أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - هل تحقق حرب النفط ماعجزت عن السياسة















المزيد.....

هل تحقق حرب النفط ماعجزت عن السياسة


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 4667 - 2014 / 12 / 20 - 02:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تحقق حرب النفط ماعجزت عن السياسة
بدرالدين حسن قربي
لم يعد خافياً أن حرباً عالمية نصف ساخنة تدور رحاها الآن في أسواق النفط والبورصات العالمية بين دول كبرى مسيطرة على السوق فيما بينها، يمكن أن تقود إلى أزمة اقتصادية كبرى لعدد من الدول إقليمياً وعالمياً، تكون بمثابة ارتدادات سياسية للتدخلات والتحالفات الإيرانية والروسية لما هو حاصل في سوريا وأوكرانيا تحديداً، وكأنه يراد للاقتصاد أن يحقق ماعجزت عنه السياسة لتليين مواقف داعمي الأسد ولجم طموحاتهم الإقليمية.
تتجة الأنظار إلى أن السعودية هي رأس الحربة فيما هو حاصل باعتبار قوتها وتأثيرها على السوق النفطي العالمي، واعتبار تعاطيها مع السوق بمثابة المؤامرة المتفق عليها مع الأمريكيين لأهداف سياسية عجزوا عن تحقيقها. فقبل أيام ذهب الرئيس روحاني مغاضباً بأن هبوط أسعار النفط العالمية ليس مسألة اقتصادية فحسب، بل هو ناجم عن مؤامرة وخطة سياسية لبعض دول المنطقة، ومثله قول نائبه إسحاق جهانكي-;-ري بأنها ليست قضية طبيعة ولا يمكن أن تكون ناتجة عن العرض والطلب مخاطباً دول المنطقة (الخليج) أن تُقلع عن مؤامراتها. وبمثل الإثنين قال بوتين: قد يكون هناك اتفاق بين السعودية وأمريكا لخفض أسعار النفط لمعاقبة إيران والإضرار بروسيا وفنزويلا، بل حتى الجزائر على لسان عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير، اتهمت السعودية بالمشاركة فيما سماها مؤامرة غربية لتركيع روسيا وفنزويلا ونيجيريا وإيران والجزائر من خلال تخفيض الأسعار بهدف تجويع شعوبها.
وإنما لو تركنا التصريحات إلى الأرقام فهي تشير إلى خطورة المعركة الدائرة أيضاً، فَقَدْ خسر برميل النفط نصف قيمته ابتداءً من حزيران/يونيو العام الحالي التي كانت 115 دولاراً وهو اليوم دون الستين، بل ومرشح لما دون الأربعين دولاراً. وهو هبوط انعكس على سعر صرف الروبل الروسي أمام الدولار واليورو فوصل أدنى مستوياته، حيث تجاوز سعر صرف الدولار مستوى 75 روبلًا بعد أن كان عند مستوى 34 روبلًا في بداية العام الحالي مما يمكن اعتباره مقدمة السقوط. أما على الصعيد الإيراني، فقد تضافر هبوط الأسعار مع إجراءات الحظر الاقتصادية مما يعني بالأرقام نقص في دخل الميزانية الإيرانية يقدّر بأكثر من خمسة مليارات شهرياً. وهي مُخْرَجات تعتبر بمثابة ضربة موجعة جداً للجميع بما فيها السعودية والتي هي أقلهم ألماً، بسبب ماتملكه من احتياطي هائلٍ من الدولار، المكشوف منه للإعلام هو 750 مليار، والذي يمكن أن تتحمل معه عدداً من السنين مع هذه الحرب، على خلاف الروس والإيرانيين الذين احتسبوا ميزانياتهم وصرفهم لسنوات قادمات على أساس سعر وسطي هو مئة دولار للبرميل.
