أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد مهدي - سفينة ٌ تبحث عن مرفأ














المزيد.....

سفينة ٌ تبحث عن مرفأ


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 1301 - 2005 / 8 / 29 - 06:46
المحور: الادب والفن
    


كنت أشاهد ..التلفاز...وفيه فيلم ...يظهر سفينة تائهة في عرض البحر...!!
لقد حرك ذلك المشهد...في داخلي شعورا قلما كنت أنصت إلى وقع خرير كلماته البسيط... وهو ينقر جليد كآبتي ليفتح فيه شيئا فشيئا..بحرا من الحزن...والأمل..في نفس الوقت ..!!
حزنا...يذكرني بجزر منسية في أرشيف ذكرياتي خيل إلي وكان تلك السفينة قد مرت عليها...وأملا ...تذكرت فيه نوارس تفاؤلي بان لاشيء يدوم في هذه الحياة فالحزن والفرح ...كلاهما ينقضي فيها إلى حيث ألحان الروح..ونشيد الخلود الذي تتمايل بصداه رحاب السماوات..حيث المرفأ الأخير لرحلة العقل ..الذات..رحلة الإنسان إلى حيث الحقيقة..!
لم أكن استوعب تلك المعاني كاملة بدفعة واحدة....لقد كان دفقها ينساب على خواطري كنث ٍ هادئ للمطر..بلل أطلال بيت فكري البسيط المصنوع من قصب أهوار دجلة...فبعد أن زوى القمر عن شرفة أُنسي...تاركا خلفه الظلام الموحش...في ليل " الروتين " اليومي الذي أمارسه في عملي الذي تعودته كل صباح ومساء ..جاءت تلك السفينة لتوقض في داخلي..إنسانا...كنت قد نفضت تراب قبره من يدي..بعد أن اكتفيت...حزنا بالآم فقده ودفنه...!!
إنسانا...حالما ً...يحلق كطائر السنونو...فوق المحيط الهادئ..كالسهم...وهو يمخر عباب نسيمه العليل البارد..متمايلا في رحاب موجه خـَجـَلاً.. وهو ينصت إلى ألحان المرح.. الذي تضطرب به أمواجه بموسيقى الطبيعة الخالدة...لكن...وفجأة...ومن حيث لا ادري...وجدت نفسي قبالة إحدى جزر ذكرياتي المنسية...؟
جزيرة ٌهجرتها سفن الذكريات ولم تمر في طريقها المتنائي في عرض بحر الماضي منذ سنين طويلة..؟؟
كم أنت مقدس ...أيها الألم ...؟؟
لقد تنبه هذا الإنسان من رقدته ...وعاد ليشاركني ذاتي ولو للحظاتٍ معدودة...لكنني تفاجأت بأنه يقدر...قسوتي على نفسي...وعلى العالم....؟؟
لم أكن أتصور... انه سيعود لي في يوم من الأيام...وهو يحترم جدي واجتهادي في سبيل الحقيقة...ولو بتركه...هو...يموت كمدا ً.. في فيافي صحراء الألم المقفرة..؟؟
لقد تصالحت..أخيرا مع ضميري..وتصافحنا وتعاهدنا لفتح صفحة جديدة مشرقة من الصداقة بيننا...؟؟
كان..يتمتم بكلمات...صعب علي فهمها...ولم افهم منها إلا النزر اليسير...ففيها...جزيرة...وسفينة...وسط الجزيرة....تبحث لها عن ضائع في هذا العالم.....أو ربما...كان يقصد...تبحث عن هذا العالم الضائع...لتهديه أنت....إلى مرافئ الأمل...والنجاة ؟!!
أحقا ً أنا....؟
ذلك السنونو...السابح في بقاع الفكر...الذي لا يكاد يستقر على غصن...قادر ٌ على أن يكون دليلا ً لكل سفينة تضيع في عرض البحار..؟؟
أأنا من ضاع ليبحث عن سفينة....أم أنا السفينة...التي تبحث لها عن تائه في عرض البحر...أم كلانا...ضل السبيل وانقطعت به الأسباب لإدراك مرافئ الأمل...؟؟
لقد انتفض في داخلي ذلك الإنسان....وقادني إلى تلك الجزيرة المنسية...وأشار علي أن ازور سفينة راسية في مرفأها الوحيد...واخبرني بالحرف..هاهي السفينة..التي تبحث لها عن عالم ضائع...وأنت يا طائر السنونو...سترشد ركبها إلى موانئ الأمل..وهل سواك تمرس على خبر دروبها....وتعلم كيف يسلك إليها تحت أي الظروف....؟؟
هكذا إذن...يا صديقي " الإنسان"..هناك سفينة تبحث عن مرفأ..؟
هل أنا المرفأ...أم دليل الربان...؟
من سيهدي من..؟
أيمكن للضائع هدي الضائعين...أيمكن للمرهق...إسعاف المتعبين ؟؟
ما بالك يا صاحبي تعود إلي ...وقد ملئت فكري حيرة ً وارتيابا ً..!!
من أين جئتني بعد طول هجري لك....أحقا ً أعدتني..من جديد .. إلى خوض صعائب الموج العاتي الذي تحركه الأقدار...؟؟
كيف لي أن اقبل اللعب مع " مزاج " الأقدار مرة أخرى...؟
عيون ٌ حيرى...ترميني ...وقلوب غرقى تطلب مني الغوث..عـَلـّي أمد يدي...لا ... لست أنانيا إلى هذا الحد يا صاحبي...لكنني " مجرد ..سنونو .."..لا يقوى على كل تلك المغامرات...وفي عرض المحيط...؟؟
لقد حان الوقت الذي طالما انتظرته كي أصدر فيه الحكم الأخير على نفسي...هل سأبقى ملاكا...طائرا ً إلى حيث أريد...وفي أي وقت أريد...أم سأعود " إنسانا " داجنا يحب الاستقرار...ويتسلى..بـــــالــتــكــاثــر ..مثل الآخرين ..؟؟

