم عند الأئمة , وله في الحكي مآثر و مآثر، ليسيل لعاب القارئ في حب نعمة الجنس.
حينها تخيلت أن ستلا معي في الفراش كما سبق وحدث، و لكن لبرهة ما ستلا تحولت إلى الزهرة، لا أدري كيف؟ و كأن الزهرة استولت على جزء من مكان شاغر بالقلب.
تأوهاتي ازدادت و أنا أمارس العادة السرية، متخيلا في منامي ستلا و الزهرة أحيانا مكانها و أنا أمارس مع كلتيهما الجنس.
فجأة يرن هاتفي لأستيقظ من نومي، فأجد ستلا تتصل بي :
ـ حياتي، كيفك ؟ إنت نائم ؟؟
ـ آه عمري كنت نائما، ولكن قلبي يدق لك
ـ الله يخليك ليا حياتي، اتصلت بك لأعلمك أني مسافرة الليلة للعاصمة، لأنو عندي صديقتي السورية سوزان، ساكنة هنيك مرضانة شوي ورايحة أراعيها وأعيدها لأيام وبرجع، لما أوصل اكلمك.
ـ أوك حياتي، رغم أني سأعاني من غيابك.
ـ ولو حبيبي! أمووووح
ـ لا تتأخري بالاتصال عند وصولك العاصمة.
ـ أوك حياتي باي.
ـ باي عمري، وانقطع الهاتف فجأة.
هذا المساء البارد يصلح للمشي، أغير ملابسي وألبس المانطو الداكن لونه، والدتي تناديني قائلة : " سأخرج غدا في الصباح إلى العيون، تذهب معي ؟"
ـ لا يا أمي، عندي بعض الأشغال، حتى أني لن أعمل في المقهى، تحدثت مع عمي سليمان.
ـ ربي يسهل!
الهواء البارد يلفح وجهي، أخرج نحو مدينة الأحلام، أدخل بمبلغ رمزي، لأني لم أجد غنيمو ولد خالتي حدة في الشباك الخاص لقطع تذاكر الدخول، أتمشى و الأطفال يلهون بتلك الألعاب و الشباب، الشباب في وهران لهم ميزة خاصة، أنهم يمارسون طقوس الحب قبل أوانهم، و أنا أتمشى رأيت شابا مع فتاته تحت شجرة يقبلان بعض، هربا من أنظار الناس فوقعا في أنظاري.
القبلة لغة حية لقلب ينبض، قد يتوقف..
واليدان يتشابكان ليجتمعا على شعور واحد، لا أحد يعلم مقدار الحب إلا مجرب له و لو تألم لأجله.
لا اتصال لستلا إلى الآن...
بدأت أقلق، اكلمها ولا ترد، علها مشغولة أو أنها لم تصل العاصمة بعد.
أتمشى قليلا في مدينة الأحلام، ثم أعود أدراجي إلى البيت عند الساعة العاشرة مساء، حيث ألج إلى البيت فألمح الزهرة لا تزال ساهرة عندنا مع أمي، أحييهما و أنسحب نحو غرفتي.
تناديني قائلة :
- تتعشى بومدين ؟
ألتفت لها مبتسما :
-لا شكرا.
تعود وراءها لتحيي أمي وتودعها بجمالها.
ها هي تخرج بابتسامتها إلى بيتهم، تاركة فراغا في، لا أدري ما سببه، أدخل إلى الغرفة، أذهب إلى الكمبيوتر و أفكر في كتابة شيء، أفتح حساب الفيس بوك الخاص بي، أجد رسالة من ستلا تقول فيها ( وداعا حبيبي قد لا نلتقي).















