أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الرحيم التوراني - الاستشهاد مغادرة طوعية للحياة














المزيد.....

الاستشهاد مغادرة طوعية للحياة


عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب

(Abderrahim Tourani)


الحوار المتمدن-العدد: 4543 - 2014 / 8 / 14 - 14:09
المحور: كتابات ساخرة
    


اليوم مات شاب يدعى مصطفى مزياني.
كان قيد حياته طالبا،
يعني في مقتبل العمر ...
مات في زنزانته بسجن الحكومة ولم يقتل ...
هو من اختار الموت وذهب إليه برجليه طوعا وطواعية...

لم يطلق عليه أحد الرصاص، أو دس له عدو ما السم في قهوته السوداء ...

شبع خبزا وقال له رأسه أن يغني، وكانت السياسة أغنيته المفضلة، لكنه لسوء حظه لم يساعده صوته، ولم يكن يجيد العزف على أي آلة سوى جسده النحيل المقطع الأوصال ...

حشوا رأسه بالأفكار القاتلة وأحكموا التوقيت، رغم الساعة الصيفية، وأرسلوه إلى جسده النحيل لينسفه في عز الحرارة والصهد ...

نسوا أن الشهداء يموتون في عز الشتاء والربيع.. أكتوبر، ديسمبر، فبراير، مارس...

حدثوه كثيرا عن الضحايا وقوافل الشهداء ...
عن المهدي بنبركة وغيفارا وسعيدة المنبهي وعمر بنجلون وعبد اللطيف زروال وعمر دهكون وأمين التهاني واجبيهة رحال ...
لم يتركوا ثقبا صغيرا في دماغه ورئتيه يتنفس.
ملؤوا كل الثقوب والتلافيف، وسدوها بأسماء الشهداء وقالوا له: هيت لك.. هذه فرصتك لتنتقم لهم ولنا.. ولك ...
أعجبته الفكرة البطولية ووافق من ضللوه. وقال: علاش لا.

فلماذا تتهمون اليوم الحكومة الموقرة؟

كان الأحرى بكم توقيرها، إن لم تتقدموا إليها بالشكر والامتنان لكونها قدمت المساعدة الكاملة لطالبكم وهيأت له كل الشروط والظروف المواتية لإنجاز أطروحته البطولية ...

قامت الحكومة الموقرة بمضايقته أولا، ثم عمدت إلى اعتقاله كي لا ينفر ويجفل.

أثقلت ملفه في المحكمة ورفضت كل الدفوعات التي قدمها محاموه.

أسكنته في زنزانة مريحة مكيفة بالأنين والألم الصريح..

لم تهرع لثنيه عن تهديده بالإضراب عن الطعام.

ولما نفذ قراره وأضرب تركته يفعل ما يريد، فالحقوق الفردية تكفلها حكومتنا الموقرة مائة بالمائة، ناهيك عن كونه في ضيافتها الكريمة..

والموت مكفول ومباح بقوة القانون القمعي..
هو أراد أن يؤذي نفسه، فليؤذها كما يريد ويشاء ...

لم تعر الحكومة الموقرة أي اهتمام للدعوات والبيانات المحبطة التي تفت من عضدها لترغمها على التراجع عن المكتسبات التي حصل عليها ضحاياها من الموتى القدماء أو من المرشحين القادمين.

هل محمد حصاد (وزير الداخلية) هو من حصد روح هذا الشاب المغرر به؟
هل شرقي الضريس (كتب الدولة في الداخلية) من عبأه ليضرس ثوم النضال بفمه؟
هل مصطفى الرميد (وزير العدل) هو من مرمده ورماه للنار والرماد؟
هل لحسن الداودي (وزير التعليم العالي) من أهدى جسد بطلكم للدود؟
هل عبد الإله بنكيران (رئيس الحكومة) هو من أرسله في الكار لتفخيخ جسده بديناميت الجوع؟

ثم إن هذا الشاب استحق مصيره، لأنه خان اسمه: "المزياني"، وضلل السلطات زمنا حين وثقت به وصرفت على دراسته حتى الجامعة،
هذا الإنسان "ما مزبان والو"، والدليل ما فعله في نفسه.

يكفي حكومتنا أنها تتحمل اليوم الاتنقادات الشديدة بكونها ترتكب المزيد من الأخطاء بصنع الأبطال والشهداء..
وهي من هذه التهمة براء،
أنتم من تصنعونهم وليست حكومتنا المصونة.
كونوا في المستوى وتحملوا مسؤولياتكم..لا ترموها في وجه الحكومة البريء.

اتقوا الله يا ناس في أنفسكم ولا تقذفوا المحصنات المصونات الموقرات مثل حكومتنا رعاها الله.




#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)       Abderrahim_Tourani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاولة -إنما الأعمال بالنيات-
- سكرة بجوار الموتى
- كم ثمن الفرح؟
- غبار محمل بالغضب
- زفزاف.. البوهيمي المفترى عليه
- فلسطين برازيلية لا عربية
- قتل حاخام مغربي فاشل
- -الخبز الحافي- إبداع مشترك لدييغو مارادونا ومحمد شكري
- قصة مباراة نهائية
- موعد غرام مؤجل
- فوزالدودة الضرورة
- لوح
- من أعمال سلفادور دالي غير المكتملة.. من مقتنيات متحف الجامعة ...
- ماذا يجري في حكومة هذا البلد الأمين الذي اسمه المغرب؟ بعد ضر ...
- قصة إدوارد موحا وما جرى له أو حكاية عن الجحود والغبن المخزني
- الدكتور محمد الحبابي: الزهايمر السياسي أشد خطورة وإدريس لش ...
- ميت في حانة
- لماذا اختار المخرج والممثل المغربي شفيق السحيمي المنفى الاضط ...
- المواجهة التلفزيونية بين رجل الإشهار نور الدين عيوش والمفكر ...
- مساسل -شوك السدرة- لشفيق السحيمي .. ما بين -بؤساء- الحكاية و ...


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الرحيم التوراني - الاستشهاد مغادرة طوعية للحياة