أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - هل تتلاشى دول الخليج؟














المزيد.....

هل تتلاشى دول الخليج؟


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4627 - 2014 / 11 / 8 - 12:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال مهم وملح سيظل الجدل حوله مفتوحاً، ولاشك ان الكاتب طراد العمري، حينما طرح هذا السؤال في مقال له نشر في الحياة -الطبعة الدولية- في الاسبوع الماضي ربما الهدف منه ان يذكر دول الخليج بان تعيد النظر في سياستها الداخلية وان تسارع بحل ازماتها الداخلية فحلها هو اكبر الضمانات الحقيقية من اجل تقدم شعوبها ولا تنفصل هذه الحلول عن التأكيد على دور الدولة الوطنية الديمقراطية وان تلتزم بثبات بهذا النهج الحضاري لادارة الحياة. فهل يمكنها ان تقوم بذلك من دون اصلاحات داخلية؟.. وتؤكد تجارب البشرية انه كلما كانت الانجازات الاصلاحية كبيرة كلما حافظت على وحدتها الداخلية خاصة في ظل التدخلات الخارجية الايرانية والامريكية الداعمة للعنف والارهاب في الكثير من الدول العربية!
وتتضح اهمية هذا السؤال وان كنا نختلف مع الكاتب في بعض التفاصيل المعنية باهمية العلاقة الجدلية بين العوامل الداخلية والخارجية في عملية التغيير الا انه استطاع ان يحدد المشكلة وكيفية التغلب عليها.
في البداية لا يختلف اثنان ان ما يسمى «بالربيع العربي» أدى في معظم الدول العربية الى ضعف واضح في بناء الدولة ومؤسساتها ولا خلاف فيما يقوله ان دول الخليج ليست في مأمن من الخطر.
ومع الاعتراف بتعقيدات المشاكل الداخلية في هذه الدول فان عملية التغيير لصالح التقدم ليست مرتبطة بالعوامل والظروف الخارجية وانما ايضاً بالعوامل الداخلية.
وما الفشل الذي احاط بالدول المجاورة الا نتاج الاثنين، ولا نستبعد ان العوامل الداخلية قد تكون وفي ظروف معينة هي المحرك الجوهري او المسببات الفعلية وراء التغيير.
على ايه حال ما يجب ان نقف عنده هو رؤية الكاتب فيما اطلق عليه «بالتآكل السياسي» في دول الخليج وهي ظاهرة تقف وراءها مجموعة من العوامل تؤدي كما يستنتج الى ضعف الدولة ومن ثم فشلها وهو ما يؤدي أو يخلق تبعات كثيرة من بينها الفوضى والعنف والارهاب والحروب الاهلية والتقسيم والتجاذبات الطائفية.
ويعتقد ان دول الخليج ان لم تبادر عاجلاً بوضع الحلول في الخمس السنوات القادمة قبل ان تتلاشي بسبب ظاهرة التآكل السياسي الذي يصيب الدولة من الداخل وينتقص من كيانها بالاضافة الى «الاجهاد السياسي» بسبب العوامل الخارجية وعجز واضح بين حكم الدولة والتحكم فيها وهو ما يؤدي بالضرورة الى سقوطها وتلاشيها. ويستعرض هنا العراق اليمن والصومال وليبيا ولبنان كنماذج على ذلك.
ويتعرض الكاتب الى مسألة هامة وهي العوامل التي تؤدي الى هذا التآكل وهي سياسية، اقتصادية، ثقافية، اجتماعية وهي متشابهة بين دول الخليج لاسباب يحددها: أولاً في اطرها السياسية وثانياً تحكم بعوائل سياسية منذ نشوئها ويبرر ذلك وفق ما يراه بشرعية عميقة من المجتمع المحلي وثالثاً تعتمد دول الخليج على النفط ومشتقاته بنسب متفاوته، رابعاً اقتصاد دول الخليج ريعي وخامساً يشكل الدين في دول الخليج المكون الثقافي الاساسي للدولة والمجتمع وسادساً نظام قبلي وثقافة بدوية سائدة وسابعاً يشكل الشباب في الفئة العمرية بين 20 25 سنة الغالبية في المجتمعات الخليجية.
