أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - لماذا أفكر؟














المزيد.....

لماذا أفكر؟


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4647 - 2014 / 11 / 29 - 16:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لماذا أفكر؟

إن كان الله قد كتب لي مكتوبي، وإن كان رجل الدين هو الذي يشرح لي التعاليم الدينية، ورجل السياسة هو الذي يبرمج لي المشاريع السياسية، ورجل الاقتصاد هو الذي يجعل مني رقما في سجلاته النفعية، والعلماء هم الذين يقترحون علي الحلول المختلفة، والأب كما الأسرة هو الذي يسيّر حياتي التربوية، والمربي، المعلّم والأستاذ هم الذين يوجهون حياتي العلمية، ورئيسي في العمل هو صاحب الأوامر السديدة، والأدباء، الشعراء وحتى الفلاسفة هم المستحوذون على عقلي وقلبي، وزوجتي هي التي تدير البيت، لما أفكر؟ لما أتعب ذاتي بعمل أو فعل هو لا يزيدني سوى تعبا؟ لما أجهد عقلي في مسائل فائدتها الوحيدة هي تمرّدي على الدين أو العلم أو الفلسفة أو العادات والتقاليد، وهذا الفعل لا يعرضني للتكريم، بل للتجريم أو التحريم؟ لما أفكّر؟

أعتقد أنّه حان الوقت لأتمرّد، ولأفكّر كما لو لم أفعل قط من قبل.
التفكير في نظري هو الذي يفصل الأحياء عن الأموات، لا أعني التفكير على طريقة ديكارت أو القديس أغسطين، ولا حتى التفكير على طريقة الرومان أو الأمريكيين، وإنما أقصد بالتفكير تلك العملية التي تثبت أن العقل حيا ولا يزال يشتغل وفق حيوية الرفض والقبول، إنها العملية التي تعطي شهادة ميلاد الابداع من رحم العقم.
إنّ العملية التفكيرية هي متعلقة بتكوين التصورات أكثر مما تتعلق بتركيب الصور بمصوراتها، وهذا بالضبط ما يجعل العملية التفكيرية هي فردية، شخصية، إذ لكل فرد طريقته في أداء هذه العملية. فمهما فعلت الاتجاهات الفكرية أو النظريات المتعددة، وحتى الانساق الفلسفية من أجل الهيمنة على التفكير البشري بشكل عام، فإنها لحد الساعة لم تتمكن من ذلك.
يقول الشاعر الروسي ألكسندر بوشكين: "... ألستُ أنا الذي سقيتك من ماء الصحراء في يوم العطش؟ ألستُ أنا الذي وهبتُ لسانك سلطانا عظيما على العقول؟ كن شجاعا إذن، احتقر الخداع، اتبع درب الحق بهمة عالية... " (ابراهيم اسطنبولي، الحوار المتمدن، العدد: 1823، يوم: 11/02/2007م، المحور: الأدب والفن، "www.ahewar.org").
كما أنّ التفكير في الأدب الفرنسي هو " تصوير أفكار في الروح" حيث ورد في الأثر الفرنسي: "former des idées dans son esprit". (Larousse, dictionnaire de français, Larousse Bordas-France, 1997, p311).
والتفكير في الأدب الانجليزي هو: "امتلاك تصور يبرز الصحة أو الامكانية" كما جاء عند الانجليز ما يلي:
"To have an idea that sth is true´-or-possible"
(Oxford Advanced learner’s Dictionary of current English, As Horny, Oxford university press, p 1609)
أما مالك بن نبي فيرى في هذا الصدد أنّ: "... الفكرة والشخص مرتهنة لشخص يستحوذ لصالحه على سائر الروابط القدسية في عالم الثقافة..." (مالك بن نبي، مشكلة الأفكار في العالم الاسلامي، دار الفكر-دمشق، ط: 1، 2009م، ص: 97)
بينما يضع جبران خليل جبران أهمية التفكير على أنه منسجم مع الأوامر الالهية: "... وإذا جلستم في ظلال الحوْر الوارفة، بين التلال الجميلة، تشاطرون الحقول والمروج البعيدة سلامها وسكينتها وصفاءها، فقولوا حينئذ في قلوبكم: إن الله يستريح في العقل... " (جبران خليل جبران، النبي، دار تلانتيقيت – بجاية، 2003م، ص: 73)
كل حامل لأيديولوجيا معيّنة هو ضد العقل والتفكير الحر، أن تكوّن رأيا على أساس عقلك ولو كان بسيطا تلك خطوة نحو تحرير روحك من أغلالها، إنها فكرة الفيلسوف الجرماني كنط في مقالته الشهيرة حول الأنوار، بها كسر أصنام الرهبنة وظلامها. كما أم فولتير يورد بأنّ من الصعب تحرير الناس من الأغلال التي يبجلونها. إذن الأيديولوجيا هي أغلال العقل، الفكر، الفلسفة والحرية.

ما أخلص إليه أخيرا هو أنّ العقل هو طريق نحو تبيان الحق من الغيّ، ومن يستعمل عقله لا ينخدع، لأنّ مناقشة الأفكار والتمعّن فيها هو طريق الفرد إلى رسم حياة متوازنة، لطالما ناقش الفرد الإنساني الأفكار على فضاءات عديدة، وما التطور التقني إلا مساحة عالمية لتلاقي التفكير بتقاطعات الثقافات، هو المشهد الجليل الذي تنبت في بيئته الفلسفة، لكن كل العجب ممن يسب أساتذته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إنه فعل لا يصدر سوى عن عبد لأيديولوجية معينة، إنه حامل لعقل معطل، كون أنّ مناقشة الأشخاص بدل مناقشة أفكارهم هو فعل لا يصدر عن العقل المفكّر، لأنّ التفكير ينشد النظام المضبوط، ويستوعب اللا-نظام المتأرجح؛ العقل يقود إلى التفكير، والتفكير يقود إلى الحرية، والحرية لا تكون إلا للنبلاء. إذن أنا أفكّر لأكون إنسانا نبيلا وحرا.



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرج مشروع
- خذ دولارا واترك الميدان
- مأتم العيد
- الايروسية والفردوسية 2
- الايروسية والفردوسية 1
- أَخْشَى عَلَيْكِ مِنْ كَلِمَاتِي
- فلسفة كالخاس الجزائري 12
- فلسفة كالخاس الجزائري 11
- فلسفة كالخاس الجزائري 10
- فلسفة كالخاس الجزائري 9
- فلسفة كالخاس الجزائري 7
- فيلسوف بعقل البيشمركة
- نابليون إسلامي، فمن أنتم أيها الإسلاميون؟
- العالم كهدية إلى كونثيا
- باسم يوسف و فلسفة الضحك
- الجزائر، المقبرة الفلسفية
- المسلمَة الأخلاقية
- البراءة من الاعتداء للإدانة بالقتل
- الفلسفة البورانية، عقلانية النص العقلي
- فيلسوف جزائري: بين الألف و الألف


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - لماذا أفكر؟