أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - الخطر على الناصرة من انهيار مؤسسات الجماهير العربية















المزيد.....

الخطر على الناصرة من انهيار مؤسسات الجماهير العربية


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4325 - 2014 / 1 / 4 - 21:08
المحور: المجتمع المدني
    


هل الناصرة في خطر؟!

رفعت في الأونة الأخيرة اعلانات ضخمة تعلن ان الناصرة في خطر، وتدعو لاعادة انتخابات رئاسة البلدية.

هل اعادة الانتخابات سيخرج الناصرة من الخطر؟

ارى ان كل هذا الضجيج مفتعل وضرره أكبر من فائدته.

لا احد ينكر ان الناصرة ومختلف بلداتنا العربية تواجه واقعا يزداد سوءا . تواجه سياسة رسمية تمييزية في جميع مستويات القرار والتنفيذ.

لا ارى ان الانتخابات لرئاسة البلدية هي وراء الخطر الذي الذي تحذر منه الاعلانات الضخمة.

الخطر على الناصرة لم ينشأ نتيجة عدم وضوح حاسم في من هو الفائز برئاسة البلدية. وليس بسبب صندوق مهما كان ، فرز او لم يفرز.

الناصرة والوسط العربي عموما في مسار خطر لم يبدأ ولم ينته بانتخابات البلدية الأخيرة ، او بخلاف على عدد من الأصوات .

طبعا هناك مخاطر اكثر اهمية من نتائج انتخابات بلدية الناصرة وتحدي الفائز فيها.
الخسارة التي مني بها (افتراضا) مرشح الجبهة رامز جرايسي ليست خسارته الشخصية.والفوز الذي انجزه(افتراضا أيضا) مرشح قائمة ناصرتي علي سلام ليس فوزه الشخصي . الخطر ليس بمن تقرر المحكمة انه الأحق برئاسة البلدية.

يجب النظر لحدث الناصرة الانتخابي من زاوية مغايرة تماما.

الزاوية التي يجب ان نرى انها تشكل خطرا على الناصرة والوسط العربي بكل بلداته، وعلى المواطنين العرب، هو حالة الاحباط التي تسود الجماهير العربية، اقلية غير موحدة، تراجع في مستوى الوعي ، تراجع في العصرنة، انحسار الهوية المركزية (الهوية القومية) وتنامي هويات هامشية تعمق تفككنا القومي، الهوية الطائفية تصبح ذات سيادة مطلقة، تندمج بها الهوية العائلية ، الأحزاب تخطب ودها طمعا بزيادة قوتها دون تفكير بنتائج هذا التودد، لا فرق بين يسار ويمين . برامج الأحزاب وتحالفاتها تحكمها دوافع غير سياسية ،غير فكرية وغير منطقية بميزان الفكر السياسي الاستراتيجي. كل التكتيكات السياسية تتحكم بها اهداف شخصية، العداء للجبهة مثلا هو المحرك السياسي والفكري للتجمع والعكس صحيح أيضا... حتى لو اعطى ذلك القوة لقوى لا يمكن ان تكون في الحساب الأخير لمصلحة التجمع او الجبهة وما يمثلانه من فكر ثوري وطني علماني متنور، بمواجهة اصولية دينية وانغلاقا عائليا. اي الحساب ليس للمستقبل !!بل للحظة القائمة.

الهدف لم يعد تعميق الوعي، لم يعد العمل المنهجي للتأثير على المجتمع اليهودي ، في حالتنا لهذه المهمة قيمة لا يمكن الاستهتار بها، لم يعد التنظيم يشكل قوة مؤثرة على صياغة القرارات والمواقف . يبدو ان مفاهيم القيادة استبدلت بمفاهيم "الوجهاء" قائد الحزب هو الوجيه او المختار ، اي ان النهج السياسي للأحزاب العربية أضحى نهجا شخصانيا ، المختار او الوجيه الحزبي هو المقرر... يجري التصويت؟؟ مهزلة ديمقراطية ليس الا.. كل شيء مقرر سلفا!!

الشعب مصاب بالاحباط ، احباط سياسي ، احباط اجتماعي ، احباط نفسي واحباط اقتصادي يتعمق ويزيد حالة الوسط العربي تأزما.

للأسف ، القيادات ( الوجهاء) هي جزء هام من حالة الاحباط السائدة في اوساط الجماهير العربية.

