أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - روسيا بعيدا عن تأييدها للأسد














المزيد.....

روسيا بعيدا عن تأييدها للأسد


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4660 - 2014 / 12 / 12 - 13:02
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


منذ سيطرة القطب الاوحد على العالم و لم تمر سنة الا و نقع في مآزق و حروب و قتل و سحق و ظلم و تخريب و تعدي و خرق للنظام و التدخل غير المبرر و فرض اوامر جديدة صادرة من البيت الابيض على كافة بقاع العالم .
لا يمكن ان نتصور ان تصبح اوربا مجموعة مستقلة واقفة على ارجلها سياسيا و تمنع الخروقات السياسية الامريكية و ما تقدم عليه امريكا في السياسة العالمية باسم الدبلوماسية، لاسباب و عوامل سياسية و اقتصادية كثيرة . و اننا لا نتصور ان تصبح امريكا لحالها دولة عادلة تحاسب لمصالح الاخرين كما تفعل لنفسها، او تقف غير معتدية على مصالح الاخرين من اجل مصلحتها الخاصة، لانها نظام راسمالي لم يحمل في طياته غير التعدي من اجل الذات، و هذا هو فحوى النظام الراسمالي اينما كان، و به ستزداد الهوة الكبيرة بين الفقراء و الاثرياء كما يدلنا على ذلك اركان هذا النظام و اهدافه و الفلسفة المعتمدة اصلا من النظام الراسمالي بشكل عام .
هل من الممكن ان نتصور دولة اخرى منافسة و على قدر التنافس الممكن الاعتماد عليها لوضع حد لتجاوزات امريكا في العالم كله باسماء و ادعاءات و حجج واهية في كل ما تقوم به . اننا في واقع نعلم انه لم يحصل العالم الا على الخراب الاكبر و التعاسة من على ايديها و هي تدعي مفاهيم انسانية براقة لتمرير مآربها . و يصدقها الكثير و من ضمنهم من يدعون الانسانية فكرا و فلسفة و عقيدة للاسف .
بما انه هناك وحش هائج يفعل ما يفيده و لم يجد من يصده لحد اليوم، لابد من بروز قوة تضع له حده للابقاء على الوضع الطبيعي وفي ظل الوضع القائم و هناك من الضرورة التي تفرض وجود الاختلافات بين الجهات وما يتطلب من الجهد اللازم لنيل ولو نسبة ضئيلة من العدالة الاجتماعية .
انطلاقا من تاييدهم او معارضتهم لتاييد و دعم روسيا لسوريا نجد العديد من المفكرين و الكتاب و متابعي السياسة الروسية وهم ينطلقون من عاطفتهم و انحيازهم للشعب السوري و مقاومته و ايمانهم بانه يستحق الخير، ينتقدون روسيا و سياساتها في المنطقة، لا بل ينعتونها بابشع الصفات، كما هو حالنا نحن الشرقيين في الكتابة كما في الحياة نكون عاطفيين و ننحاز لما نحب مهما التزمنا انفسنا بالحياد الواجب اتخاذه في الكتابات و المواقف الرصينة .
قرات كثيرا عن حال روسيا من الكتاب العرب، و منهم ميالون لسياسة روسيا لقربهم من النظام السوري تايدا للعلمانية التي تدعيها و ليس حبا للاسد، و اخرون يقفون ضدها لكونهم مع المعارضة قلبا و قالبا و بعيدا عن قراءة النتائج و ما آلت اليه الثورات الاخرى و انعكاساتها على الثورة السورية و ما تصل اليه . فوصلت الحال الى من يحسبون على اليساريين و يؤيدون امريكا نظاما و عملا و يقفون ضد روسيا و ممارساتها من هذا المنطلق الضيق فقط . و هذا ما حدا باحدهم ان يكتب عن وضع روسيا الاجتماعي من خلفيته الاجتماعية و يتكلم عن الاعراض و الشرف و ما الى ذلك من المفاهيم الشرقية التي ليس لها قيمة يُذكر في طبيعة تلك المجتمعات .
فان انتقدت روسيا اقتصاديا او ثقافيا او سياسيا يمكن ان نعتبره يدخل في خانة يمكن ان نجد لها الربط في قراءة سياساتها حيال المنطقة، و لكن التحيزالكامل و الابتعاد عن الموضوعية يؤدي بنا ان ندخل من باب القيم التافهة المسيطرة على عقلياتنا في امور السياسة، فهذه هي التفاهة بذاتها .
اننا نحتاج لقوة منافسة للغول الذي يفعل بالعالم ما يشاء و لا لوم على الغريق عند تعلقه بقشة، فان لم نجد لابد ان نوجد من يمكن ان يحل محل المطلوب . اليوم و نحن لم نجد في الافق غير روسيا و بامكاناتها المتواضعة في الوقوف ضد الوحش لوقف زحفه و منع التهامه لمن يعترضه، و من هنا لم نجد من يفعل هذا نتيجة لتبعية الكثيرين للوحش القاتل و خوفهم الكبير على مصالحهم و موقعهم قبل مصالح شعوبهم .
رغم الخطط و الحيل السياسية و الاقتصادية المفتعلة من قبل امريكا و من يلف لفها لوقف بروزروسيا مرة اخرى على ارجلها، و تحاول بكل ما تملك من منعها من المنافسة الا ان القيادة الروسية تحاول بكل امكانياتها ان تعيد امجادها على الاقل في هذا الجانب و ان لم تكن تلك المحاولات من اجل الانسانية اساسا كما يقول المعارضون و المنتقدون لها .
فلنا ان نختار اذا، اما الرضوخ للامر الواقع و القبول بالذل و الهوان الدائم من امريكا او المساعدة في ايجاد المنافس المحتمل لمنع التطاول الاكثر من قبل القطب الاوحد . و على الجميع تقدير ما تتخذه روسيا من المواقف ازاء ما يحصل في الشرق الاوسط و الموقف الصارم من قضية سوريا لانها البقعة الاخيرة التي يمكن ان تبقي على روسيا حية في استراتيجيتها الدبلوماسية في المنطقة، و انها يمكن ان تفعل ما لصالح الشعب السوري ان تاكدت من نيات امركيا و افعالها و سياساتها في المنطقة . الجميع يعلم بان النظام السوري دكتاتوري لا يستحق البقاء، و ليس هناك احد ضد الديموقراطية و حرية الشعب السوري، و لكن ما يمكن ان يحل محله ان كان اخطر، اليس من حق الشعب ان يفعل ما لصالحه . في هذا الوضع و ما فيه المنطقة، ان سقوط النظام السوري اما سيؤدي الى سيطرة التطرف بشكل كامل و يخرج المعتدلون من القضية فاضي الوفاق او يحل محل النظام السوري نظاما تابعا الى الغرب مشتتا و لا تكون حال الشعب احسن من الشعب العراقي . و عليه ما تتجه اليه روسيا من التغيير السلمي السلس و التدريجي التوافقي خير طريقة لسوريا و المنطقة باكملها، و الفرصة الاخيرة لايجاد متنافس يمنع تطاول القطب الاوحد او على الاقل يدعها ان تخشى في امتداداتها .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين اتفاقية حركة التغيير و الاتحاد الوطني الكوردستاني من الد ...
- حول الطبقات الاجتماعية و تخلخل المجتمع العراقي
- ما اشبه اليوم بالبارحة
- كيف يتعامل العبادي مع الحال
- كيف كان ماقبل السقوط و كيف اصبح مابعده
- ستضمحل الشعائر الدينية تلقائيا مع التغيير المنشود
- ليس تقاربا و انما توظيفا امريكيا للكورد
- اذا فشل العبادي سيحتاج العراق الى ثورة
- هل كل مؤمن ارهابي حقا ؟
- مثقفو ابواب السلطة الى اين ؟
- بالشفافية و كشفه للفساد سيدعمه الشعب
- هل سيكون دور المالكي في العراق كنصرالله في لبنان ؟
- هل ينجح العبادي في تنفيذ مهامه ؟
- من يصعٌب مهمة الحكومة العراقية الجديدة ؟
- توظيف امريكا للكورد بعد الاسلام
- هل نصل الى مجتمع صحي بعد التغييرات المتتالية ؟
- ماهكذا تورد يا السيد معصوم الابل
- انسانية الكورد فوق كل شيء
- هل يمكن لروسيا ان تلعب دورا اكبر في اقليم كوردستان ؟
- امريكا تعيد سياسة بريطانيا السابقة في العراق


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - روسيا بعيدا عن تأييدها للأسد