أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - بيت الأسماك فى التراث والإرهاب والسياسة














المزيد.....

بيت الأسماك فى التراث والإرهاب والسياسة


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4619 - 2014 / 10 / 30 - 16:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ولعلنا نخوض اليوم بحر السياسة المضطرب فى بلادنا من مدخل التراث، نفتش فيه عن العبرة والفكرة وفيوضات اللحظة، لعلنا نجد للبحر مرسى ومرفأ ومنارة، لذا أحدثك اليوم عن "بيت الأسماك"، وبيت الأسماك قصة تراثية موحية فى مسرحية من تأليف الكاتبة أمل المشايخ من الإمارات، لم أشاهد المسرحية لكن قرأت عنها رؤية نقدية لـ حسن العربي فى جريدة الرؤية، ووجدت فيها مايصلح مدخلاً لمعالجة طوارئ السياسة فى بلادنا ومستحدثاتها. تجسد مسرحية «بيت الأسماك» قصة الكائنات البحرية التى تتعايش معاً في بحر هائج يفسد مياهه الصافية فساد البيئة وملوثاتها وإزعاج المفترسات وبطشها وظلم الكبار لصغارها وتسيد غير النافع والضار والطالح صدارة سطحها واستئثار حفنة ضئيلة من الكائنات المتوحشة بكل خيرات البحر واستحوازها، زاد الطين بلة مايمارسه من خارج البحر أصحاب الأساطيل الكبيرة والناقلات العملاقة من إضرار به وبكائناته ومستقبل حياتها بما يلقونه من مخلفات ونفايات ومايسربونه بمساراتهم فى البحر من مشكلات تعكر صفو البحر وتضر بكل مافيه من حياة ومخلوقات. ولما طال الزمن بمعاناة كائنات البحر الطيبة التى لايجمعها إلا الإخلاص والتعاون والتكامل والحب رغبة فى الحياة الكريمة والحرية والمشاركة الجماعية والتعاون وإنكار الذات، باستثناء "القروش المفترسة" قرروا الثورة على هذا الواقع المحبط المخيف الظالم، خصوصاً أنهم لاحظوا أن «هامورة البحر» الجميلة وأيقونته الساحرة بدأت فى الاختناق والإنزواء، وراحوا للتفاهم مع القروش ظناً منهم أن لهم ضميراً ربما استيقظ، ولم يلقوا من القروش إلا كلمات طيبات فى ظاهرها كاذبات فى حقيقتها عن المشاركة لا المغالبة بينما هم يعملون على تفريق المجموعة والظفر بمجهودها، دون تعب منهم أو أدنى تعاون حتى بالتفكير في كيفية الخلاص من الملوثات والنفايا، بل تغاضوا عن ذلك كله بما تلقيه لهم الأساطيل الكبيرة والناقلات الملوثة من عطايا وفتات، وتواطئوا معهم ضد مواطنيهم فى البحر. وهنا تقرر الكائنات البحرية العمل على حماية أنفسها وصغارها من النفايات والمخلفات، ويقترح عليها الحوت عنبر الطيب بناء بيت يسعها جميعاً تضع فيه صغارها، وتتعاون على حراسته وتنظيفه. وتعاهد الجميع على إنكار الذات لبناء البيت وأطلقوا عليه إسم «بيت الأسماك»، لكن القروش أرادت احتلال البيت بالقوة وسنحت لهم الفرصة عندما خرج الجميع للتخلص من النفايات وإزالتها، تاركين الدلافين الصغيرة في البيت، لتنقض القروش وتحتل البيت وتأخذ الدلافين الصغيرة رهينة، فيجتمع العم أخطبوط وعنبر الحوت وهامورة الذكية مع بقية الدلافين والأسماك لوضع خطة تحرير بيتها، وتخليص صغارها وأجيالها ونظراً لأن القرش عاشق للدماء كانت الفكرة أن يصنع «عنبر» عطراً برائحة الدم لتستدرج به القروش خارج البيت، وقد كان. لكن القروش لم تستسلم وراحت تستقوى بأصحاب الناقلات والبوارج وتحاول الإفساد فى البحر.