قيادات الوسط العربي عاجزة، مفككة تتكلم ولا تعمل.

قيادات الوسط العربي بالكاد تعرف ما يجري داخل المجتمع العربي الذي يفترض انها تمثله وتقوده.

الأقلية العربية في اسرائيل تعدادها مليون ونصف تقريبا. هذه الأقلية تعيش احد أخطر الأمراض ...مرض الطائفية المستند الى اصولية دينية ظلامية ومرض العائلية المتنامي باتساع مقلق في السنوات الأخيرة. على اي قاعدة فكرية واجتماعية تتعمق هذه الظواهر؟

الانتماء لم يعد لما يوحد ويجمع بيننا، بل صار انتماء الى هويات دينية وطائفية وعائلية. هذا الانتماء يتفوق على الانتماء القومي..هل يتوقع احد ان نخرج كطائفيين وعائليين من بوتقة وفقاعات الانتماءات الهامشية بدون نشاط مؤسساتنا الرسمية وغير الرسمية؟
هل سال احد نفسه لماذا تتقلص العلمانية في مجتمعنا؟ لماذا خان رافعوا لواء العلمانية علمانيتهم ( واتهم اليساريين والقوميين) ويتقدمون بحذر الى مواقع التواطؤ مع الأوساط الدينية المتطرفة والعائلية المتزمتة؟
لا اتهم طرفا بعينه ولا اعفي من تهمي أي طرف .
الخطر الذي نواجهه هو خطر انهيار كل مؤسسات الجماهير العربية في اسرائيل.
ماذا يفعل قادتنا لانقاذ وحدتنا وتنمية وعينا؟

للأسف لا شيء... الا اذا اعتبرنا ان الجعجعة القومية ، التي تزداد كلما ازدادت أزمتنا الشاملة هي الفعل القيادي الذي سيخرجنا من أزمتنا .

الخطر على الناصرة هو انعكاس لواقع مأزوم. واقع تفكك وحدتنا، تراجع وعينا ورفضنا للعصرنة. اذن الخطر على مجتمعنا العربي كله وليس على الناصرة بسبب الخلاف على مجموعة أصوات
.
نحن نعيش حالة فكر بلا فعل وفعل بلا فكر.كما يقول المفكر الفيلسوف د. فؤاد زكريا في مقال له قبل 30 سنة حول مستقبل الأصولية الدينية ، صحيح انه تناول المجتمع المصري ولكن الواقع ينسحب على مجمل المجتمعات العربية ونحن ضمنها. اليوم تبدو كلماته كانها قيلت عما نواجهه نحن اليوم وليس قبل ثلاث عقود. كتب:«أصبح المأزق الحقيقى الذى تعانى منه مصر( اقرأ الجماهير العربية في اسرائيل) فى تطلعها إلى المستقبل هو اضطرارها إلى أن تختار بين فكر بلا فعل، وفعل بلا فكر، وأحسب أنه لن يكون لنا خلاص إلا فى اليوم الذى يصل فيه الذين يفكرون إلى المستوى الذى يتيح لهم أن ينقلوا فكرهم إلى حيز الفعل المؤثر والفعال، أو يصل الذين يفعلون إلى المستوى الذى يدركون فيه قيمة الفكر المتفتح والعقل المستنير"ّّ!!

في ظل هذه الأجواء ذهبنا للتصويت.
هنا الخطر وليس نتائج التصويت. الخطر في ابتعادنا عن التحولات الحضارية . نعيش في احلام الماضي . الماضي لن يعود مهما كان عظيما. لا بد من بناء حاضر بدل الحلم .
ان استعراض فترة صعود الجبهة في الناصرة عام 1975 وانتخاب توفيق زياد بأكثرية 75% من الأصوات ، وصولا الى ما نواجهه اليوم من صراع قضائي على مجموعة اصوات لا تتجاوز العشرات القليلة، مقابل مرشح خاض الانتخابات مستقلا،هي حالة تستحق الدراسة. ليس دراسة الفشل الحالي، انما درسة التقدم المتواصل من تقلص الى تقلص، من ضعف الى ضعف.من تفكك المؤسسات المكونة للجبهة وانشقاق قوى مؤسسة للجبهة على صعيد تازم في العلاقات الشخصية وليس خلاف على رؤية تطويرية ونهجا قوميا.