لم يصدر الحكم بعد...وأتمنى يا صاحبي..أن أبقى ملاكا حرا ً لا توقفه التضاريس..سهولها وجبالها...حرها وصقيعها ...فانا ابن الخريف... لا أريد أن أعود عاشقا ًللشتاء..بما في برودته من حزن...وصفاء...وإلهام ٍ يمد بمشاعري لتطال الثريا...وتنوش تخوم الأرض التي لم ترها عين البشر...في روعة من الإحساس بلا محدودية الشعور...الذي هجرته منذ سنين ..؟؟
نعم لم يصدر الحكم بعد...وسأبقى اتامل المقبل من أيامي....تماما...كسفينة...تبحث لها عن مرفأ..!



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام العربي.....بين مصداقية الشرف المهني...وطوفان العولمة ...
- نظام اسلامي في العراق.....محطة لابد من المرور عليها
- تناقض مفهوم العقلانية الإسلامي...الديمقراطية والتصحيح
- قناة الجزيرة....عادت تتحرش بالعراق مرة اخرى ؟؟
- ما يجب أن تكون فعلته أمريكا بعد احتلال العراق..إنها الأسرة . ...
- العراق بين ثورتين
- الاستمناء الثقافي العربي..تعريف جديد للارهاب ؟؟
- إقليم ســــومــــــر....بين الإمكان من عدمه ..؟؟
- الليبرالية العربية.....هل ستكون سفينة نوح إذا ما حل الطوفان ...
- اسس ومبادئ الارسال والاستقبال التخاطري
- الى لجنة كتابة الدستور العراقي مع التحية
- عبير الناصرية...تحيي الكرامة...وتصفع الذل..وتقول - لا - للمس ...
- عالم ما بعد الموت...حقيقة أم وهم ؟؟ - الجزء الثاني
- عالم ما بعد الموت..حقيقة ام اوهام ؟ _ الجزء الاول
- اسئلة..واجوبة...في الابداع..والرغبة
- لماذا نشعر بالملل ؟
- امريكا راعية الارهاب
- التامل..والاسترخاء......والدخول الى فضاءات العقل البشري
- بابل......والتوراة.......وما خلف هذه النظارات ..؟؟
- للاستاذ كامل السعدون مع التحية.......تعرف الحقيقة بعديد وجوه ...


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد مهدي - سفينة ٌ تبحث عن مرفأ