يوميات نصراوي: زعماءنا غادروا الوطن قسرا / احبسوا انفاسكم:بعد 5 – ت حنين ستعلن الخطة 5 – م

نبيل عودة
كاتب وباحث
(Nabeel Oudeh)

الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 21:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

السنة 2007
حلم مزعج أيقظني في منتصف الليل. استيقظت مرعوبا.ريقي متيبس من النشوفة. كنت ألهث لهاث سيزيف الذي لم يتوقف عن دفع الصخرة الى قمة الجبل. هل ما اعتراني حلم حقا، ام هي حقيقة مرعبة؟ لحظات طويلة مضت وأنا في صدمتي، مشلول الارادة عن اتخاذ خطوة تخرجني من الرعب الذي اعتراني ولم يغادرني. لم أكن على يقين ان ما اعتراني كان حلما مرعبا. عادة تراودني في أحلامي أحداث الشهر. اراها وانا في منامي من زوايا مختلفة. بعضها يثير حنقي. بعضها يثر ضحكي. بعضها يجعلني مثل الساموراي الياباني، أقطع الأعداء بسيفي شمالا ويمينا.أخبار العرب تثير الساموراي في منامي. ربما لتعويض المرارة والمهانة التي تعتريني في يقظتي كلما سمعت زعيما عربيا يتحدث. أخبار فلسطين وتحرير غزة من الفلسطينيين، تثير ضحكي المرير. تشعرني بسخرية الأقدار وتلاعب آلهة الأولمب بمصائر البشر، وكأننا عدنا الى ما قبل التاريخ. أتخيل كيف سيذبح "محررو" غزة الرئيس الفلسطيني على "درجات المقاطعة"، كما توعدوا في فلتة لسان بطولية لم تعد نادرة في ايامنا.
ما يثير حنقي اننا نتحرك الى الخلف حين ينطلق العالم بسرعة الصوت الى الأمام.
ما يجعلني قادرا على بعض "الطمأنينة" هي عبقرية بعض قادة الأحزاب الوطنية العربية في اسرائيل. اربكوا السياسة الصهيونية بحسن تدبيرهم. أفشلوا مصادرة أراضينا بشعاراتهم. حققوا المساواة في الفقر بين البلدات العربية في الشمال والجنوب. طرحوا حقوق الانسان العربي في الكنيست، اقسموا يمين الولاء للدولة الصهيونية ونالوا ما يناله نواب الكنيست اليهود. من المعاش حتى السيارة ووسائل الاتصال والمساعد والسائق والفنادق. اليس هذا انجازا وطنيا عظيما في عقر دار نظام الأبرتهايد الصهيوني لصالح كل الجماهير العربية؟

حقا، أنزلوا الكيان الصهيوني من عليائه الى أدنى نقطة في الحضيض. أنجزوا لنا الحق الدمقراطي الكامل في مقارعة الصهيونية في عقر دارها. لاءاتهم باقية حين سقطت اللاءات العربية.
ارسلنا نموذجا قياديا للعالم العربي.. اضطر قسرا الى ترك وطنه ليعلم أنظمة العرب أصول النضال وليس جمع المال فقط لضمان آخرتهم حين يطيرون من رأس السلطة قسرا..

الحلم المزعج ما زال يربكني ويثير الشك بيقيني، ولكنه يتجسم أمامي. يرعبني مجرد التفكير فيه. لعله ليس حلما ؟ شعرت بأطرافي تتثلج. لمن سيتركنا قادتنا البواسل؟ من سيؤلف لنا الشعارات التي نرددها في صحافتنا واجتماعاتنا وتعليقاتنا الشتائمية ضد من لا تعجبنا أفكاره؟ من سيهاجم الصهيونية من على منبرها البرلماني؟ من سيقاطع رئيس الحكومة بالبث الحي والمباشر مثبتا ان الدمقراطية تؤخذ عنوة ولا توهب بلا ثمن؟

من سيقول للسلطة الغاشمة "نحن َضد" و "نحن نرفض" و "لا" و "لن يمر" وقبل ان نسمع ما يقترحون؟ حتى لو كان أقتراح الحكومة "التمييز المصلح" للعرب. لا لن نقبل من السلطة الصهيونية ان تغير سياستها، أو الأعتراف بأخطاء ممارسة التمييز الطويلة ضد العرب في بلاد الـ 48. ماذا سيبقى من أهداف نضالية اذا بدأنا بالحصول على أجزاء من حقوقنا بالتدريج؟ هل سيصل الى الكنيست أشخاص مخالفون لأسلوبنا، يرحبون بالتغيير؟ هذا لن يمر.. نطرح شعارات أكثر حماسا.. نعقد مهرجانات وننشر صور مهرجانات أيام زمان لنثبت ان الحضور كان جماهيريا. نقول ضد الحكومة وزعمائها ما لا يجرؤ "كلب داشر" في التعبير عنه نباحا في شوارع القاهرة أو دمشق.

