أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - الاحتلال يطبق سياسة -هنود حمر- مع بدو الأغوار















المزيد.....

الاحتلال يطبق سياسة -هنود حمر- مع بدو الأغوار


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4579 - 2014 / 9 / 19 - 09:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


الاحتلال يطبق سياسة "هنود حمر" مع بدو الأغوار

*إن تجاهل سياسة التطهير العرقي للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والتعامل الدولي معه بأيدي ناعمة، سيقود إلى ظواهر أكثر خطرا من داعش على الأمن العالمي!!*

نبيل عودة

يشكل وجود البدو بين سفوح الأغوار وتلالها ووديانها عائقا أمام مشاريع التوسع الاستيطاني والسيطرة على الأرض ومصادر المياه في الأغوار، سلطات الاحتلال الإسرائيلية طرحت بدائل تعتبر الأخطر ضد الوجود الفلسطيني في الأغوار، بخطة ظاهرها تطويري وجوهرها سيطرة إسرائيل ومستوطنيها على المزيد من الأرض الفلسطينية ومصادر المياه، عبر تهجير مخطط للبدو من مناطق تواجدهم التي ينتشرون فيها منذ مئات السنين، و"إسكانهم" في بلدات ستكون أشبه ب "المحميات الطبيعية" التي كانت من نصيب "الهنود الحمر" في أمريكا وهي مناطق معزولة عن المجتمع الأمريكي الأبيض ضمن سياسة عنصرية لم يعرف التاريخ البشري نماذجا شبيه له (إلا في إسرائيل المعاصرة طبعا) وسيكون مصير البدو نسخة أخرى للاستيطان "الأمريكي الأبيض" في فلسطين، كل الدلائل تشير انه أكثر بشاعة من سابقه التاريخي - الأمريكي!!

الاحتلال لا يستعمل اصطلاح "محميات طبيعية" يعزل فيها البدو الذين يشكلون حجر عثرة في طريق التوسع الاستيطاني والسيطرة على المزيد من الأرض الفلسطينية. عقلية الاحتلال أوجدت اصطلاحا جديدا "خطة إعادة التموضع" التي تم إقرارها في عام 2011.. وتنفذ على مراحل كي لا تثير ضجيجا يكشف عمق الخطط الاستيطانية للاحتلال، المضحك إن سيطرة إسرائيل على مصادر المياه، لا يثير نفس موجة الغضب الذي يثار من السيطرة على الأرض ومشاريع البناء..رغم ان للمياه قيمة إستراتيجية أكثر خطورة من احتلال الأرض!!

تقوم جرافات الاحتلال منذ سنوات وبحراسة حرس الحدود والجيش وبوجود ممثلي الإدارة المدنية، بتنفيذ عمليات إخلاء تهدم فيها منازل البدو وخيامهم، ويلحقون الصرر بأطفالهم خاصة، ويضيقون عليهم مناطق المراعي للمواشي، ويصادرون خيم الطوارئ التي تتبرع بها منظمة الصليب الحمر الدولية ومنظمات مساعدة إنسانية أخرى. ويفرض جيش الاحتلال حصارا، لمنع وصل المساعدات الإنسانية الأولية، تفحص كل المركبات التي تعبر الشوارع المحاذية لمناطق البدو التي تتعرض للهدم للتأكد من خلوها من أي مواد مساعدة للمهجرين عنوة.. وحتى خزانات المياه توقف وتسكب الماء على الأرض.

الحجة المعلنة لتغطية هذه العملية هي "تدريبات عسكرية".
منذ عام 2012 تكررت هذه التدريبات ثمانية مرات، كان الجيش يأمر الرعاة والمزارعين ترك المنطقة "مؤقتا" حتى "لا يلحق بهم الأذى"؟!
حسب تقارير مختلفة صدرت عن مركز القدس للمساعدة القانونية؛ تعمل الإدارة المدنية الإسرائيلية على بلورة خطة الاقتلاع منذ عام 2011، البعض أطلق على هذه العملية صفة "عملية تطهير"، هناك مؤشرات لتطبيقها الفوري ، أوقفت العملية مؤقتا وقت المفاوضات و"الاستجداء" الأمريكي من إسرائيل، إلى جانب تعرض سلطات الاحتلال لضغوطات من قبل المحاكم الإسرائيلية والاتحاد الأوروبي والمنظمات الحقوقية لإيجاد بدائل للبدو الذين يتم ترحيلهم (تطهير أرضهم منهم) وهدم منازلهم بعد ان فقدوا حق التنقل، مركز القدس للمساعدة القانونية أوضح في وقته ان الإدارة المدينة للاحتلال طرحت بدائل لتجميع البدو في مساحات محددة ضمن المناطق المصنفة "ج"، إلا أنها لا تلبي احتياجات البدو ونمط حياتهم.

بغض النظر عن موعد العودة لتهجير البدو، التي يعلن عنها في هذه الأيام ، حيث وضعت المسالة الفلسطينية بالثلاجة بانتظار الانتهاء من الحرب ضد داعش، يمكن القول ان المرحلة الأولى تشمل تطهير ثلاث مناطق، الأولى قرب منطقة العيزرية المعروفة بمنطقة مكب النفايات التابعة لبلدية القدس، الثانية منطقة بالقرب من أريحا بما يعرف بتجمع النويعمة والثالثة في منطقة الفصائل الفوقا. هناك مناطق أخرى لنقل البدو إليها لم تعرف بعد. تشمل الخطة ترحيل 4 الاف مواطن في المرحلة الأولى، ولكن تبين ان الأماكن المقترحة لا تتسع لأكثر من 500 عائلة المزمع ترحيلها وتفتقد تلك المناطق لنمط الحياة البدوية ، مثل تربية المواشي والمراعي ومساحات للزراعة.
المثير في الأمر ان ما يسمى مناطق نيران باتت تشكل 46% من مساحة الأرض في الغور، إسرائيل لا تكتفي بذلك، إذ أعلن الاحتلال عن 20% من الأراضي الفلسطينية في الغور منطقة طبيعية محمية، أي يمنع الدخول إليها وزراعتها أو الرعي فيها أو الإقامة فيها.

حسب تقارير سبق نشرها في صحيفة "هآرتس" جرى زرع آلاف الألغام في المنطقة، هذا إلى جانب مصادرة 2500 دونم زراعي من الفلسطينيين من اجل بناء السور الأمني. في الفترة الأخيرة أعلن عن مصادرة 4 آلاف دونم بإعلانها "أراضي دولة" النتيجة انه من مساحة 1.6 مليون دونم في الغور، تسيطر إسرائيل على 78% من الأرض. الجدير ذكره ان الغور هو أكثر المناطق هدوءا وأمنا للمستوطنين ولا يقوم الفلسطينيون "بمضايقات" للمستوطنين الذين أخذوا الأرض وسيطروا على أغلبية مصادر المياه ليطوروا زراعة نموذجية في ارض محتلة، بينما المزارع الفلسطيني يفتقد لمياه الري، مياهه، ويضطر للانتقال للزراعة البعلية مما أضر برزقه أيضا وبالاقتصاد الفلسطيني عامة.
بالمناسبة، نشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية قبل فترة غير بعيدة شكوى المزارعين الفلسطينيين بالقرب من المنطقة "ج" من القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي وضآلة مصادر المياه مما تعرقل النهوض بالزراعة وانه لا بد من إزالة هذه العوائق لتمكينهم من التحكم بأرضهم ومزارعهم واقتصاد بلادهم.
وكان البنك الدولي قد نشر تقريرا عن واقع المجتمع الفلسطيني تحت عنوان "المنطقة (ج) ومستقبل الاقتصاد الفلسطيني " جاء فيه ان إسرائيل تتحكم بقطاعات واسعة من أراضي الضفة الغربية، وهذا يحمل الفلسطينيين أعباء اقتصادية تقدر بـ 3.4 بلايين دولار في السنة، أو ما يعادل 35 % من الناتج المحلي الإجمالي، حسب ما جاء في تقرير للبنك الدولي.

جاء في التقرير أيضا ان رفع القيود على دخول المنطقة وعن مصادر المياه سيعزز كثيرا الزراعة. وتعود ملكية معظم الأراضي الزراعية في المنطقة "ج"، 326400 دونم، للفلسطينيين، مقابل187 الف دونم ألحقت بالمستوطنات الإسرائيلية. وقد أقيمت كل المستوطنات الإسرائيلية، التي تعتبر غير مشروعة بموجب القانون الدولي، في المنطقة "ج".
جدير بالتذكير أن ترحيل المواطنين الفلسطينيين من أماكن سكناهم تشكل خرقاً ومخالفة للشرعة الدولية لحقوق الإنسان ولبنود القانون الدولي الإنساني خاصة المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على أنه "يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال أو إلى أراضي أي دولة أخرى، محتلة أو غير محتلة، أياً كانت دواعيه ".
لكن الحماية الأمريكية للاحتلال توفر غطاء للتجاوزات الإسرائيلية. وربما ما غاب عن التحالف الدولي ضد داعش هو فحص الدور السياسي الأمريكي في تنمية هذه الظواهر الداعشية. ولا بد ان نسجل ان نشوء "القاعدة" وتنامي قوتها كان بدعم أمريكي وعربي هائل لمحاربة السوفييت في أفغانستان، بل جندوا إعلامهم السينمائي أيضا لدعم تنظيمات مثل القاعدة (الأرضية التي نشأت عليها داعش) ومهدوا الطريق، تحت صياغات دينية، للانضمام لمقاتلة السوفييت في أفغانستان قبل ان يتحولوا ضد الغرب بكل أطيافه وضد المختلفين معهم ثقافيا وطائفيا.
إن تجاهل سياسة التطهير العرقي للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والتعامل الدولي معه بأيدي ناعمة، سيقود إلى ظواهر أكثر خطرا من داعش على الأمن العالمي!!

ملاحظة: نفس السياسة تطبق كما يبدو ضد بدو النقب، والجدير بالذكر ان بعض القبائل البدوية في الأغوار هم لاجئين شردوا من وطنهم في النقب الفلسطيني عام 1948!!

[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصريون عابرون واللغة العربية باقية
- اطلالة على العالم القصصي للقاص المغربي عبده حقي
- لإعادة اللحمة للنخب السياسية والمثقفة في المجتمعات العربية
- اسطورة فلسطينية... وكابوسا لاسرائيل
- لقاءٌ مع الأديبِ والناقدِ - نبيل عوده -
- توقف القتال .. لم تتوقف الحرب!!
- ورطة جنرالات اسرائيل
- اللغة العربية من منظار الواقع السياسي-الاجتماعي
- المنتصر على الطفولة
- اوشفيتش غزة: -امواتا يمشون -حتى متى؟!
- حين يصير المحتل مدافعا عن النفس
- من يقدس الموت يا سيد نتنياهو؟
- انتصار العقلانية الفلسطينية
- مونديال نتنياهو في الخليل
- يوميات نصراوي: على هامش تجربتي
- بحث فريد من نوعه ومثير في كتاب زلزالي لباحث يهودي:
- المحامي سعيد نفاع يترافع عن البوعزيزي
- الناصرة – تاريخ وصور
- الاعلام العربي في اسرائيل عبر تجربة -اذاعة الشمس-
- بطركية الروم وخطة تجنيد المسيحيين لجيش الاحتلال


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - الاحتلال يطبق سياسة -هنود حمر- مع بدو الأغوار