أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وليد مهدي - الى لجنة كتابة الدستور العراقي مع التحية















المزيد.....

الى لجنة كتابة الدستور العراقي مع التحية


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 1253 - 2005 / 7 / 9 - 09:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سادتي الاكارم تحية طيبة...أرجو أن تتقبلوا قراءة رسالتي المطولة هذه بشيء من الصبر والأناة...وما كتبتها إلا من باب الحرص على مستقبل العراق...والأمة الإسلامية اجمع ...وليست هي اقتراحات...قدر ماهي دعوة إلى أعضاء اللجنة من الذين يفهمون الشريعة الإسلامية بصورة خاطئة إلى المناقشة والحوار حول موضوع الدستور بما فيهم....المرجعيات الدينية الشيعية والسنية ...وكلي أمل أن تتاح لي الفرصة في المشاركة في كتابة الدستور

ما هي حقوق الإنسان؟


يمكن أن نسميها جمل استحقاقات مستمد من طبيعة أي إنسان ترفعه إلى مستوى استحقاق هذه الحقوق عن جدارة وأهلية يتصرف بموجبها كانسان..بحيث يمكن أن يخرج عن إطار إنسانيته إذا ما استلبت منه هذه الحقوق، فهو قد يتصرف بهمجية بعيده عن الإنسانية بدون هذه الحقوق كما يذهب بذلك بعض الباحثين .
هناك ميثاق عالمي وقعت عليه اغلب دول العالم ومن جملة هذه الحقوق:
حق تقرير المصير، انتخاب الممثل السياسي، حق التعليم، العمل، احترام الجنس واللون والعرق، التعبير عن الرأي، ...وغيرها.

الدستور العراقي والإسلام وحقوق الإنسان

إن الحديث عن ما يجري في أروقة الحكم العراقي حاليا من خلاف حول كتابة الدستور والمفاهيم الحديثة التي تحاول الإدارة الأمريكية فرضها في بنوده بطريقة أو بأخرى ..يذكرنا بما فعله العثمانيون من تستر بالإسلام لمد نفوذ دولتهم، هاهي أمريكا تعود لتتستر بالحرية وحقوق الإنسان لمد نفوذها في المنطقة وإطلاق مشروعها...لكن...هل هذا مبرر لمقاطعة الفعل والمنهجية التي تسعى واشنطن لتعميمها في الشرق الأوسط..؟؟
وبالنسبة إلى الذين يقاطعوها..أليس الفكر الإسلامي نفسه هو الذي رفعه المستعمرون القدامى شعارا للتسلط على رقاب العباد...؟؟
القضية إذن ليست قضية من هو صاحب النظرية...؟
ليست ما يريده...قدر ما تكون إلى أي مدى تخدم هذه الرؤية ( الإنسانية) مصلحة الشعب العراقي..وكيف يمكن سلخها عن المصلحة الأمريكية في ارض العراق..؟؟
هناك نظرة تشاؤمية تسود في أوساط المقاطعين من إن الدستور سيخدم مصلحة أمريكا في العراق...نعم ربما سيكون كذلك..لكنه بالتأكيد سيخدم أكثر مصلحة الشعب العراقي ، هناك فزع من ( حقوق الإنسان) ودخولها إلى العالم الشرقي والمجتمع العربي الإسلامي بوجه الخصوص....هذا الرعب الذي لم يكن موجودا قبل عدة قرون على الرغم من انهيار الدولة العباسية..إلا إن الاستعمار القديم لم يكن يحمل إيديولوجية تتفوق على الفكر الإسلامي..لذلك فقد تأثر المغول به..وكذلك الأتراك والفرس...لابل أصبحوا من المدافعين عنه...حتى جاء الاستعمار الحديث..وكانت الصدمة...؟؟؟
سقطت بغداد عدة مرات..لكن لم يكن احد يخشى على قلعةٍ حصينة اسمها الفكر الإسلامي..والقران..حتى سقطت هذه المرة وثارت حول سقوطها كل هذه الضجة..لماذا..؟؟
هناك شعور حقيقي..بان الإسلام الذي بين أيدينا غير قادر على مواجهة فكر التمدن المعاصر..والإنسان..؟؟
إن هذا هو الخط الفاصل في تاريخ الإسلام...والذي يشهد لأول مرة منذ انطلاقته في جزيرة العرب قبل أكثر من أربعة عشر قرنا حيث بشر به الرسول محمد( ص) في جزيرة العرب...فالرسول عليه الصلاة والسلام تمكن من رسمه وتحديده وفق منظار يتناسب وطبيعة المجتمع وتمكن الإسلام من فرض نفسه كأيديولوجية نظامية تفوقت على كل أمم الأرض حينها بما فيها المستعمرون الذين أعجبهم مستوى التنظيم العالي الموجود فيه..حتى وصلنا إلى العصر الحديث وكان الارتطام بالفكر الحديث المتمدن وثقافة العالم المعاصر التي ترى إن العديد من نصوص القران والسنة تتنافى مع ابسط حقوق الإنسان..؟؟
لا نريد في هذا الموضع الدفاع عن الإسلام...ولكننا نود توضيح إن الإسلام الذي يتنادى به القوم ليس هو الذي أراده محمد (ص)، فطبيعة الدستور المحمدي القديم كانت ملائمةً لواقع الزمان والمكان في تلك العهود واللغط الذي يحصل إنما يتأتى من قضية شمول الإسلام لكل زمان ومكان...‍؟
إننا نقول للمعترضين إن الإسلام هالك إذا بقيتم بهذا التعصب ...وآن الأوان لإعادة صياغته وفق مفاهيم حقوق الإنسان، لا لشيء ..إلا للحفاظ على بيضة الإسلام ..نفسه، عليهم أن يدركوا إن الصرح الشامخ الذي تمكن من الصمود لأكثر من أربعة عشر قرنا..لن يستطيع الاستمرار أكثر في ظل عالم اليوم ما لم يجتمع مفكروه لإعادته إلى الصورة الإنسانية المشرقة الضامنة للحريات لا الصورة التي تمترس بها السلاطين ووعاظهم في الحقب المظلمة..آن الأوان لطي صفحة الشمولية الزمانية المكانية الخارقة للدين وإعادة رسم خارطة الفكر في إطار الإنسان..كي يكون للأمة دستورها الذي يتمخض بين الماضي والحاضر...هناك بكاء في اللاشعور العربي على الإسلام وربما كلمات قد تطرق هذه اللحظة أذهان الكثيرين منهم
كيف يمكننا تغيير شرع الله ؟
...وهناك قوة مركزية في الوعي الباطن الإسلامي تمنع دخول أي فكرة تناقش بتجرد الإسلام..لكن لماذا؟؟ أحقا هو الدفاع عن شرع الله ؟ لماذا هذا الخوف المزروع في عقول الأجيال؟ هل إن ذلك يعني إن هذه هي امة الخير والتقوى..؟ هل تشير حياتها وواقع أفرادها في المجتمع إلى ذلك..؟؟ الجواب ..لا..فالرشوة والفساد الإداري والأنانية والتعصب والخضوع كلها تشير إلى عكس ذلك.. لماذا هذا التناقض ؟