كـ


















أخرج من عملي في الأوتيل بعد نوبة الجنس التي قمت بها مع خديجة، في الغرفة التي تملك مفتاحها بين نهديها، خرجت بمني المختلط بقطرة دم عذريتها التي تمكنت من فض بكارتها، أذهب إلى البيت فأجد أبي قبح الله وجهه في سكره و عبثه، منذ سنوات قليلة فقط انتقلنا إلى هذا البيت بعدما منحته لنا الدولة، وهدمت البيت القصديري مع باقي بيوت الحي، و الآن الحي هو مشروع سوق البلدية المغطى... أبي بعبثه وسكره في البيت و أختي حنان متخفية في إحدى الغرف.
دققت الباب بعدما قلت لها أني الهواري، فتحت وقلت لها :
-أين هي سناء ؟
قالت :
- ذهبت لتعمل.
منذ أن توفي أخي فتحي تغيرت الأجواء وخاصة بعدما لحقته أمي بعد ثلاثة أشهر من وفاته، سناء تقول أنها تعمل في محل بيتزيريا بوسط مدينة وهران، بالضبط في شارع خميستي، ولا أدري كيف أتأكد من هذا ؟بت أقلق على أخواتي وخاصة أني أنا المسؤول عنهن، بعد اغتيال فتحي واختفاء رشيد بين أعماق الهجرة ولا ندري إن نجا من الحوت أو لم ينجو...
أختي طهت السردين، أذهب إلى المطبخ للأكل، أفكر أن أقوم مثل ما فعل أشعب في إحدى حكاياته الطريفة: أن أجعل السردين يقترب من أذني ليجيبني عن أسئلتي وينقل لي أخبار أخي الغائب.
آكل بعض من السردين و أذهب إلى الحنفية لملأ كاس ماء ولكن لا جدوى، الماء منقطع منذ أزيد من شهر، ولم تملأ أختي حنان أيا من القوارير، لأنها هاربة من السكير الذي في البيت بعد حادثة الاغتصاب.
أبي سكران و يدخن نوع قوي جدا من القنب الهندي، و بكمية مركزة، رائحته عادية بالنسبة لي لأني أدمنته في فترة مبكرة من مراهقتي و قد بدأت أتوقف من تدخينه منذ بداية عملي بالأوتيل لأكون متفطنا في ساعات عملي.
الجو ملائم للخروج، أخرج من البيت لأتمشى، فأجدني قد خرجت من عين الترك نحو طريق "بوسفر" حيث أقف قريبا من مدخل الثكنة العسكرية للطيران، حيث تنطلق منه الطائرات الميغ المزعجة لأذان الناس، في صخب طائرة الميغ التي ستقلع بعد حين لإزعاج آذاننا، رميت حجرا لافظا كلاما فاحشا :
-نيك أمها بلاد. نيك أمها بلاد،
يلعنها بلاد، لم تعطنا شيئا إلا الألم والحزن وكل ما هو مزعج، بلاد تعيسة؛ جعلت من أخي إما حراقا يهرب من بوليس الإسبان أو أكلا دسما للحوت...، بلاد همجية ؛ جعلت أخي فتحي كبش فداء لعصابة لعينة، تعيش من المسروقات في العيون...، بلاد قاسية؛ جعلت من أمي جثة هامدة حزنا على فقدان ابنيها.
أعود باكيا إلى ناحية بوزفيل أين ترقد عمارتنا التي رمتنا بها البلدية، بعيدا عن مرأى العباد وعن حياتهم، كل شيء أصابنا سببه الزمن والجفاء ونرجع هذا للقدر، القدر يعنينا نحن فقط البؤساء الذين لا مولى ولا عز لنا.
في مساء اليوم التالي أعود للعمل بالأوتيل، أجد أمامي خديجة تبتسم لي، صعدت إلى فوق فإذ بي ألحظ بنتا سمراء البشرة، اقتربت منها لأحدثها فتكلمت بلغة غريبة، هي من مالي حسب ما فهمت من كلامها، ولكن فجأة جاء رجلا ستيني من العمر أبيض البشرة وأمرها بالدخول بلغة فرنسية متكسرة، حذلقت في وكأن بها رغبة باستنجادي من أمر ما، أدخلها الرجل السيتيني بشدة حاول إخفاءها، و أغلق الباب متوارين عن الأنظار... أكمل مسيري نحو مصلحة الخدمات لأغير ثيابي و ألبس ثياب العمل كالمعتاد، القميص الأبيض و سروالا كلاسيكيا أسود داكن و مع القميص القرافيت الفراشة التي أستاء منها مجددا.
أحوم حول الغرف لتقديم الخدمات المطلوبة، أمر على الغرفة التي دخلها الستيني الغريب و الشابة السمراء، فأسمع تأوهات، و آهات من الداخل، غير مكترث بالذي يحدث أكمل طريقي، فأقترب و أجد بانتظاري خديجة أمام غرفة شاغرة، قريبة من غرفة الشابة المالية، أدخل معها في نوبة جنسية، إذ بي أتذكر تأوهات فوق تأوهات خديجة، كأنني تذكرت تأوهات المالية التي تشبه صرخة استغاثة، فجأة أنهض من أحضان خديجة و ألبس ثياب العمل وكأنني أخشى أن يكشف أمرنا أحد من عمال الأوتيل. أهرع صوب باب غرفة الشابة، و أتقدم لأدق الباب، فيفتح الباب فجأة، إذ بها الفتاة تخرج باكية، سألتها بفرنسية مكسرة :
هل تحتاجين إلى مساعدة ؟
لم تجب وأكملت طريقها نحو الخارج.
أسرعت وراءها، و أخذتها إلى مطعم الأوتيل، و أعطيتها الماء، ما بك آنستي ؟ أجابت : شرفي.










