الليبرالية العربية.....هل ستكون سفينة نوح إذا ما حل الطوفان الأعظم ؟

وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 1263 - 2005 / 7 / 22 - 11:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الليبرالية العربية المعاصرة في تحد حقيقي...بين مطرقة الفكر الأصولي وسندان التحالف بما يسمى الحرب على الإرهاب....وعلى الرغم من كل التهم التي تكال لليبراليين العرب..حول علاقة بعض رموزها بالولايات المتحدة الأمريكية ...هذه العلاقة الطبيعية في ظل عالم ترفع فيه أمريكا شعارات الديمقراطية ونشر الحريات في العالم...إلا إن طبيعة التوجهات لدى رموزها تشير إلى رغبة في إعادة صياغة الفكر العربي من جديد...وعلى الرغم من تعارض هذه التوجهات مع توجهات القوميين العرب إلا إنها تشير وفق خطواتها ونشاطها على الأرض السياسية إنها تسعى لتأسيس فكر قومي عربي جديد...ينطلق من واقع التطورات التي يشهدها عالم اليوم ...والسؤال هو...هل ستنجح الولايات المتحدة في رسم فكر قومي عربي جديد لا يتعارض مع مصالحها ويجعل إسرائيل تحيا بسلام ..؟؟
لا ننكر إن الليبرالية العربية لا تجد لها اليوم من حضن سوى ( أمريكا )...التي تسعى جاهدة إلى تولي كل المسؤولية في دعمها....لكن....وكما خبرنا نحن العراقيين أمريكا في العراق....فهي تقطر هذا الدعم ...تقطيرا بطيئا...قريب لصورة الجزرة والحصان..لكي تبني الليبرالية العربية بناءا يتماشى مع أهدافها تماما كما تفعله اليوم مع الحكومة العراقية المنتخبة.....ولهذا نقول :
أيها الليبراليون العرب انتبهوا....فأمريكا لن تدوم ؟
لابد أن يأتي الطوفان عليها غدا أو بعد غد....لا تجعلوا من المصالح الضيقة سببا في إفلاسكم بنظر الشعوب العربية التي تتطلع إلى التحرر بكل صوره التي تنادون بها..عالم اليوم في طريقه إلى التغير....والمرحلة البينية التي يمر بها اليوم المتمثلة بتسلط الولايات المتحدة مرحلة زائلة لامحا ل...وسوف يعود العالم إلى تعدد الأقطاب من جديد عاجلا أم آجلا....لا يغرنكم اقتصاد أمريكا اليوم الذي بات يعتمد على تصدير الحرب أكثر من المنتجات...مثل هكذا اقتصاد...لن يصمد طويلا ..أمام العولمة النووية الدولية...والتي لن نفاجأ بها في يوم من الأيام إذا سمعنا إن مدغشقر تسعى لامتلاك الأسلحة النووية ؟
إنكم بحاجة إلى استقلال تام...انتم بحاجة إلى أن تكونوا أقوى...على الرغم من إن المشوار لازال في بدايته ...لكن الأمل فيكم اكبر في أن تنتبهوا إلى إن الإدارة الأمريكية تلعب بالنار....وتخلط الأوراق ...مدوا ببصركم عشرين سنة إلى أمام....والتفتوا إلى التنين....ماذا ستشاهدون ؟
وما هو مستقبل النفط للإخطبوط الصيني وهو يكبر....انه في تلك الحقبة من المستقبل يكون بحاجة إلى كل ما ينتجه نفط الخليج ؟؟
لو افترضنا إن الصين تمكنت من احتلال الخليج بعد عشرين سنة ...هل تكون الصين راعية الليبرالية العربية ...؟؟
لربما تكون أمريكا أفضل بكثير منها اليوم....ولهذا.....لابد من توضيح....ملامح واضحة لمبادئ الليبرالية العربية....ولا بد من تأسيس جبهة عربية واسعة متكاملة الأركان من الليبراليين تكون لها أجندتها الخاصة ومنهاجها الواضح من كل القضايا الإقليمية والدولية .... كي تكون هذه الجبهة....بمثابة سفينة نوح العربية...إذا ما حل الطوفان ... وبدلا من أن تسقط الأمة في مشاكل يسقط بها العالم....تكون هناك فرصة ذهبية للأمة إذا حل الطوفان في أن تنهض وتأخذ مكانتها كقلب نابض للعالم ....من يدري لربما يكون الله قد كتب على هذه الأمة أن تسقط وتتفكك إذا نهض العالم كما هو حالها اليوم....وان تنهض وتتوحد.....إذا حل الطوفان....وسقط العالم ؟؟؟
لن تكون هذه السفينة بمقوماتها واعتمادها الحالي على أمريكا ...بقادرة على استيعاب الأمة العربية....إنها بحاجة إلى فتح القنوات مع أوربا....والصين....واسيا.....وحتى الفكر الأصولي الإسلامي...لابد من وجود منافذ للحوار معه ...كي تؤسس دعامة قوية راسخة لا تتزحزح بتغير الأنظمة الدولية .... إننا بحاجة ماسة إلى النهوض من رقدة طويلة والوعي التام....إن أفضل المسالك هو الاعتماد الكلي على النفس...اعلم إن هذا الكلام لا يعجب اغلب الإخوة الليبراليين...الذين يعللون موقفهم مع الولايات المتحدة كموقف تقاطع مصالح ...لكن لا يخلو هذا القول من مغالطة...لان المصالح تكون مع ند...مكافئ في القوة..؟؟
والتفاوض مع الأقوى لا يسمى تفاوضا على الإطلاق....إنما هو سلسلة من تقديم التنازلات...يا ليبراليين ؟
كلي أمل في أن ساعة الميلاد ستأتي....لتشرق شمس الحرية التحررية التي لا يحجبها عتم التغاضي والتساهل والتجاهل لمستقبل هذا العالم .

#وليد_مهدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل