العلاقة التوافقية بين حرية الإبداع و مؤخرة كيم كاردشيان - داعش بالعلمانية -

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.
(Talal Seif)

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 22 - 10:29
المحور: كتابات ساخرة
    

العلاقة التوافقية بين حرية الإبداع و مؤخرة كيم كاردشيان
" داعش بالعلمانية "
يتحدثون كثيرا عن حرية الإبداع و خطورة تكميم الأفواه ، وهذه المسألة لم تكن تعنيني كثيرا ، لكنني شعرت بخطورتها بعدما أدمنت قراءة جريدة اليوم السابع المصرية . فالمسألة حقا تحتاج إلى حروب مستمرة من أجل الحرية و التنوير . ستصبح كارثة عندي شخصيا إذا ما تعرضت جريدتي المفضلة للإغلاق لا سمح الله . فى هذه الحاله لن أتابع أخبار مؤخرة كيم كاردشيان التى عكفت الجريدة منذ صدورها على الإهتمام بها . فى " مانشيتاتها " الأولى ستجد خبرا بعنوان " كيم كاردشيان " تحصد جائزة أحسن مؤخرة فى العالم ، وفى صفحة المجتمع ستجد " مواطن يلتقط صورة لمؤخرة كيم كاردشيان " أما صفحة الفن فستعلن " أن فستان كيم الجديد يظهر جمال مؤخرتها " أما صفحة المحليات فبالطبع ستتوقع خلوها من مثل هذه الأخبار ، لكنك ستفاجأ بأن عبقرية الأستاذ خالد صلاح تتجاوز توقعاتك و ستقرأ خبرا بعنوان " محافظ الدقهلية يصطدم بفتاة تحمل مؤخرة تشبه تماما مؤخرة كيم كاردشيان " و لا أعرف للحظة الآنية علاقة الصحافة و الأستاذ خالد بأخبار تلك المؤخرة . لكن الحق أقول أن الجريدة لا تهتم بمثل هذه النوعية التحتية من الأخبار الأمريكية وحدها . فيوميا و أعنى يوميا بيوميا ، وحاشا لله أن أعني بيوميا ، أسبوعيا " إيه رأيك فى فلسفتي ككاتب جامد . ما تخدش فى بالك و عدي " فيوميا تتصدر أخبار زنى المحارم صفحات الجريدة " أب يزني بابنته – رجل يضاجع أمه – زوج يستبدل زوجته بأخته ... " و تستمر مسيرة الأستاذ خالد على هذا النحو ، لكن و الشهادة لله بشكل متنوع ، فيتجاوز إلى" ضبط شبكة دعارة بالهرم – القبض على تشكيل أجنبي يمارس الجنس بمقابل مادي " ثم يحدد الأستاذ بعبقريته المبلغ المطلوب و عنوان الشبكة " و لولا بعض الخجل لنشر رقم هاتف القواد المتخصص و طرق الوصول إليه ، و المدهش أنه على ذات صفحات الجريدة يتناول أخبار تنظيم داعش الإرهابي بعيدا عن القتل و التدمير و تأخذ الأخبار منحنى " داعش تختن نساء العراق – أمير المؤمنين يستولي على النساء كإماء للمضاجعة – داعش تبيح نكاح الجهاد "
مجموعة من الأخبار المبتذلة و الرخيصة و التافهة و التي ليس لها علاقة بالصحافة المحترمة من قريب أو بعيد ، اللهم جذب رخاص العقول و الفتيان فى سن المراهقة ، فى شكل من أشكال الإنحطاط المهني و الأخلاقي . فماذا يفيد المجتمع بمثل هذه الأخبار الرخيصة . إن تقييم تجربة اليوم السابع يعطينا مؤشرا واضحا على تدني المرحلة ، فلا اليوم السابع جريدة ولا المدعو خالد صلاح بكاتب و لا يجلس على المداود إلا شر البقر " مثل مصري " و نلقاكم فى إصدار الغد مع " كريم تدليك مؤخرة كيم كاردشيان " و إنتظرونا على صفحات جريدتكم الموقرة " اليوم السابع " فأنا من رخاص العقول .

#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات