أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - التنظير و النقد الفكري














المزيد.....

التنظير و النقد الفكري


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4582 - 2014 / 9 / 22 - 17:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يشكل التنظير الفكري المعمق الخالص لزوايا الحياة ومن مختلف مساقط النظر أهمية في رسم ملامح العقل الناظر ويدل على تكويناته ومقدماته, وبدون هذا الدراسة الحيادية والمنصفة لا يمكن أن نتلمس الأسس والقواعد الكلية والمصاديق الجزئية والفرعية التي يقوم عليها الفكر المنظور للدراسة, وقد يتهيأ للدارس صور من الفهم محدد بخطوط قد يعده البعض ليس حقيقيا أو يوصف هكذا , وذلك لأن مجهر دراسته ومنهجها لم يعتمد الوسائل الحقيقية التي توصل لذلك.
وكثيرا من الآراء التي تطرح هنا وهناك قد تكون مقصرة في إدراك ماهيات النظر الأولية التي تمكننا من الغوص والاستدلال على الأسس والنتائج التي نتوخاها من هذه الدراسة أو تلك, ولعل الصعوبة تكمن في التعرف على ما نريد بصورة مجردة وانتقاء الوسائل الحيادية والتجريدية التي تعين على ذلك, لكي لا نكون أمام إفراط أو تفريط في مواجهة الحالة أو الاسترسال بالحقائق التي تتبين من خلال الفحص عدم معرفة الماهية المقصودة لأننا نطلق من ذاتيتنا في إطلاق الأحكام وتسطير النتائج وهذه من العلل التي كثيرا ما تصيب الدراسات الدعوية أو التبشيرية أو التي يراد منها إثبات خلل الفكر الأخر وكأننا في سوق تجاري نبتغي الربح والخسارة.
تبدو المشكلة أكثر صعوبة أيضا عندما تتناول الفكر الإنساني بتجرد حتى لو كنت مع أو ضد هذا الفكر فالعوامل الذاتية لا بد أن تظهر من حيث لا يمكن سترها بالإرادة, ولكنها لا بد لها من أن تنعكس في زاوية أو عدة زوايا من هذا النظر ,لأن الإنسان وببساطة ما هو إلا كائن متفاعل مع ما تفرضه النفس من ميول واتجاهات باطنية لا مرئية ولا محسوسة في حال أنت تنظر لما لا ترغبه هي أو لا يتوافق مع مقدماتها فيصبح الميل واضحا وهذا ما حذرت منه الآية الشريفة التي جاءت للتدليل على أن الإنسان لا يمكن أن يكون حياديا ولا مجردا تماما في تناول النظر للأمور الخارجة عنه{وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ}النساء129.
واليوم ونحن نتناول موضوع في غاية الدقة والتحسس ومتعلق بما يراه البعض مقدس لديه وله اعتبارات لا يمكن أن يخرج عنها عقديا ولا فكريا وهي من جملة ما بنى عليه يقينه الديني وحتى الاجتماعي, وهذا يشكل بالنسبة له خلل ونقد لا مبرر له طالما أنه يعتقد أن ما نتناوله هو محض فرية أو نقد لا موجب له ولا مجال للقبول به.
ولكن النقد بحد ذاته إذا بني على قواعد منطقية وعقلية ومسترشدا بالهدف السامي منه وهو تصحيح ما يمكن تصحيحه وتبيان أوجه الخلل ليس لأنها من الطرف الأخر ولكنها بما تؤشره من ظاهرة غدت ملازمة وموصوف بها عقل جمعي قد أكون أنا من المتضررين من إطلاقه على عواهنه من قبل من لا يفرق بين الظاهرة وبين الحقيقة وإن لم يلتقيا ولم يتطابقا في الوصف والمضمون ولا بالأسس التي قامت كل منهما عليها.
فمثلا أصبح النظر للإسلام في عيون وعقول الكثيرين يشكل معرة أو نقدا بلا أساس فكري ولا علمي بل أصبح عند البعض يشكل ظاهرة تمثل وتصور العدوانية والخوف واللا منطق ,ونشأ عنها ما يسمى بفوبيا الإسلام, ونحن لا نلوم من يرى الإسلام بهذا الوصف والماهية ولكن العتب على من زرع وصنع هذه الرؤيا نتيجة ما يطرحه من سلوكيات عملية وفكرية انبعثت من جهل بقيم الإسلام أو تعديا على بعض قواعده والنظر إليها برؤية مشوشة منحرفة أساسها التمسك بما في عقلية من يطرحها وعايشها وتبناها ولو لم يكن هذا الطرح ولا هذا المنهج حقيقيا أو ملائما لروح الإسلام الذي تميز بقابليته للتوافق الزماني والمكاني دون أن يشكل لا الزمن ولا المكان عنصر تعارض أو عنصر تعطيل.
عليه فإن مواجهة هذه الطروحات والنظريات تصبح ذا أهمية قصوى ليس من خلال رفضها فقط أو التبريء منها, بل أيضا من خلال نقد العقل الذي لازال يسوق ويؤمن بها على وجهة يقينية ويتمسك بالعقل السلفي الذي لم يخرج للآن من قيم العيش بالماضي على أنه تقديس حقيقي وكل ما سواه ليس من العقيدة والدين والحق بشيء حتى لو تناقض الطرح عندهم مع حقائق وقيم الدين, متمسكين بقداسة السلف ولو كان البعض منهم أو الغالب منهم ليسوا على الصراط أو الحقيقة.
هنا يكون للنقد دورا مهما في الكشف عن مفهوم السلفية لها وما عليها, ويتبع ذلك ومن خلال البحث فهم معنى المصطلح والتفريق بينه وبين الكثير من المصطلحات الفكرية التي تشترك معها في بعض الأسس أو تطلق على البعض كأنها معنى واحد كما في الأصولية أو الرجعية الفكرية.
خطة البحث سوف تتناول هذا المفهوم أولا ومن ثم نتطرق إلى نقد العقل السلفي بما يعني طرق التعقل والتفكير المتأتي من مجموعة مقدمات وتكوينات فكرية, وعلاقة كل ذلك بالتركيب العقيدي ومصادره دون أن نغفل دور العقل السلفي في تصوير العالم الحولي وماهيات هذا التصوير ونمطيته على الساحة الدينية.




#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطلح الأثرية
- الحوار ومبدأ التواصل ح1
- الحوار ومبدأ التواصل ح2
- عن حوار الجدران ح1
- عن حوار الجدران ح2
- المادية الفكرية والنتيجة المستخلصة ح1
- المادية الفكرية والنتيجة المستخلصة ح2
- العقلانية التأريخية وتصادمها مع المادية التأريخية
- البرغمانية الكهنوتيه
- الفكر التوراتي وتأثيراته على الفلسفة المادية الحسية
- متى تكبر أحلامي الصغيرة
- نبيل نعمة الجابري مصورا صوفيا في عالم الحرف
- تأثيرات المادية على الفكر الإنساني ونتائجه
- علاقة نشوء الحداثة كفكر فلسفي بالعلمانية السياسية
- قصائدي ............... لحن الفضة والذهب
- تطور قواعد السلوك الدولي ومبادي القانون الأممي الكوني
- المسئولية الأفتراضية عن الأرهاب ونسبتها للعرب والمسلمين
- الحرب والسلام مسئولية العالم المتحضر
- الأصولية النصية والأصولية الدلالية ح1
- الأصولية النصية والأصولية الدلالية ح2


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - التنظير و النقد الفكري