أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - مالذي ينبغي ان -تنظف- المجتمع منه؟!














المزيد.....

مالذي ينبغي ان -تنظف- المجتمع منه؟!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4641 - 2014 / 11 / 23 - 20:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"تشعر كما لو انهم يريدون تنظيف المجتمع من امثالي. انه أسلوب فظيع للعيش"! ان هذا هو حال توربيورن، أمرؤ في التاسعة والستين من العمر دون مأوى. ليس هذا حديث أمرؤ في الصومال او ارتيريا، ولا في بنغلادش او النيبال، ولا ما يسمى ببلدان العالم الثالث او غيرها. انه وللأسف حال أناس كثر في بلد مثل السويد، حال أناس في مركز الديمقراطيات العالمية، في مركز "الحرية" و"حقوق الانسان" و"العالم المتقدم". اثمة مأساة اكبر من هذه! اثمة دليل اخر على قيح هذا النظام.
اذ، بعد ان ينفق المرء اجمل سنوات عمره، اكثر من ثلثي عمره في الدراسة والعمل وخدمة المجتمع، "يجازى" ويكافأ" بهذا الشكل البشع؟! بعد ان انفق اجمل سنوات العمر في خلق ثروات هذا المجتمع، في انفاق افضل طاقاته وابداعاته من اجل الرقي المادي والمعنوي للمجتمع، يشعر ان هذا المجتمع كما لو انه يريد ان ينظف نفسه منه، كاي عالة، كاي نفايات، كاي شيء زائد ولا قيمة له بعد. ماذا تسمي هذا العالم، عالم الراسمال، عالم لا يرى في الانسان فائدة سوى حين يعمل ويكدح. ان تعمل، يعني ان تراكم فائض قيمة، تراكم أرباح في جيب رب العمل، وحين تكف عن ان تضخ ارباح في جيبه، لا تبقى فائدة منك في هذا الوجود وهذه الحياة. كما لو ان العالم قد تحول الى جيب الراسمالي، جيب هذا النظام الذي يستند الى كدح العامل، باني ثروة المجتمع وخيراته.
فقط ضع نفسك في مكان توربيورن وتصور نفسك، ولو للحظة، انهم يريدون تنظيف المجتمع منك، أي شعور مرعب ومؤسف، أي شعور محبط ومؤلم. كيف يستطيع هذا العالم والمدافعون عنه ان يفسروا انه يعجز عن توفير سكن لائق لانسان رغم كل التقدم العلمي والتكنولوجي الخرافي الذي تشهده البشرية؟! المسالة، وببساطة متناهية، هي ليس الانسان من أولوياته. لو كان من أولوياته لما اقتضى أي شيء يذكر للرد على هذا الامر.
ان صلب أولوياته هو تراكم الارباح والانتفاخ المتزايد لجيوب الراسماليين. لا أولويات له غير ذلك. للأسف، ولهذا فانه عالم ونظام غير لائقين بالبشر، بكرامة الانسان وسموه. ان رد المجتمع على كبار السن ينبغي ان يكون التالي: ان هذا العالم مدين لكم، مدين لكدحكم، بني اركانه وتطوره ورقيه على جهدكم وسعيكم، حانت الان مسؤولية هذا المجتمع تجاهكم، حان الان دورنا في رفاهكم وسعادتكم وطمانينتكم والسهر على راحتكم! بيد ان لا احد ينتظر هذا من هذا العالم المقلوب الذي حتى تقاعد العامل والكادح قد انتزع مقدما من مرتبه، وقبلها دفع هو نفسه نفقات دراسته ومؤهلات العمل لدى الراسمال. في هذا العالم المريض فعلاً، يدفع المرء من اول يوم عمل له ضريبة (1% من الراتب الشهري) اسمها ضريبة الدفن، ضريبة دفنك، فاي وحشية اكثر من هذا بعد.
الادهى من هذا وذاك، تتعالى أصوات المدافعون عن هذا النظام وتقول: "لقد وجدنا الحل"! انه في تلك البلدان من أمثال العراق وايران والسودان وغيرها، (وتداهمك الأفكار فوراً أي حل هذا وجدوه في تلك البلدان، تسمع انه نظام التكافل الاجتماعي وشبكات التكافل الاجتماعي! أي ابتذال هذا ان تعود انظارك الى تاريخ طوته البشرية منذ عقود مديدة في اوربا ومايسمى ببلدان العالم المتقدم. نظام التكافل الاجتماعي وشبكات التكافل الاجتماعي هي الاسم الرمزي لاثقال العمال والعاملين والكادحين بنفقات اعالة المحتاجين، أي تخلي الدولة والمجتمع الصريح عن مسؤوليتهما والقائها على كاهل العامل والكادح وأصحاب الدخل المحدود. أي ان مسؤولية طعامك ودوائك وصحتك تقع على عاتق ابنتك او ابنك او احد ما من افراد العائلة. كل هذا من اجل ان لا يُنتَقَصْ من أرباح الراسماليين.
ان سؤالا بسيط يطرح نفسه، لماذا بعد كل هذا الكدح والشقاء، وبعد كل هذه التضحيات من اجل خدمة المجتمع، علي ان اعود الى ابني وابنتي كي يتكفلوا معيشتي ودوائي، لماذا تمتهن كرامتي بانتظار كرم الاخرين و"فضل" هم، ولماذا احتاج "فضل" احد علي و"منّة" احد ما حتى ولو كان اعز افراد عائلتي؟! لماذا لا اقف "على طولي" مثلما يقولون ولا احتاج احد؟! اي بؤس بلغه هذا العالم "المتقدم"! بحيث لم تبقى في جعبته سوى العودة لعصور وتقاليد واخلاقيات طواها الزمن.
هل المجتمع عاجز عن ذلك، لا يفتقد المجتمع إمكانيات حياة مفعمة بالرفاه والراحة والطمانينة لكبار السن، لكن ما يفتقده هو فعلا هو هذه الأولوية. ان مجتمع يشعر فيه توربيون انهم يريدون تنظيفه منه هو مجتمع ينبغي تنظيفه وتطهيره فعلا، تطهيره من نمط انتاج وعلاقات واولويات واهداف الراسمال ونظامه البغيض.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيح! (كلمة حول تفاهات موقع -المسلة-!)
- تناول مقلوب ذا مخاطر!
- لاتتركوا طالبات العراق وحدهن!
- درس طليعي لعمال بليجكا!
- خطاب بايدن.... اخلاء صبياني للكاهل!
- اتبغي أمريكا فعلا محاربة داعش ام .....؟!
- امتياز الصدفة!
- من حلبجة الى سنجار.... ولوحة ينبغي ان تكتمل!
- جريمة -آداب-... ام مجتمع -لا آداب له-!
- -الجهاد ضد داعش- والانسياق وراء الوهم!
- هرطقة، قرع طبول الحرب!
- -المرجعية- وانفضاح كذبه!
- امنيات واوهام!
- عاشت ام عبد الله!
- -سن التكليف الشرعي- اسم رمزي لانتهاك حقوق الاطفال!
- -الريس ضحية والشعب غلطانين- .... وهم يبرر للديكتاتورية!
- -ينبغي ان لانخلي الميدان- ....و وهم ابتلاع الطعم!
- ليس للانحطاط قاع!
- ثمة شيء اخر ينبغي ان يُرحَّلْ معك ياشارون!
- حين يغدوا مبرر الشرطة اقبح وابشع من فعل الجناة!


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - مالذي ينبغي ان -تنظف- المجتمع منه؟!