لا اتهم رامز جرايسي بالفشل، كرئيس لبلدية الناصرة لا يختلف حتى منافسيه انه من افضل رؤساء البلديات في اسرائيل ... انما اتهم قيادات سياسية ومؤسسات حزبية لم يشغلها التراجع المتواصل، لم يقلقها التفكك والانشقاقات التي بدأت تضرب بنيان الجبهة، ولم تقم باي جهد فكري او عملي بظن ان "الأمن مستتب" والفوز محصلة حاصل. هذا هو الدرس الذي يجب ان يبحث لعله يعطي درسا بان القيادة السياسية ليست وجاهة ومخترة!!
ربما هناك ضرورة لفحص الاعلام ودوره في هزيمة الجبهة في الانتخابات الأخيرة. اعلام الحزب (صحيفة "الاتحاد") كان أشبه ب "الميت الماشي"، موجود وغائب. ليس بسبب تجاهل مقالات نبيل عودة،التي لم يُكتب غيرها او افضل منها في تسويق رامز جرايسي وقائمة الجبهة ، لكن "هيئة تحرير الميت الماشي" قررت ان "نبيل عودة عدوا طبقيا الصراع معه تناحري" ولم تقدم اي بديل دعائي لائق لمعركة انتخابات بالغة الأهمية لهم ولحزبهم وجبهته!!

السؤال الملح ما هو دور الاعلام الحزبي في معركة مصيرية مثل معركة انتخابات بلدية الناصرة؟
تريدون جوابا؟... يجب تنظيف الاعلام الحزبي من الشلل الفكري والاعلامي السائد!! هذا الشلل يلعب دورا سلبيا على الصعيد التنويري العام!!

الاستنتاج الأساسي ان علي سلام بما يمثله من شريحة اجتماعية، وما استطاع ان يجمعه من دعم ، انجز ما كان يبدو غير قابل للتنفيذ.
انجاز كبير بغض النظر عن قرار المحاكم.

لا ارى ان الناصرة في خطر لفوز علي سلام. الناصرة في خطر اذا عدنا لسياسة الجعجعة الحزبية التي افشلت رامز جرايسي عمليا.. وستواصل كما يبدو قيادة الفشل.

يجب ايجاد صيغة جديدة. اذا تقرر ان على هو الرئيس يجب توفير الدعم الكامل له ليقود الناصرة تطويريا ووطنيا بشكل سليم يحافظ على المكاسب التي انجزت في فترة الجبهة ويعطي دفعة جديدة بتنفيذ مختلف المشاريع التي طرحتها الجبهة ولا ننسى انها ليست مشاريع شخصية لرامز جرايسي بل مشاريع للناصرة كلها.

لا ارى خطرا على الناصرة الا من تعمق الطائفية وتفكك مؤسسات شعبنا !!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا ثقافية: القصة بين الوعي الفني والمواعظ
- (في ذكرى انتفاضة الحجارة 1987) نهاية الزمن العاقر
- يوميات نصراوي: خواطر سوفياتية
- يوميات نصراوي: من الشاه الى الخميني
- حرب جميلة وشداد
- اليسار العربي.. ازمة قيادات وازمة فكر!!
- بصراحة مؤلمة.. عن الناصرة وغيرها!!
- يوميات نصراوي: المنقذ من الضلال
- ببغاء للرئاسة...
- يوميات نصراوي: مرشح رئاسة...!!
- تغريد نشاز للدكتور محمد خليل !!
- يوميات نصراوي: رئيس بلدية يبحث عن وظيفة
- وهل يصمت جواد بولس-!
- الناصرة اولا: الويل لمدينة تحتل فيها المشاعر مكان العقل!!
- في الرد على الرد الذي اثاره مقال جواد بولس
- يوميات نصراوي: زعماءنا غادروا الوطن قسرا / احبسوا انفاسكم:بع ...
- يوميات نصراوي: رسالة لشباب التغيير ونبذة من تاريخنا!!
- يوميات نصراوي: أزاهر بأريجها هذي الدنا تتعطر*
- لمن نسلم الناصرة؟!
- يوميات نصراوي: نوستالجيا انتخابية


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - الخطر على الناصرة من انهيار مؤسسات الجماهير العربية