أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - اسطورة فلسطينية... وكابوسا لاسرائيل















المزيد.....

اسطورة فلسطينية... وكابوسا لاسرائيل


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4550 - 2014 / 8 / 21 - 13:58
المحور: القضية الفلسطينية
    



من الصعب التمييز بين المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية وبين حلبة ملاكمة "للشؤون الرياضية".
اللكمات ضد نتنياهو من اعضاء الحكومة المصغرة (وغير المصغرة أيضا) لا تتوقف، نتنياهو يرد بدوره ولكن حتى الآن لا نعرف من سيفوز بعدد النقاط لأنه يبدو ان الضربة القاضية في حلبة السياسة والأمن الاسرائيلية غير قائمة. حتى اليسار لا يجرؤ على المشاركة في حلبة الملاكمة السياسية، مختارا ألإذدناب، بمثابة "جمهور مشجيع" لرئيس الحكومة، لعل وعسى يوجه نتنياهو ضربة قاضية لأحد شركائه ـ وتفتح بذلك الأبواب واسعة امام انضمام المذدنبين من حزب العمل للحكومة، إذ يبدو انه الطموح الوحيد لقادة حزب العمل في هذه المرحلة الحرجة ، واهمين انهم قادرون مع نتنياهو "المعتدل" على تغيير نتائج "لعبة الشطرنج" العسكرية لمصلحة اسرائيل في الصراع ضد الشعب الفلسطيني. يبدو واضحا الآن ان قادة حزب العمل يرون ان وصمهم ووصم حزبهم باليسار، في هذا الوقت من الصراع القومي لاسرائيل بفكرها الصهيوني ، ضد الشعب الفلسطيني هو اشبه بالإصابة بجرثومة "أبولا" القاتلة (او انفلونزا خنازير جديدة).. لذلك يهربون قيادات وحزبا الى احضان بنيامين نتنياهو ... ولكن الجراثيم في السياسة اكثر عنفا قاتلا من جرثومة "ابولا" الإفريقية. هذا الدرس فات موعد تعلمه على حزب العمل ، لو طلبوا نصيحتي كنت أقترح عليهم الحلول مكان أفيغدور ليبرمان في بناء تحالف سياسي مع ليكود نتنياهو... بذلك يحققون انجازا هاما لمواطني الدولة بتخليصهم مرة والى الأبد من أوهام وجود حزب يساري اشتراكي.. جعل من تعبير "يسار" كلمة مرادفة للخيانة القومية في اسرائيل!!
نتنياهو بالكاد ينقذ نفسه من ورطته في العدوان على قطاع غزة متوهما ان "العتمة اصبحت على قدر يد الحرامي"، لعل اكبر انجازاته في هذه الحرب تكون ليس بقتل قائد حماس، بل بقتل اوهام وجود حزب يساري سياسي منافس لليمين واليمين الفاشي في اسرائيل!!
كل العقلاء في اسرائيل يقولون ما قاله الشاعر العبري نتان زاخ:"اسرائيل اصيبت بالجنون، ايضا حماس جنت، ولكن بمستوى أقل من اسرائيل"، يضيف زاخ:" انه لا يكتب للصحافة خوفا من أن يُعتدى عليه بالضرب، وان رئيس الحكومة لا يتشاور مع الأدباء ، لأن ما يعنيه استطلاعات الرأي وليس رأي الأدباء".
في آخر ما سمعناه قال نتنياهو انه يريد خلق "افاق سياسية جديدة" ، مما يفهم منه انه تهديدا لشركائه بانه يريد اقامة اطار حكومي جديد من قناعته ان ائتلافه الحالي بلا آفاق، وقد صار أشبه بحارة "كل مين ايده اله". لا أظن ان نتنياهو بما يعرف عنه من تصلب توراتي متمسك بالاستيطان يعني اي شيء آخر بجملته عن خلق آفاق جديدة. انه ليس رابين.. وحتى ليس شارون!!
السؤال هل يملك نتنياهو جرأة على تغيير نهجه لخلق "آفاق سياسية جديدة"؟ وهل كان يعني بخلق آفاق سياسية جديدة هو تغيير التعامل مع الشعب الفلسطيني من العداء والعدوان الى الحوار والتفاهم، ام خلق حكومة جديدة أكثر منصاعة لنهجه العدواني، وهو الأمر المرجح؟ على الأقل لا معارضه من اليمين ، واليمين المتطرف ، مما يجعل نتنياهو يبدو يساريا راديكاليا وهو أبعد ما يكون عن اي فكر تنازلي وسلمي او مصاب بلوثة اليسار الصهيوني. نتنياهو هو الأكثر اصرارا على خلق وقائع تخدم منطلقاته اليمينية التوراتية من سائر التيارات .
في اسرائيل من الصعب الحديث عن تيارات سياسية، خاصة في اليمين، كلهم في صاع واحد وعقلية اصولية استبدادية واحدة، ولولا بعض القوانين التي تلاحقهم لكنا عرضة لجرائم لا تخجل أي تنظيم اصولي بمستوى "داعش"، اذ لم يبق من تيارات غير يمينة الا ايتام يريدون "المشاركة بالطعام على مائدة اللئام".
حتى لا اتهم بالمبالغة باطلاقي صفة داعش على اليمين الفاشي والديني المتطرف في اسرائيل، هناك كتاب يوزعه اليمين الديني ، يحمل اسم "توراة الملك"(التوراة هي العهد القديم، وكلمة توراة بالعبرية تعني أيضا "نظرية") يشرح كتاب "توراة الملك" متى يجوز قتل "الغرباء" ( "الغرباء"- جوييم بالعبرية- حسب التعبير العبري هم غير اليهود، طبعا الفلسطينيون على رأسهم بحكم أكثر الغرباء قربا من بيت الأفعى).
كتب رئيس المدرسة الدينية "عود يوسف حي" ( يوسف ما زال حيا) الحاخام يتسحاق شابيرا، في كتابه "توراة الملك":" يمكن قتل كل غريب يشكل خطرا على شعب اسرائيل، حتى لو كان ولدا او طفلا"، وهناك اقوال أخرى أكثر بشاعة ودعوة للقتل.. سأعود اليها بمناسبة أخرى...السؤال لماذا لم يحقق المستشار القضائي للحكومة مع مؤلفي هذا الكتاب الاجرامي العرقي الذي لا يختلف بما يطرحه عن الفكر النازي الاجرامي.!!
هذا هو الارهاب الحقيقي يا قباطنة السلطة في اسرائيل. تتشاطرون على محاكمة عضو الكنيست حنين زعبي، التي لا اتفق مع أقوالها، ولا مع مواقفها، لكن ما قالته لا يرقي الى ربع الفكر الديني "الداعشي" في "توراة الملك"!!
طبعا يكرر نتنياهو اتهام حماس بالارهاب ويقارنها بداعش وغير داعش متجاهلا ان حماس هي حركة تحرر وطني فلسطيني بجذورها.
نحن امام ظاهرة ثرثرة من اعلى المستويات في الدولة، تصريحات سحق وابادة ينثرها السياسيين والعسكريين في الخدمة ومن الاحتياط ، كلهم خبراء في طريقة تصفية "حماس" اي تصفية النضال الوطني الفلسطيني وحق الشعب الفلسطيني بالتحرر من الاحتلال. لا اعرف في التاريخ ان شعبا يناضل من اجل حريته الا وانجز مشروعه الوطني التحرري.

