أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - التنوير في فكر العروي














المزيد.....

التنوير في فكر العروي


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4566 - 2014 / 9 / 6 - 14:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التنوير ــ كما يبيّنه ــ الباحث الاماراتي سالم النعيمي ليس بالضرورة تحرير العقل الديني من الاتكالية الروحية لتفسير كل شيء في الحياة وفق المنظومة الدينية وما يدور في فلكها وتحرير العقل من ذاته، والاعتماد على المنطق العقلي المعرفي والحرية بعيداً عن الوصاية. فمن دون وجود هندسة شق الإنسان لنفسه دروبا بها أنوار ذاتية، سيظل التنوير جزئياً، وسيظل العقل الانساني في كهوف التبعية والمرجعيات الموتورة لقشور المعرفة حتى يستطيع استخدام لغته الام للتعبير عن علوم العصر الحالي ضمن منهج كلي للحياة وليس نشاطاً تنويرياً وناشطين لحركة التنوير فقط للتعامل التنموي المستدام لما هو قادم. ان المشروع الفكري التنويري لا يتحقق فقط من خلال النظريات بل من الممارسة العقلانية الحديثة الداعمة لتطور الحياة والتحولات الديمقراطية لكسر طوق الاستبداد والظلم ومواجهة نظريات التخلف التي تربطها علاقة بتقديس الماضي وتغيب العقل. والمواجهة هنا تتطلب استخدام أسلحة التنوير المعرفية القائمة على مبادئ تتوخى الاعلاء من قيم الانسان والعقل والتاريخ. (الباحث كمال عبداللطيف، كتاب اسئلة الحداثة في الفكر العربي). وفيما يتعلق بمعارك التنوير في الفكر العربي المعاصر من الاهمية بمكان التطرق الى ما قاله عبداللطيف عبر رؤيته العقلانية النقدية حول تاريخانيه المفكر عبدالله العروي وهو مفكر وضعنا أمام جهد فكري متمتع بكثير من الاتساق.. جهد بانٍ لأطروحة محددة في نقد مظاهر التأخر التاريخي العربي، وفي رسم معالم خيارات فكرية تتوخى مواجهة عوامل الانحدار والتراجع المتواصلين في الحاضر العربي. ويعتبر الباحث عبداللطيف ان النزعة التاريخانية في فكر العروي تقوم على جملة من المقدمات أبرزها: صيرورة الحقيقة، ايجابية التاريخ، دور الانسان في تدبير مصيره، وحدة التاريخ البشري.. وانطلاقاً من هذه المقدمات الفلسفية العامة تبلورت الملامح الاساسية في مشروعه الى التغيير. فاذا كان اهتمام العروي منصباً وفق ــ ما يراه باحثنا ــ على اسئلة التاريخ واسئلة التقدم محاولاً نقد التصورات اللاتاريخية في النزعات الاصلاحية العربية ممثلة في التيارات السلفية والانتقائية، مؤكداً التعلم من دروس التاريخ الحديث والمعاصر، دروس الفكر التاريخي فان ما رسمه منذ بداية حياته الفكرية في مطلع سبعينيات القرن الماضي كان برنامجاً محدداً في الاصلاح الثقافي والاصلاح السياسي واصلاح الذهنيات والمؤسسات. ومن هنا كان العروي يدعو الى اتخاذ موقف واضح من المشكلات والمعضلات الثقافية والاجتماعية والسياسية ــ موقفا بعيداً عن الازدواجية بين تبنّي التنوير العقلاني نظرياً وبين الممارسات السياسية والاجتماعية التي تتقاطع في مرحلة يسود فيها الخطاب الديني الطائفي بالمرجعيات الدينية المتناقضة في موضوعاتها السياسية والثقافية والاجتماعية مع المعرفة التنويرية والوعي العلماني العقلاني وهو الامر الذي لا يؤسس لنموذج علماني لا يغفل اهمية الانفتاح وتحرير المرأة ومساواتها والديمقراطية وحقوق الانسان التي لا ترتبط بوصاية المرجعية ــ من تلك المعضلات، أولاً الفكر السلفي بمختلف منطلقاته، وثانياً الأقليات ومشكل الديمقراطية. الدولة الوطنية وسياستها في مجالي الاقتصاد والتعليم على وجه الخصوص. الوحدة العربية في إطارها التاريخي الواقعي. وعلى هذا الأساس اختار العروي في رؤيته النقدية مواجهة تيارات الفكر التقليدية المستندة الى مقدمات لاعلاقة بينها وبين منجزات ومكاسب الفكر الحديث والعلم الحديث والمجتمع الحديث، وهكذا حدد الاسس والمعالم لمشروع في الفكر يهدف الى تجاوز تركة الماضي المثقلة بقيود لا تساعد على فك مغلقات الحاضر العربي. واذا كان تجاوز هذه التركة اهم الخيارات والمرتكزات للعقلانية التنويرية عند العروي فان هذه الدعوة ــ حسب ما يراها عبداللطيف ــ لم يتردد فيها الى القطيعة مع العقل التراثي وآلياته في الفكر والعمل. فما دامت الحقيقة نسبية، وما دام التاريخ يتقدم، فانه ينبغي ان ينخرط العرب في عملية التمرس بقواعد العمل كما تبلورت في الأزمة الحديثة والمعاصرة، قواعد العقلانية لمواكبة لثورات المعرفة والتاريخ ابتداء من القرن السادس عشر والى يومنا هذا من دون أدنى تردد.






























































#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السودان.. وإعلان باريس!
- وزارة التربية والثقافة الوطنية
- بين التطرف والتحالف الأمريكي الإسرائيلي!
- الإمارات بوابة الاستثمارات الأجنبية
- السياسة الدينية والدول العلمانية
- ارتفاع الدَّيْن العام
- الدولة المدنية
- الاستثمارات
- جورج حزبون
- تنازلات بالجملة
- تداعيات الأزمة السياسية
- الإصلاح الإداري (2-2)
- الإصلاح الإداري «1 – 2»
- العرب والعالم نحو تواصل متكافئ ومنتج
- التحالفات السياسية!
- إيران.. أسلمة المجتمع أم النظام؟!
- أمن الخليج!
- امرأة في ضيافة القلب
- واخيراً سقط الاستجواب.. «برافو»!!
- الأصولية الدينية وأزمة الاختلاف والتعدد!


المزيد.....




- تحديث مباشر.. دخول الصراع يومه التاسع وترامب: إسرائيل لا يمك ...
- على وقع الضربات المتبادلة مع إسرائيل.. زلزال في شمال إيران
- -فتاح 2-: الصاروخ الإيراني الذي يصل إلى تل أبيب في أقل من 5 ...
- الدويري: المقاومة تعمل بعمق قوات الاحتلال وحرب إيران لا تؤثر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لخيام تؤوي نازحين غرب مدينة غزة ...
- شاهد.. أفضل ضربة قاضية هذا العام
- هل ستقبل إيران بما يطرح على طاولة الأوروبيين؟ وما موقف إسرائ ...
- ترامب يكشف سبب -صعوبة- مطالبة إسرائيل بوقف ضرباتها على إيران ...
- تظاهرة في ماليزيا دعماً لإيران وفلسطين ورفضاً للدعم الأميركي ...
- مظاهرات حاشدة في بغداد دعمًا لإيران ورفضًا للحرب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - التنوير في فكر العروي