أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الفعل البيويلوجي أثناء التحلم أو الحلم















المزيد.....

الفعل البيويلوجي أثناء التحلم أو الحلم


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4588 - 2014 / 9 / 29 - 09:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفعل البيولوجي في الحلم

النفس الحسية في تعاملها مع البواعث الاستشعارية ومؤدياته لها طريق خارجي يتعامل مع خارج البدن وما تفرضه من ردت فعل أستجابية أو رافضه أو تحاول التوفيق بين الإستجابة والرفض فتكون ردات الفعل هنا فعل سلوكي ينطلق من الأنا للداخل والخارج ,وخير مثال ما يعانيه العاشقون من تصرفات سلوكية نتيجة علاقة الحب والعشق تلك ,فتظهر عليهم من خلال المظاهر الخارجية الملموسة وأخرى داخلية تنقسم لمجموعتين أحدهما بدنية مثل النحول والشرود والتعلق بما يرمز للمعشوق وأخرى داخلية لا يستشعرها إلا الفرد ذاته تمثل له الشوق والوله والرغبة الدفينة لملاقاة الحبيب.
وهناك طريق داخلي يتعامل مع بيولوجية البدن أيضا استجابة لمتطلباته التكوينية والطبيعية مثل الجوع والعطش والألم وغيرها من إنعكاسات عمل الوظائف البدنية ,فهل هذه الدوافع جميعا يمكن توقعها ن تنعكس أحلام أو تحلم يمارسه الفرد كردة فعل لها, من المؤكد أن الأنا هنا قد تدخلت في أحلام النوم واليقظة وبالتالي فهناك جانباً واقعي منها كما أننا قد نلاحظ ردود فعل من جانب المنظومة الحسية والحركية تنتج فعل صوري وأحيانا عملي مادي كما في حالات التبول عند الأطفال وبعض الكبار ,والناتجة ليست عن مرض بل عن حاجة فعلية أنية أستوجبها البدن ولكن العقل لا يمكنه من إيقاظ البدن ليمارسه كما هي.
كمأ قد نلاحظ أفعال مادية يمارسها المتحلم أو الحالم تكون ذاتها هي جزء من سردية الصورة الحلمية فنراه يركل أو يضحك أو يتعرَق من شدة الفعل الذي تجري وقائعه في الحلم أو التحلم وأحيانا نشهد صراخ أو بكاء أو تألم حقيقي ولكن ما الذي حصل ليكون الفرد في عالم أحلامه اللا واقعية يشرك مادية البدن أو المتحسسات الذاتية لتفعل ,هل هو التنفيس عن رغبة أو أنها مفروضة نتيجة انفعالات الجهاز الحسي مع موضوع محدد؟, وهل هذا يعبر عن رغبة باستجابة لذاته أو هل يعكس تقديره لنوع الفعل وبالتالي يكون الحلم دفاع طبيعي لذاته أم سيقول البعض أنها مجرد أضغاث أحلام؟ الكثير من هذه التساؤلات قد يكون محورها تنفيذ رغبة الأنا كمحاولات منطقية لفرض إرادتها على الواقع.
إن الجواب البديهي نعم أنها يمكن التسليم بها هكذا قياسا للملاحظات المسجلة والموثقة علميا وبحثيا, فالكثير من ردات الفعل البدنية تأتي مرافقة لنوع من الأحلام والصور التحلمية الأخرى في حالة انشداد الفرد وتفاعله بعمق مع سرديات الحلم وخاصة في تكون الصور التي يستحضرها العقل شديدة الإنفعالية فشحوب الشخص أثناء نومه أو توَرد وجنتيه أو تعرقه هي بلا شك ردود فعل فيزيولوجية ما كان لها أن تكون لو لم تتلقى أوامرها من الجهاز العصبي.
وعلى الرغم من كون المُدركات الحسية بشتى أفعالها هي التي تشكَل مادة الحلم الأولى لكن هذا لا يمنع العقل من خرق ما هو خزين منها أو حتى الخروج نحو الفنتازيا التخيلية أو خرق الواقع الذي يعيشه ,الفرد يحلم بكل حواسه وأيضا يحلم بما هو خارج الحس وما هو خارج العقل ويعتمد ذلك على عوامل فردية يتمتع بها أفراد محدودين نتيجة لعوامل لا نفسية بل هي عقلية بالغالب.
فهي في الغالب تكون مرتبطة بالأفكار على مستوى الذهن فقط دون النظر عن كونها حسية متعقلة أو افتراضات عقلية مجردة، مثلها مثل أن تطلب من شخص أن يكتب قصة أو يصف حالة بعبارات إنشائية مما لاشك فيه أن المنتج هنا لا بد أن تكون عناصره من صورة المخزون الذهني لديه والتي سيطبعها على الورق وهي ناتجة من أحد الفرضين أما من الخزين الحسي أو من تصور عقلي والثانية تكون أكثر غرائبية وأشد في الكشف عن النشاط العقلي المبدع وهكذا هو بالضبط ما يحدث في السرد الحلمي, فكلما كانت الصور أكثر غرائبية ورمزية وقريبه من اللا منطق تؤشر على نشاط عقلي فذ قد يتجاوز الزمن التأريخي نحو الزمن الحقيقي.
وعليه فإن عملية استجلاب الصور الحلمية إلى ساحة الشعور هي عملية ذات وجهين الأول إدراكي حسي والثاني إدراكي ذهني وأن هذا الأخير هو ما يحدد بدقة دور العقل في تشكل الصور الُحلمية من حيث مادة الحلم والتي هي عبارة عن تصوَر لفكرة أو استجابة لفرض ضروري كما في إنعكاس حالات البدن البيولوجية والفسيولوجية أو كما نطرح الفكرة ذاتها في اليقظة في هيئة أفعال ملموسة.
