أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - الأقنعة الأمريكية














المزيد.....

الأقنعة الأمريكية


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4667 - 2014 / 12 / 20 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الفترة التي قاد فيها رونالد ريجان الولايات المتحدة تميزت الادارة الامريكية بإرهاب الدولة وباللصوصية الدولية وباوقح اشكال النهب! في تلك الفترة التي وصفها المحللون بانها وصمة عار في جبين السياسة الامريكية، اتخذت واشنطن من «السيطرة العالمية» طريقا للتصعيد المتهور لسباق التسلح، وتصعيد التوترات في مختلف العالم، خاصة العالم الثالث «والحقت هذه السياسة اضرارا هائلة ببلدان آسيا، وافريقيا وامريكا اللاتينية، التي كان اقتصادها وقتذاك يواجه نهباً منتظما من قبل الاحتكارات المتعددة الجنسيات! في تلك الفترة التي نصبت فيها الحكومة الامريكية الصواريخ في غرب اوربا، تحضيرا لحرب عالمية ثالثة، اجتاحت قواتها جرينادا، وقامت بالعدوان على لبنان، وهددت البشرية بالدمار من خلال عسكرة الفضاء الخارجي، اذ نشرت »القوات الضاربة« لاستخدامها ضد نيكاراجوا وكوبا والسلفادور، ودعمت الانظمة العنصرية في اسرائيل وجنوب افريقيا والطغاة والدكتاتوريات المعادية للشعوب. هكذا كتب «رؤول فالديز فيفو» قبل ثلاثة عقود في دراسات اشتراكية تحت عنوان »لا.. لارهاب الدولة« واليوم تؤكد السياسة الامريكية ولضمان الوصول الى مصالحها بان الاستقرار في العالم مرتبط بالديمقراطية وحقوق الانسان! ومن اجل ذلك راهنت على مشروع الشرق الاوسط ففشل فشلا ذريعاً، وقد بدا ذلك واضحا عندما دعمت الحركات الاصولية في ظل سياسة »الفوضى الخلاقة« التي يعتبر طابعها وبنيتها انعكاسا للجوهر العدواني للسياسة الخارجية الامريكية. خلال السنوات القليلة الماضية قدمت الدعم السخي للإسلام السياسي، ولقد اوضحت التجربة في مصر من خلال دعم الاخوان المسلمين المعادية للديمقراطية وحقوق الانسان، نموذجا يثير المخاوف من السياسة الامريكية المتعددة الاقنعة! ووفقا لهذه الرؤية، حرصت هذه السياسة على تكريس استراتيجية اقتصادية امنية عسكرية تهدف الى بسط منطق القوة وتجزئة الكيانات من خلال تقسيم الدولة الوطنية الى اجزاء! ويمكن تلمّس ذلك بوضوح في العراق وسوريا. وبفضل هذه السياسة تستبدل الادارة الامريكية بمهارة الجزرة والعصا، واحيانا تستخدمها معا، وهي تتجاهل بشكل مخز مصالح الشعوب وتنتهك حقوقهم، كما يحدث للشعب الفلسطيني. وتحت الشعار المنافق (الدفاع عن الحرية وحقوق الانسان) تتدخل بشكل فظ في شؤون بلدان اخرى! وقد استغل هذا التدخل الحركات الاسلامية المتطرفة، اذ اخذت ادارة اوباما تهتم بالصفقات السياسية، وما التقارب الامريكي ـ الايراني الا مثال على ذلك وباختصار، لقد كشفت السياسة الامريكية عن قدرة ملحوظة في التلون، واتخاذ المواقف المزدوجة، فهي مع الارهاب وضده، اي في الوقت الذي اولت فيه اهتماما كبيرا، بدعم القوى المتأسلمة في دول الربيع العربي، نراها اليوم تشن حربا ضد داعش! وليس بمستغرب ان الدوائر الحاكمة في واشنطن التي هي مع الارهاب وضد الارهاب في آن واحد، في اشد الحاجة لتنفيذ سياسة الاستنزاف والابتزاز وممارسة الضغوط على الدول التي اتخذت مواقف وتدابير مضادة للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط. وفي هذا السياق استخدم الامريكان ورقة داعش، لاثارة الانقسام الطائفي والمذهبي في المنطقة من جهة وهو ما يخدم »الفوضى الخلاقة"، وللوصول الى تسويات مع ايران ضمن اللعبة السياسية الجديدة من جهة أخرى، ولاستنزاف روسيا جراء دعمها لسوريا، وتدخلها في اوكرانيا من جهة ثالثة. والاهم من هذا كله استنزاف الدول الداعمة للتحالف الدولي ضد الارهاب، وخصوصا ان ادارة اباما بعد الازمة المالية تعاني من عجز كبير في النفقات المالية والبطالة! هذا الافق السياسي الامريكي، لا يمكن ان يخدم الحرية وحقوق الانسان، بقدر ما يخدم المصالح الامريكية، التي تبحث عن اسواق جديدة، تلبي مصالح الاحتكار الامريكية. وليس هناك ما يثير الرثاء أكثر من اولئك الذين صفقوا ـ ولا زالوا ـ للدور الامريكي لاعتباره المخرج الوحيد نحو التغيير والديمقراطية وحقوق الانسان! في حين لا ندري لماذا نسي أو تناسى هؤلاء ان سجل الادارة الامريكية - الشيطان الأكبر - حافل بالإرهاب والانتهاكات والعنصرية، وما قتل ما يكل براون على يد ضابط في فيرغسون، وقمع الاحتجاجات في أكثر من ولاية، وتورط الاستخبارات الامريكية (CIA) في قضايا التعذيب، ليس الا دليل ساطع على عداء الولايات المتحدة لحقوق الانسان، وهو ما يكشف زيف الاقنعة الامريكية!



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم العالمي لمكافحة الفساد
- عن الرقابة البرلمانية والشعبية
- البرلمان القادم!
- اختاروا الأكفأ
- قلبهم على عدن
- هل تتلاشى دول الخليج؟
- عبدالله خليفة.. مناضلاً ومفكراً مستنيراً
- ماذا بعد المقاطعة؟
- الثقافة العربية.. والمقدّس!
- صلاح عيسى.. وحوار حول اليسار
- تقرير التنمية البشرية العام 2014
- الأمن الغذائي!
- محاربة الإرهاب.. والإصلاحات الداخلية
- أبو العز الحريري
- التنوير في فكر العروي
- السودان.. وإعلان باريس!
- وزارة التربية والثقافة الوطنية
- بين التطرف والتحالف الأمريكي الإسرائيلي!
- الإمارات بوابة الاستثمارات الأجنبية
- السياسة الدينية والدول العلمانية


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - الأقنعة الأمريكية