الإمارات بوابة الاستثمارات الأجنبية

فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يشير تقرير صادر حديثاً عن المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات (ضمان) ان الامارات جاءت في المرتبة الاولى في المنطقة العربية كصاحبة اكبر نصيب من تدفقات الاستثمار الاجنبي المباشر في عام 2013.

وتقول نتائج هذا التقرير الذي نشرته «اخبار الساعة» الصادرة عن مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية وتم الاشارة اليه في جريدة الاتحاد الاماراتية في الشهر الماضي تحت عنوان «الامارات بوابة للاستثمارات الاجنبية»، لقد استقطبت الامارات ما مقداره 10.5 مليار دولار من تلك الاستثمارات في ذلك العام متفوقة بذلك باكثر من 1.2 مليار دولار مقارنة باقرب منافسيها وهي المملكة العربية السعودية التي استقطبت نحو 9.3 مليار دولار خلال العام نفسه.

ويضيف: ببلوغ تدفقات الاستثمار الاجنبي الى الامارات هذا المستوى خلال العام الماضي فهي تكون قد ارتفعت بنحو 9.4 في المئة مقارنة بمستواها في عام 2012 والذي بلغت فيه نحو 9.6 مليار دولار وفقاً لبيانات «وزارة الاقتصاد» الاماراتية، ويأتي هذا النمو كجزء من نمو طويل الاجل يمتد منذ عام 2009 حتى الان يقدر متوسطه السنوي اكثر من 29%. ان هذا التقدم الملحوظ وهذا الازدهار في مجال الاستثمارات الاجنبية يوضح مدى تحسن في مكانة الامارات كبوابة للاستثمار الاجنبي المباشر في المنطقة العربية خصوصاً ان النمو الذي تشهده تدفقات الاستثمار الاجنبي المباشر اليها يقابله تراجع في اجمالي التدفقات الواردة الى الدول العربية كلها اذ تشير المؤسسة (ضمان) في التقرير السنوي التاسع عشر لمناخ الاستثمار في الدول العربية الى ان تدفقات الاستثمارات الاجنبية المباشرة الى الدول العربية تراجعت خلال العام الماضي بنحو 9%، ولعل هذا ما يفسر استحواذ الامارات على اكثر من 21% من اجمالي التدفقات الواردة الى الدول العربية حالياً.

السؤال الذي نطرحه هنا هو: ما الذي جعل ان تتقدم الامارات في مجال الاستثمارات الأجنبية وغيره من المجالات الاقتصادية والسياحية؟

للإجابة على هذا السؤال يرى التقرير ان توافر ظروف الاستقرار السياسي والامني والاجتماعي الذي تتمتع بها الامارات في الوقت الحالي مقارنة بالعديد من الدول العربية تعتبر البيئة الملائمة لممارسة الأنشطة الاقتصادية على اختلاف انواعها والى جانب ذلك الزخم الذي تتمتع به الاسواق المحلية للدولة في ظل النمو السكاني المطرد والتحسن المستمر في المستوى المعيشي في الدولة، وكذلك هناك مظلة كفوءة من الاطر التشريعية والتنفيذية المنظمة للأنشطة الاقتصادية والاستثمارات في الامارات وفضلاً عن هذا وذاك هناك بنى تحتية وتكنولوجية ملائمة لممارسة جميع الأنشطة الاقتصادية من دون استثناء. وتمتزج هذه الظروف الايجابية معاً بسياسة تجارة خارجية اماراتية منفتحة على الاسواق الاقليمية والعالمية، وذلك في ظل حرص الامارات على ان تجعل من اقتصادها بوابة لعناصر الانتاج والسلع والمنتجات وحلقة وصل بين الاسواق الاقليمية والعالمية، فيما يضفي على سياستها التجارية الكثير من المرونة والكفاءة والشفافية وهو ما يستفيد منه المستثمرون الاجانب بشكل استثنائي بمعنى يوفر لهم الحركة دخولاً وخروجاً من الاسواق الاماراتية دون قيود مرهقة.

وأخيراً يقول التقرير: ان تقدم الامارات على سلم الترتيب الاقليمي والعالمي في المؤشرات المتعلقة بتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر وبمناخ الاعمال التنافسية وعزم الحكومة الاماراتية على مواصلة تطوير مناخها الاستثماري دون توقف، كل ذلك ليس إلا زاوية واحدة ضمن زوايا وجوانب عدة تنطوي عليها خطط التنمية والرؤى المستقبلية والاستراتيجية التي تتبناها الامارات والتي تتميز بالشمول والديناميكية والتجدد والتي تنعكس بدورها على خطط المؤسسات الحكومية والوحدات الاقتصادية العاملة في الدولة، بل وتجد لها صدى واسعاً في سلوكيات الافراد في المجتمع الاماراتي.

في مقالة سابقة قلنا أن البحرين تتمتع بمقومات مشجعة للاستثمارات وان مبادرة الحكومة بتسهيل تأشيرات الدخول من خلال تطوير بعض القوانين الجاذبة خطوة صحيحة، وفي مقابل ذلك قلنا ايضاً الفساد هو المعوق الاول للتنمية المستدامة ومعوق اول لتخفيض الفقر والاداء الحكومي الجيد! وكذلك قلنا اذا كان الاستقرار الامني احد الدوافع الضرورية لجذب الاستثمارات فان الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي يتطلب تشريعات غير مقيدة وفتاوى دينية غير متعصبة تعود بنا الى القرون الوسطى، لان القيود والفتاوى المتعصبة المتشددة ليست الاعوامل طاردة للاستثمارات!

#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل