أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الرحيم التوراني - رحيل الفنان التشكيلي المغربي فريد بلكاهية: جنازة صغيرة لفنان كبير














المزيد.....

رحيل الفنان التشكيلي المغربي فريد بلكاهية: جنازة صغيرة لفنان كبير


عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب

(Abderrahim Tourani)


الحوار المتمدن-العدد: 4586 - 2014 / 9 / 27 - 23:25
المحور: سيرة ذاتية
    


الجمعة 26 سبتمبر 2014،
حوالي الرابعة مساء، أمام مقبرة الإمام السهيلي بباب الرب في مراكش، تجمع بضعة فنانين تشكيليين ومثقفين، وصلوا من الرباط وفاس والدار البيضاء. ومن مراكش طبعا. ينتظرون وصول جثمان صديقهم الفقيد الفنان التشكيلي فريد بلكاهية. الذي وافته المنية في الليلة السابقة بمنزله في مراكش، إثر صراع طويل مع داء السرطان.
سيارة شرطة زرقاء وقفت أمام مدخل المقبرة، وأخرى تحمل لوغو القناة الثانية. فيما كانت محجبة تبحث عمن يخصها بتصريح حول مكانة الفقيد، وبيدها ميكروفون القناة الأولى، وقف أمام كاميرتها المخرج لحسن زينون والتشكيلي عبد الحي الملاخ، فيما رفض الفنان الحسين طلال نجل الفنانة الراحلة الشعيبية، التحدث إليها مبتعدا وهو يمسح دمعة عينه.
ثم ظهر شرطيان لتنظيم حركة المرور الخفيفة أصلا.
وهرع الحاضرون إلى رجل بجلباب أبيض لتقديم واجب العزاء، إنه رشيد بلكاهية شقيق
المرحوم، وظهر عمر الجزولي رئيس المجلس البلدي السابق للمدينة الحمراء ومعه ولده
ثم ظهر الفنان المهدي القطبي رئيس متاحف المغرب، بجلباب أبيض عاري الرأس.
المقبرة ملاصقة للقصر الملكي، لهذا سنفاجأ بأفراد من الحرس الملكي داخلها، بقبعاتهم الحمراء ولباسهم العسكري الشبيه بلباس المظليين، وهم منتشرون أمام أسوارها العالية لحراسة القصر الملكي.
المتسولون والمتسولات بالنقاب القديم اصطففن صامتين جالسين على رصيف بالمدخل، هكذا طلب منهم، كأنهم بكم، وحدهh أعينهم تتكلم. إن والي المدينة والجهة سيحضر..
سيصل شخص بخبر أن الصلاة على الجثمان في المسجد القريب، مسجد مولاي اليزيد بالقصبة. مئذنة المسجد تبدو من وراء سور القصبة، شبيهة بصومعة الكتيبة إلا أنها أصغر طولا. أخبرني الفنان غاني، المقيم بأمريكا، وكان حاضرا، أنها بنيت في نفس عهد الموحدين.
ذهب البعض للصلاة على الجنازة. بعد أداء العصر والصلاة على "جنازة رجل" ظهر النعش في صندوق، محمولا على الأكتاف، ملفوفا بلواء أخضر يحمل شهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" مطرزة باللون المذهب .
وتقاطر على باب المقبرة عدد كبير من الفقهاء، جلهم وصلوا على متن دراجات نارية بجلابيبهن البيضاء، تسبقهم لحاهم.
كنا ننتظر وصول وزير الشؤون الثقافية مثلا، وشخصيات رسمية سامية من الدولة والحكومة، لم يحدث شيء من ذلك.
جنازة لا ترقى إلى العطاء الكبير للفقيد في المجال الفني والثقافي ببلادنا.
سيطغى شعور وإحساس مر بالجحود انتشر بين القليلين ممن حضروا من الفنانين والمثقفين.
علقت صديقة تشكيلية لما رأت صور الجنازة أن عدد الفقهاء أكثر من الأصدقاء والأحباب.
كان حضور الرسام عبد اللطيف الزين مفاجئا للكثيرين، تحركت الألسن بالنميمة، هذا الرجل يعرف الكل عداوته اللدودة للمرحوم، وحين ظهر الناقد موليم العروسي تصحبه زوجته الفنانة كنزة بنجلون، بدأ حديث هامس وغاضب ينتقد بشدة دوره في تنظيم معرض معهد العالم العربي بباريس، بعضهم شكك في أهليته للقيام بهذا الدور، آخر تحدث عن صلته المشبوهة بمسؤول فرنسي بمعهد العالم العربي بباريس.
ولم يفلت المهدي قطبي من النميمة، لكن الكل تقدم للسلام عليه ومبادلته التعازي.
كانت الفنانة كنزة بنجلون رفقة امرأة أخرى مسنة هما المرأتان الوحيدتان اللتان حضرتا مراسيم الدفن، استغربت فنانة صديقة اتصلت بي كيف استسلمت رجاء للتقاليد البالية ولم تحضر جنازة زوجها، رجاء بنشمسي الكاتبة باللغة الفرنسية بقيت في البيت الذي يقع في منطقة النخيل الراقية، وقد التحق به بعض المشيعين، حيث تم تقديم الزبدة والعسل والزيتون مع الشاي والقهوة والكفتة للمعزين، كان عدد النساء بجلابيبهن ومناديل الرأس أكثر، ولم تكن فانو حاضرة، سمعت أن طائرتها ستصل من سويسرا اليوم السبت، وفانو هي ابنة فريد ورجاء وتبلغ من العمر عشرين سنة.
في المساء أخبرت القناة الأولى أن العاهل المغربي محمد الساس، بعث برسالة تعزية لعائلة الفقيد. أما قناة عين السبع "دوزيم" فأدرجت في آخر مواد نشرتها المسائية تقريرا مختصرا عن جنازة الراحل بلكاهية، وأعطي الميكروفون لأشخاص من بينهم يهودي مغربي يدير رواقا فنيا بالعاصمة الاقتصادية، كلهم أثنوا على مزايا وخصال ومكانة الفقيد.
سألني المراكشي الموظف بشركة الإنعاش العقاري "العمران":
- وهل دخل هذا الشخص المقبرة؟
لما أجبته بنعم انتفض بغضب:
- ما كان عليهم أن يتركوا يهوديا يتسلل إلى مقبرة المسلمين.



#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)       Abderrahim_Tourani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشنوق يشرب القهوة في السقف
- فتاة -النيكريسكو- وإدريس الخوري
- البيروقراطي والأرستقراطية
- ثلاث أقاصيص كاذبة
- القيامة فاتت من هنا
- لا عراء للوحيد
- أحلام مليئة بالأخطاء
- كلاب الأوطوروت
- عندما تمردت شخصيات الكاتب ضده
- عطلة استجمام في الوليدية
- المسطولون يتحدون التاريخ
- زمن بين رحلتين
- زمن بين رحلتين
- كلام كثير
- القبر الأخير
- حفلة بالطربوش الأحمر
- الاستشهاد مغادرة طوعية للحياة
- مقاولة -إنما الأعمال بالنيات-
- سكرة بجوار الموتى
- كم ثمن الفرح؟


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الرحيم التوراني - رحيل الفنان التشكيلي المغربي فريد بلكاهية: جنازة صغيرة لفنان كبير