يبدو أن حرب الأسعار النفطية ماضية ومرشحة لتطورات خطيرة، فهبوط الروبل إلى النصف خلال أسبوعين تقريباً ضربة فنية وأليمة للاقتصاد الروسي رغم كل محاولات المعالجة والإسعاف، وكذلك الخسارة الإيرانية الضخمة لملياراتٍ يمكن أن تضخها في دعم النظام السوري وبراميله وتدخلاتها في لبنان واليمن. وعليه، فهل يسكت الروس العنيدون أو يفكّرون بقلب الطاولة وما عليها لأنهم تحديداً أمام نتائج أحلاها شديد المرارة، ومثلهم نظام الملالي الذي يتهدد ويتوعد على الدوام من يسميهم المتآمرين على خط مقاومته وممانعته، أم هل يبلع الطرفان خسارتهم ومكابرتهم ويتفهمون تعديل مواقفهم، ويستفيدون من نصيحةٍ قالها غورباتشوف آخر رؤساء الاتحاد السوفيتي مخاطباً الرئيس بوتين: لا تركب رأسك، فإن هذا ماخرب حياتي، ومخاطباً حضور إطلاق كتابه: بعد الكرملين قبل أقل من شهر: إن بوتين أصيب بالمرض نفسه الذي أصابني في وقت سابق، وهو الثقة الزائدة بالنفس، إنه يعتقد أنه بمرتبة لايعلو عليها إلا الله وحده..!
يبدو أن لا أحد منهم يستمع، لا بوتين ولا غيره من حلفائه القامعين والديكتاتوريين من الملالي وغيرهم، لأن جميعهم يخوضون في مستقنع قتل السوريين وتشريدهم وتخريب ديارهم، مما لايمكن معه أن يخرجوا دون دفع الأثمان الباهظة لطموحاتٍ ظنوا أن تحقيقها يكون بدعم حليف لهم، قامعٍ ديكتاتوري مجرم، أوغل في الدم وتوحش في قتل شعبه وتشريده وتخريب دياره.
هل تحقق حرب النفط ماعجزت عن السياسة
بدرالدين حسن قربي
لم يعد خافياً أن حرباً عالمية نصف ساخنة تدور رحاها الآن في أسواق النفط والبورصات العالمية بين دول كبرى مسيطرة على السوق فيما بينها، يمكن أن تقود إلى أزمة اقتصادية كبرى لعدد من الدول إقليمياً وعالمياً، تكون بمثابة ارتدادات سياسية للتدخلات والتحالفات الإيرانية والروسية لما هو حاصل في سوريا وأوكرانيا تحديداً، وكأنه يراد للاقتصاد أن يحقق ماعجزت عنه السياسة لتليين مواقف داعمي الأسد ولجم طموحاتهم الإقليمية.
تتجة الأنظار إلى أن السعودية هي رأس الحربة فيما هو حاصل باعتبار قوتها وتأثيرها على السوق النفطي العالمي، واعتبار تعاطيها مع السوق بمثابة المؤامرة المتفق عليها مع الأمريكيين لأهداف سياسية عجزوا عن تحقيقها. فقبل أيام ذهب الرئيس روحاني مغاضباً بأن هبوط أسعار النفط العالمية ليس مسألة اقتصادية فحسب، بل هو ناجم عن مؤامرة وخطة سياسية لبعض دول المنطقة، ومثله قول نائبه إسحاق جهانكي-;-ري بأنها ليست قضية طبيعة ولا يمكن أن تكون ناتجة عن العرض والطلب مخاطباً دول المنطقة (الخليج) أن تُقلع عن مؤامراتها. وبمثل الإثنين قال بوتين: قد يكون هناك اتفاق بين السعودية وأمريكا لخفض أسعار النفط لمعاقبة إيران والإضرار بروسيا وفنزويلا، بل حتى الجزائر على لسان عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير، اتهمت السعودية بالمشاركة فيما سماها مؤامرة غربية لتركيع روسيا وفنزويلا ونيجيريا وإيران والجزائر من خلال تخفيض الأسعار بهدف تجويع شعوبها.
وإنما لو تركنا التصريحات إلى الأرقام فهي تشير إلى خطورة المعركة الدائرة أيضاً، فَقَدْ خسر برميل النفط نصف قيمته ابتداءً من حزيران/يونيو العام الحالي التي كانت 115 دولاراً وهو اليوم دون الستين، بل ومرشح لما دون الأربعين دولاراً. وهو هبوط انعكس على سعر صرف الروبل الروسي أمام الدولار واليورو فوصل أدنى مستوياته، حيث تجاوز سعر صرف الدولار مستوى 75 روبلًا بعد أن كان عند مستوى 34 روبلًا في بداية العام الحالي مما يمكن اعتباره مقدمة السقوط. أما على الصعيد الإيراني، فقد تضافر هبوط الأسعار مع إجراءات الحظر الاقتصادية مما يعني بالأرقام نقص في دخل الميزانية الإيرانية يقدّر بأكثر من خمسة مليارات شهرياً. وهي مُخْرَجات تعتبر بمثابة ضربة موجعة جداً للجميع بما فيها السعودية والتي هي أقلهم ألماً، بسبب ماتملكه من احتياطي هائلٍ من الدولار، المكشوف منه للإعلام هو 750 مليار، والذي يمكن أن تتحمل معه عدداً من السنين مع هذه الحرب، على خلاف الروس والإيرانيين الذين احتسبوا ميزانياتهم وصرفهم لسنوات قادمات على أساس سعر وسطي هو مئة دولار للبرميل.