ثوابت ...ولكن ؟

إن الخليفة الثاني هو الدليل الواضح والمؤكد على عدم شمولية الرسالة الإسلامية في واقع الزمان والمكان..فهذا الرجل هو أول...وللأسف آخر من تفهم واقع التشريع في الرسالة الإسلامية... فهو الذي حرم المتعتين اللتين كانتا على عهد الرسول وكذلك اختزل قطع اليد للسراق المنصوص عليه في القران..فلما لم تنجب الأمة مثل عمر..؟؟‍
إن واقع الخلافة الراشدة هو السبب..فالأمة بعد الراشدين لم تكن تختار الخليفة على طريقة أهل الحل والعقد فيها..إنما الحكم أصبح يتحول بالوراثة، لذلك تم تجميد النصوص..وتجميد الشريعة التي لم يجمدها عمر نفسه..؟؟
لقد اعتبر عمر نفسه مشرعا...لكن الذين جاؤوا من بعده لم يعتبروا أنفسهم كذلك..، فلو حرم احد المشايخ اليوم قطع اليد أو رجم الزاني فانه يخالف الإسلام....لكن لو كان الفاعل المحرم هو الخليفة الفاروق فان ذلك يقع ضمن إطار الإسلام..؟؟
لم تصدر أي كلمة ( كما يشير التاريخ) بحق الرجل بأنه خرج عن الإسلام..وهذا يعني ويؤكد إن الإسلام ليس ذلك الإطار الضيق الجامد للشريعة...إنما هو محصلة لجملة تفاعلات واقع الحياة والحضارة والزمن مع الإنسان..ولهذا السبب فإننا لو افترضنا عودة الفاروق عمر إلى الحياة في القرن الحادي والعشرين..فما هو النهج الإسلامي الذي سيكون عليه؟؟