يشغل اسرائيل اليوم سؤال واحد: ضيف حي أم ميت؟ هل هذا سيقرر مصير الشعب الفلسطيني يا نتنياهو وزمرة اليمين وما يسمى يسار وسط؟؟

السؤال ليس اذا كان قائد حماس محمد ضيف قتل ام نجى من محاولة قتله، كل فلسطيني هو مشروع استشهاد. لكن قراءة الصحف العبرية، وما بين السطور، والجنون الذي اصاب قيادات اسرائيل من "ضيف وشركاه"، تكشف خفايا ونوايا يبدو انها قادت الى الجولة الجديدة من المعارك.
حسب ما لمحت اليه هآرتس اسرائيل بدأت العملية بادعاء ان حماس لم تلتزم بالهدنة واطلقت 3 صواريخ. لكن يتبين من سياق النشر والتصريحات الحكومية حول عملية قتل محمد ضيف (فشلها او نجاحها ليس هذا ما يشغلني) ان اسرائيل اعدت عملية اغتيال محمد ضيف، ومهدت للعملية بكذبة كسر حماس لوقف اطلاق النار – هأرتس نشرت مثلا" "ان اسرائيل قامرت على تحقيق انجاز معنوي" . قامرت بنقض اتفاق الهدنة مستغلة الظروف الناشئة من الهدنة لانجاز انتصار عسكري ومعنوي كبير بقتل قائد حماس. اذن من حقنا الاستنتاج ان اسرائيل هي من كسرت وقف اطلاق النار ممهدة لذلك باتهامات ان حماس اطلقت ثلاث صواريخ باتجاه الأراضي الاسرائيلية.
ان موضوع محمد ضيف اصبح من المواضيع شديدة الازعاج لنتنياهو ، ضيف( ميتا ام حيا) أصبح اسطورة فلسطينية وكابوسا مرعبا لأعداء الشعب الفلسطيني.

[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاءٌ مع الأديبِ والناقدِ - نبيل عوده -
- توقف القتال .. لم تتوقف الحرب!!
- ورطة جنرالات اسرائيل
- اللغة العربية من منظار الواقع السياسي-الاجتماعي
- المنتصر على الطفولة
- اوشفيتش غزة: -امواتا يمشون -حتى متى؟!
- حين يصير المحتل مدافعا عن النفس
- من يقدس الموت يا سيد نتنياهو؟
- انتصار العقلانية الفلسطينية
- مونديال نتنياهو في الخليل
- يوميات نصراوي: على هامش تجربتي
- بحث فريد من نوعه ومثير في كتاب زلزالي لباحث يهودي:
- المحامي سعيد نفاع يترافع عن البوعزيزي
- الناصرة – تاريخ وصور
- الاعلام العربي في اسرائيل عبر تجربة -اذاعة الشمس-
- بطركية الروم وخطة تجنيد المسيحيين لجيش الاحتلال
- طوشة في الطريق الى الجنة...
- مفاوضات عبثية بلا دور عربي !!
- يوميات نصراوي:كيف صار قبر دبور مقاما مقدسا؟
- استجابة لدعوة الحزب اقدم ملاحظاتي


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - اسطورة فلسطينية... وكابوسا لاسرائيل