عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب
(Abderrahim Tourani)
الحوار المتمدن-العدد: 4478 - 2014 / 6 / 10 - 16:24
المحور:
الادب والفن
أمام التلفاز تمدد فوق الأريكة يدخن متابعا مباراة نهائية في كرة القدم، هوايته المفضلة. وقفت أمامه. سألها أن تبتعد قليلا، تشاغب عليه الفرجة. لم تتحرك. انفعل إثر هجوم مضاد استهدف مرمى فريقه. زاد انفعاله. غطى جسدها كامل الشاشة. ارتفع هتاف واصف المباراة، وقف هو مرتبكا، لم يعرف ماذا حصل، هل تم تسجيل الهدف، أم زاغت الكرة عن المرمى، أو استقبلها الحارس العملاق ببراعته. دفعها بقوة بكلتا يديه كالكرة، سقطت على التلفاز. غاب صوت المذيع. سادت العتمة الشاشة. خرج إلى المقهى لاستكمال ما تبقى من عمر المباراة. لما عاد منتشيا بفوز فريقه، انتبه إلى امرأته مغمى عليها جنب التلفاز. فكر في إبعاد التهمة عنه. حملها إلى غرفة النوم. اتصل بالبوليس. جاءت شقيقتها. حضر الطبيب. هنأ الأخت. زغردت فرحة. أجهش هو باكيا. تأكد من حقد عائلتها عليه. فتح الباب للبوليس صائحا:
- "لست أنا. والله العظيم لست أنا ..."
أخذت أختها بخناقه:
- "وهل أتت به من الشارع يا حقير؟"
جثا على ركبتيه منهزما. لم تلتقط أذناه جيدا تهنئة الطبيب:
- "مبروك امراتك حامل".
وهل هذا وقت مباركة فوز فريقه بالبطولة؟
وقف، ثم سقط مغشيا عليه.
#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)
Abderrahim_Tourani#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