ي

















" أنا هرة في الجزائر"
هكذا غنت مريم ما كيبا للجزائر، معتقدة أن كل من لونها أسود في الجزائر تعيش حرة، كيف تعيش حرة مثل هذه الفتاة؟ و شرفها يستباح من أجل ثمن قطعة خبز تتوسل للحصول عليها، أم تقبل هتك عرضها من رجل خسيس مثل هذا الستيني الكلب، تمنيت أن أجده بعدما فعل فعلته، يا لحقارته ! استباح عذرية فتاة عمرها 14 سنة، تتسول الخبز لتأكل أختها ماندي الصغيرة و أمها، في سنها هذا فقدت شرفها، شرف القبائل السود، فهمت أن اسمها مريم وهي مسلمة، أبوها توفي وهم في الطريق إلى الجزائر مع مجموعة من اللاجئين الماليين و الصومال، فتاة كهذه تتسول الخبز في وهران، استباح عذريتها كلب، مخنث يشتري أجساد الإناث من اللاجئات من السود و البيض أيضا، حسبما فهمت أنه سيستغل شابة سورية بعدها، بعدما أنهى غريزته مع البشرة السوداء، جعلها تخرج بسرعة بعدما أعطاها قطعة 200 دج حديدية، لتشتري قطع الخبز قبل نفادها.
هرعت إلى هاتف الاستقبال واتصلت بالشرطة مبلغا على هذا التصرف الهمجي من الرجل، فجاء الشرطة بعد ساعة رغم ان أمن الدائرة ليس ببعيد عن الأوتيل و قبضت على الستيني و أخذوني و اللاجئتين كشهود عيان في القضية.
بعد أيام حدث الآتي :
- عراك معي في سجن المدينة الجديدة، سببه قطعة خبز أكلتها من طرف أحد السجناء المقيمين
- حكمت المحكمة علي بسنتين سجنا بتهمة ممارسة الرذيلة مع اللاجئتين اما خديجة فقد شهدت ضدي انتقاما مني لهروبي من فراشها الجنسي. واللاجئتان أيضا التي باعتا شرفهما، من أجل المال،
- وحكم على الستيني بالبراءة من التهم المنسوبة إليه.


