وربما يكون للهاجس الجنسي صور أكثر تعقيدا في موضوع ما يسمى بالتصعيد الإيجابي الذي له علاقة بالمتغيرات الفيزيولوجية التي أثرت بإلحاح وبشدة على الجهاز النفسي تدفعه للشعور بجملة من الحاجات الملحة والتي وفي كثير من الأحيان لا يتم إشباعها أما بإهمالها أو كبتها نتيجة عواما القهر النفسي أو الإقهار الذاتي .فتظهر من شدة إلحاحها كأنها مخيفة وذلك حسب قدرة التصعيد الذاتية أو بالأحرى حسب الأنا وقدرتها على التعامل مع التطورات التصعيدية بواقعية لا بمثالية كما هي عادتها.
ما يحدث في التصعيد هو تحويل أي فكرة ممكنة أو معروضة للتعاطي معها نحو العوامل والهواجس النفسية فنشهد ميلا لا إراديا نحو هذا التحويل ليعكس رغبة الأنا في التنفيس أو التذكير بها ,وكل ما كان التصعيد فاعلا سيحضر الهاجس النفسي الجنسي بصورة أكثر تجليا في أحلامنا ويحلمنا أن نطلب أن نستجيب لا وعيا يصل إلى حالة استمتاع جنسي فعلي قد يتكرر بصورة ما نتيجة لهذا التصعيد.
لاشك أن تنوع حالات التصعيد هذه ترتبط بالقدرة التحسسية النفسية والبدنية لذا لا نجدها متساوية عند الأفراد بل نشهد لها تفاوت بالإستجابة في حالة قياس حالات متماثلة في الوضع العام, لكن عوامل الأنا المتفاوتة بالقوة بين مختلف الأفراد هي التي تتحكم بردة الفعل الناتجة عن التصعيد. ففي دراسة قام بها بعض المختصين لقياس درجة التصعيد عند مجموعة من الجنود الأمريكان أثناء الحرب الفيتنامية, وجد تفاوت كبير بدرجة التصعيد من الأقل وطأة إلى أشدها مع العلم أن الجميع في أعمار متقاربة وفي تجارب وحالات شبه متماثله, عزت الدراسة النتيجة إلى عوامل بدنية أكثر منها نفسية أو تربوية وتنشئة مردها طبيعة التركيبات البدنية قياسا مثلا إلى نوعية فصيلة الدم .
هذه القدرات في التعاطي هو الذي يُغني الحياة الإنسانية فكل منا ينفَس عنها بطريقته الخاصة وحسب ما في تكوينه البدوي من تكييف للواقع أو تكيف معه تشترك مع عوامل الفطرة والتجربة والتعليم ومستوى الأداء وغيرها من المعطيات التي تصيغ الشخصية الإنسانية ,هي نفسها التي تصيغ حدوثية الرؤية الحلمية وسيرورة ما فيها من إنفعالات رمزيه وأحيانا واقعية ليختلط فيه كل الواقع الإنساني دون أن نشعر بفاعليته إلا من خلال ما نستخلصه من وقائع الحلم أو ما يترسخ منه في الذهن.
النفس مثلاً لا يمكنها مخاطبة العامل الخارجي إلا من خلال مخاطبة العقل، وتُقاس حسب هذا المعيار باقي القدرات الفردية الموروثة أو المكتسبة محولة الدوافع إلى أفكار في صعيد النظام العقلي بما يشبه الإحيائية فتكون أشياء واقعية محسوسة, فيما يبدو أننا نحمل في لا شعورنا الاستجابة المختلفة بردات فعل مختلفة حيال مثير معين واحد لكن باختلاف عوامل الزمان والمكان والحال المادي.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلم في دائرة الفهم العلمي
- علاقة الأحلام بالعقل ونظامه التشغيلي
- الحلم ومحدد الزمن
- الأحلام صور عقلية منتجة
- إشكالية الحداثة في تجسيدها للواقع الما بعدي
- أزمة الفهم الديني وإشكاليات القراءة ح1
- أزمة الفهم الديني وإشكاليات القراءة ح2
- الولادة الفكرية وأزمة التكوين ح2
- الولادة الفكرية وأزمة التكوين ح1
- الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح1
- الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح2
- سلعو وشنه , قصة قصيرة
- التجديد الفكري واعادة قراءة الفهم الديني
- الكتب والصحف في النص القرآني
- مفهوم التناقض والتضاد
- الحاجة والضرورة اختلاف مفاهيم ودلالات
- النظام الأثري وقيمه
- التنظير و النقد الفكري
- مصطلح الأثرية
- الحوار ومبدأ التواصل ح1


المزيد.....




- نتنياهو يعلق على قبول حماس وقف إطلاق النار والسيطرة على الجا ...
- لوكاشينكو: العالم أقرب إلى حرب نووية من أي وقت مضى
- غالانت: عملية رفح ستستمر حتى يتم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح ...
- الرئيس الجزائري: لا تنازل ولا مساومة في ملف الذاكرة مع فرنسا ...
- معبر رفح.. الدبابات تسيطر على المعبر من الجانب الفلسطيني مع ...
- حرب غزة: هل يمضي نتنياهو قدما في اجتياح رفح أم يلتزم بالهدنة ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- كاميرا مثبتة على رأس الحكم لأول مرة في مباراة الدوري الإنكلي ...
- بين الأمل والخوف... كيف مرّت الـ24 ساعة الماضية على سكان قطا ...
- وفود إسرائيل وحماس والوسطاء إلى القاهرة بهدف هدنة شاملة بغزة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الفعل البيويلوجي أثناء التحلم أو الحلم