ابدا لن يمروا!!

كيف يمرون والزعماء لم يلحقوا ربعهم في الخروج "قسرا" من بلاد الـ 48 الى دول الرمال؟.. هذا الأمر يحتاج الى سنوات من أجل تحضير أجواء حماسية ومليئة ب "الذخيرة الخضراء" قبل المغادرة قسرا .

كان حلمي غير عادي.. ما زلت أرتجف خوفا من مراجعة تفاصيله.

كيف سنبقى بلا زعماء.. بدون مفكرين؟!

من سيتصدى للمشاريع الصهيونية؟ من سيتصدى لمشروع أعادة العاطلين عن العمل الى سوق العمل؟ من سيحرض العاطلين عن العمل على رفض اعادة تشغيلهم والاصرار على ضمان الدخل؟ الا يعرف المسؤولون ان النضال يحتاج الى فقراء لا يخسرون شيئا الا قيودهم؟
كان حلمي مزعجا.. رهيبا.. أشعرني بالاحباط.. حسبت نفسي أسقط في هاوية بلا قعر.. أسقط وأصرخ واواصل السقوط والصراخ... ولا من منقذ.. حين فتحت عيني فجاة. كنت مذهولا من ان يكون الحلم حقيقة.
حلمت ان زعماءنا غادروا بلاد الـ 48 قسرا... واننا صرنا بلا زعماء!!
بعض الزعماء لم يهاجروا جسديا .. هجرهم وعيهم...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السنة 2013
احبسوا انفاسكم:حنين ستعلن الخطة 5 – م
اعترف اني تسرعت بتقييمي الإيجابي للمرشحة للرئاسة(فقط) حنين زعبي ، اي ليست مرشحة لعضوية البلدية لأنها اكبر من البلدية ومن ان تكون عضوة بلدية.
ربما تسير على درب سابقها اذا تغيرت طريقة الانتخابات مرة اخرى،قد تترشح حنين مثل معلمها ، لرئاسة الحكومة وهذا يليق بها اكثر من رئاسة بلدية.. فيما بعد قد تختار ان تكون سفيرة جديدة للزعماء الطامحين بمغادرة وطنهم قسرا بجيوب مليئة.. بتراب الوطن طبعا ، لكني اتنبأ ان يغير التجمع اسمة الى حزب "الزعماء المغادرين وطنهم قسرا" .
قرأت عن الخطة "5 – ت" التي اعلنت عنها المفكرة حنين زعبي في مؤتمر صحفي، لوهلة اعتقدت اننا امام فتح مبين،عنوان الخبر عن الخطة "5 – ت" أوهمني اني امام نظرية اقتصادية تطويرية لبلدية الناصرة ستحصل صاحبتها على نوبل.. فاذا هي لعبة كلمات تليق بروضات الأطفال.. وبأحسن الأحوال طريقة تعليمية للصغار لتعريفهم على كلمات عربية تبدأ بحرف التاء.
لننتظر المؤتمر الصحفي الثاني لنضحك مع الخطة "5 – م".. التي اعددتها لحنين خصيصا، لاوفر طاقتها لخطة 5 جديدة ننتظرها كما ننتظر مسرحية "شاهد ما شفش حاجة"!!..
1 – مهاترات، كيف لا والتجمع ابو المهاترات السياسية، فهل تكون ممثلته في الناصرة مختلفة عن ممثله في قطر؟
2 – مغامرة، الناصرة لا تليق بأن تكون متراسا للجماهير العربية، يجب المغامرة وجعلها متراسا لزمرة أمير قطر وجماعة رابعة حلفاء قطر وأمريكا.
3 – معاق، حسب الفكر التجمعي كل من يرفض تنظيرات مرشحته ولا يصوت لها فهو معاق .
4 – مرحبا، أصلا تستخدم لتحية الوارد تعني وسعت بك الأرض:"مرحبا بك" لكن في مفهوم التجمع مرحبا تعني: "وسعت بك الدوحة" التي اتسعت أيضا للمخابرات
الأمريكية وللقواعد الأمريكية.
5 – مهزلة، هنا لا اجد ما اضيفه لأن الكلمة تفسر نفسها بدون تدخلي.. وهي مسك الختام لمشروع "5 – ت".