ر


















واقفة أطهو في المطبخ موصدة بابه بالمفتاح ، أقلي سمك السردين الذي جاء به أبي السكير ، و الذي فاجأني لأول مر بشيء يدخله معه غير قارورة البيرة التي يشربها أو غير لفافات الدخان التي تطلق رائحة مخذرة قوية ، أبي حتما يتناول المخذرات التي لا أعرف نوعها ، داخلا في صارخا بصوته : حنان ، حنان يا القحبة بنت القحبة وينك ؟
واه بويا ؟
هاكي الحوت ، جا خاطري عليه اليوم ، أقليه لنا .
استلمت الحوت من يد أبي و رحت أهرول نحو المطبخ لأبدا بالقلي ، أغلقت الباب جيدا خيفة أن يدخل علي و هو في سكره كما سبق و أن حدث ؛ حيث جرني من شعري و أرقدني على سريره و المرحومة أمي ، وانتهك شرفي ليلتها بعدما خرجت سناء أختي للعمل في مشفى عين الترك ، اغتصبني ليلتها وهو في تمام سكره و لذته و أفرغ شهوته على شرفي ، فضها بكارتي بقضيبه الذي أخرجه من غمده الذي كاد يصدأ منذ أن منعته أمي رحمها الله من لمسها بعدما اكتشفت أنه خانها مع عاهرة الحي القصديري عائشة القحابجية ، مارس أبي شهوته التي حبسها منذ أن اكتشفت أمي خيانته و رفعت عليه شكوى للمحكمة حينها ، وطلقته من فراشها ثم أعادته عن طريق الفاتحة أمام الشهود ، ولكنها فرضت عليه ألا يلمسها ، فأرجعته فقط من أجل حديث الناس عنها و عدم القول أنها المطلقة الهجالة فمجتمعنا لا يرحم المطلقة .
كما سوف لن يرحمني المجتمع اليوم ، بعدما قام ما قام به هذا القحابجي الذي يدعى أبي ، ونسي غريزة الأب و افتك عذرية ابنته التي هي أنا بغريزة الناكح للعاهرات ، ليلتها جاء هادئا و هو في حالة سكره ، جاءني إلى الغرفة حيث كنت نائمة وحيدة دون أختي سناء التي ذهبت للعمل في مشفى عين الترك كممرضة ، لمس لي شعري و نزع عني الغطاء وراح يلمسني بدفء لم أعرفه منه من قبل ولا من يد رجل ، لمسني على ذراعي شعرت باطمئنان في أول لحظة ثم راح ينزل بيده نحو كامل جسدي ، خاب الدفء الذي كنت أشعر به و تحول إلى سخونة في جسدي لم أتمالك نفسي و رحت أصرخ وهو يحاول اسكاتي: صه ، صه ،صه ..
و أنا اصرخ بملئ صوتي المكتوم بعنف يده ، وانتزع عني الثياب ، ثم ضربته بقوة ليرجع ساقطا على الأرض من شدة سكره ، أقوم لأخرج من الغرفة فأجدها موصدة بالمفتاح الذي خبأه في جيبه وأنا نائمة ، ثم نهض وضربني بقوته و أنا أصرخ بقواي المضطهد ة ، رأيته رجلا شريرا مغتصبا بعدما عراي من شرفي ، بعدما سلّ قضيبه العفن الخالي من الرجولة في انتهاك شرفي ، و أرقدني جاذبا شعري بقوة ، وأدخل قضيبه ليخرج مني دما لما مزق غشاء بكارتي ، تزوجني أبي و انتهك عرضي ، و ها أنا أحس بالقيء أخاف أن يكون القيء نتيجة حملي بأخي ، الحياة تعيسة مع أبي ، القيء يزيد و أنا متخوفة وحلها في أختي سناء التي هي ممرضة و تعرف القابلات بمشفى عين الترك الجهوي .
تمر الأيام و أبي لا يزال ينظر إلي بشهوة ، و يغازلني بكلماته البذيئة ، يا " القحبة " ، هكذا يناديني أبي و انا أراه بكره مغتصبي الذي افتك عذريتي .
كل فتاة تحلم بفارس أحلامها ، و كل فتاة تنظر إلى فرجها وهي تمارس العادة السرية حالمة به ، كل فتاة تحلم بمن ستمنح شرفها ، و كيف ؟؟
أما أنا فلا أحلم ، اغتصبني أبي ...
تصرخ اختي سناء بعدما تكتشف أني حبلى :
- يا القحبة ولد من ؟؟
- بوك
- حوجي !
- دارها بيا بوك هذاك نهار و ناكني في الفراش و أنا راقدة .
- حوجي ! وكيفاه نديرو دروك ، الولد لازم يطيح .
- واه لازم يطيح ، شوفيلي كيفاه ؟؟
- درك نكلم فوزية القابلة ، لازم نعطيها باه تسكت برك .
هاتفت أختي سناء القابلة فوزية و أخبرتها أنها تريدها حالا في البيت لأمر مهم ، من أجل أختها لا غير .
بعد ساعة بالضبط جاءت القابلة فوزية التي تسكن ليس ببعيد من هنا ببوزفيل ، دخلت إلى البيت ، بعدما دقت بطريقة خافتة وكأنها أحست أن في الأمر سرية تتطلب منها فعل ذلك .
دخلت القابلة فوزية ، سائلة عن حالنا مسلمة علينا ، أجابتها أختي سناء أننا في ورطة و هي حادثة اغتصاب أبي ، وأني أنا الحبلى بأخيها أو أختها ، الجنين الذي يرقد بداخلي ، الذي لا أدري ما دخله في حياة بائسة وأبوه هو أبي ، الذي اغتصبني بكل قواه و زرع بي عارا على شرفي .
عندما عرفت فوزية قصة جريمة الشرف المقززة ، صرخت مذهولة من هولها ، لم تتمالك نفسها في البكاء و راحت تصرخ قائلة :
- يطيح ، يطيح ، لازم يطيح .
ثم استدارت نحو سناء أختي ، قالت لها سأخذها عند الدكتور رفيق جلال بوهران الوسط و هو يشتغل سرا على الإجهاض ، على الأقل نضمن أنه لن يبلغ أحد و أنا أقسملك ما تخرج من فمي كلمة ، ونزوجها بابني ياسين حتى نغطي أمر الفضيحة ، فهي جد عظيمة .
ياسين شاب مسكين ، بطال و بهلول ، ولكنه طيب ، لا يدخن حتى سيجارة ريم أو ماربورو ، انما حالته كمتوحد ، تنفر منه الناس ، علي أن أقبل به ، لأغطي عاري من أبي .
في اليوم التالي ذهبت إلى الدكتور رفيق جلال بصحبة الخالة فوزية ،هذا الدكتور قصير القامة و بدين و له شعر رطب سنه يظهر في الثلاثين أو أقل بقليل ، له لحي ة رجل شيوعي كتشيغيفارا أو فيدل كاسترو ، دخلنا عليه بعدما دققنا سمحت لنا الممرضة الممشوقة القامة و صاحبة الشعر الأشقر و ذات النهدين البارزتين إلى حد العري و كأن تمارس شهوتها قبل وصولنا بدقائق مع الطبيب أو مع أحدهم ، نظرت فينا و هي واضحة أحمر الشفاه وتمضع علكا بطريقة القحاب ، نظرت إلي ضاحكة مستهزئة : " واش عندك بيبي ، بغيتي تطيحيه ؟"
أجابتها القابلة فوزية مستهجنة : و أنت شا دخلك ؟ اخدمي خدمتك و اسكتي ، روحي شوفيلنا الدكتور رفيق جلال ، و قولي له فوزية راهي لهنا .
نظرت إليها الممرضة بحقد ، ثم استدارت نحو باب الدكتور تدق عليه ، فاطلقت فوزية متمتمه ولكني سمعتها : قحبة ومنيوكة ، شا يجي منها ؟
دخلت و القابلة فوزية بعدما قالت لنا الممرضة تفضلا ، و حييناه ، كانت تحيته تمت عن طيبة ما ، ابتسمت له محاولة أن أنسى مدى وجع الأمر اسقاط أخي أو أختي الذي أحمله في أحشائي .
يستمع الدكتور رفيق جلال إلى القصة ، وإلى رغبتي في الإجهاض و التخلص من هذا الجنين البريء ، سأسقطه ليتحاشى نظرات المجتمع إليه ، سوف لن يولد لكي لا يسمع قولهم عني أني القحبة التي أنجبته من أبيها ، سيبتعد إلى وجه ربه بعيدا عن كل سؤال و حيرة .
اشار الطبيب أن عملية الإجهاض ستكون غالية و المقدرة بأربع ملايين ، عملية خطيرة كهذه ، علي أن أدفع ثمنها مهما كانت نتئجها ، ويحتمل أن النتيجة تكون وخيمة علي ، ولكن لا يهم علي أن اقوم بها ، ولكن ما الحل كيف أتدبر المبلغ و أتخلص من الفضيحة ؟
استدارت القابلة فوزية واشارت لي ألا اقلق ، وأن الله مفرج الأحوال ..
في اليوم التالي جاءتني مبكرة ، آمرة لي أن أستعد للعملية لأنها ستدفع حقوق إجراءها للطبيب رفيق جلال ، المهم أتخلص من الفضيحة و من أعين الناس ، ذهبنا إلى العيادة، و دفعت له حق الإجهاض ، ليفعل جريمتنا المشتركة في قتل جنين بريء لا ذنب به أخي و ابني معا .
أشار لي الطبيب بالإستلقاء على السرير ، ليجري لي عملية التخذير و البدء في العملية ، ابتسمت القابلة فوزية بعدما نظرت إليها و دموعي تسيل ، تقدمت نحو السرير ببضع خطوات و استدرت باكية صارخة : لا ، لا ، لن اقت هذا الجنين البريء .
راكضة نحو المجهول لا أدري أين سأذهب ؟ غير بيتنا هناك حيث الذل و الهوان ينتظرانني .









