أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم التوراني - غبار محمل بالغضب














المزيد.....

غبار محمل بالغضب


عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب

(Abderrahim Tourani)


الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 02:32
المحور: الادب والفن
    


لا أعرف كم مر من الوقت عندما أفقت لأكتشفت أني داخل سرداب مظلم. كأني كنت نائما وأفقت على رعب حقيقي. هو رعب حقيقي. خاب أملي بأن يكون مجرد كابوس مزعج. لقد تم دفني خطأ. أسمع وقع الخطوات فوق السرداب القبر. أسمع غمغات. هل تعود لجيران مثلي دفنوا خطأ، أم هي لمن قاموا بدفني؟
حاولت الصراخ. لم أفلح. حاولت تمزيق الكفن الملفوف حول جسدي. لم يكن كفنا. استعملت يداي ورجلاي لأخرج من تحت الردم والأحجار، صرخاتي مكتومة. كان لي أمل في أن يسمعني الناس الذين يمشون فوق.
أصابني الإعياء واليأس. استسلمت للنوم. سمعت صوت انهمار المطر. لم يكن مطرا. أحسست بدبيب في كامل جسدي. بدأ من أخمص قدمي وأخذ يصعد حتى رأسي. فتحت فمي. أحلم بقطرة ماء. امتلأ لساني بالغبار البارد. تخيلته ماء. بلعته. أغمضت عيناي. ثم فتحتهما. ماذا رأيت؟ رأيتني واقفا مع زمرة من الناس المفجوعين، وجمهور من الفضوليين، أتساءل معهم عن أساب الانهيار، وعدد الأحياء والقتلى تحت الردم. تضاربت الأرقام والأقوال. كل واحد يدلي برقم. أو ينسج حكاية عن سماعه أصوات استنجاد آتية من تحت. لكني كنت حائرا. أفكر في اللغز.كيف قمت من تحت الأنقاض. تملكني الرعب. رعب حقيقي. حين وصل الموكب الرسمي لتفقد الحادث الرهيب: انهيار ثلاث عمارات فجرا على ساكنتها بالدار البيضاء. ركزت الكاميرا على وجوه المسؤولين. يعلوها الحزن إلى درجة البكاء. لم يكن حزنا حقيقيا. حتى أن الغبار طردهم جميعا من المكان.
عدت أنا إلى الأنقاض. أفتش عن جثثي. وجدت ساعة يدي، و لم أعثر على يدي. وجدت طربوشي من دون رأس، وحذائي بلا قدمين.
لاحقا رأيتني رقما في النشرة الرئيسية. شهقت. صعدت مع بقاياي إلى شاحنة جمع الأنقاض. انتقلت المذيعة إلى أخبار حرب غزة. ارتفع عدد الشهداء، الأرقام متضارية، كذلك الصور..

______________



#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)       Abderrahim_Tourani#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زفزاف.. البوهيمي المفترى عليه
- فلسطين برازيلية لا عربية
- قتل حاخام مغربي فاشل
- -الخبز الحافي- إبداع مشترك لدييغو مارادونا ومحمد شكري
- قصة مباراة نهائية
- موعد غرام مؤجل
- فوزالدودة الضرورة
- لوح
- من أعمال سلفادور دالي غير المكتملة.. من مقتنيات متحف الجامعة ...
- ماذا يجري في حكومة هذا البلد الأمين الذي اسمه المغرب؟ بعد ضر ...
- قصة إدوارد موحا وما جرى له أو حكاية عن الجحود والغبن المخزني
- الدكتور محمد الحبابي: الزهايمر السياسي أشد خطورة وإدريس لش ...
- ميت في حانة
- لماذا اختار المخرج والممثل المغربي شفيق السحيمي المنفى الاضط ...
- المواجهة التلفزيونية بين رجل الإشهار نور الدين عيوش والمفكر ...
- مساسل -شوك السدرة- لشفيق السحيمي .. ما بين -بؤساء- الحكاية و ...
- جريمة موزونة
- مقتل إسماعيل فاي بالرباط
- حائرة
- دانييل عليكم... ( في الغصب والاغتصاب والعفو وسحب العفو والإع ...


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم التوراني - غبار محمل بالغضب