سيشرع الإسلام في ضوء ما يلمسه ويشاهده في واقع الحياة ولن يختلف مع نصوص ( حقوق الإنسان المعاصرة ) بل سيزيد عليها إلى الحد الذي يجعل الدنيا كلها تحسده على هكذا تشريع...حتى لو خالف القران والسنة..لان القران والسنة إنما جاءتا لخدمة الإنسان ..وحياة الإنسان...فما الذي سيقوله عمر لو شاهد بنود حقوق الإنسان ..؟
باعتقادي الشخصي..إن الفاروق سيضحك..ويقول عنها هذا هو إسلام القرن الحادي والعشرين..لكنه بحاجة إلى بعض التعديل..والتوضيح...سيجري خلفه البعض وينادونه:
يا أمير المؤمنين...فيلتفت إليهم على الفور:
لست أمير المؤمنين اليوم يا قوم...هذه الأمة بعضها أمير على بعض..؟؟
فهذا هو عصر الإنسان..والديمقراطية...
يعودون إلى مقاطعته: لكنك تخالف الإسلام..؟؟
فيجيب الفاروق: لا بل انتم بتحجركم من تتبعون الحمية ..حمية الجاهلية..التي حاربها حبيبي محمد..والله لو كان محمدا حيا..لساءه هذا التخلف الذي انتم به..إليكمُ عني..ودعوا الخلق للخالق..وخلوا عن رقاب العباد فوالله انتم عن الذي يجري مسئولون..؟؟
إن القضية اليوم هي مدى الشعور بالمسؤولية تجاه الأمة...فعمر بن الخطاب..كان بمستوى عالي من الشعور بالمسؤولية..لذلك كان مستعدا لمخالفة النصوص..لأنه يدرك إن الإنسان وكرامته وقيمته عند الله أكرم من النصوص المقدسة التي انزلها الله...فالله انزل القران...وانزل الإنسان..؟؟
الم ينزل الله الإنسان..؟؟ من هو الأقدس القران أم الإنسان..الذي سواه ونفخ فيه من روحه؟؟ وجعله في الأرض خليفة..ليطبق الدستور..فما هو الدستور الإلهي؟
لو كان القران هو دستور الله لما حوى على ثلاثين بالمئة فقط من التشريع الإسلامي..والباقي من الرسول (ص) ..وهذا يؤكد إن الإنسان..هو الخليفة وهو الدستور في الوقت نفسه..؟؟
وبالتالي فان ( حقوق الإنسان ) المعاصرة هي دستور الله...وحقوق الإنسان بعد ثلاثة آلاف سنة..هي دستور الله..لان الإنسان مقدس...لابل هو أقدس شيء في الوجود بعد الله...وبعودة عابرة إلى صفحات التاريخ..نجد أن دعاة ( السلفية الجاهلية ) هم الذين حاربوا محمدا (ص) ..ومن الطبيعي أن يحاربوه اليوم لو عاد للحياة..؟؟

لم اذكر المقارنة مع التشريع في الفكر الشيعي...لان فيه من القبض والبسط والمرونة في الاجتهاد ما يكفي لكي يتماشى مع واقع عالم اليوم...لكن...هناك مسالة واحدة فقط...وهي انه قد يستمد شرعيته من شخص واحد فقط..ومع إن المرجع الأعلى قد اثبت مواقفا وطنية واضحة أدخلته التاريخ في صفحته المشرقة الوضاءة...إلا إن هذا لايعني أن رؤاه غير قابلة للنظر والجدال..والاقصاء..؟؟



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبير الناصرية...تحيي الكرامة...وتصفع الذل..وتقول - لا - للمس ...
- عالم ما بعد الموت...حقيقة أم وهم ؟؟ - الجزء الثاني
- عالم ما بعد الموت..حقيقة ام اوهام ؟ _ الجزء الاول
- اسئلة..واجوبة...في الابداع..والرغبة
- لماذا نشعر بالملل ؟
- امريكا راعية الارهاب
- التامل..والاسترخاء......والدخول الى فضاءات العقل البشري
- بابل......والتوراة.......وما خلف هذه النظارات ..؟؟
- للاستاذ كامل السعدون مع التحية.......تعرف الحقيقة بعديد وجوه ...
- التحكم عن بعد..بين بابل القديمة..والقرية العالمية المقبلة... ...
- الباراسايكولوجي والاحلام……السايكوفيزيا الحلقة الثالثة
- التخاطر...والسايكوفيزيا - الحلقة الثانية
- مشاكل الديمقراطية في العالم العربي....العراق والجهاد الاكبر
- - التخاطرالتلباثي......في اطار السايكوفيزيا- الحلقة الاولى
- الصحافة العربية في زمن العولمة
- جيل الحقيقة
- رواية: سيرة مناضل في سبيل الجمهورية سيرة مناضل في سبيل الجمه ...
- العمال في عالم المستقبل ...رؤية سياسية في اقتصاد المستقبل ال ...
- سيرة مناضل في سبيل الجمهورية - الحلقة الأولى : ضياع في غابات ...
- منظومة المعرفة البشرية والعقل الكوني


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وليد مهدي - الى لجنة كتابة الدستور العراقي مع التحية