ف



















ستلا لم تتصل بعد .... أسبوع منذ غيابها، و منذ قرأت الرسالة على الفيس بوك، لا أدري لماذا ودعتني هكذا ؟ أحاول الإتصال ولكن هاتفها مغلق، أذهب للأوتيل و لقاعة الشاي، ابحث عنها بين سيارات الكلونديستان، ولكن لا جدوى من البحث، من هي صديقتها السورية سوزان، التي جاءت قصتها فجأة ؟ أبحث ولكن لا جدوى .. أدخل البيت، فأسمع صوت الزهرة وهي تغني "عبالي حبيبي" لاليسا، صوتها الجميل يبعث في راحة بعد تعب البحث، أدخل فأراها لابسة قميصا أبيضا وتنورة ملونا و شعرها الكحلي نازلا على كتفيها وهي تنظف الأرض بالماء و الصابون، مكملة شحونها مع الأغنية غير آبهة بمن دخل ولا تحس في ذلك شيئا، أنظر إلى نهداها البارزين و هي تلبس عليها سوتيانا وردي اللون، نهدان متدليان وهي تنظف الأرضية بماء الجافيل، وصوتها يغرقني في جماله، أما عن جسدها الممشوق و الممتلأ يزيد افتتان أثناء كل حركة تقوم بها، إذ بها تتفاجأ مذعورة مستديرة للخلف :
- بومدين ؟ متى جئت؟
ـ واه هذا أنا، ما عنديش خمس دقايق.
ـ أمك ما راهيش هنا
ـ وين راها ؟
ـ راهي في العيون، ومن بعد تجي.
ـ صحا
أدخل نحو الغرفة المظلمة، أريد اشعال الضوء ولكن في برهة أقرر ألا أفعل. أستلقي مباشرة، وأغمض عيني لأتخيل وجه ستلا والزهرة، وأنا أمارس عادتي السرية، فجأة يفتح الباب، حتما هي الزهرة، دخلت و لم تشعل الضوء حتى لا تزعجني، تتقدم من رفوف المكتبة و تضع يدها على كتاب، وتخرجه من مكانه بعد تردد، وفجأة أشعلت الفيوز الموضوع في منضدة أمامي للقراءة، تفاجأت و لبثت في مكانها :
-أعذرني أيقظتك من النوم.
ـ لا الزهرة، عادي جدا، ما تفعلين ؟
ـ كنت.. كنت
ـ ما ذا كنت ستفعلين؟تأخذين كتابا ؟سأساعدك على القراءة.
تقدمت لأرى عنوان الكتاب فإذ به " نواظر الأيك في معرفة النيك " للإمام الأسيوطي، حفظت مكانه دليل أنها قرأت منه مرارا.
ـ ابتسمت قائلا لها :
-أعجبك الكتاب؟
نظرت إليّ مندهشة ثم طأطأت رأسها محرجة من الكلام. تقدمت منها، ولمست يدي وجهها، وقدمت شفتي من شفتيها و قبلتها. حاولت التهرب ، لكني حاصرتها مع رفوف المكتبة لأكمل لثمها من الشفتين المنتفختين، و هي تزداد سخونة و لهثا، ثم قبضت على نهديها لأتحسسهما، وجعلتها تنام على السرير ليختلط الحابل بالنابل، و أزرع النطفة فيها بعد فض البكارة، فض شرف القبيلة: الخطئة.









يـ



















بعد مرور بضع أيام عن هروبي من عيادة الدكتور رفيق جلال :
مستلقية هنا في الصباح ، أفكر في مصيري الجنين البريء ، الذي لم يكن سهلا علي اجهاضه ، أفكر في الزواج من ياسين المتوحد سيكون خلاصي ، وسيكون أبا لهذا الجنين ، سأتحمل العنف و شتم المجتمع لي ، سأكون القحبة التي مارست الجنس وهي دون الثامنة عشر ، مارست الجنس مع المقرف والدها ، و انتقلت لممارسته مع ياسين المتوحد .
أسمع طرطقة الباب ..
حتما يكون هو وليس أختي سناء فإنها لن تخرج من عملها الآن ، افكر بالهروب عند أختي فتيحة ، على الأقل أحكي لها ما يريبني ربما تجد لي حلا لهذه المصيبة ، ولكن هي تستمتع بزواجها من التركي نجيب ، تعيش حبها سعيدة في المنزل الذي تسكنه ..
يصرخ مناديا علي :
حنان ، حنان
لا أرد
حنان يا واحد القحبة ردي عليا
لا أرد
يدخل بعدما حطم الباب ، و راح يصرخ بي : لماذا لا تردين ؟
وصفعني بقوته ..
أصرخ ، يا كلب ، يا كلب
يجرني من شعري ليضربني على الأرض ، ثم ينقض علي لينتزع مني ثيابي ن محاولا تقبيلي في مختلف أنحاء جسدي ، يمارس شهوته في للمرة الثانية ، يضرب بقوة مرة أخرى ، لا أدري ماذا يحدث آلام في أسفلي ، و ضرب مبرح ، يرتطم رأسي عى حافة السرير ، اشعر بدوران و أشعر بروحي تنقبض ن لا اشعر بشي بعد لحظات ، و تركني أحتضر على الأرض ...
حان وقت ساعتي ... ينادي علي مناد لا أعرفه .. كأنه الموت .



























