أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - هل كان العراقيون القدماء وثنيون ؟.














المزيد.....

هل كان العراقيون القدماء وثنيون ؟.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 23:20
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


فكرة عبادة الشمس والقمر والنجوم عند العراقيين القدماء هي ذات الفكرة التي يؤمن بها الموحدون في الديانات الإبراهيمية جميعا من الشكلية ومصدر الإيمان بها والتراتبية في التقديس وهذا يدل أما أن العراقيون سابقا قد استقوا ديانتهم أو شكلها العام من مصدر سماوي وهو الراجح حيث أن الدراسات التأريخية تجمع على أن منطقة العراق وما جاورها القريب مهبط نوح النبي عليه السلام والمعروف أن أبناء نوح كان الكثير منهم أنبياء ورسل أو أن أعتمادهم على هذا الترتيب أعتماد عقلاني مطابق تماما للتصور الديني لنوع وشكل العلاقة الإنسانية مع السماء.
ومع أختلاف المسميات فالعراقيون لا يعتبرون القمر إلها بل رب والشمس الإله والنجوم أبناء الرب(السومريون عبدوا «الاله» في القمر، فالقمر عندهم ربّ وليس هو الإله، وكذلك الأمر مع الأجرام السماوية الأخرى، (شمش) الشمس، و(أنانيتو) الزهرة إلهة الحب والجمال. وهكذا قدّسوا الفضاء الذي يحوي هذه الأرباب المقدسة، فقدّسوه ربّاً باسم «رأمان». ) , الفكرة الدينية السماوية هي الله والأنبياء أو النبي ثم الأوصياء أو الأسباط أو النقباء والحواري أو حتى الأئمة هم أيناء النبي أو من عائلته يمثلون النجوم بينما النبي هو رب الأمة وقائدها المسيطر الذي يرجع وجميع الناس ليستقي نوره من الشمس الإله الأكبر "الله نور السموات والأرض" .
لقد كان العراقيون القدماء أكثر فهما مع فارق الزمن لمعنى النور والضياء وأعتماد القمر والنجوم على نور الشمس وبذلك سبقوا كل الأمم في فهم علاقة الدين بالإنسان ,لقد مارس العراقيون عقيدتهم المركبة هذه ليس لأنهم وثنيون يعبدون ما لا ينفع ولا يضر بل لأنهم أقاموا العالم الديني مقسوما على القوى الفاعلة في الحياة فكما هي الشمس مصدر النور والضياء والحرارة والحياة , يكون القمر هو المصدر الثاني في القدرة والتأثير وبعده النجوم , هذا المفهوم ديني بالطبع وأثاره بادية في اعتقاداتنا لليوم فمثلا مع النص التالي نرى التأثير أو الفهم المتبادل عَنِ النَّبِيِّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَثَلُ أَصْحَابيِ فِي أُمَّتيِ مَثَلُ النُّجُومِ ، بِأَيِّهمُ اقْتَدَيْتُمُ اهْتَدَيْتُمْ " .
فكرة التثليث أخذت منحى أخر وفهم أخر في الديانة المسيحية لكنها من حيث جوهر الفكرة واحد تعدد القوى بتعدد الترتيب والقدرة في التأثير كان («الواحد» خفياً، وهو بصفته الخفية أسماه السومريون: «آنا».. فأراد أن يُعرف وأن تكون معرفة، فهو بهذه الصفة: «عين ـ كي».. وأراد أن يكون كوناً وخلقاً فخلق الأرض والسماء، وهو بهذه الصفة: «أنليل». كانوا يعتقدون إذن بواحد في ثالوث، وثالوث في واحد.. إننا هنا أمام أقدم أصل يمكن أن ترجع عليه عقيدة التثليث المسيحية التي ظهرت بعد زمن من عهد المسيح عليه السلام) .
إذن الفكرة الإيمانية العراقية لا بد أن تكون ذات جذر رسالي يتفوق على واقع العقل البشري الأعتيادي ويطابق تماما واقع حال يسري بقوانينه على الجميع ,فليس ممكنا أن تكون الشمس بمتناول الحس المادي القريب ,بمعنى أن الرب بعيد خفي عن الملامسة ولا يمكن حتى التقرب والدنو منه , بينما القمر يمثل العنصر الأبرد والأقرب من الشمس وكذلك النجوم المتعددة التي تتناوب بالطلوع مجتمعة أو منفردة وهذا ايضا ما نجده بالترتيب المعكوس في قصة النبي إبراهيم عليه السلام{ فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين * فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين * فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت *قال يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين}سورة الأنعام .
إن هذه الحقائق التي تتشارك فيها شكليات التدين عند الأقوام العراقية القديمة وما ورد في الديانات الإبراهيمية الثلاث مع تأكيد المؤرخين أن الكثير من الملوك والحكام السومريين والبابليين والأشوريين وغيرهم في العراق القديم يؤمنون بالوحدة والتوحيد سلوكا وممارسة ومحاولة التبشير أو نشر الديانة هذه تؤكد بما لا يقبل الشك أن الكثير من هؤلاء كانوا أنبياء ورسل أو ممن كان يحمل رسالة الهدف منها إنشاء أمم وليس قوميات أو مجتمعات دينية قائمة على عبادة الفرد أو الرمز الفرد وبالتالي فتكون مكونات المجتمع العراقي القديم مكونات أمة حقيقية تتميز بقدرتها على قيادة العالم بمشروع ورؤية فكرية كونية قائمة على عبادة الله رب السموات والأرض وليس مجتمعا متبدى يتعرض كل فترة للغزو والتبديل العرقي والأنثروبولوجي مما جعله مجتمع منفصل الشخصية ومتصادم مع الكون المحيط .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنا والأخر ونحن في عولمة الوجود
- التكامل بين الأنا والآخر في سياق ومفهوم فلسفة العولمة
- إشكالية البحث عن الهوية في ظل عالم عولمة متعدد الهويات
- أنماط الأحلام وتنوع الصور الحلمية
- الفعل البيويلوجي أثناء التحلم أو الحلم
- الحلم في دائرة الفهم العلمي
- علاقة الأحلام بالعقل ونظامه التشغيلي
- الحلم ومحدد الزمن
- الأحلام صور عقلية منتجة
- إشكالية الحداثة في تجسيدها للواقع الما بعدي
- أزمة الفهم الديني وإشكاليات القراءة ح1
- أزمة الفهم الديني وإشكاليات القراءة ح2
- الولادة الفكرية وأزمة التكوين ح2
- الولادة الفكرية وأزمة التكوين ح1
- الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح1
- الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح2
- سلعو وشنه , قصة قصيرة
- التجديد الفكري واعادة قراءة الفهم الديني
- الكتب والصحف في النص القرآني
- مفهوم التناقض والتضاد


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - هل كان العراقيون القدماء وثنيون ؟.