أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نبيل عودة - يوميات نصراوي: وطنيون بالمراسلة!!














المزيد.....

يوميات نصراوي: وطنيون بالمراسلة!!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4611 - 2014 / 10 / 22 - 08:56
المحور: سيرة ذاتية
    




حلم مزعج أيقظني في منتصف الليل. استيقظت مرعوبا. ريقي متيبس من النشوفة. كنت ألهث لهاث سيزيف الذي لم يتوقف عن دفع الصخرة الى قمة الجبل. هل ما اعتراني حلم حقا ام هي حقيقة مرعبة؟
لحظات طويلة مضت وأنا في صدمتي، مشلول الارادة عن اتخاذ خطوة تخرجني من الرعب الذي اعتراني ولم يغادرني. لم أكن على يقين ان ما اعتراني كان حلما مرعبا. عادة تراودني في أحلامي أحداث الشهر. اراها وانا في منامي من زوايا مختلفة. بعضها يثير حنقي. بعضها يثر ضحكي. بعضها يجعلني مثل الساموراي الياباني، أقطع الأعداء بسيفي شمالا ويمينا. أخبار العرب تثير الساموراي في منامي، ربما لتعويض المرارة والمهانة التي تعتريني في يقظتي كلما سمعت زعيما عربيا يتحدث. أخبار فلسطين وتحرير غزة من الفلسطينيين تثير ضحكي المرير. تشعرني بسخرية الأقدار وتلاعب آلهة الأولمب بمصائر البشر وكأننا عدنا الى ما قبل التاريخ.
ما يثير حنقي اننا نتحرك الى الخلف حين ينطلق العالم بسرعة الصوت الى الأمام.
ما يجعلني قادرا على بعض "الطمأنينة" هي عبقرية بعض قادة الأحزاب الوطنية العربية في اسرائيل(كثر الباعة وقل الطلب) ، اربكوا السياسة الصهيونية بحسن تدبيرهم. أفشلوا مصادرة أراضينا بشعاراتهم، حققوا المساواة في الفقر بين البلدات العربية في الشمال والجنوب، طرحوا حقوق الانسان العربي في الكنيست، اقسموا يمين الولاء للدولة الصهيونية وأنكروا حقها في الفضائيات، واحترنا من أين نبوس قرعتهم.. ازدواجية اللسان هي الإنجاز الوطني "وحيد القرن" ..وبعدها استراحوا لما بعد بعد اليوم السابع!!
لم اعد اميز الوطنيين من "غير الوطنيين" الا بوزن الدولارات .. كلما انتفخت الجيوب بالخضر تصبح ممارسة الوطنية أكثر جدوى في بلاد الرمال... "وطنية بالمراسلة" كما يصفها البعض.. وهي (للمعلومية فقط) تمارس ضد أي قوى علمانية تفهم الوطنية ارتباطا بالوطن والناس لأن الدولار لا يحب العلمانيين، بذلك نحقق اول انتصار قومي على الصهيونية... بمغادرة وطننا قسرا!!
وهمهم ان التعابير التي يطلقونها بلا مضمون... وبلا عقل ، أنزلت الكيان الصهيوني من عليائه الى أدنى نقطة في الحضيض، وانهم بذلك أنجزوا لنا الحق الدمقراطي الكامل في مقارعة الصهيونية في عقر دارها، لاءاتهم باقية حين سقطت اللاءات العربية.
وصل نموذجا قياديا للعالم العربي.. يحمل بشارة العزم على التحرر. اضطر قسرا الى ترك وطنه ليعلم أنظمة العرب أصول النضال وليس جمع المال فقط لضمان آخرتهم حين يطيرون من رأس السلطة قسرا..

الحلم المزعج ما زال يربكني ويثير الشك بيقيني، لكنه يتجسم أمامي، يرعبني مجرد التفكير فيه، لعله ليس حلما ؟ شعرت بأطرافي تتثلج... لمن سيتركنا قادتنا البواسل؟ من سيؤلف لنا الشعارات الوطنية والشتائمية ضد من لا تعجبنا أفكاره؟ من سيدلي بتصريحات صبيانية تجعل الجريمة ثانوية والتصريح الأرعن هو الجوهر؟!
من سيقول للسلطة الغاشمة "نحن َضد" و "نحن نرفض" و "لا" و "لن يمر"؟ هذا لا يفي بالغرض؟.. نطرح شعارات أكثر حماسا.. نعقد مهرجانات وننشر صور مهرجانات أيام زمان لنثبت ان الحضور كان جماهيريا، نقول ضد الحكومة وزعمائها ما لا يجرؤ "كلب داشر" في التعبير عنه نباحا في شوارع القاهرة أو دمشق.

ابدا لن يمروا!!

كيف يمرون والزعماء لم يلحقوا ربعهم في الخروج "قسرا" من بلاد الـ 48 الى دول الرمال؟.. هذا الأمر يحتاج الى سنوات من أجل تحضير أجواء حماسية ومليئة ب "الذخيرة الخضراء" قبل المغادرة قسرا .

كان حلمي غير عادي.. ما زلت أرتجف خوفا من مراجعة تفاصيله.

كيف سنبقى بلا زعماء.. بدون مفكرين؟!

من سيتصدى للمشاريع الصهيونية؟ من سيتصدى لمشروع الاستيطان والزحف المتواصل لتهويد القدس العربية؟ من سيدافع عن وحدتنا القومية لمواجهة سياسات الاضطهاد والتمييز العنصري؟ هل ستنجز مهام شعبنا الوطنية عبر شاشات التفلزيون.. وعبر التآمر الذي لا يتوقف ضد القوى التي حمت شعبنا في أشد الأوقات سوادا وخطرا من الضياع والتشتت وفقدان الهوية الوطنية؟!
كان حلمي مزعجا.. رهيبا.. أشعرني بالاحباط.. حسبت نفسي أسقط في هاوية بلا قعر.. أسقط وأصرخ واواصل السقوط والصراخ... ولا من منقذ.. حين فتحت عيني فجاة، كنت مذهولا من ان يكون الحلم حقيقة.
حلمت ان زعماءنا غادروا بلاد الـ 48 قسرا... واننا صرنا بلا زعماء!!
بعض الزعماء لم يهاجروا جسديا .. هجرهم وعيهم الى هناك ...لكن بقي لسانهم هنا!!

(النص الأساسي نشر تحت عنوان: "زعماءنا غادروا الوطن قسرا" - 2007 – وكان لا بد من وضع لمسات نهائية للموضوع)


نبيل عودة - كاتب من بلاد ال 48 – الناصرة

[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة العالم العربي
- في ذكرى رحيل صاحب اعظم تجربة تحررية:
- اليوم آرامي .. غدا أسكيمو؟!
- الاحتلال يطبق سياسة -هنود حمر- مع بدو الأغوار
- العنصريون عابرون واللغة العربية باقية
- اطلالة على العالم القصصي للقاص المغربي عبده حقي
- لإعادة اللحمة للنخب السياسية والمثقفة في المجتمعات العربية
- اسطورة فلسطينية... وكابوسا لاسرائيل
- لقاءٌ مع الأديبِ والناقدِ - نبيل عوده -
- توقف القتال .. لم تتوقف الحرب!!
- ورطة جنرالات اسرائيل
- اللغة العربية من منظار الواقع السياسي-الاجتماعي
- المنتصر على الطفولة
- اوشفيتش غزة: -امواتا يمشون -حتى متى؟!
- حين يصير المحتل مدافعا عن النفس
- من يقدس الموت يا سيد نتنياهو؟
- انتصار العقلانية الفلسطينية
- مونديال نتنياهو في الخليل
- يوميات نصراوي: على هامش تجربتي
- بحث فريد من نوعه ومثير في كتاب زلزالي لباحث يهودي:


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نبيل عودة - يوميات نصراوي: وطنيون بالمراسلة!!