أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - هل يمكن بشكل واقعي الانتصار على الإخوان.. وكيف؟ (دراسة)















المزيد.....

هل يمكن بشكل واقعي الانتصار على الإخوان.. وكيف؟ (دراسة)


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 4651 - 2014 / 12 / 3 - 08:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مدخل:

تتكاثر النصائح، وتتعدد، كلما ثقل الحمل والتبس الأمر، وتعقّد. ولا جدال أن الوضع الحالي خطير، ويحتاج إلي تضافر عدة جهود بهدف الخروج منه. خروجٌ يقطع حبال العودة إلي الماضي الذي رفضته الجماهير وثارت عليه، ولن يكون هذا إلا بمعارضة النظام الحالي لما ثار عليه المصريون معارضة جذرية، لا تعرف للتقاطع محلًا، ولا تمنح للتلاقي والاجتماع فرصة، وتفرض أن تكون إجابة الشق الأول من السؤال المطروح كعنوان، هي نعم، ولا شيء آخر مراوغ، وكم من أفكار تبنتها جماعات بشرية فترات من الزمن ثم لفظتها التجربة الإنسانية، وانتصرت عليها، فتوارت، واندثرت، وظلت حبيسة كتب التاريخ تُعرض كفكر خارج عن الإطار الصحيح، يُحصّن الناس منه، لذا لن نطيل الوقت في الحديث عن إمكانية الانتصار، بقدر ما سنعتني بالكيفية، والتي تبدأ بإدراك أن المعارضة المقصودة هنا ليست مع أعضاء الإخوان وأشياعهم بقدر ما هي مع مناهجهم وآرائهم وسلوكياتهم. ومن هذا الأساس نقدم هذه الدراسة.

البداية:

في حالة اعتبرنا النظام الحاكم مخلص في إرادته الانتصار على جماعة الإخوان ومجموعة النشطاء خريجي منظمات المجتمع المدني الممولة، والذين يسببون له -بحسب ما يبدو - ضيقًا من خلال نشاطهم عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال اتصالاتهم بوسائل إعلامية ومنظمات دولية أو من خلال فعالياتهم بالشارع والتي تعطي غطاءًا لعمل جماعات مخربة.. فعليه أن يضع نصب عينيه مسألة عزل الجماهير والقوى الشبابية على وجه التعيين، عن دائرة تأثيرهم، وتحجيم دعواتهم، وتفنيدها، وهذا لن يتم بالجبر، وإنما عبر خطوات وإجراءات عدة، نعرض منها الآتي:

1- على النظام الحالي بقيادة عبدالفتاح السيسي أن يفرز مواقفه، ويخلق حالة من التمايز تتبينها على وجه اليقين عين المتابع سواء كان، فرد عادي أو محلل سياسي، بين ما يتبناه من سياسات وأفكار وبين ما تتبناه الجماعات اليمنية بشقيها الإسلاموي والليبرالي، وبمعنى آخر أن يدخل في خصومة مباشرة مع مشروعاتهم وآلياتهم للعمل والتخطيط سواء على الصعيد الدولي أو الإقليمي، فالقوى الشعبية لم تُسقط قادة جماعة الإخوان، ولم تخاصم نشطاء التمويل الأجنبي، لثقل ظلهم أو اغترابهم عن الطبيعة المصرية والعربية، فقط، وإنما لأنها اُعتبرتهم رأس حربة مشروع غربي يسعى لتقسيم الوطن، وتفتيته، وتقويض أركان الدولة، واستغلال حالات القصور والفساد المستشرية بها – أي الدولة – لإسقاطها. وعلى هذا تعتبر أي محاولة للنظام لإعادة إنتاج سياسات أنظمة سابقة سادت في الأربعين عامًا الماضية تستهدف الرضاء الغربي، وتنافس معارضيها على مودة رجالات البيت الأبيض، عين العبث، فهي تعزل الجماهير عنه، وتهب لخصومه نقاطًا مجانية وأوراقٌا يمكن الاعتماد عليها للتشنيع به، والأولى بالنظام على أيه حال أن يصلح ما لديه من آفات اشتهر بها خصومه قبل أن يطمح لمساندة الجماهير له في معركته.
( حارب عدوك فيك .. يكن النصر من حظك )
كما أنه من المعلوم يقينًا أنه لا يمكن لأحد هزيمة عدوه بسلاحه، ولا جدال في أن أمهر من استخدم سلاح الاستقواء بالخارج كان اليمين العربي، بشقيه الإسلاموي والليبرالي - رغم ما في وصف اليمين من قصور لكنه الأنسب على العموم للتعبير-، كذلك من الضرروي أن يدرك النظام الحاكم أن الغرب لن يتردد في دعم معارضيه، مهما قدّم من فروض الولاء، لأنه ببساطه لن يتخلّى عن ورقة هامة تلعب دورًا في تجميل شكل سياساته الخارجية، حيث تصبغها بالصبغة الليبرالية الداعمة للمعارضين والحريات، كما أنه - أي الغرب - يحتفظ بمعارضة قوية مدعومة في كل بلد يحكمها حليفٌ له، إما كاحتياطي في حالة سقوط الحليف، وإما للضغط عليه ليضمن ولاءه، وفي "حسني مبارك" وسلفه "أنور السادات" لمن أراد، عبرة!.

2- من الضرروي أن يدرك القائمون على الحكم أن السبب الرئيسي وراء توغل جماعة الإخوان وأنصارها في الجامعات، كمثال حاضر تشهد الأحداث عليه، هو الدعم اللامحدود الذي تلقته من النظام السياسي في بداية السبعينات، حيث تم استخدام أتباعها كورقة للضغط على قوى المعارضة الناصرية واليسارية، ثم استخدامهم في تحقيق خدمات للبيت الأبيض مثلما حدث في حرب الأفغانية الروسية أواخر عصر السادات؛ ونستنتج من هذا أن الدور النظامي الحكومي لا بديل عنه، وكما كان سببًا مباشرًا في ترويج الفكر في وقت سابق لا بد أن يكون له دور في هزيمته اليوم، وافتراض أن التطورات من ذاتها ستنحّي الفكر جانبًا، هو محض خيال، وتشهد عليه الأحوال بعد مرور نحو عام ونصف على أحداث 30 يونيو 2013، ولأن التجربة تقول أن الفكر لا يدحضه إلا الفكر، كما أن الحديد لا يفلّه إلا الحديد، فلا بد من تيار فكري وثقافي وديني يواجه الإخوان، ويوضح زيف منهجهم وضلاله. الأزمة التي تبرز عند الإشارة إلي هذا الأمر هو أننا لا نعتقد بقبول أي تيار سياسي أو فكري أو دنيي لعب دور "سنّيد السلطة" مثلما قبلت جماعة الإخوان والحركات الوهابية من أوائل السبعينات وحتى نهايات عصر مبارك، وبالتالي فأي محاولة خادعة من قبل النظام لدعم تيار مخاصم للإخوان تاريخيًا وجذريًا، كالناصري في مجال السياسية أو الصوفي في المسائل التعبدية الدينية، إن جاز الفصل والتمييز بين التعبدي وهو الأصل الأعمّ من حيث بناء الفرد وجوهره وبين السياسي المتعلق بالمعاملات وهو رافد لهذا الأصل، ستبوء بالفشل، فإما أن يكون القادة الحاليون مؤمنين -عن حق- بالفكر الذي سيدعموه متواصلين - بصدق وإخلاص- مع من يمثلونه، وإلّا فليبحثوا عما يروه صالحًا - من وجهة نظرهم- لمواجهة الإخوان فيعرضوه ويساندوه ويدعموه داخل الجامعات والمساجد والمدارس وإلخ. أما في حالة تمادي النظام على نهجه الارتجالي، مع عدم وجود ملامح مميزة لخطواته وأفكاره، يمكن البناء عليها لمواجهة خصومة، مراهنًا - وفقط - على أن الرغبة في الاستقرار وشوق الجماهير للاحساس بالأمن بعد أربع سنوات من القلق سترجح كفته، فيجدر أن ننبه إلي أن "مبارك" كان أمهر في استخدام ذات اللعبة، وكانت القوى الغربية في صفه، بالنسبة، وفشل، وانهار نظامه في ظرف أسبوعين، بعد هبة شعبية لم يكن يتخيلها أتباعه في أسوأ كوابيسهم!.

