أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - مونديال نتنياهو في الخليل














المزيد.....

مونديال نتنياهو في الخليل


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4484 - 2014 / 6 / 16 - 16:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


مونديال نتنياهو في الخليل
نبيل عودة

يبدو للمراقب السياسي ان ما يجري في الخليل لا يمت بصلة لخطف ثلاث شبان يهود. او ان خطف الشبان وقع في توقيت ملائم للنهج السياسي الذي قيد به رئيس حكومة اسرائيل يديه وتفكيره به منذ بداية لعبة المفاوضات.بل منذ عرفنا نتنياهو وسياساته.
يبدو واضحا ان نتنياهو ينطلق من فكرة "رسوليتة" ،مشروع تختلط فيها السياسية بالفكر التوراتي الخرافي.
لا اشكك بذكاء نتنياهو، لكني اشكك بقدرته على فهم المخاطر من تصلبه السياسي التوراتي على مستقبل شعبه أولا وعلى مستقبل الفلسطينيين ثانيا وامتداد هذا التأثير على واقع الشرق الأوسط برمته. ايضا لا بد من التأكيد انه لا يمكن تجاهل ما يجري في منطقتنا اليوم.
في استطلاع للرأي اجرته مجموعة من الباحثين من الجامعة الاحتلالية "اريئيل"، قال 52% من المشاركين في الاستطلاع ، ان المصادمات بين الجيش والمستوطنين تجعلهم يغيرون موقفهم من التماثل مع المستوطنين الى تأييد الانسحاب من المناطق الفلسطينية المحتلة. الظاهرة الأهم في الاستطلاع انه يؤشر الى انخفاض معارضة الجمهور (اليهودي طبعا) لتقديم تنازلات عن اراض للفلسطينيين، 59% يعتقدون ان المستوطنين يلحقون الضرر بعلاقات اسرائيل مع الولايات المتحدة. كذلك يتبين ان 40% يعتقدون ان الاستيطان هو تبذير لأموال الدولة ويؤيد 52% انسحابا جزئيا او كاملا من المناطق المحتلة باتفاق.
هذا الاستطلاع مؤشر معاكس لسياسات نتنياهو. جرى قبل خطف الشباب اليهود.هل يحاول نتنياهو بموندياله ألاحتلالي في الخليل قلب اتجاهات الرأي العام في إسرائيل ام سيحقق نتائج عكسية تماما كما يتوقع العديد من أصحاب الرأي اليهود؟
طبعا ليس هذا ما يريده نتيناهو..جاء خطف او "اختفاء" الشباب اليهود ليعطي نتنياهو ما ترغب به نفسه.اصر على اتهام حكومة السلطة الفلسطينية لأن حماس شريكة فيها رغم عدم وجود أي ممثل لحماس في طاقم الحكومة ورغم أن الاتفاق بين فتح وحماس ما زال في اطار شكلي وليس تنفيذي. نتنياهو عاد يكرر ان حماس هي المسؤولة عن خطف الشباب رغم ان اجهزة الأمن الاسرائيلية لم تدل بأي اشارة الى هوية الخاطفين وحماس رسميا أنكرت علاقتها بعملية خطف الشباب. صارت تهمه نوعا من التكرار الممل!!
لماذا هذا الاصرار من رئيس حكومة اسرائيل لاتهام حماس ؟ وما هي المعلومات التي يعتمدها في القاء تهمه؟ ايضا حمل الرئيس الفلسطيني ابو مازن المسؤولية. هل يريد من الشعب المحتلة أرضه والذي يواجه القمع ألاحتلالي ، زعرنة ألمستوطنين ظواهر تدفيع الثمن، قتل الشباب الفلسطينية بلا أي مبرر أمني وآلاف ظواهر العنف ألاحتلالي ان يقلقوا لمصير المستوطنين؟
اذا كانت حقا هناك عملية خطف ، أقول بوضوح انها لا تخدم معركة الشعب الفلسطيني لكنس الاحتلال وفضح ممارساته القمعية وتجاوزه لكل القوانين الدولية.العكس هو الصحيح. الخطف جاء تماما ليعطي نتنياهو ما ترغب به نفسه من التحريض على السلطة الفلسطينية ، تحريض منفلت مكرر على النهج العقلاني الذي يمارسه الفلسطينيون في ألمفاوضات الذي يجرد اسرائيل من مصداقيتها ومجندا العالم كله، حتى الأمريكيين ، لتوجيه النقد الحاد لسياسة نتنياهو ومناوراته، وحسب ما نشرته صحيفة "هآرتس" قبل ايام اتهم الرئيس الأمريكي اوباما نتنياهو بأنه جبان ويشكل خطرا على مستقبل إسرائيل وانه لا يفهم ان الخطر الايراني محدود بالوقت بينما خطر عدم حل القضية الفلسطينية يشكل الخطر الأساسي على مستقبل إسرائيل وان زيادة عزل اسرائيل دوليا قد يبعد الولايات المتحدة تدريجيا عنها رغم ان الولايات المتحدة لم توقف حتى الآن تزويدها بالسلاح.
ان دفع هذا العدد الضخم من القوات الاسرائيلية الى الخليل ، كأننا في حرب مع "دولة الخليل ألنووية هو مونديال عسكري لخدمة مكانة نتنياهو في السياسة الاسرائيلية.
رؤيتي ان العملية في الخليل تجاوزت حدود الممكن والمعقول وقد تكون نتائجها عكسية تماما.اولا: فشلت الجحافل العسكرية والمخابراتية ومختلف أجهزة الأمن وعملاء اسرائيل من السكان ألمحليين في ايجاد طرف خيط يربطها مع الخاطفين او اماكن تواجد المخطوفين. ثانيا: ما يجري الآن عملية انتقام واسعة لا يمكن تقدير رد الفعل الفلسطيني عليها وهو آت لا محالة. ثالثا : ممارسة العقاب الجماعي ضد ابناء الشعب الفلسطيني لا تبرير له وهو اقرب شيء لتصرفات زعران "تدفيع الثمن" ولكن على مستوى الدولة وقواتها الأمنية هذه المرة.
انتقد الاعلام الاسرائيلي الاعلام الغربي لأنه لم يعط لموضوع خطف الشباب اليهود أهمية واسعة في اعلامه. هذه اشارة كان على نتنياهو ان يفهم منها ان بضاعته اصبحت قديمة وربما غير صالحة للتسويق.
آمل ان يكون المخطوفون (اذا خطفوا) بسلام، وان يعودوا الى عائلاتهم بأسرع ما يمكن . ان التصريحات الاسرائيلية الرسمية حول رفض تبادل الأسرى يشكل موقفا لن يخدم انقاذ حياة المخطوفين ، ولا ارى ان الموقف الاسرائيلي سيخدم الامتناع عن تنفيذ عمليات خطف مستقبلا. الحل لن يكون بحملات اعتقال وملء السجون الاسرائيلية بالمزيد من الفلسطينيين..وعمليات انتقام صبيانية مثل نفيهم (طردهم) الى غزة. نتنياهو يقود اسرائيل وفلسطين الى انفجار أكثر خطورة مما عرفناه حتى اليوم في العلاقات بين الشعبين.

[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات نصراوي: على هامش تجربتي
- بحث فريد من نوعه ومثير في كتاب زلزالي لباحث يهودي:
- المحامي سعيد نفاع يترافع عن البوعزيزي
- الناصرة – تاريخ وصور
- الاعلام العربي في اسرائيل عبر تجربة -اذاعة الشمس-
- بطركية الروم وخطة تجنيد المسيحيين لجيش الاحتلال
- طوشة في الطريق الى الجنة...
- مفاوضات عبثية بلا دور عربي !!
- يوميات نصراوي:كيف صار قبر دبور مقاما مقدسا؟
- استجابة لدعوة الحزب اقدم ملاحظاتي
- غبار انتخابي بعد تسانومي الناصرة
- الأدب الروائي الفلسطيني داخل اسرائيل
- لتقم حركة نسوية عربية تسقط الوثنية الذكورية
- يوميات نصراوي: كفربرعم المُهجّرة..لوحة فلسطينية صغيرة!!
- مجتمع لا ثقافي هو مجتمع مأزوم!!
- بين ديوان وأخر مروان مخول شاعر يحلّق أعلى مما توقّعنا!
- يوميات نصراوي: عندما يعشق المدير
- الخطر على الناصرة من انهيار مؤسسات الجماهير العربية
- قضايا ثقافية: القصة بين الوعي الفني والمواعظ
- (في ذكرى انتفاضة الحجارة 1987) نهاية الزمن العاقر


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - مونديال نتنياهو في الخليل