ق


















دخلت إلى البيت بعدما صعدت إلى الطابق الخامس ، حيث يقع في الأخير من الجناح رقم 27 من عمارات بوزفيل و التي سلمتنا فيها البلدية بيتنا منذ سنوات ، متعبة من عملي في المشفى و أفكر في ايجاد حل لحال أختي المسكينة حنان ، فتحت الباب ، هتفت باسمها لم يرد علي أحد : حنان ، حنان ، وين راكي ؟
أستغرب أختي لا تخرج إلا لأمر ضروري ،وخاصة في مثل حالتها العصيبة و التي تعيشها منذ حادثة اغتصابها من الحيوان أبي : حنان، حنا .. ؟
الماء يخرج من الحمام ، ولكن ممتزج بنلون أحمر كلون الدم ، نظرت إلى تحت الباب مذهولة ، حينها فكرت في أختي حنان ...
ـ حنان ، حنان ؟
أدق على الباب بشدة ، افتحي حنان اسمعيني ، مابك ؟
حنان ، حنان ؟
أبكي بحرقة ، أجيبيني حنان ، آه يا ربي و علاش ؟
أصرخ بملأ قواي باسمها ، وأنا أرتعد خوفا عليها ، فيدخل جارنا قادة الذي يقابلنا : غير الخير اختي ؟ غير الخير ؟؟
حنان لا أدري ما بها ؟
يصرخ قادة بملئ قواه : حنان ، حنان ثم يضرب الباب عدة مرات ، حتى خلعه ، دخل و قال : لا حول ولا قوة إلا بالله
استغربت حينها ،سائلة : واش بيها حنان ؟
محاولة الدخول ، فمنعني من الباب ، أختي خليني من بعد .
ضربته بقوة ، حتى تراجع ، دخلت و إذ بي أرى أختي حنان عارية مستلقية على البينوار و كأنها تستحم ، سال الدم من رأسها ، هكذا وكأنها سقطت عليه .
صارخة : حنان ، حنان أختي ماتت ..
بعد يومين :
التحقيقات في قضية الإغتيال تستمر من شخصية إلى أخرى مقربة من حنان ، وكيف حدثت عملية الاغتيال ، و خاصة بعدما اتهمت سناء أبيها بأن له يدا في ذلك ، و تحقق الأمن الجنائي أن حنان اغتصبت مرتين ، في فترتين متباعدتين ، و شهد ياسر الصغير الذي عمره عشر سنوات أنه لما كان قادما من المدرسة ، صاعدا على السلالم ، صادف والد حنان في طريقه و هو يركض لاهثا ، وكأنه يهرب من شيء بتلك الرائحة المعتادة .

بحث الأمن الجنائي عن الأب الهارب من جريمة اغتيال ابنته بعد اغتصابها ، وقصة حملها منه ، هذا الأب الحيواني لم يظهر ، صدر فيه حكم غيابي بالمؤبد بتهمة الإغتصاب و القتل العمدي مع الإصرار و الترصد بعد ستة أشهر من الحادثة .
بعد مرور سنة :
و أنا أقرا جريدة وطنية ، لمحت صورة أبي الحيوان الذي اغتصب أختي ، وتحت الصورة كتب : تم العثور على جثة رجل يبلغ من العمر 58 سنة مرمية في حاوية قمامة تعرض لطعنات كثيرة بعدما فعل فيه فعلا مخلابالحياء وانتهك عرضه ، و حسب تصريحات الأمن الجنائي لولاية وهران ، فإن الرجل كان يتناول مواد مخدرة ، وبعد التحقيق اتضح أن الرجل المدعو ( ق.س) مطلوب لدى مجلس القضاء بوهران بتهمة اغتصاب ابنته و قتلها عمدا .
جلول
"ممارسة الحب لغة للحب، للشهوة و للغريزة التي نشبعها عند كل رغبة."
لن أكون فيلسوفا أكثر و أنظر للحب و للجسد، سأختصر ممارسة الحب شيء طبيعي للغريزة. و أنا أقبل الزهرة كعادتي و ألثمها و ألمس نهداها و أجعل ذئبي يخترق شذاها كسكين حاد، أتذكر ستلا التي غابت فجأة دون عذر أو سبب وجيه، لا أكاد ممارسة غريزتي الإنسانية والتي تكاد تكون وحشية حيوانية لدى كل رجل لممارسة الرغبة، لممارسة ما يأوله الناس حراما وناف لما هو شرعي و مشرّع، ما يراه الناس عصيانا لأمر الله من زنا، أراه حقا طبيعيا خلق في الإنسان بنفس نفخ الروح فيها.
الروح أيضا غريزة، واذا لم تكن حقا طبيعيا لما نظّر فيها الأئمة و رجال الدين، بكتب تراثية معروفة مثل "نواظر الأيك في معرفة النيك" للسيوطي و" الروض العاطر لنزهة الخاطر" للنفزاوي، و "الامتاع و المؤانسة" للتوحيدي، قرأت شعر أبي نواس الماجن و قرأت الروايات التي يمارس فيها الجنس بحرية، وهذا ما أفضى في شرعية الغريزة الطبيعية، وهذا على ما يبدو ما استخلصت إليه الزهرة بعد قراءة الكتاب، لهذا صارت خلال كل علاقة نقوم بها سرا على أمي التي هي إما نائمة أو خارج البيت، فتختار من رفوف المكتبة العناوين التي تعرفها تتدفق شهوة لأقرأ ما اقرأ عن الحب و الجنس، عرفت في الحب كما عرفت في القارئ الجيد، إلى أن اكتشفت الحقيقة أنها حبلى مني بوجهها الأصفر وشديدة الغثيان حيث كشفتها أمي أنها حبلى ولا تعرف مم ؟
المشهد الأول :
تدخل الزهرة باكية، لتقول أنا حبلى منك بومدين، تزوجني بومدين وإلا ذبحني أخي.

المشهد الثاني :
لا أتقبل الخبر لأتهمها -انها حبلى من شاب آخر حتما.
المشهد الثالث:
أمي تقع مغشية على الأرض لسماع الخبر.
المشهد الرابع :
في المشفى الباهي يحاول ضربي بعد سماع الخبر.
المشهد الخامس :
والد الزهرة يضربها.
المشهد السادس :
قرار باجماع عائلي تزويجها مني بعد خروج التحاليل
المشهد السابع :
إمام الحي يطلب عقد الزواج.
المشهد الثامن :
تقرير الطبيب الذي يطلب للعقد، أن الزهرة فقدت عذريتها وهي حبلى في الأسبوع الرابع.
المشهد التاسع :
تحقيق على مستوى القضاء.
المشهد العاشر :
تنازل بعد إقرار بالزواج المدني.
المشهد الحادي عشر :
بقاعة الشاي بعد ليلة بين أحضان عاهرة، أكمل الرتوشات الأخيرة من الرواية، بعد القهوة الرابعة و العاشرة و النصف صباحا، تمر ستلا علي مبتسمة، ترتعش يدي فجأة، تضرب فنجان القهوة ، لتتدفق على الأوراق المكتوبة من الرواية.



#رفيق_جلول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -سرّ البيت المفتوح-: دلالة الرمز الذي يكشف عن سرّ الإبداع قر ...
- تفاحة الأرض لم تسقط على رأس الراعي البدوي
- الشعر لغة الإنسان / مقدمة ديوان - لا أحيا إلا بعطر أنفاسك - ...
- نشيج الموت
- حب من عصر أفروديت
- المقدّس و المدنّس في النص الإبداعي السردي قراءة في رواية - ن ...
- بشبق المسك المغروس...
- فعل الإنسان في النص الشعري الجزائري المعاصر نماذج من نصوص - ...
- حكايات جدتي
- - ممنوع الدخول - للقاص محمد الكامل بن زيد التأويل في النص ال ...
- الهجرة من الراهن إلى تاريخ الموروث الشعبي من خلال رواية ” حل ...
- ميتافيزيقيا الماء في إحياء النص الشعري / ديوان * ترانيم الما ...
- اشكالية الصراع بين الشعر والرواية ... إلى أين ؟
- تونس
- إشكالية اللغة والفكر في رواية - لها سر النحلة - للدكتور أمين ...
- مفهوم الإنسان و العلاقة الإجتماعية في رواية - شهقة الفرس - ل ...
- الباحث والمترجم شرف الدين شكري في حوار خاص : نحن نعيش ميتا-ث ...
- فصل من إلياذة الجحيم:
- راقصة في شهوة البحر
- الحاجة عذرا بين بداوة الطوارق وتحضر المدينة في رواية نادي ال ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيق جلول - رواية أوتيل تركي