وعلى الصعيد السياسي يقول الكاتب «وعلي رغم الاستقرار والاستمرار للانظمة الحاكمة في الخليج الا ان ايا منها لم يبنِ نظاماً سياسياً يتناسب والدولة المدنية الحديثة، ما عدا محاولات خجولة، لم تستطع دول الخليج ان تخلق بدائل للدخل، وهو ما جعلها رهينة للنفط، لم تستطع دول الخليج السيطرة على الاصوات الدينية المتعالية في داخلها، أبقت دول الخليج على المنظومة القبلية، وتأصيل الثقافة البدوية، كما لم تقدم دول الخليج ادارة ناجحة للاجيال الجديدة، انسياق النخب الحاكمة في ركاب اهل المال والاعمال. كل ذلك ادى الى ان القيادة السياسية في الخليج تمسكت بالحكم، لكنها فقدت التحكم في المكونات الداخلية للدولة، وهو ما يقود الى التآكل السياسي» ويشير العمري الى ان بداية التآكل السياسي بدأ منذ عقد السبعينات اي مع بداية الطفرة الأولى في حين يرى انه ثمة عاملان آخران وهما العامل الديني، كرد فعل للانفتاح الاقتصادي والطفرة والوفرة والآخر العامل الاجتماعي، وبداية زيادة نسب المواليد وظهور جيل الشباب المختلف شكلاً وادراكاً وممارسة عن الاجيال السابقة. ويضيف: ومع ظهور العوامل الثلاثة الاقتصادي والديني والاجتماعي في عقد الثمانينات الا انه لم تستطع دول الخليج ان تحسن من ادارة تلك العوامل الداخلية. انشغلت دول الخليج بالخارج في ايران والعراق وافغانستان وطرد «الشيوعية» ومحاولة نشر العقيدة في دول الارض لكنها لم توجه ولو النزر اليسير للداخل لبناء منظومة سياسية تساعد على البقاء والاستمرار والصمود.
وفي آخر المقال يقول العمري: أخيراً، استفاقت دول الخليج علي تناقض وتضاد حاد في العوامل الداخلية، منبئة عن نفسها في «احداث 11 سبتمبر» واحداث ارهابية داخلية، ومزيد من التطرف الديني، وانفصام في مجتمعاتها الداخلية بين جيلين، وعلو صوت الديني على السياسي، وتزايد فاتورة النفقات والمصروفات، وتناقص في المداخيل، وبقاء تحديات التنمية الداخلية على حالها، بل أسوأ منها. وهنا ليس امام دول الخليج سوى استعادة دولهم بالالتفات الى الداخل قبل فوات الأوان.
ويتضح من ذلك انه مها كانت المخاطر الخارجية كبيرة فان التصدي لها ما لم يصاحبه اصلاحات داخلية تنحاز الى الديمقراطية والمواطنة المتساوية وتكريس الوحدة الوطنية فان تلك المخاطر ستظل تشكل استفزازاً وتهديداً خطيراً.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالله خليفة.. مناضلاً ومفكراً مستنيراً
- ماذا بعد المقاطعة؟
- الثقافة العربية.. والمقدّس!
- صلاح عيسى.. وحوار حول اليسار
- تقرير التنمية البشرية العام 2014
- الأمن الغذائي!
- محاربة الإرهاب.. والإصلاحات الداخلية
- أبو العز الحريري
- التنوير في فكر العروي
- السودان.. وإعلان باريس!
- وزارة التربية والثقافة الوطنية
- بين التطرف والتحالف الأمريكي الإسرائيلي!
- الإمارات بوابة الاستثمارات الأجنبية
- السياسة الدينية والدول العلمانية
- ارتفاع الدَّيْن العام
- الدولة المدنية
- الاستثمارات
- جورج حزبون
- تنازلات بالجملة
- تداعيات الأزمة السياسية


المزيد.....




- ترامب يعلن شن غارات جوية على 3 مواقع نووية في إيران
- إيكونوميست: لحظة انفجار الحقيقة لإيران وإسرائيل
- إسرائيل تقتل ظل نصر الله بإيران: تصفية رمزية أم بداية مرحلة؟ ...
- سر المهلة والقنبلة الخارقة.. لماذا أجل ترامب قرار ضرب إيران؟ ...
- ترامب عن مهلة الأسبوعين لإيران: الوقت وحده هو الذي سيخبرنا
- خبير عسكري: تحصينات ديمونة قديمة واستهدافه سيطول هذه المناطق ...
- عاجل| وسائل إعلام إيرانية: دوي انفجارات في شرق #طهران ومدينة ...
- ملك البحرين يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس المصري
- تعود للقرن الرابع قبل الميلاد.. اكتشاف بقايا -إيمت- المصرية ...
- إسرائيل تعلن إحباط هجوم إيراني على رعاياها في قبرص


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - هل تتلاشى دول الخليج؟