3- لا مفر من معرفة أن السياسة، ليست كما يُريد البعض أن يصورها ككهف منعزل لا نوافذ له تجري فيه الأمور بمعزل عن الأحوال المجتمعية ككل، إنما هي بمسائلها ومشكلاتها وتشعباتها تتقاطع وتتماس مع سائر الأحوال الاقتصاية والثقافية والحضارية، وأن أي أمر مرفوض يطفو على سطح الحياة السياسية، مرتبط ارتباط وثيق بالحالة العامة للمجتمع. لذلك فلا بد أن يمتلك النظام برنامج عام، وخطة واضحة المعالم، لإصلاح المجتمع من الشوائب والانحرافات الحضارية التي التصقت به واستشرت في جنباته مع المد الوهابي في السبعنييات، وذلك لن يصير إلّا بإتاحة المجال والساحة أمام شيوخ ربانيين لديهم فهم صحيح لدين الله يُعيد له بهاءه وجلاله وروحانيته، مع دعم تيار تنويري مرتبط بالواقع المصري ليس بمغترب عنه أو متخاصم مع أصوله ومعتقداته، أما عن الأحوال الاقتصادية، فحسنًا يفعل النظام حين يصارح العامة بالمأزق الاقتصادي الذي يمر به الوطن، وحسنًا يفعل إن زاد في خطابه لهم بهذه اللغة، وأن يشركهم معه في المسئولية، بل ويتهم سلوكياتهم في بعض الأحيان بأنها أسباب مباشرة في الفشل، لكن سيئاته تتجلى في إيمانه بأن حلول الأزمات الاقتصادية يمكن أن تتم دون إصلاحات اقتصادية جذرية مباشرة، تتسم بالجرأة والحسم، نضع في مقدمتها ضرورة عودة القطاع العام، ليلعب دورًا في دعم قطار التنمية، مع مراقبة أنشطة القطاع الخاص، وتعزيز دور القطاع التعاوني، والحديث في الإصلاح الاقتصادي يطول، ولو تابعنا الكلام فيه لجاوزنا الحد، ولكن من الضرروري الانتباه إليه، لتحقيق آمال المواطنين وطموحاتهم، ومن ثم سد الذرائع، وتحصين الجبهة الشعبية الداخلية ضد أي محاولة للاختراق.

4- المعارضة لها الغلبة دائمًا في الشارع، وكفتها دائمًا راجحة (قانون ليس محل شك، كقوانين الطبيعة)، وإن أدرت دليلًا فيكفي أن تجيب على هذين السؤالين: أين كان أنصار مبارك في الفترة ما بين 28 يناير حتى 11 فبراير 2011، ولماذا لم تمتليء الميادين بالـ4 مليون أعضاء الحزب الوطني المنحل أو قل الـ 5,5 مليون الذين انتخبوا الفريق أحمد شفيق فيما بعد، وأين كان أنصار الإخوان في الأيام التي سبقت أو تلت 30 يونيو 2013، أو في مختلف الدعوات التي سبقت هذا التاريخ؟!. نعم، ينزل أنصار النظام ليواجهوا معارضيه مثلما جرى في موقعة الجمل "أنصار مبارك"، أو عند قصر الاتحادية "أنصار مرسي"، لكن ثق أنهم يحتشدون بنصف قوتهم أو ثلثها أو أقل، لذا فاستبعد مسألة أن ينزل أنصار النظام الحالي ليحتلوا الشوارع والميادين ويتصدوا لمعارضيه، ربما يبكوه إن سقط، ويتظاهرون مناصرة له إن حوكم، لكن تجمعهم وقت الخطر محدود، ولو حدث فسيكون بشكل جزئي، وفي الغالب تنتصر حشود المعارضة، وتتحول المواجهة من أساسها لسبّة وعار توظفها النخب المعارضة لصالحها كما جرى في "موقعة الجمل" و"أحداث الاتحادية". وحل هذه المعضلة يتثمل في أن يتحول نظام ذاته إلي معارضة، ويرفع شعاراته ويخوض معركته، وأمامه معركتان الأولى ثقافية، ودينية، وفكرية بمعنى واسع وجاد – بالمناسبة لا توجد حتى اللحظة أي بوادر على المعركة المقصودة والحل الأمني، رغم أهميته، هو الوحيد المطروح حاليًا-، والثانية، ضد إدارة البيت الأبيض باعتباره سبب مباشر في معاناة المصريين وتدهور أحوالهم في الأربعين عامًا الماضية، وهذا يشمل معركة اقتصادية، بطبيعة الحال. وكون النظام يخوض معركة في مواجهة عدو، أمر كافي لحشد الناس في جبهته، خاصة لو كان خصمه عدو خارجي قوي ومهيمن، يتسابق الناس عند الخصومة باتهام بعضهم بالعمالة له، وهذا يعكس مدى رفضهم له، وإدراكهم للآثار السلبية لسياساته، وهنا نشير إلي أن المقصود في بالخصومة مع القوى الغربية هي الخصومة مع السياسة العدوانية الطامعة في أوطاننا، ولا نعني سلوكًا معاديًا مع الشعوب الغربية أو مع التجربة الحضارية الإنسانية لا على وجه العموم أو الخصوص.

تبدو مسألة أن يتحول النظام ذاته إلي معارضة بالمعنى المطلق، أمر غامض بعض الشيء لكن الأمثلة توضح ما نقصده، فخذ مثلًا "هوجو شافيز" الزعيم الكوبي الراحل، فقد عاش ومات في ثوب المعارض رغم أنه كان رئيس دولة بسببب نهجه الثوري المقاوم، والزعيم "جمال عبد الناصر" رحمه الله، ظل يتحدث عن الثورة وأحلامها وخصومها برومانسية وعنفوان شاب حتى وفاته، وخطابه بعد العدوان الثلاثي أكتوبر 1956 على منبر الأزهر نموذج للزعيم الثوري أكثر من كونه رئيس نظامي بالشكل الروتيني. ولسنا في حاجة إلي نؤكد أن الكلام ليس دعوة إلي أن يرتدي النظام عباءات غيره، بالزور، لأننا لو لم نكن مخلصين للمبدأ في حد ذاته، فإننا وبشكل براجماتي نعرف أن الجماهير لا ترحم، وتستطيع التمييز، وتلفظ من يخدعها أكثر من لفظها من تكاسل عن تحقيق طموحاتها.

وهنا يخطر سؤال، لماذا لا تعتبر الجماعات الإرهابية المسلحة التي تتمركز في سيناء عدو من النوع المقصود في السطور السابقة، نستغني به عن المعارك الكبرى؟!..الإجابة في النقاط التالية:

أ- أن الجماهير رغم مساندتها ودعمها للأجهزة المعنية "الداخلية والقوات المسلحة" في حربها ضد التنظيمات الإرهابية، تدرك أن الدولة بآليتها العسكرية وفي مقدمتها سلاح الطيران أقوى، فلا تتعاطف معها التعاطف المشار إليه؛ بالإضافة إلي أن المعركة في جوهرها صراع بين نظام ومعارضة ولا يمكن تبديل الأدوار، فتثوير النظام أو ما أطلقنا عليه مجازًا "نظام الحكم المعارض" لا يتحقق إلا عند مواجهته - أي نظام الحكم- لخصم أقوى وأعنف، تتسم المعركة معه بتعدد الجبهات والصعوبة.

ب- أن الحرب على الإرهاب مسألة امنية بحتة من مبتداها لمنتهاها، وتنعزل الجماهير عن المشاركة فيها، ويتوقف دورها عند إعلان التأييد من الضفة الأخرى للنهر.

ج- أن النظام فشل إلي حد كبير في ربط الإرهاب بقوى دولية غربية، ويستدرك إلي فخ حصره في تنظيمات غزة أو قوى إقليمية، وعجز أيضًا عن اتخاذ خطوات جادة تثبت أن معركته بالتبعية مع حامل السلاح، ولكن بالأصالة مع ما يسكن في عقله من أفكار. ولو كان النظام مدركًا لأهمية ذلك لطرح مسألة حربه مع التنظيمات الإرهابية على أنها حربُ مع الاستعمار الغربي بالأساس في صورة أفراد بلحى وجلابيب قصيرة، ولو أنه وسّع دائرة معركته لتواجه الجذر الفكري قبل الفرع الظاهري، لكان للكلام شأن آخر، ولكانت زاوية الرؤية مختلفة، ولأمكن الحديث عن نظام لا يحفظ أركان دولة بالمعنى التقليدي، وإنما عن نظام ثوري قادر على إلهاب حماس القوى الشعبية وعلى خوض معاركه من خندق غير الخندق الروتيني.


5- على النظام أن يفهم ويقدّر ويتعامل بلطف ووعي مع الطبيعة الثورية والمتمردة للشباب، مدركًا أن النزعة الذكورية وعنفوان السن إذا امتزجا مع حظ النفس في الشهرة والبروز والصدارة، يكون الحال كما هو كائن. ومادام الأمر طبيعة، فهو "محمود" من جهة العموم، لكن المطلوب التهذيب، والتوظيف. وتستبين تلك الحقيقة المتعلقة بموضوع تأثير السن والهوى، إذا انتبهنا إلي أن كثيرًا من المتظاهرين الذين يهتفون في الشوارع والجامعات ضد المشير السيسي ونظامه اليوم، كانوا يهتفون منذ سنتين بمنتهى العنف والقوة ضد جماعة الإخوان ومندوبهم في قصر الرئاسة محمد مرسي. وعلاج هذا الأمر مرتبط إلي حد بعيد، بالنقاط الأربع السابق الحديث عنها، فمسألة أن يحيل النظام نفسه إلي معارضة مع تثوير قراراته، كفيل بحشد تلك المجموعات الشبابية في صفه، كما أن التربية الدينية السليمة التي ترد الفرد إلي فطرته، وترتقي به روحيًا، تجعله أقل عنفًا، وطمعًا، وصاحب بوصلة سليمة تشير إلي عدوه الأصلي، هذا من جهة التهذيب والتوظيف، أما من جهة التفصيل، فإن الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية بمراكز الشباب وقصور وبيوت الثقافة تقوم بدور رئيس في تفريغ الطاقة الزائدة لدى الشباب في عمل صالح ومفيد.

الخلاصة: أن اللازم هو التعامل مع تلك الحالة الشبابية كأمر إيجابي طبيعي لا فرار منه، يُستهدف توظيفه لا شر نستعيذ منه ويُعالج بالنمطية والخنق والتكبيل، وهو ما لا يمكن أن يصير خاصة بعد أن وجدت تلك الحالة مجالًا للتحقق، بعد كسر حاجز الخوف في يناير 2011 وما تلا هذا التاريخ من أحداث، ونقول بكسر الحاجز كواقع، لا كرأي يقبل المعارضة أو التأييد !.


