أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - من يقدس الموت يا سيد نتنياهو؟















المزيد.....

من يقدس الموت يا سيد نتنياهو؟


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4501 - 2014 / 7 / 3 - 11:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


قارن رئيس الحكومة أمس (على أثر الجريمة العنصرية بقتل الفتى العربي في القدس) بين العرب واليهود، وقرر حسب رؤيته الشبه الهية: "هناك فجوة اخلاقية واسعة وعميقة تفصل بيننا وبين اعدائنا : هم يقدسون الموت ونحن نقدس الحياة، هم يقدسون القساوة ونحن نقدس الرحمة."
بالطبع وسائل اعلام نتنياهو تحاول اختلاق نظريات تبريرية عن مقتل الفتى الفلسطيني ، مرة بسبب "شرف العائلة" مرة بالقول انه "مثلي الجنس" وان قتله كان على قاعدة جنحة وليس قتلا عنصريا على ايدي سوائب منفلتة ترى ان "العربي الميت هو العربي الجيد". والمؤسف ان التحقيق بمقتل الفتى العربي لا يجري بالسرعة المطلوبة ولا بالشفافية الضرورية التي تعني ان هناك محاولات ، تعودنا عليها ، لإيجاد تبريرات تقلل من بشاعة الجريمة العنصرية.
كان واضحا من الساعة الأولى انه توجد ادلة عديدة تسهل الوصول الى القتلة.. او الى اسباب قتل فتى فلسطيني. لكن بظل "عجز" قوى الأمن في الوصول الى منفذي الجريمة تترك كل الاحتمالات التي يسوقها لنا الاعلام الاسرائيلي ، خاصة المجند منه، كنوع من التغطية على الجريمة ، هذا اذا "نجحت" قوى الأمن في الوصول الى كشف الأيدي الآثمة وراء خطف وقتل فتي فلسطيني.. هذا ما تعلمناه من تجربتنا مع عصابات "تدفيع الثمن" التي تعيث فسادا وقتلا وتدميرا، بظل "عجز" متواصل من اقوى امن واقوى جهاز شرطة في الشرق الأوسط ومن اقوى أجهزة المخابرات في العالم في الوصول الى طرف خيط يقود لكشف الوجه الإجرامي البشع لعنصريي تدفيع الثمن.. لأنه قد ينكشف ان وراءهم قوى من المربك لإسرائيل الكشف عنها!!
لا بد من سؤال: هل يظن رئيس الحكومة الموقر ان عصابات "تدفيع الثمن" هي ضمن مجموعته الأخلاقية..؟ يقدسون الحياة ..؟يقدسون الرحمة..؟ ماذا يقول سعادته عما كتبه مدير عام حركة "بني عكيفا" العالمية، الرابي نوعم فارل بتغريدته على موقعه في الفيسبوك، التي طلب فيها الإنتقام من مقتل الفتيان اليهود الثلاثة بأن "يُحول الجيش الذي بحث عن الفتيان المختطفين الى جيش منتقمين" وان "الآذان يجب ان تصم عن سماع الفلسطينيين"؟!
نذكر بالتاريخ غير البعيد حالة مشابهة لدعوة الرابي (وكيل السماء على الأرض) لتحويل جيش دولة الى جيش منتقمين كما جرى في "ليلة الكريستال" المشؤومة في عاصمة الرايخ الثالث ، وما تبعها من جرائم يندى لها جبين البشرية حتى اليوم، وارجو ان يندى جبين نتنياهو وحكومته واليمين العنصري كله مما يجري من جرائم بحق الفلسطينيين والأقلية العربية في اسرائيل بظل عجز مثير للضحك، لولا الألم الذي يملأ صدورنا!!
كتب الرابي نوعم فارل أيضا في تغريدته الفيسبوكية :"شعبا بأكمله والاف سنوات التاريخ تطالب بالانتقام". وكتب:" بدماء العدو يكفر عن الاحتقار وليس بدموعهم فقط". ودعا حكومة اسرائيل ان تتمتع بالإرادة لتستعيد روح قتال "البالماخ" (البالماخ- فرق الصدام- هي القوة العسكرية "للهجاناة"-جيش الدفاع- التي نشطت في فلسطين بين 1941 - 1948 الذي اطلق على نفسه اسم الجيش العبري للدولة اليهودية التي كان يجري التحضير لإقامتها)
ليس من الصعب ان يصل المراقب للمشهد السياسي والأمني في اسرائيل ولما يجري في الحكومة المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية، ان هناك فقدان للسيطرة على التطورات. هذا يبرز في الابحاث الأمنية والسياسية للحكومة المصغرة التي تشير ، حسب مراقبين واعلاميين يهود ايضا، الى عدم مهنية وفجوة كبيرة بين ادارة الأبحاث والقدرة على السيطرة على الأحداث نفسها.
لا اعرف لماذا جرى تجاهل محاولة خطف طفل فلسطيني في السابعة من عمره (اعلاميا أيضا لم ينشر عن الموضوع) قبل ليلة واحدة من ليلة خطف الفتي الفلسطيني وقتله؟ هل الطفل ابن السابعة كان أيضا مثلي الجنس او متورط بجريمة "شرف العائلة"؟
الشرطة والجيش هاجموا بعنف المحتجين على قتل الشاب الفلسطيني في الوقت الذي تظاهر اعداد كبيرة من اليهود المحرضين في شوارع القدس ، وطاردوا المواطني العرب واعتدوا على بعضهم وكانوا يصرخون : "الموت للعرب" و " اليهودي هو روح – الفلسطيني ابن عاهرة". حقا الشرطة اغلقت الطريق ..لمنع اعتداءات اخطر واوسع على العرب المقدسيين.
هل هذه بداية لحملة انتقام تواصل ما بدأت به عصابات تدفيع الثمن، وسنشهد في الأيام القادمة جرائم مروعة بحق الفلسطينيين؟