ولعلكم ترون معى أن المسرحية موحية ومعبرة ويمكن إسقاطها بكل مكوناتها ووقائعها على بحر السياسة فى بلادنا، ومؤامرات الداخل والخارج، ولعلها رؤية ذكية زاوجت بين الحدوتة التراثية وأحداث الثورة المصرية ومساراتها وأبطالها وربما شخوصها ومحاور الصراع فى مراحلها ومنعطفاتها، والتحديات التى تترصدها وتحاول تشتيت أهدافها. ولعلكم تعرفون الآن لمن ترمز هامورة البحر الجميلة، وعنبر الحوت الذكى المنقذ والعم أخطبوط الذى تمتد أطرافه يمنة ويسرى فى أحزاب مدنية وليبرالية وقومية ووطنية، والدلافين الصغيرة النقية من شبابنا الذين لاتزال القروش تخدع بعضهم وتأسره، والقروش الباطشة الطائشة الغبية التى تمثل الإرهاب والناقلات العملاقة عابرة القارات التى لاتطلب لبلادنا إلا الخراب والقعود والتخلف ليخلوا لها وجه البحر تلوثه كيفما تشاء وتسلب خيراته أنا تشاء.
فى المسرحية تفاصيل كثيرة ترصد لحظات إنتصار الهامورة الجميلة وتشير أيضاً إلى لحظات إنكسارها وانحسار المد الثورى حولها، والذى يستعيده المخلصين لها.
ولعلنا نخرج من ذلك بقيمة إنكار الذات والإخلاص بالعمل والإرادة والعزم واليقظة، وبما يحيلنا إلى اللحظة الراهنة والتفاف الشعب حول جيشه وقيادته ضد الإرهاب ومحركيه فى الداخل والخارج، وعلينا أن نشير إلى قوانا السياسية التى تجمعت أحزابها المدنية على التحالف ضد الإرهاب، وإذ نحمد لهم ذلك، فإنما نطالبهم بإنكار الذات والبعد عن الشخصنة والمحاصصة وليأتلفوا جميعاً بكل تجرد وإخلاص يواجهون به فى الإنتخابات البرلمانية أولئك القروش المفترسة التى لاتزال تتربص بنا وتخطط للدخول لبيت أسماكنا. وليكن الرد الحاسم فى بحر السياسة هو الإصطفاف لكل القوى الوطنية والأحزاب المدنية فى خندق واحد ينشد صالح الوطن وحسم الإنتخابات التشريعية، فلا تعطوا للقروش المفترسة والذئاب المتلمظة فرصة أخرى لتعويق مسيرتنا النهضوية. ولنأخذ العبرة من بيت الأسماك، فمواجهة الإرهاب تبدأ من هنا.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزهر ينعى ويشجب ويغط فى سبات عميق
- سياسات الجرى فى الشوارع والأفق البليد
- هانى سرى الدين ومصطفى الفقى وجيل الوسط
- وليام روجرز والثعلب فى مصيدة جمال عبدالناصر
- داعش: حصان طروادة الأمريكى الجديد
- أخبار اليوم.. من المؤسسة إلى فضاء الدولة
- أرامل المخططات الأمريكية والأمن القومى
- مصر فى إطار رؤية استراتيجية: من رد الفعل إلى تخطيط المبادرة
- أبو العز الحريرى: عندما يكون النضال ديناً للوطن
- الخارجية المصرية وفضيحة فيرجسون الأمريكية
- محمود درويش... كزهر اللوز أو أبعد
- حمدى قنديل والرؤية من -خرم إبرة-
- إبراهيم عيسى يؤذن فى المغرب لا فى مالطا
- الأمريكان يحاولون الفهم فى كازابلانكا
- عندما صفق الأمريكان لمصر والسيسى فى كازابلانكا 1/2
- إنها الجمهورية الرابعة ياطارق
- إعادة إعتبار المحكمة الدستورية
- ساعدوه بالتنوير لا بالوصاية
- مرشحك هو الوطن...فلاتخذله
- لاتزال أصابع الزمار تلعب: رياح الحرب الباردة تهب على مصر


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - بيت الأسماك فى التراث والإرهاب والسياسة