أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - سنبقى رغم مابيننا من خيط رفيع














المزيد.....

سنبقى رغم مابيننا من خيط رفيع


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4636 - 2014 / 11 / 17 - 02:27
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ فترة أتفقنا أنا وصديقي على أن نصحب صديقنا المشترك الى الطبيب النفسي في الكراده قرب الأورزدي القديم
وقبل أن تسألوا مَن هو الطبيب يجب أن تطمئنوا بأن (داعيكم) و لحد البارحه كان عندي عقل صاحي وبتاتاً لست بمريض , فأنا سالم مسلح وخدمت بثلاثة حروب ومتخرج من مئة دورة وبعثة وجامعتين ومتأكد بأن عقلي (فص ألماز وحيل سليم) ولم أراجع في حياتي لاصحة الطلّاب ولامركز شرحبيل , لكن كانت لدينا حالة مرضية تخص صديقنا العتيق نصحبه دورياً لهذا الطبيب من باب التضامن بتعزيز رباطة الجأش والتشجيع فنحن لم نتركه لوحده حتى أيام القصف الثلاثيني وأيام ملجأ العامرية ودخول الأمريكان الى ساحة الفردوس وماتلاها من أيام الذبح والتفخيخ , صحيح أن الطبيب من هذا النوع شكله مقلق ومخيف ولكنه يمتلك مهارة قل نظيرها وصراحة غريبة وتشخيص مباشر عجيب يفضح أكبر (شارب) ويمرغه في التراب ولاتقوم له قائمة الا (يطشّون عليه جدرية مي) , فالشهاده لله (خوش طبيب أيده والعافيه) بمعالجة المجانين , قصدي المرضى النفسيين .
سالفتنا , (طبينا أول رقم لأن من الصبح حاجزين) , سلّمنا وقدّمنا السيد أمامنا , أقصد مريضنا , كلّمه الطبيب , فقط كلمتين , تركه وطلب منا أن نتقدم نحن الأثنين المرافقين , كان ناقما علينا ( تگول ذابحين أبوه بالحرب الطائفية أيام الأخلاق سززيّة المتقاتلين) , وقال : (هذا مريضكم كولشي مابيه) , كان رفيقنا الثالث أستاذ خجول فقير , رمقه فأستدعاه و بدأ يكلمّه وهو يكتب في نفس الوقت وصفه علاج أقرب للتأنيب (بابا أنت ليش هامل نفسك , رغم أنو حالتك صعبة و عندك جنون أرتياب متقدم ومصاب بقلق مزمن وتحتاج علاج سريع) , تفاجأ صاحبنا الصاحي وأخذ الوصفة الطبية بأيدي مرتجفه دون أن ينبس بحرف , أما (آني وأعوذ بألله من كلمة آني) , أستدار نحوي وقصفني بنظرة مرعبة معها نبرة الخبير المكشوف عنه الغيب وقال (أنت عندك هوايه أمراض وحالتك مستعصيه , بيك شيزو عراقية زائداً فوبيا أنفصامية وياها تشكيلة من الأنانية والنرجسية و شغلات من قبيل المدري شنيّه .. ) وبقي يردد مصطلحات عجيبه حتى أصفر وجهي وسابت أرجلي , وكدت أطيح لولا إنقاذي من قبل (الفرّاش) الذي يشبه كثيراً عبد السلام النابلسي طاب ثراه النظيف .. حين خرجنا من غرفة الطبيب وجدنا الصالة ممتلئة , تفاجئت بوجود مديرنا العام فلما رآني غطى وجهه بحقيبة زوجته , وكيل الوزراة كان متنكراً باليشماغ والعقال محاولاً التخفي خشية أن يراه أحد يعرفه , أحبطنا خطّته وكشفناه وأعلنّا ذلك بالسلام عليه, والى جانبهم كانت تجلس مذيعة بقميص مشجّر تظهر في التلفزيون معها شاعرة متشيعرة رأيتها كثيراً على الفيس بوك , الأثنتان حزينتان على عكس ماتبدوان للناظرين , جاري التاجر أبو أيوب كان (گاعد بالوسطه) لم يراني لأنه كان منشغلاً (بالآي فون) , حسين أبو الأحذية (عنده محل أحذيه) في بغداد الجديدة كان واقفاً ولما فاجأناه أدار وجهه على وجه السرعة ودخل الحمام متوارياً كأنه طفل صغير , رأينا شخصيات لانعرفها لكننا سبق وأن شاهدناها في الأخبار وبرامج التوك شو جميعهم أتوا بالخفية ليراجعوا الطبيب , كان المشهد فضائحياً أقرب للشفقة المشوبة بالأستغراب الشديد , تركنا المكان ونزلنا الى الصيدلية في أسفل العمارة ( الأورزدي القديم) فاستلمنا (علاگتين أكس لارج) من الأدوية الأولى لصاحبنا الأستاذ والثانية لي , أما (صويحبنا أبو الحالة المرضيه) والذي تبين أن رفيقيه مريضان وهو سليم فقد أزعجنا بشدّة بعد أن أنطلق بموجة من الضحك الهستيري جعلتنا نفقد أعصابنا فصرخنا به وأطلقنا عليه سيول من الشتائم لم نطلقها منذ أيام المراهقة والعربدة في (الدرابين) , جعلت أصحاب المحلات في الكراده يغلقون دكاكينهم ويهربوا خشية أن يتحول الأمر الى حرب شوارع كما يحصل عندنا كل يوم .
ختمنا السجال بصمت لذيذ بعد أبيات أطلقتها في وجه الريح :
عشقت الصبايا
كرهت النساء دون الأربعين
أحب رائحة الفجل
أمقت عطر مطهر اليدين
غاية الخشية
أن تكون متعافياً
ولذّة الحياة جنونها
لايعرفها معشر المبتدئين
حصل أمس ولايحصل اليوم عساكم سالمين .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوب هوب طفّي
- النجاة بالملح - يوميات عراقية جداً
- أعطوهم كي لاتبتلون
- لقاحات للديماغوجية في البلاد العربيّة
- حكايات أهل العراق
- الدولمه بين كرات النار وكرات الثلج
- في ذكرى حرب تشرين
- هل أتاكم حديث الأسحاقي
- فرج آيدول وحرب الخليج الثالثة
- لغز الموازنة ولطم شمهوده
- بيتنا وبيت أبونا والغربه فرهدونا
- العراق وحرامي البيت الأخطر من أمريكا
- الهالووين ينقذ بلاد الرافدين
- في ذكرى هادي المهدي كوكب العراق
- جنّه بالهوسات ما تسوى فلس
- جماجمُ قومٍ عند قومٍ قلائدِ
- بيان نگرة السلمان
- سبايكر وبزونة حلب وين أهل الغيرة
- فرشاة الأسنان والأنف الكبير والكلب
- القيمر والتمر يهزمان الشر


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - سنبقى رغم مابيننا من خيط رفيع