يبدو أن حرب الأسعار النفطية ماضية ومرشحة لتطورات خطيرة، فهبوط الروبل إلى النصف خلال أسبوعين تقريباً ضربة فنية وأليمة للاقتصاد الروسي رغم كل محاولات المعالجة والإسعاف، وكذلك الخسارة الإيرانية الضخمة لملياراتٍ يمكن أن تضخها في دعم النظام السوري وبراميله وتدخلاتها في لبنان واليمن. وعليه، فهل يسكت الروس العنيدون أو يفكّرون بقلب الطاولة وما عليها لأنهم تحديداً أمام نتائج أحلاها شديد المرارة، ومثلهم نظام الملالي الذي يتهدد ويتوعد على الدوام من يسميهم المتآمرين على خط مقاومته وممانعته، أم هل يبلع الطرفان خسارتهم ومكابرتهم ويتفهمون تعديل مواقفهم، ويستفيدون من نصيحةٍ قالها غورباتشوف آخر رؤساء الاتحاد السوفيتي مخاطباً الرئيس بوتين: لا تركب رأسك، فإن هذا ماخرب حياتي، ومخاطباً حضور إطلاق كتابه: بعد الكرملين قبل أقل من شهر: إن بوتين أصيب بالمرض نفسه الذي أصابني في وقت سابق، وهو الثقة الزائدة بالنفس، إنه يعتقد أنه بمرتبة لايعلو عليها إلا الله وحده..!
يبدو أن لا أحد منهم يستمع، لا بوتين ولا غيره من حلفائه القامعين والديكتاتوريين من الملالي وغيرهم، لأن جميعهم يخوضون في مستقنع قتل السوريين وتشريدهم وتخريب ديارهم، مما لايمكن معه أن يخرجوا دون دفع الأثمان الباهظة لطموحاتٍ ظنوا أن تحقيقها يكون بدعم حليف لهم، قامعٍ ديكتاتوري مجرم، أوغل في الدم وتوحش في قتل شعبه وتشريده وتخريب دياره.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال متكرر عن الثورة السورية وثائريها
- قتل المدنيين السوريين وسواء الجريمة
- الأعراس الديمقراطية في سوريا
- النظام الأسدي ومحاربة الإرهاب
- حين تتكلم الأرقام، ويكون لها دلالات.
- كتائب عبدالله عزّام والمخابرات الإيرانية 2/2
- كتائب عبدالله عزّام والمخابرات الإيرانية 1/2
- أيامٌ سوريةٌ فيها حدث
- وهم التفسير (الثوري) في بلاد الربيع العربي
- الذكرى الأربعون لحرب تشرين التحريرية
- إرهاب النظام الكيماوي في شهر آب تحديداً..
- بشار الأسد (بدّو هيك)
- سؤال شبيحة الإجرام السوري المتكرر..!!
- سقوط حزب الله من أعين السوريين.
- توضيح ملكي عن قناة الميادين وجهاد المناكحة
- بعض نماذج الإفك في النظام السوري
- كذب الإعلام السوري وحلفائه/ جهاد المناكحة نموذجاً
- لكل ظالم يوم ولكل مجرم حكاية
- السفر بَرْلك السوري الجديد
- محنة أبي العلاء المعري وشبيحة الإعلام


المزيد.....




- الحكومة المصرية تعطي الضوء الأخضر للتصالح في مخالفات البناء. ...
- الداخلية المصرية تصدر بيانا بشأن مقتل رجل أعمال كندي الجنسية ...
- -نتنياهو يعرف أن بقاء حماس يعني هزيمته-
- غروسي يطالب إيران باتخاذ -إجراءات ملموسة- لتسريع المفاوضات ح ...
- تشييع جثمان جندي إسرائيلي قُتل في هجوم بطائرة مسيرة تابعة لح ...
- أمام المحكمة - ممثلة إباحية سابقة تصف -اللقاء- الجنسي مع ترا ...
- واشنطن تستعيد أمريكيين وغربيين من مراكز احتجاز -داعش- بسوريا ...
- واشنطن لا ترى سببا لتغيير جاهزية قواتها النووية بسبب التدريب ...
- بايدن: لا مكان لمعاداة السامية وخطاب الكراهية في الولايات ال ...
- مصادر لـRT: الداخلية المصرية شكلت فريقا أمنيا لفحص ملابسات م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - هل تحقق حرب النفط ماعجزت عن السياسة