أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الحلم ومحدد الزمن














المزيد.....

الحلم ومحدد الزمن


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4586 - 2014 / 9 / 27 - 23:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


زمنية الحلم

النقطة الجديرة بالاهتمام ان لعوامل الزمن من حيث تأثيرها أهمية في تكوين الأحلام ,والمقصود هنا آلية الحلم وكيفيته حدوثه وليس الزمن التاريخي اي ان الحالم يمارس الحلم زمنيا اما بوعيه او خارج نطاق الزمن ,بمعنى اخر ان الاحلام بهذا الاثر تنقسم حسب طبيعتها وعلاقة الزمن بها الى نمطين مختلفين تبع لذلك :
• حلم الفعل الذي يستهلك جزءا من الزمن ويعيش داخل اطاره .
• حلم ردة الفعل والذي يجري خارج وعينا للزمن .
وكلا الشكلين لهما صورتان :-
-;- حلم الوعي به ( التأمل و الخيال واحلام اليقظة ) .
-;- حلم نابع من اللاوعي وخارج ما يدرك في الزمن ويحدث بصورة تداعيات غير مقصودة لكنها تستبطن الواقع سلبياً وتفسر حاجة النفس لشيء ما .
من المفارقات التي يتجاهلها الكثير من دارسي علم السلوك البشري واثاره وبواعثه عن قصد او اغفال لحقائق التكوين ظنهم ان العقل ونظامه التكويني في حالة استغراقه في النوم قد تلحقه صفه التكاسل او الاستراحة او النوم باعتبار ان العقل وجهازه التنفيذي (الدماغ والشبكة الحسية والعصبونية) والتي هي جزء من نظام البدن المادي وتسري عليه مستحقات ما يجري على البدن من عوارض وطبائع مادية .
نعم قد يقل النشاط العقلي وتهدأ وتيرة الفعل فيه تبعاً للنشاط البدني لكنه لا ينقطع عن العمل ولا ينفصل فعلياً عن نشاطات قوى النفس الحسية بل مسألة الجوع مثلاً إذا تجاهلنها بالنوم فلن يهدأ البدن عن نشاطه في حالة الشعور به أو يستجيب للتجاهل ,وتعبر النفس الحسية عنه وتستظهره عبر سلسلة من التصرفات السلوكية والاشارات العقلية والتي قد تتحول الى احلام يحولها العقل تعبيراً ويلقي بها بالذاكرة وهذه دلالة على ان القوى الفاعلة في الذات الانسانية مستمرة بالعمل بلا انقطاع ولكن تصوغها عبر آليه رمزية يشكل الحلم ابرز معالمها .
للزمن دور مهم في تحديد نوعية الحلم مدته عمقه ورمزيته مستند إلى ما يفرضه واقع العقل والجسد والنفس في لحظتهما الزمنية وحتى المكانية من عوامل حاسمة في صيرورة الرؤية الحلمية ,وقد يعتقد البعض هذه الجزئية تتعلق بالحواس أكثر من تعلقها بالزمن, نعم الواقع النتيجة واقعية ولكن الحس مرتبط أيضا بالزمن فمثلا أحلام النهار لها خصوصية تختلف بالعام عن أحلام الليل وحتى في تقسيمات الليل الأحلام لا تتشابه بنمطية واحدة.
في تجربة أجريت على مجموعة من الافراد طلب منهم أن يكتبوا احلامهم في أوراق خاصة دون أن يعلموا أحد من رفاقهم ,كانت المجموعة مقسمة حسب نوع النظام الغذائي لديهم ,منهم مجموعة تربط تناول الغذاء عند موعد انتهاء العمل أيا كان والأخرى تربطه بساعة محدده.
القائمين على التجربة وضعوا أفراد المجموعتين في قاعتين للعمل تم تغيير الوقت تقديما وتأخيرا, للمجموعة الأولى تم تأخير الوقت لساعتين والعكس مع المجموعة الثانية, وعند انتهاء عمل طلب من كل مجموعة الاستلقاء للنوم بانتظار تهيئة وجبة الغذاء, فكانت النتائج كالآتي:.