في الأخير يجدر أن نشير إلي أن أسهم التفاؤل بشأن الغد تتراجع في حالة عدم انتباه النظام لثقل العبء الملقى على عاتقه، وفشله في تطوير أدائه، وتحديد سبله، وتوصيف الطرق التي ينوي السير فيها. فالرهان على حاجة الناس إلي الاستقرار والأمن وحده لن يجدي خاصة في ظل وجود مؤامرة دولية ليس من سبيل لإنكارها تتحين الفرصة لتنقض على الوطن وتهشم ما بقي منه، كذلك فإن عدم الثبات على صيغة محددة للتعامل مع القوى الخارجية، والتردد بين المواجهة والحسم، وبالتالي تجاهل الخنجر الطاعن في جسد الوطن والمتمثل في المراكز البحثية والحقوقية والإعلامية الممولة من الخارج، سيُعتبر بمثابة ضوء أخضر ليطوروا من أساليب عملهم، كما أن الاعتماد على إعلاميين ضعيفي الثقافة معدومي الحضور قليلي التأثير سيتسبب في الخسارة بشكل مضاعف، لأن المعارضين من غير الإخوان والمحسوبين على التيار الليبرالي والفوضوي – رغم تابين التيارين من جهة التنظير - أقوى وأكثر ثقافة، ويستهدف شريحة شبابية تساعده على جذبها عوامل متعددة ذكرنا أغلبها.

الأزمة الكبرى والتي تدعو كثير من المتابعين للوضع في مصر، للقلق، رغم عدم مناسبة القلق للمرحلة بشكل عام، هو تصور سقوط رأس النظام الحالي، على طريقة سقوط سلفيه، وعلى الرغم من صعوبة وقوع الأمر إلي حد بعيد جدًا، إلا أنه لا شيء مستبعد خاصة هذه الأيام، وخطورة التصور تكمن في ارتباط النظام الحاكم إلي حد بعيد بالمؤسسات الرئيسية للدولة، أي أعمدة الخيمة، وسقوطه بسبب مظاهرات أو احتجاجات مدعومة بشكل أو بآخر من قوى خارجية، وليس لأسباب أخرى داخلية مباشرة!، يفتح الباب على مصراعية لكل السيناريوهات الكارثية التي تعاني بسببها مختلف الأقطار العربية وعلى رأسها العراق وليبيا واليمن، فانهيار الدولة بمعناها المؤسسي ستفتح أبواب التقسيم والتفتيت والصراعات الأهلية على مصراعيها، وسواء كان هذا السيناريو السيء مطروح أم محض نظرة تشاؤمية، فإن مواجهة الخطر المتمثل في أفكار مضللة يرتدي أصحابها زورًا ثوب الفضيلة، أمر مرجو وملح ولا حياد عنه ولا بديل له.



#السيد_شبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسماء القرى والمدن، ورُخص الباحثين!
- وعود السيسي، وأحلام البسطاء
- -السقا- الذي ارتدى ملابس رئيس الوزراء
- فؤادة أكثر -فرعنة- من عتريس!
- القضية الفلسطينية.. الحل في تبنيها لا الفرار منها
- بعيدًا عن فوضى الشعارات.. ماذا نريد من النظام القادم ؟
- -فلسطنة- الطابور الخامس !
- الانتخابات والإخوان ورجال الأعمال
- الإخوان وأمريكا (الشياطين الصغار في خدمة شيطانهم الأكبر)
- -صربيا- كلمة السر المنسية في أحداث العالم العربي
- قراءة في فرية دعم الفلول للسيسي..
- أربع سنوات مضت.. وأربع قادمة
- -نابوكو- والشرق الأوسط الجديد.. ما خفي كان عظيم !.. بقلم: ال ...


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - هل يمكن بشكل واقعي الانتصار على الإخوان.. وكيف؟ (دراسة)