كم يبدو هزيلا ومثيرا للشفقة رئيس الحكومة نتنياهو بمقارنته الصبيانية بين اخلاقيات اليهود والعرب. هل يعتبر سيادته خطف وقتل فتى عربي من شعفاط ضمن الفجوة الأخلاقية التي تفصل "اليهود الذين يقدسون الحياة" عن الأعداء(الفلسطينيين) " الذين يقدسون الموت"؟ هذه المقارنة جاءت ساقطة وعنصرية (لاسامية ضد العرب).
ليثبت حضرته هذه الفجوة باقتلاع عصابات "تدفيع الثمن" من المشهد الاسرائيلي وليكشف عن قتلة الفتى العربي من شعفاط وليوقف صيد الفتيان الفلسطينيين برصاص جيش الاحتلال .. قبل ان يلقي مقارناته العنصرية.

سانهي مقالي بمقطع مما جاء في كتاب (للنتصر على هتلر) لرئيس الكنيست السابق ابراهام بورغ، لطرح الفرق الاخلاقي بين انسان عقلاني مثل ابراهم بورغ ، مناضل حقيقي من اجل السلام والمساوة واحترام الأخر المختلف، وبين سوائب المستوطنين وعصابات "تدفيع الثمن" و"الموت للعرب" و"العرب ابناء عاهرة". كتب بورغ:

" اسرائيل الثورية الفتية المليئة بالحياة تحولت الى متحدثة باسم الأموات، دولة تتحدث باسم كل اؤلئك غير الموجودين أكثر مما تتحدث باسم كل اؤلئك الموجودين . اذا كان هذا لا يكفي ، الحرب حولتنا ، بدون ارادتنا ، من ظاهرة شاذة لنصبح قاعدة الشواذ نفسه . طريقة حياتنا قتالية مع الجميع ، مع الأصدقاء ومع الأعداء ، قتال مع الخارج وقتال مع الداخل ، يمكن القول ، ليس بتوسع أو بشكل مجازي ، انما بحزن وثقة ، ان الاسرائيلي يفهم فقط ... القوة . هذا الوضع بدأ كحالة استعلائية اسرائيلية امام عجز العرب من التغلب علينا في ساحات الحرب ، واستمر كأثبات للكثير جدا من التصرفات والقناعات السياسية ، التي لا يمكن قبولها في عالم سوي. كل دولة تحتاج الى قوة بدرجة معقولة. الى جانب القوة تحتاج كل دولة ايضا الى سياسة وقدرة نفسية على لجم القوة . لنا توجد قوة . الكثير من القوة وفقط قوة . لا يوجد لنا أي بديل للقوة ، ولا نملك أي فهم أو ارادة عدا ان نجعل القوة تتكلم .. " و اعطاء جيش الدفاع الاسرائيلي لينتصر " . في نهاية الأمر حدث لنا ما يحدث لكل ممارسي العنف والبلطجية في العالم : شوهنا التوراة وشوهنا مفاهيمنا ولم نعد قادرين نحن انفسنا على فهم أي شيء آخر عدا لغة القوة . حتى على مستوى علاقة الزوج بزوجته ، وعلاقة الانسان بصديقة ، وعلاقة الدولة بمواطنيها ، وعلاقة القادة ببعضهم البعض . ان الدولة التي تعيش على حرابها ، والتي تسجد لأمواتها ، نهايتها، كما يبدو ، ان تعيش بحالة طوارئ دائمة ، لأن وجهة نظرها أن الجميع نازيون ، كلهم ألمان ، كلهم عرب ، كلهم يكرهوننا ، والعالم ، بطبيعته ، كان دائما ضدنا..."



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصار العقلانية الفلسطينية
- مونديال نتنياهو في الخليل
- يوميات نصراوي: على هامش تجربتي
- بحث فريد من نوعه ومثير في كتاب زلزالي لباحث يهودي:
- المحامي سعيد نفاع يترافع عن البوعزيزي
- الناصرة – تاريخ وصور
- الاعلام العربي في اسرائيل عبر تجربة -اذاعة الشمس-
- بطركية الروم وخطة تجنيد المسيحيين لجيش الاحتلال
- طوشة في الطريق الى الجنة...
- مفاوضات عبثية بلا دور عربي !!
- يوميات نصراوي:كيف صار قبر دبور مقاما مقدسا؟
- استجابة لدعوة الحزب اقدم ملاحظاتي
- غبار انتخابي بعد تسانومي الناصرة
- الأدب الروائي الفلسطيني داخل اسرائيل
- لتقم حركة نسوية عربية تسقط الوثنية الذكورية
- يوميات نصراوي: كفربرعم المُهجّرة..لوحة فلسطينية صغيرة!!
- مجتمع لا ثقافي هو مجتمع مأزوم!!
- بين ديوان وأخر مروان مخول شاعر يحلّق أعلى مما توقّعنا!
- يوميات نصراوي: عندما يعشق المدير
- الخطر على الناصرة من انهيار مؤسسات الجماهير العربية


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - من يقدس الموت يا سيد نتنياهو؟