(المجموعة الأولى)
• 50% من المجموعة الأولى لم يستطيعوا النوم.
• 40%حلمهم كان بالأكل أو بالبحث عنه.
• النسبة الباقية احلام عادية.
(المجموعة الثانية)
• 40% م يستطيعوا النوم.
• 50% حلمهم كان بالأكل أو بالبحث عنه.
• لنسبة الباقية احلام عادية.
من الدراسة كانت المجموعة الأولى قد انقص من وقتها ساعتين من الوقت المعتاد لتناول وجبة الغذاء إلا أن نصف المجموعة كانت غير قادرة على النوم بالرغم أنها واقعا لم تكن بحاجة ضرورية للغذاء ولكن لمجرد ملاحظتها للزمن أصبح هاجس الجوع فاعلا مما انعكس على 80%من الذين تمكنوا من النوم, عكس المجموعة الثانية التي تأخرت ساعتين عن موعدها المعتاد وبنفس النتائج لكن بعكس الظاهرة في المجموعة الأولى.
أستخلص من الدراسة إن الإحساس بالزمن له دور فاعل في سيرورة الرؤية الحلمية بما يرتبط هذ العامل بالحس الإنساني النفسي بمجموعة من الاستحقاقات وبما يفرزه من نتائج على صعيد الواقع خاصة للذين يرتبطون بمواعيد محددة ملزمة ترى أن الاستغراق بالنوم في هذه الأوقات دائما ما يجعلهم يحلمون بأنهم يؤدون هذه الالتزامات وبنفس الكيفية لأن الساعة العقلية الباطنية تنبه الجسد للاستيقاظ في هذا الوقت.
في الأحلام عادة ما نكون على خارج الزمن وعيا وحتى تصور بما هو الحال العمر مثلا, ونعبر عن أنفسنا بزمن الحلم بتلقائية فالحلم لا يراعي الواقع كزمن، وهو وسيلة من وسائل إسقاطيه يمارس فيه العقل خيالاً ليس فيه حدود ليعبر عن موضوع دخل نظامه العقلي وهذا النظام أما أنه كان ممتنعا عنه أو مرحبا به لكن في الواقع الحقيقي غير قادر عن التعبير به لذا يلجأ العقل ليسقطه رؤية حلمية خارج الواقع زمنا، والحالم في حلم النوم ليس كالحالم في حلم اليقظة لأن حلم اليقظة يتجه إلى الحاضر متخيلا أو صانع لخيالات يحكمها أبتدأ العقل الواعي لتنتقل شيئا فشيئا إلى دائرة العقل اللا واعي فينفلت من زمان اللحظة لينطف لما بعدها استجابة لما يريد العقل الواعي منه ويقدم مشاهد خيالية لأجواء مستقبلية أما حلم النوم ففيه التوجهات خارج حدود الزمن تحديدا.
يمكننا القول أن الحلم بهذا الفهم والتأويل يعطي دافعا جديدة لرغباتنا التي لم تتحقق في الماضي أو يعوض عنها بحلول غير واقعية أو يستذكرها لمجرد ان العقل ما زال متعلقا بها، أو حتى أحالتها في الرغبة التي ننشدها في الحاضر، كما وقد يحولها لما يشكل تصورات جديدة لمستقبلنا يقوم العقل بمهمة تنظيمها في بناء درامي فريد من خلال رؤية حلمية كل منا جزءاً لا ينفصل بحال من الأحوال عن شخصيته وكأن الأحلام هي حلقات مفقودة أو أخرى نبتدعها لمسلسل طويل أسمه الحياة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحلام صور عقلية منتجة
- إشكالية الحداثة في تجسيدها للواقع الما بعدي
- أزمة الفهم الديني وإشكاليات القراءة ح1
- أزمة الفهم الديني وإشكاليات القراءة ح2
- الولادة الفكرية وأزمة التكوين ح2
- الولادة الفكرية وأزمة التكوين ح1
- الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح1
- الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح2
- سلعو وشنه , قصة قصيرة
- التجديد الفكري واعادة قراءة الفهم الديني
- الكتب والصحف في النص القرآني
- مفهوم التناقض والتضاد
- الحاجة والضرورة اختلاف مفاهيم ودلالات
- النظام الأثري وقيمه
- التنظير و النقد الفكري
- مصطلح الأثرية
- الحوار ومبدأ التواصل ح1
- الحوار ومبدأ التواصل ح2
- عن حوار الجدران ح1
- عن حوار الجدران ح2


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الحلم ومحدد الزمن