عام 1998 في معركة انتخابات بلدية سابقة، واجهني تجمعي خجل من ذكر اسمه، مختبئا وراء اسم مستعار هو"وليد مسعود".. كشف لي صديق محرر في فصل المقال اسمه الحقيقي : عزمي بشارة.. لم يفاجئني وليد مسعود بشارة بقدرته على الاسفاف السياسي.. وجل ما استطاعه اتهامي اني "سيف الجبهة المسلول" .. طبعا نسيت ان أشكره على هذه المكرمة.
هل حكم على ابناء الناصرة ان يكونوا شهودا لتواصل الاسفاف ، لتواصل المهزلة باسماء متغيرة في كل انتخابات؟
عندما نتكلم عن المهاترات فنحن نقصد أيضا تضخيم بعض القضايا وطرحها كأنها أمور مرعبة، او مذهلة ، او فضائح، لو تمعنا بما يطرح بفكرنا وعقلنا الواعي لوجدنا اننا امام مسرحية هزلية فاشلة. لا تُضحك بقدر ما تثير الاشمئزازا والسخرية.
أكثر من ذلك ما طرحته حنين حول فضائح بلدية الناصرة بادارتها الجبهوية، يتبن انه انجاز كبير وهام.. تغيير هدف اراضي من اراضي احراش الى اراضي للأستعمال البلدي ، استعملت لبناء مدارس ووحدات سكن تقدر بالمئات. اين الفضيحة ؟! هل توسيع مسطح مدينة الناصرة التي تعاني من ضائقة عنصرية في مخصصات الأرض، هي خطوة معادية للمواطنين وفضيحة ام انجاز هام وجوهري وملح جدا؟
هل نسينا قصة العلاوات ، التي اثارها بطل تجمعي سابق ، حيث اتهم الادارة البلدية بان العلاوات لكادر الموظفين "تبذيرات ومحسوبيات"؟
توقعت معركة انتخابات عقلانية، توقعت ، دعاية تنهج نحو العقل ، لم اتوقع نفي العقل واستبداله بالحقد والكراهية. توسمت خيرا بترشيح امرأة علمانية .. ظننت ، او توهمت ان التجمع عاد الى وعيه. لكنها من اول غزواتها كسرت عصاتها.
استبدلت العلاوات اليوم بنقد توسيع مسطح مدينة الناصرة لأن الأرض التي ضمت للناصرة أرض حرشية.. ما شاء الله على هذه الحجة!! هل تظن حنين انه توجد حول الناصرة اراض يمكن ضمها ليست اراضي احراش او اراضي مصادرة للناصرة العليا ، ربما تريدنا ان نتوسع على حساب اراضي القرى العربية المحيطة بالناصرة؟أي تضييق الخناق على ابناء شعبنا؟
هل الحرش اهم من بناء مدرسة وبناء مساكن ومناطق صناعية ومراكز ثقافية بينها أكبر مركز ثقافي في الشمال؟
تعالوا نحاكم رئيس البلدية رامز جرايسي على جريمته الكبيرة هذه.
اذا كنت ستواصل توسيع مسطح بلدية الناصرة بالأحراش ، لبناء المدارس ،بناء المنازل ، بناء النوادي ،بناء المراكز الثقافية واقامة مناطق صناعية، لتعلم ان الوطنية التجمعية حنين الزعبي ستسحب ثقتها بك، ولن تقدم اي مشروع قرار في الكنيست من اجل رفع مكانة الناصرة . ستصوت ضد زيادة الميزانيات لبلديتك. ستقدم شكوى لمراقب الدولة بانك تقلل نسبة الأكسجين لسكان الناصرة ، بتحويل الغابات حولها الى اراض للتطوير من اجل مدينة الناصرة، بينما المتوقع ان تخصص تلك الغابات لتوسيع الناصرة العليا اليهودية لنثبت للعالم عنصرية اسرائيل وتمييزها ضد العرب في مخصصات الأراضي، ان جهودك لضم اراض جديدة لمسطح الناصرة يضر بالنضال الوطني للتجمع ، ولحنين زعبي شخصيا!!
طبعا المحاكمة ستفتتح بنشيد التجمع : موطني موطني ..!!

الى اللقاء في مهزلة 5 – م !!

نبيل عودة - كاتب من بلاد ال 48 - الناصرة

[email protected]

#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات